عرض مشاركة واحدة
قديم 29-10-08, 06:51 PM   #3

Jamila Omar

نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة

 
الصورة الرمزية Jamila Omar

? العضوٌ??? » 4574
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,576
?  نُقآطِيْ » Jamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond repute
افتراضي

2- وردتان بين الأشواك...


قال جيرد لكاسندرا عندما استقرا في المقعد الخلفي من الليموزين:
" علي أن أبدي إعجابي بلباقتك! "
فتعجبت كاسندرا و سألته:
" لم تقول ذلك؟ "
ابتعدت عنه في السيارة قدر الإمكان, فراح يبتسم للمسافة التي جعلتها بينهما. اتراها لا تشعر بالارتياح بقربه؟ وفكر لحظة في ان يختبر نظريته هذه, لكنه سرعان ما غير رأيه.
" أي امرأة أخرى كانت ستزعجني بالأسئلة عن زواجي, وزوجتي, ولم لدي ابنتان عمرهما سنتان, ولا أعرف عنهما شيئا "
لوت كاسندرا رأسها, ثم ابتسمت بخبث وقالت:
" لا شك أنني أرغب بمعرفة كل ذلك, لكني أحترم رغبتك بالتحفظ. كما أنني عرفت عنك أمور كثيرة في المكتب. تقول الشائعات إنكما تزوجتما لتضما أموالكما معا وتؤسسا الشركة. ثم انتقلت هي الى نيويورك منذ سنوات, لتفتتح فرعا للشركة وتحاول أن تغزو أسواق أوروبا. وقد انجبت لك طفلتين لم تخبرك بشأنهما. اذا كنت تود إخباري بأكثر من ذلك لن أقاطعك "
أجفل جيرد وكاد يضحك لهذه الجرأة الغير متوقعة منها. كان يعلم أن ما أخبرته به لم يكن سرا, ما عدا بالنسبة الى التوأمين. وازداد فضوله وهو يراها تعرف الكثير عنه...هل هناك سبب خاص دفعها لذلك؟
" لم يكن زواجنا عاديا, كان زواج مصلحه. لقد تطلب تأسيس الشركة منا جهدا بالغا, ووقتا طويلا ومالا كثيرا. وكان الاشتراك في بيت واحد سيقلل من النفقات, ويزيد من ساعات العمل"
لم يكن يحاول تبرير العلاقة التي ربطته بمارلين, بل كان يشرح لها الأمر, لكنه لا يدري ما الذي دفعه للقيام بذلك.
" يبدو وكأنكما قمتما بتلك الخطوة لتنسيق العمل بينكما "
" نعم, كان هذا مبدأنا "
قال ذلك وتوقف فجأة عن الكلام, اذ لم يعد يذكر كيف بدأ ذلك كله. فهما بالكاد تقابلا, هو ومارلين خلال السنوات الثلاثة الاخيرة في واشنطن, لغداء عمل. وتابع يقول:
" أكثر ما كانت تطمح له مارلين هو أن تنجح هذه الشركة, فقد وجدت جو العمل أكثر تحديا واثاره, من علاقتها بي "
فقالت كاسندرا وهي تراقبه عن كثب:
" انه فعلا عام تحد وإثاره! "
" أعلم هذا. أفهم الان رغبتها المفاجئة في الانتقال الى نيويورك لافتتاح فرع هناك. لم تعد قط الى سان فرانسيسكو خوفا من ان تلتصق بالطفلتين بدلا من العمل, كما أظن "
" لا تحب كل النساء الجلوس في تابيت وتربية الأطفال "
" أظن ذلك! "
بدا واثقا مما قاله, بعد الحديث الذي دار بينهما امس في المكتب. قالت كاسندرا:
" ما أريده الان هو فرصة أبني بها حياة خاصة بي, وربما في نهاية المطاف سأتزوج وانجب أولادا. فالأولاد رائعون حين يرغب المرء في انجابهم. لكنني لا أريد أن أجبر على القيام بأي شيء "
" كما فعلت بك بالنسبة الى هذه المهمة؟ "
فأومأت ايجابا, وهي تنظر من النافذة الى ناطحة سحاب مانهاتن. كانت الغيوم البيضاء تزين صفحة السماء الزرقاء, وكانت حركة السير مزدحمة على الطريق الرئيسيه. تساءل جيرد عما اذا اشاحت نظرها عنه لتنظر الى المدينة حقا. أم أنها تحاول أن تبعد نفسها عنه لتستعيد رباطة جأشها.
" لا تكوني قاسية يا كاسندرا, فأنا لم أطلب منك الكثير! كل ما طلبته منك هو أن ترافقيني ليوم واحد, ريثما أحضر الطفلتين الى المنزل. هيلين تبحث عن مربية لهما , وأنت تملكين خبرة تنقصني. لو كنت مكاني لما كنت انتهزت فرصة وجود شخص ضليع بهذه الامور بقربك؟
فقالت دونما أكتراث:
" ربما "
" ما الذي أكسبك هذه الخبره؟ هل كان لديك الكثير من الاخوه؟ "
كان يعلم أنه تطرق الى أمور لم تشأ أن يتطرق اليها, لكنه شعر بالفضول لمعرفة ذلك. كانت كاسندرا باولز بجديتها ورزانتها, تترك لدى الاخرين انطباعا بأنها مجرد موظفة جيده, لكن لابد ان لها حياة خاصة وهو لا يطلب من موظفيه أن يمضوا أوقات الفراغ في العمل.
اجابت:
" في الواقع ليس لي أي أخوة! "
" لدينا حوالي نصف ساعه لنصل الى المكتب القضاي, لم لا تخبريني من أين أكتسبت تلك الخبره بشؤون الأطفال؟ "
ومضت دقيقة فكر فيها عن سبب اصراره على معرفة المزيد منها. أهو الفضول فحسب, أم أنه يريد ان يصرف ذهنه عن التفكير في تينك الطفلتين اللتين تنتظرانه؟ سبق له أن تفاوض بشأن صفقات بملايين الدولارات, لم يشعر الان اذاً بالتوتر للتفكير في مواجهة طفلتين صغيرتين؟
طال الصمت, فالتفتت كاسندرا ببطء لتنظر اليه. لم تكن تحب الحديث عن الماضي. ولطالما تمنت أن يكون لها أسرة كما في الحكايات الخرافيه...لكن كان ذلك حلما بعيدا عن واقعها. ورأت أن لا ضرر في ان تشرح له سبب عدم رغبتها في القيام بهذه الرحلة.
" ماتت أمي عندما كنت في السابعة. ولم يكن لدي أقارب أخرون, فأنتهى بي الامر في دار للرعاية. كان المنزل الذي وضعت فيه عندما كنت في العاشرة يعج بالاولاد, ولعبت دور حاضنة للأطفال لمدة ثماني سنوات. وعندما اصبحت في الثامنة عشرة, تخليت عن ذلك وأقسمت الا أقوم بهذا العمل مجددا "
" الى هذا الحين! "
" لا, فعندما ذهبت الى الكلية, احتجت الى النقود. وكان العمل الوحيد الذي أحسن القيام به هو رعاية الاطفال, فكنت أقوم بدور الحاضنة لأولاد أساتذتي في الجامعهة, وهكذا مضت أربع سنوات أخرى كحاضنة لأطفال الاخرين!
" والان اطفالي "
فقطبت جبينها وقالت:
" هذا صحيح, لم يكن هذا ما توقعت القيام به حين وظفتموني في الشركه. فأنا احمل شهادة في التسويق, وليس في رعاية الأطفال. أريد أن أستفيد من شهادتي, لا أن اكون حاضنة أطفال "
" كما أنني لم أفكر أنني قد أحتاج الى حاضنة في الشركة, اذ لم أكن اعلم أن مارلين ولدت توامين "
ولاذ جيرد بالصمت, متسائلا مرة اخرى كيف استطاعت مارلين أن تخفي عنه أمرا كهذا. فمع انه ما كان ليتمكن من اعادتها الى سان فرانسيسكو, الا انه كان من حقه ان يعلم بخبر ابنتيه .

* * * * *
كان المكتب القضائي التابع لـ (ستلر) و (راندال) و (بيبودي) في الطابق الثالث والثلاثين, من ناطحة سحاب. استقل جيرد وكاسندرا مصعدا سريعا, وسار جيرد نحو باب المكتب ففتحه, ووقف جانبا لتمر كاسندرا, وعندما دخل, تسمر على الفور بعد ان رأى طفلتين تلعبان بجانب أريكة مخملية قرمزية اللون. توقفت الفتاتان عن اللعب والتفتتا اليه والى كاسندرا تحدقان فيهما بعيون زرقاء لامعة.
كانتا صغيرتين للغاية. أخذ جيرد يحدق بهما دون ان يتفوه بكلمة, وراح يتساءل عما يفكران فيه.
" مرحبا "
حيت كاسندرا الكفلتين ودنت منهما. شعرت بالشفقة عليهما بعد أن تذكرت مدى خوفها حين ماتت أمها وذهبت هي لتعيش مع غرباء. لم يكن أي شيء مألوفا لديها, ولا معزيا. وكم افتقدت أمها حينذاك!
ركعت على ركبتيها باسمة أمام الطفلتين, ثم لمست يد كل منهما وقالت:
" مرحبا, انا كاسي, ما اسمكما؟ "
انتبه جيرد الى الرقة والدفء في صوتها. ابتسمت الطفلتان ونظرتا الى كاسندرا ثم أخذتا تقولان أشياء غير مفهومه. هل ستفهم كاسندرا أي شيء مما تقولانه؟ كان قد نسي أنهما صغيرتان ولا تتكلمان جيدا .
