عرض مشاركة واحدة
قديم 28-03-11, 01:29 PM   #13

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

2- الرجل

لم تكن هيلين قصيرة القامة ومع ذلك أضطرت للتطلع الى أعلى لترى الرجل الواقف أمامها والمتكىء بشيء من اللامبالاة على حافة الباب.
كان قلبها يخفق بسرعة لرؤية هذا الرجل الرهيب أخيرا.... الرجل الذي سمعت عنه تلك الأخبار المقلقة .
وعبر المسافة القصيرة التي تفصل بينهما ألتقت عيناها بعينيه , وأرتخت ركبتا هيلين من الصدمة , هذا أسوأ , أسوأ بكثير مما توقعت , وكأنها في مواجهة قرصان! كان عليها التمسك بشدة لمقاومة رغبتها الغريزية بأغلاق الباب في وجههه.
طوله أكثر من ستة أقدام , أكتافه عريضة , شعره الأسود اللامع مبتل , وكأنه كان يسبح قبل مجيئه الى هذا المكان... ربما فمه حسن التكوين شهواني عليه مسحة قوة , ثم تلك العنجهية , تلك الثقة الكبيرة بالنفس والتي جعلت القشعريرة تسري في جسمها , كان يضع رقعة سوداء فوق عينه اليمنى وكأنها اللمسة الأخيرة لرسم تلك الصورة المخيفة , فوق هذا كله تلك البسمة الساخرة السريعة وكأنه كان يعرف...
" هل سأدعى للدخول أم لا؟".
كم أرادت أن تقول لا , لكنها تراجعت الى الوراء فاتحة الباب على مصراعيه حتى بعد أن أصبح في الداخل تركت الباب مفتوحا , أستدار اليها وقال:
"لا تخشي شيئا , لن يطول بقائي , لكن طبعا.... يجب ترك الباب مفتوحا, هذا أضمن!".
كان صوته عميقا , وبه بحة خفيفة و... بأختصار كان هذا صوته .... رغما عنها أحست برعشة ما , هذا الصوت المليء بالتحدي والذي يخفي وراء أي كلام يقوله شيئا ما وكأنه يقول :
" أعرف تماما أنك سمعت عني كل شيء , لكن الحقيقة أنني لا أبالي مطلقا بذلك".
وبالفعل كان منظره يوحي بأنه لا يعير أدنى أهتمام لآراء الغير فيه , أخرج المفتاح ووضعه على الطاولة.
" هناك الكثير من الأمور التي يجب بحثها , لكن ليس الليلة فأنت متعبة كثيرا بعد كل هذا السفر".
لكن لماذا أحست هيلين بالأهانة في كلامه؟
" بالفعل".
أجابته ببرود:
" ربما غدا".
" بالتأكيد".
وأحنى رأسه موافقا .
" جئت أيضا لأخبرك أنني أسكن في البيت المجاور أن أحتجت أي شيء".
" لطيف منك ذلك ".
وبدأت هيلين تعود الى أتزانها الطبيعي حتى أنها أستطاعت أن تبتسم لهذا الرجل.
" لكن بيل... السيد أنز وأخته كانا لطيفين جدا وأحضرا بعض الطعام".
" نعم , أعرف ذلك".
تمهل قليلا ثم قال :
" أنها جزيرة هادئة , لكن أن أزعجك شيء فأصرخي فأسمعك".
وقفت بدون حراك , بالطبع لا تستطيع أخباره بأن خوفها الوحيد الى الآن كان منه هو.
" أشكرك يا سيد لوغان , لكنني أستطيع تدبر أمري".
قالت بهدوء, ونظر الرجل اليها بتلك العين الواحدة ذات اللون البني الداكن نظرة كلها برودة , ومرت بسمة خفيفة على وجهه:
" أنا أكيد من ذلك , تصبحين على خير".
أنسحب بهدوء مغلقا الباب خلفه قبل أن تتمن من التحرك لتفعل ذلك وبقيت جامدة في مكانها , تلك الأبتسامة الساخرة بقيت معها , هذا النفور السريع المتبادل , الجو المشحون منذ دخل والذي بدون شك شعر به هو أيضا , ما زال يملأ فضاء الغرفة.
أقفلت هيلين الباب , لكن من قال أنه لا يملك مفتاحا آخر , ولكثرة أضطرابها لم يخطر ببالها أنه ليس بحلجة لأقتحام البيت عليها , هذا الرجل لم يظهر أدنى أهتمام بها كأمرأة ولم يظهر عليه مطلقا أنه وجدها جذابة أو جميلة , أستغرقت هيلين في التفكير , تلك كانت حقا تجربة ( جديدة) وغريبة.
كانت معتادة على التعبير الصريح عن أعجاب الرجال بها , تتلقاه دون حرج ولا غرور منذ كانت في الخامسة عشرة من عمرها وبعد أن تحولت من تلك الفتاة الصغيرة المكتنزة الى المرأة الجذابة ذات القوام الجميل والأنوثة الصارخة , لكن هذا الرجل الكامل الرجولة المعتد بنفسه تصرف معها وكأنه أمام فتاة صغيرة أو ربما غلام لا يثير فيه أية رغبة!
تطلعت هيلين الى وجهها في المرآة , وأحست ببعض الراحة لموقفه هذا , مجرد التصور فقط بأن هذا الرجل يريد لمسها بعث بالقشعريرة في جسمها كله , وتذكرت الفتاة الصغيرة... أنها الآن في السابعة عشرة وطفلها من هذا الرجل في الثانية من عمرة وأرتجفت , أي نوع من الرجال هو ؟ وظنت أنها بدأت تعرف.
نامت هيلين بعمق تلك الليلة , وأستفاقت على صوت جرس كنيسة آت من بعيد , صوت أليف يذكرها بوطنها , ما أبعدها عن وطنها الآن.
أعتدلت هيلين في فراشها وتثاءبت بكسل , ثم تذكرت جارها , عليها أن تراه اليوم أيضا , عادت اليها كلمات مارشا محذرة أياها أنه سيحاول بكل الطرق أنتزاع نصف التركة الآخر منها , هل يعقل ذلك ؟ هل يكون الرجل شريرا الى هذه الدرجة؟ لكن بيل ... بيل ليس غبيا ومع ذلك لم يحاول تحذيرها منه مع أن أخته كانت تصر على ذلك.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس