عرض مشاركة واحدة
قديم 23-03-11, 12:43 AM   #1

taman

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية taman

? العضوٌ??? » 62057
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 6,430
?  نُقآطِيْ » taman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond repute
Icon24 يا لثارات الشهادة ..! بقلم :- آية فؤاد أحمد


في جانب محرابها جلست تقرأ في دفتر مذاكرتها(*),

أذكر يا أبي جلساتنا معًا نقرأ في السيرة النبوية تارة وفي كتب الإمام المجدد تارة أخري, تقص عليّا جانبًا من جهاد الصحابة في بدر ومؤته والأحزاب وحنين ! وتطرب آذاني لحديثك حول معارك الإخوان في حرب 48 ومعارك الكتائب في الشجاعية والزيتون وأيام الغضب, أذكر خفقان قلبي عندما تحدثني عن عملية استشهادية في الخليل وأخري في قلب ديمونا وثالثة في عسقلان !

قصُ عليّا يا أبي ولا تحرمني هذه الدُرر !

حدثني عن جهاد عماد و هدير طلقات عياش, أعطيني فيضًا من عبير عزام وقصص من جهاد الشيخ المؤسس !

قصص جهادهم بلسمًا يشفي لي جروح صدري كلما تذكرت الدرة وحجو ! تروي سيرهم ظمأ قلبي كما يروي الماء عطش المحروم منه منذ أيام.

مازلتُ أذكر يا أبي جلساتنا هذه في رحاب بيارتنا العامرة بالزيتون والبرتقال, أتذكرها يا أبي ! تشهد علينا أشجارها وثمارها تلك التي خضبتها دماء حسام في صباح يوم استيقظت فيه غزة على بحر من دماء ! ودعنا حسام يا أبي من دونك لكنك كنت بيننا بروحك النقية التي كنت تبث فينا العزم رغم الغياب وعظم الألم !

كل شيء يشتاقكَ يا أبي البيارة والأرض وأشجار الزيتون ورائحة المسك التي تفوح حيث سالت دماء حسام,

عمي ( أحمد) الذي خرج من غياهب سجون بني صهيون قبل أيام عجزت عن الإجابة حينما سألني عنك قلت عله بخير بعيدًا عنا على القرب ! تارة يقولون في سجن العقرب وأخري في سردايب أبو زعبل والطامة الكبرى عماه حينما يقولون هذا الاسم غير موجود لدينا !

روحك هنا يا أبي وأن غيبتك سجون أمن الدولة !

روحكَ هنا وان عذبوك فاليوم ألف مرة وسألوكَ عن شاليط ومخبئه !

روحكَ هنا يا أبي ولو سألوك أين هنية والزهار وإخوانهم, روحك هنا أبية مجاهدة رغم الشبح والتعذيب, روحك هنا تبثُ العزم فينا وفي أبناء وطني فيحملوا بنادقهم ويسددوا ضرباتهم وهم يقولون ( لكن الله رمي )

مازال صوتك وأنت تؤمهم ليلًا في صلاة الفجر يتردد على مسامعهم فيصيح أحدهم حين إطلاق وهذه لأجلكَ أبا حسام ولو غيبتكَ سجون كنزهم الاستراتيجي !


كل ليلة يا أبي أرددها ( أبي أنت حر وراء السدود أبي أنت حر بتلك القيود ) أتذكر يا أبي حينما أسمعتني إياها يوم أن أسر اليهود عمي أحمد قلت لي حينها أن لأخي أحمد روحًا قل وجودها لذلك هو هناكَ الآن وأنا هنا ! اليوم يا أبي يقولها عمي ويبكي شوقًا إليك !


كبر الصغار يا أبي وشاخ الكبار وفارقنا الكثير من الأحباب يعزُ علينا فراقهم وبعادكَ ! ولدت عائشة أختي طفل كالقمر أسمته حسام أخذ منه الرقة والجمال ومنك روح الجهاد رغم الصغر !


أمّا أنا فمازلت أقول لأسامة لا عرس قبل عودة أبي !

فمتي تعود أبتاه, تضمني إلي صدركَ كطفلة صغيرة رغم أنني في العشرينات, وتعود إلي بسمتي وتضمد جراحي وجراح جدتي التي أمرضها غيابكَ, وتعود أمي للحياة ( كم عانت أمي يا أبي ) أمي التي كبرت عشرات السنوات بعد استشهاد حسام وطول فراقك !


أبي سلامًا عليكَ وعلى مصر التي تئن في ظل الجراح التي لا تتوقف !




* جلسة صباحية جلستها مريم تستذكر فيها فيض من عبير أبيها الذي أستشهد في غياهب السجون المصرية بعد أن اعتقلته قوات أمن الدولة أثناء خروجه في رحلة للعلاج, وهي تشاهد في التلفاز حرائق تشتعل من هنا وهناك في مقرات أمن الدولة !

يا لثارات الشهادة !


taman غير متواجد حالياً  
التوقيع











رد مع اقتباس