" السيد هنتر؟ "
حيته موظفة الاستقبال من وراء مكتبها وهي تبتسم بمودة
" نعم أنا هو "
" لديك طفلتان رائعتان, لقد رعيتهما طوال الاسبوعيين الماضيين. أنا اسفة لوفاة زوجتك! "
اومأ جيرد وقد شعر بالغرابة. لم يكن يعرف شيئا عن الأطفال, ولا عن ابنتيه. من حسن الحظ أن كاسندرا تعرف كل شيء, وقد الفتها الطفلتان كما يألف البط الماء. ها هن يتحدثن ويضحكن. وشعر جيرد للحظة بالغيره تنتابه, واخذ ينظر اليهن, فيما كانت موظفة الاستقبال تتصل بالمحامي لتخبره بوصول جيرد.
" سيكون السيد راندال معك بعض لحظه "
قالت موظفة الاستقبال ذلك من دون أن تلحظ تردده.
ما ان دنا جيرد من الطفلتين حتى زالت كل الشكوك التي ساورته. كانتا تشبهانه تماما حين كان طفلا, ولكن بترجمة انثوية. لم يرى فيهما أي شيء من مارلين ما عدا عينيها الزرقاويين, اتراهما ورثتا طوحها أو طباعها؟
قال لهما: " مرحبا! "
نظرت اليه الطفلتين بحذر, ووضعت الطفلة ذات القميص الاصفر ابهامها في فمها وهي تنظر اليه. فقالت كاسندرا وهي تزيح شعر الطفلة التي تمتص ابهامها عن وجهها:
" أنت طويل جدا, إما ان تحملهما, وإما أن تركع "
حدق جيرد الى العيون التي تراقبه, ثم جلس ببطء على حافة الاريكة, وقد استولى عليه الشعور بالضياع, ولم يعجبه ذلك. لقد قام على مر السنوات الماضية بتوسيع شركة هنتر الى البلاد القائمة على المحيط الهاديء, وهاهو ذا الان تتغلب عليه مشكلة طفلتين.
قالت كاسندرا للطفلة ذات القميص الوردي:
" ابتسمي, هذا (بابا). اخبريه بأسمك "
فقالت الطفلة وهي ترمقه بنظرات ثابته:
" اشلي "
وقالت الطفلة الاخرى وهي تخرج إبهامها من فمها:
" انا بريتاني "
فقالت كاسندرا:
" أشلي وبريتاني, هذا هو بابا. هل يمكنكما ان تقولا بابا؟ "
مضت لحظة صعق فيها جيرد للتغير الذ بدا على وجه كاسندرا. وتمنى لو تبتسم له بهذا الشكل. ولأول مرة أدرك كم هو محظوظ لأنها أجابته عندما استدعى هيلين امس في المكتب. فما كان بإمكانه أن يتعامل مع هاتين الطفلتين وحده. وقفت الطفلتان بجانب كاسندرا تهزان رأسيهما. ثم أخذت اشلي تثرثر بالكلام وراحت كاسندرا تستمع اليها وكأنها تفهم ما تقول, وهي تبتسم. ولعلها فهمت....أما هو فلا.
يفترض بالاب أن يتصرف بشكل أفضل. ماذا يمكنه أن يفعل؟ بدت له دنيا الاعمال والصفقات أسهل من التعامل مع هاتين الطفلتين.
بقيت كاسندرا مع الطفلتين في غرفة الاستقبال, عندما دخل جيرد للاجتماع مع محامي مارلين, توماس راندال. وبدا ان الطفلتان ألفتاها جيدا.
شعرت كاسندرا بالشفقة عليهما. لابد انهما عانتا الكثير بعد وفاة والدتهما. وقررت أن تبدل عدها لتجعل الأمور أسهل بالنسبة إليهما.
جلست على الاريكه واجلست كل واحدة منهما على جانب:
" سأخبركما بقصة ابنتين كبيرتين قابلتا البابا للتو......"
حاولت أن تشرح لهما ما ينتظرهما بجمل بسيطه. صورت لهما السفر بالطائره وكأنها مغامرة كبيره, والانتقال الى سان فرانسيسكو ببساطة غسل الأسنان.
