قالت بهدوء وهي تنظر الى حقائبها الموضوعة على الأرض قرب أحد الأبواب الثلاثة . " تلك غرفة نومك , هانا جهزت لك الفراش , هناك جهاز تبريد لأيام الصيف الخانقة , لا أظنك تحتاجين اليه الليلة , دعيني أرى بقية البيت , فلن يطول ذلك". دخل بيل مع هيلين كل الغرف والمطبخ والحمام وأراها مكان مفاتيح النور وصنابير الماء , ثم أخذ حقائبها الى غرفة النوم وأغلق خشب النافذة , عندما أنتهى من كل ذلك أستدار ونظر الى هيلين قائلا: " أما زلت لا تريدين العودة وقضاء الليل في بيتنا؟ هانا ستكون....". لم تدعه يكمل حديثه: " لا , شكرا يا بيل". وأبتسمت رافعة ذقنها الى أعلى بكبرياء: " سأتدبر أمري , أنا معتادة على مواجهة كل الأمور وحدي وسأكون بخير , فلا تخش شيئا". كم كانت عيناها الزرقاوان المائلتان الى اللون الرمادي صافيتين وجميلتين , رأى بيل كل ذلك وأطال النظر اليها بتقدير جعل عينيه هو تلمعان. " طبعا , أنا متأكد من ذلك , لكن أن أحتجت الي .......". وأشار برأسه الى جهاز الهاتف الأبيض الموضوع على طاولة جميلة بجانب غرفة النوم: " أستعمليه , سأعطيك رقم هاتفي". ومشى ببطء بأتجاه الجهاز باحثا في جيوبه عن ورقة وقلم . " تعالي لأريك كيف تستعملينه , ترفعين السماعة , وتضغطين على هذا الزر حتى تجيبك عاملة الهاتف وتعطيتها الرقم , وأن لم تفهم قولك أذكري أسمي فقط , حسنا؟". " نعم , أشكرك يا بيل". راقبته هيلين وهو يبتعد في الممر ثم يختفي في العتمة , دخلت وأقفلت الباب واضعة المزلاج في مكانه بحرص شديد , أنزلت الستائر في غرفة الجلوس ودخلت غرفتها مصممة أن لا تفكر في شيء مما حدث فهي متعبة وتريد أن تأوي الى فراشها , فقط تريد أن تشرب شيئا قبل النوم. أراها بيل قبل ذهابه الأشياء التي أحضرها لها والتي رفض بشدة أن يأخذ ثمنها , قهوة , شاي , سكر وحليب , كذلك أحضر لها الخبز والزبدة والجبن وبعض الفاكهة الطازجة , جميل منه أن يفكر بذلك أو ربما كانت هانا من حضر لها هذه الأشياء؟ كم هي مرتاحة لهما وخاصة هانا التي أظهرت لها ودا صادقا . أكملت ترتيب ثيابها وتعليقها في الخزانة وسارت بأتجاه المطبخ. جمدت في مكانها , ما هذا؟ طرقة عنيفة على الباب , من تراه يكون؟ وبسرعة تطلعت بأتجاه الهاتف كأنما لتتأكد أنه ما زال في مكانه , لكن لماذا الخوف , قد يكون بيل نسي شيئا. طبعا أنه بيل . وذهبت صوب الباب المقفل. " بيل؟". سألت بنوع من الرجاء : " لا , آنسة كاربنتر , أسمي لوغان , جيك لوغان". جاء الجواب وأحست هيلين بجفاف في حلقها , فماذا تفعل؟ " كنت ذاهبة الى النوم". كان كل ما أستطاعت التفوه به . " لن أمكث لحظة , فقط أريد أن أعطيك المفتاح". لم يكن لها الخيار , ربما كان من الأفضل المواجهة الآن , مدت هيلين يدها المرتجفة وفتحت الباب. |