عندما عرض توم راندال المحامي أن يقرا الوصية بصوت عالِِ, طلب منه جيرد أن يتصفحها بنفسه. ولم يستغرق هذا سوى عدة دقائق. فقد كانت الوصية قصيرة بسيطة. كانت مارلين توصي فيها بنصف الشركة التي تملكها معه لابنتيها, بإدارة إشراف زوجها والد الطفلتين. عندما انتهى جيرد من القراءة, نظر الى المحامي وقال وهو يتساءل كم يعرف هذا الاخير عن زواجهما:
" لقد ماتت شابه, وقد فاجأني موتها! "
فأومأ المحامي قائلا:
" لقد ذهبت لزيارة زوجتك قبل وفاتها مباشرة, كانت مريضة للغايه. أظنها أرهقت نفسها كثيرا ولم يكن لديها أي طاقه عندما دنت ساعتها "
فقال جيرد:
" ستفتقدها الطفلتان "
" لا أظن ذلك. فقد قامت برعايتهما مجموعة من حاضنات الاطفال ودبرات المنزل, في السنتين الأخيرتين. ولا اعتقد لأن الطفلتين متعلقتان بقوة بأي شخص, أو حتى بأمهما. وتقول موظفة الاستقبال عندي أنهما انسجمتا معها بسهوله.
" سأجعل حياتهما مستقرة ما ان اعود الى سان فرانسيسكو "
" هذا ما توقنعاه. لدي هنا كل المعاملات المكتوبه. يمكنك أن تطلب منا أي شيء يمكننا القيام به "

عندما انهى جيرد حديثه مع المحامي, عاد الى حيث كانت كاسندرا تقرأ للطفلتين قصه بصوت عال. لم يرينه في البدايه, فراح يتاملها وتملكه حنين غريب. هكذا تبدو الأسرة. الأم تكرس حياتها لأطفالها, والجميع في انتظار الاب.
لم يدرك من قبل أنه لا يملك أدنى فكرة عما هي الأسره. فقد رباه جده الذي كان عجوزا فظا. ونشأ في منزل اقتصر سكانه على الرجال, لكنه على الأقل وجد جده ليعيش معه عندما مات والداه, ولم يذهب الى دار رعاية مثل كاسندرا, ولن يدع ابنتيه تلقيان مثل هذا المصير.
كان هدفه في السنوات الماضية ان يحقق النجاح, فلم يفكر قط في انشاء أسرة, وها قد قدمت إليه الان أسرة جاهزه. هل ستكون خطوته التاليه البحث عن الزوجه؟
نظرت اليه كاسندرا وسألته:
" كيف تجري الأمور؟ "
" على ما يرام. لقد انتهيت هنا, يمكننا أن نذهب الان الى شقة مارلين, لنحزم أمتعة الطفلتين وألعابهما. كما انه علي أن أعرف ما علي عمله لإغلاق الشقه. بعد ذلك سوف أمر بالمكتب, لأتأكد من ان كل شيء انتهى هناك. سيكون (بول) في المكتب. أريد أن أراجع معه المشاريع الحاليه "
شعر جيرد بتوتر كاسندرا, وتذكر ما قالته بأن الجميع يوكلون إليها دائما حضانة الاطفال, ولكنه كان مجبرا على القيام بذلك. لن يأخذ بعين الاعتبار ما تحبه أو لا تحبه, فقد بدت طبيعية تماما مع هاتين التوأمين, ثم أن ذلك لن يستغرقك أكثر من يوم واحد. بعد ذلك, ستعود الى المكتب وتبتعد عن الطفلتين طوال حياتها اذا شاءت.
وقفت كاسندرا وقالت تخاطب الطفلتين:
" هيا بنا, فقد حان وقت العودة الى البيت. بريتاني تعالي معي, وأشلي, أذهبي مع بابا "
لم يكد يفهم معنى كلمة بابا....انه اذن والد هاتين الطفلتين.
حملت كاسندرا بريتاني ونظرت الى جيرد من خلال نظارتها. هل هناك لمحة من التحدي في نظراتها؟
حمل جيرد أشلي التي كانت خفيفة كالريشه, ونظر الى عينيه, فربتت على خده وابتسمت, فشعر بقلبه ينفطر. بدت له صغيرة وحيده, ليس لها احد غيره يرعاها. وتملكه الذعر. هل سينجح في ذلك؟
إنه لا يعرف شيئا عن الأبوة. ولو عرف أن زوجته حامل، لحاول التعرف إلى كل هذه الأمور، كأن يقرأن ويتعلم ما عليه أن يفعل، لا أن يجد نفسه فجأة أبا، من دون إنذار مسبق.
- دعنا نذهب يا بابا!
بدا الهزل في عيني كاسندرا وهي تقول ذلك، لكنها كبحت ابتسامتها. لا فائدة من أن تجعل جيرد يعلم أن تردده وعدم ثقته بنفسه، في هذا الوضع، قد أثر في نفسها. كان بالغ الحيوية في المكتب، لكنه يبدو الآن أشبه بمراهق مرتبك قبل أول موعد غرامي له. طرقت بعينيها وسارت أمامه. ما الذي جعلها تفكر في المواعيد الغرامية؟ إنها حاضنة أطفال لا غير. حاضنة يلقي بعبء طفلتيه عليها ثم يخرج إلى مكتب نيويورك متخليا عن كل مسؤولية لهذا النهار. على المرء أحيانا أن يقفل فمه.
تبعها حاملا حقيبة التوأمين الصغيرة، وانتظرته كاسندرا قرب المصعد، وسمحت لبريتاني أن تضغط على زري المصعد، فالأطفال يحبون دوما التجربة وتعلم الأشياء. ربما غضبت من أبيهما لإصراره على أن ترافقه، لكنها لن تفرغ غضبها على هاتين الطفلتين.

* * * * *

كانت شقة مارلين واسعة، أنيقة الأثاث، وتقع في وسط راقٍ. عندما دخلوا إليها، أنزل جيرد أشلي إلى الأرض، ووضعت كاسندرا بريتاني بجانبها. نظرت الطفلتان إليهما، فسألتهما كاسندرا:"أين غرفتكما؟".
أشارت أشلي إلى آخر الردهة.
حين وصلوا إلى غرفة الجلوس، وضع جيرد الحقائب على الأرض بجانب خزانة كتب مزخرفة كانت تحتل معظم الغرفة. وألقى نظرة على المكان وقد عجب لاهتمام مارلين بالمظاهر الأنيقة. كان منزلهما في نيويورك مريحا ذات أثاث متين وبعض التحف الرخيصة. ربما يناسب هذا الطراز هنا فكرتها عن الإقامة في نيويورك. لم تعجبه الشقة كثيرا، فقد كان يؤثر الراحة على الأناقة.
عندما همّت كاسندرا باللحاق به إلى الغرفة، قالت بريتاني: "لا، لا".
-ماذا؟
هزت بريتاني رأسها وهي تنظر إلى الغرفة بحذر، وتابعت تقول: "لا، لا".
ورن جرس الهاتف.
سار جيرد ليجيب، وقد تملكته الحيرة لتصرف بريتاني.
- ألو، جيرد هنتر يتكلم.
- السيد هنتر؟ معك "آني سيمونز". اتصل بي السيد راندال وطلب مني أن أكلمك. لقد كنت حاضنة الطفلتين، قبل وفاة والدتهما. فهمت أنك ستأخذهما إلى سان فرانسيسكو. لذا، فكرت أن أسألك إذا ما كنت بحاجة إلى مساعدتي، فأنا لن أبدأ عملا آخر قبل نهاية الأسبوع.
نظر جيرد إلى كاسندرا: "في الواقع لقد قررنا الرحيل غدا، ولكن إذا تمكنت من الحضور اليوم، سيكون هذا رائعا. بإمكانك أن تساعدينا في حزم أمتعتهما، وربما تقترحين علينا أين نلقي بالأشياء التي لن نأخذها معنا.
- بكل تأكيد، سأكون هناك عند الواحدة.
نظر جيرد إلى الساغة التي لم تبلغ الثانية عشر بعد، فقال:"حسنا، سنكون بانتظارك".
حين عاد كانت كاسندرا والطفلتان قد اختفتا. تبع أصواتهن فوصل إلى باب غرفتهما. كانت فسيحة يحتلها سريران صغيران، وخزانة ذات أدراج مكشوفة ودمى وحيوانات محشوة متناثرة في كل مكان أكثر مما يوجد في متجر ألعاب. بدا واضحا أن مارلين لم تكن تبخل بالهدايا على طفلتيها.
وقفت بريتاني بجانب الجدار تنظر إلى كاسندرا فيما بقيت تضع إبهامها في فمها. عجب جيرد لرؤيتها تضع دوما إصبعها في فمها، ولاحظ الفرق بين الشخصيتين. كانت أشلي ودودا فضولية ولا تخاف. بينما بدت بريتاني سلبية تتأمل الأمور بحذر، وخجولا هادئة. هل كان يقارن بينهما لأنهما توأمان، أم لأنه من الطبيعي أن ينتبه الوالد لهذا الفارق بين ابنتيه التوأمين؟ عليه أن يتعلم الكثير!
- قالت حاضنة الطفلتين إنها ستأتي عند الساعة الواحدة لتساعدنا في حزم أمتعتهما.
أومأت له كاسندرا، ثم خلعت سترتها وألقت بها على أحد السيرين. فراح جيرد ينقل نظراته بخفة على جسدها الرشيق.
لا يمكنه أن ينكر تلك الجاذبية التي شعر بها نحو كاسندرا باولز والأفضل أن تبقى الأمور عند هذا الحد. إنه افتتان عابر، وسرعان ما يعود بعده إلى عمله وينساها... أو هذا ما كان يرجوه.
- إذا عثرت على الحقائب، سأبدأ بحزم الأمتعة .
قالت كاسندرا هذا وهي تفتح درج الخزانة. فقد قررت أن تبدأ بحزم الأمتعة ، إلى أن تحضر حاضنة الطفلتين، فتقومان معا بفرز ما تفضله الطفلتين من ألعاب وكتب.
كما أنها ستتأكد منها عن عادات التوأمين، وما تحبانه وما تكرهانه، فالطفلتان المسكينتان بحاجة إلى عون كبير، وهما تنتقلان إلى نظام جديد مختلف كليا. نظرت كاسندرا إلى جيرد فأجفلت وهي ترى نظراته شاخصة عليها. ابتلعت ريقها بصعوبة، وشعرت بقشعريرة تسري في جسدها، ثم انتقلت من مكانها وأدارت له ظهرها. كان الإحساس الذي شعرت به غريب لم تختبره من قبل. أتراه الغثيان؟ لا، بل هو نتيجة الشعور المستمر بوجود جيرد معها.
راحت تفكر بكيس ملابسها الذي وضعت فيه بنطلون جينز وقميصاً، ربما عليها أن تغير ملابسها، قبل أن تقوم بأي عمل آخر.
- قد يستغرق العثور على الحقائب بعض الوقت.
قال جيرد هذا وهو يخرج إلى الردهة، ليدخل غرفة النوم الثانية. ما الذي يريده؟ آه، حقائب للطفلتين. وضغطت كاسندرا كفيها على خديها وقد شعرت بالحرارة. كانت تتصرف كمعتوهة، إنها هنا للاهتمام بطفلتيه ولا شيء آخر. عليها أن تتذكر ذلك كل دقيقة!
تبعت جيرد فوجدته في غرفة، لا بد أنها كانت غرفة زوجته، فقد كانت أغراض مارلين مبعثرة في كل مكان فيها. كان السرير غير مرتب، وكأن مارلين استيقظت في ذلك الصباح لتتوجه إلى المستشفى. شعرت كاسندرا بوخزة ألم. كانت مارلين وحيدة وهي تموت. ولو أن رحلة جيرد إلى بانكوك ألغيت، أو أن الإعصار لم يحدث هناك، لكان جيرد إلى جانبها في تلك اللحظة.
وعندما رأت الكآبة في عينيه، قالت له برقة:"آسفة لأنك لم تستطع العودة من رحلتك في الوقت المناسب".
- لم أعلم أنها كانت مريضة. كان عليها أن تخبرني!
- ربما لم تدرك خطورة مرضها إلا في ما بعد!
- كنت سألح على الأطباء بأن يبذلوا كل ما في وسعهم، لتبقى حية!
- أنا واثقة من أنهم بذلوا كل ما في وسعهم ليبقوها حية!
أرادت أن تعزيه، إلا أنها لم تعرف ما تقول. هل يريد أن يتحدث عن ذلك؟ تقدمت نحوه وضغطت على يده تؤاسيه، فقال لها: "لا أعرف شيئا عن رعاية الأطفال".
- ستتعلم ذلك!
وتناهت إلى مسامعها ضحكات عالية من غرفة التوأمين فقالت: "أظن أنه من الأفضل أن أذهب لأرى ما تفعلانه".
قالت كاسندرا هذا وضغطت على يده لآخر مرة، قبل أن تتركها ببطء. لكنه بقي ممسكا بها لحظة قبل أن يتركها، وقال: "سأبحث عن تلك الحقائب".
فتح غرفة الملابس ليجد الثياب تملأ المكان. ووجد في الخلف عند اليسار، حقائب من الجلد الثمين. وحين سحبها، احتك بالملابس، ففاح منها شذا عطر مارلين. لم يستطع أن يصدق انه لن يراها مجددا، ولن يناقش معها أمورا تتعلق بالعمل. لم يستطع أن يصدق أنه لن يسمع أحلامها الطموح التي غالبا ما كانا ينفذانها. لم يستطع أن يصدق أنهما لن يتجادلا في التوسع، ولا في النفقات التي كان دوما يطلب معرفتها
هز رأسه ونبذ تلك الذكريات من ذهنه، ثم توجه إلى غرفة الطفلتين، كانت كاسندرا تثرثر مع الطفلتين وتضع الثياب على السرير. فسألها جيرد وهو يبحث عن مكان يضع فيه الحقائب:"عماذا تحدثينهما؟".
-عن بيتهما الجديد، أظنهما ستشعران براحة أكثر إذا أخبرتهما مسبقا بالتغيير. ضع الحقائب على الأرض، فما من مكان آخر. خذي يا أشلي، ضعي هذا في الحقيبة.
وناولتها ملاءتين مطويتين. فسارت أشلي إلى الحقيبة وألقتهما فيها، فتمتم جيرد:"أحسنت يا أشلي!".
فضحكت كاسندرا وقالت :" لا بأس، فهما تريدان أن تساعداني".
قالت هذا وهي تناول بريتاني الشيء نفسه. فسألها وهو ينظر إلى كومة القمصان التي بدأت تعلو في الحقيبة: "ولم لا تفرغين الدرج في الحقيبة وينتهي الأمر، إذا كنت لا تريدين ترتيب المحتويات؟".
- عندما تنامان، أرتب كل شيء. أما الآن، فهذا العمل يشغلهما ويشعرهما بأنهما تساعدان وتساهمان في هذا الانتقال.
- تحليل نفسي أيضا؟
ورفع حاجبيه يتأملها.
- إنها، في الواقع، طريقة عملية ناجحة. يمكنك أن تساعد في هذا.
- لديك من يساعدك. أما أنا، فسأذهب لتفحص أغراض مارلين لأرى إن كنت أعثر على أوراقها الشخصية وآخذها معي. علي أن أجد شخصا ليقفل هذا المكان.
فقالت:"إبحث عن شيء تحتفظ به للطفلتين من أمهما عندما تكبران. حينها لن تتذكراها، ولكن سيسعدهما اقتناء شيء كان لوالدتهما".
ميز جيرد في صوتها نبرة كئيبة، فسألها بلطف:"وهل لديك أنت ما يذكرك بوالدتك؟". كان يعلم أنه يتطرق إلى موضوع شخصي، ومع ذلك أراد أن يعلم.
هزت رأسها وقالت:"لا، ولهذا أعرف أنهما ستحبان ذلك. كان لدينا أشياء قليلة للغاية، ولا أدري ماذا حدث لها. أخذت معي دمية واحدة، هذا كل شيء!".
- كم هذا قاس!
تذكر شكوى جده، عندما مات أبواه، من أن عليه اختزان الأثاث والصناديق في مكان ما خلف البيت. قالت له كاسندرا باسمة، وهي تميل رأسها قليلا:"حدث ذلك منذ وقت طويل!".
- سأبحث عن أشياء للفتاتين، يمكنني أن أشحن كل شيء إلى سان فرانسيسكو.
قال هذا وقد خفق قلبه لابتسامتها.
- أنت الرئيس هنا، لكنهما قد لا ترغبان في هذا الأثاث، التذكارات تكفي.
خلع جيرد سترته، وعلقها على كتفه، ثم توجه إلى غرفة الجلوس حيث ألقى بالسترة على مسند الأريكة ونظر من حوله. كانت اللوحات الفنية الثمينة تغطي الجدران والتماثيل والآنية المزخرفة تنتشر في كل مكان، أتراها كانت ذات قيمة خاصة بالنسبة إلى مارلين، أم أنها اختارتها لتكمل بها الديكور؟ تعجب لكونه لا يعرف إلا القليل عن المرأة التي تزوجها، على مدى ثلاث سنوات. اجتاز الغرفة، ثم توقف قرب مكتب أثري. كانت الأدراج تحتوي على أواق مارلين، وقوائم حسابات حديثة، وحسابات مصرفية ودفتر عناوين وأشياء أخرى.
جلس وأخذ يتصفح كل شيء. وعندما وصلت الحاضنة"آني سيمونز" عند الساعة الواحدة، كان جيرد يشعر باللهفة للهرب من هذه الشقة التي بدت له أشبه بمستشفى مجانين.
كانت الطفلتان تذرعان غرفة الجلوس ذهابا وإيابا بينه وبين كاسندرا، ترددتا في البداية في دخول غرفة الجلوس. لكنه أخبرهما أن بإمكانهما أن يأتيا إليه متى شاءتا، وهكذا أخذتا تضحكان وتصرخان وتركضان.
كانت آني سيمونز في أواسط الأربعينيات. حيتها الطفلتان بابتسامة سعيدة وعانقتاها، ثم راحتا تتكلمان بسرعة فلم يفهم جيرد شيئا. ومع ذلك، بدا له أن آني وكاسندرا كانتا تفهمان. أترى النساء يقدرن دون الرجال، على ترجمة ما يقوله الأطفال؟
قالت آني بعد أن استمتعت بما قالته الطفلتان : " من المؤكد أنني سأفتقد هاتين الطفلتين. إنهما طيبتان للغاية! أنا آسفة يا سيد هنتر لخسارتك زوجتك".
أما جيرد برأسه، بعد أن شعر مرة أخرى بالارتباك. أراد أن يمر بالمقبرة عندما يعود إلى المكتب ليرى مكان ضريحها، ويرى ما إذا كان كل شيء يليق بمارلين.
قالت كاسندرا للمرأة وهي ترمق جيرد باستغراب: "أرجو أن تكتبي لنا لائحة عن التوأمين وعما يحبانه، لأننا سنرحل غدا إلى سان فانسيسكو".
- يسرني أن أخبركما بكل ما أعرفه. لقد بقيت معهما خمسة أشهر. الأطفال ينمون بسرعة في هذه السن، تفاجأت لرؤيتها أطول قامة هذه المرة، مما كانتا عليه آخر مرة رأيتهما فيها.
قال جيرد متلهفا للخروج:"كاسندرا، علي أن أذهب إلى المكتب، هل يمكنك أن تهتمي بكل شيء هنا، ريثما أعود؟".
- بكل تأكيد!
وأغلق جيرد الباب خلفه.
سألتها آني: " هل أنت حاضنة التوأمين الجديدة؟".
- لا، فأنا أعمل في شركة هنتر في سان فرانسيسكو . جئت لأساعد جيرد، فحسب، في أخذ الطفلتين إلى بيتهما.
قالت كاسندرا هذا بسرعة، وخشيت أن يظن أحد، حتى آني، أن دورها في الحياة هو أن تكون مربية لهاتين الطفلتين. إنها مجرد مهمة ليومين فقط! وهذا كل شيء.
أخذت تنظر إلى أشلي وهي تركض إلى النافذة لترى أباها وهو يغادر البيت، وراحت تتساءل عما إذا كانت ستتمكن مستقبلا من المرور على بيت جيرد، من وقت لآخر، لتراهما. لكنها ما لبثت أن سارت إلى غرفة النوم مقطبة الجبين. لم تكن تريد أن تجعل بينها وبين الطفلتين صلة، لقد سبق أن خططت لمستقبلها.

* * * * *

عاد جيرد إلى الشقة بعد الخامسة، فوجد كاسندرا جالسة على إحدى الكراسي الأنيقة قرب المدفأة، تحمل كتابا مفتوحا، وقد ارتدت جينز وبلوزة قطنية بسيطة. وعندما أغلق الباب رفعت نظرها إليه تسأله: "هل سار كل شيء على ما يرام في المكتب؟". فأومأ برأسه، ثم دخل الغرفة ونظر حوله.
- ستستقر الأمور حالا في المكتب، "بول وينستون" سيكون مديرا عاما جيدا.
ثم سألها وهو يجلس على الأريكة: "أين التوأمان؟".
-لقد خلدتا للنوم، منذ فترة قصيرة. قالت آني إنهما تنامان قليلا، بعد ظهر كل يوم. بعد هذا اليوم المتعب، أظنهما ستنامان فترة أطول، مع أنه علينا أن نوقظهما بعد قليل، لتتمكنا من النوم في الليل.
فك جيرد ربطة عنقه، وألقى برأسه على مسند الأريكة. نظرت كاسندرا إليه وهي تفكر بمقدار التعب الذي ما زال يشعر به. لم تكن رحلتهما القصيرة بالطائرة كافية لكي ينام جيدا.
سألته بعطف"هل أنت متعب؟".
- أشعر بحاجة للنوم لأسبوع كامل!
- آسفة، لكننا سنرحل في الصباح!
- هل أخبرتك آني سيمونز بعض الأمور عن الطفلتين؟
- تعلمت منها الكثير، كان عليك أن تبقى هنا. ماذا لو نسيت أن أخبرك بشيء عنهما، أو كان لديك أسئلة نسيت أن ألقيها عليها؟ لقد أخذت رقم هاتفها، لذا يمكنك أن تتصل بها، إذا أردت أن تعرف المزيد، فقد علمت أن أشلي تصاب بنوبة غضب إذا لم تحصل على ما تريد، وبريتاني تركض وتختبئ. لا تحب بريتاني البيض، ولم تكن زوجتك تحب أن تتجول الطفلتان في الشقة، خوفا من أن تتلفا الأشياء. وذلك يوضح ترددهما في دخول غرفة الجلوس.
لاحظ جيرد نبرة السخط في صوتها فأراد أن يبتسم. ربما لا تحب أن يلقي عليها الآخرون بأولادهم، لكنها تقف في صف هؤلاء الأولاد وتناصرهم. يبدو أنها تفضل أن يركض الأطفال في كل مكان في بيتهم، وفي الواقع، كان هذا رأيه هو أيضا.
- أريدك أن تخبريني المزيد عن الطفلتين.ماذا سأفعل عندما سآخذهما إلى البيت؟
واتكأ على الأريكة مصغيا إلى صوتها:
- أرجو أن تكون هيلين قد وجدت لك مربية.
فسألها:"أتظنينني لن أنجح في أن اكون أبا عازبا؟". كان الفضول يتملكه ليسمع جوابها.
- نظرا لسلوكك معهما هذا النهار، يبدو أنك ستكون أبا ممتازا، فقد كنت صبورا تماما معهما، ستحتاجان إلى كثير من الحب والاهتمام والإرشاد.
- سيكون الأمر أسهل لو كان عندي زوجة!


Jamila Omar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس