عرض مشاركة واحدة
قديم 30-10-08, 08:00 PM   #9

Jamila Omar

نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة

 
الصورة الرمزية Jamila Omar

? العضوٌ??? » 4574
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,576
?  نُقآطِيْ » Jamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond repute
افتراضي

3- أم أم حاضنة؟

تشابكت عيناه بعينيها، وعلى الفور شعرت بالحرارة تعلو خديها،فحولت نظرها راجية ألا يكون قد لاحظ ارتباكها. كيف ستجري الأمور إذا ما تزوجت من جيرد؟ هل سيأتي إليها كل ليلة إلى المنزل ليحدثها عن نهاره؟ هل سيخططان معا لنزهة الأسرة في عطلة آخر الأسبوع؟ هل سيمزحان معا، يمضيان أوقاتا حميمة؟
عليها أن توقف هذا السيل الجارف من الأفكار الذي تملّكها، قبل أن تجعل من نفسها سخرية. نهضت ووضعت الكتاب على الرف، وأملت أن يكون جيرد من التعب بحيث لا ينتبه إليها، فقد كان يفكر بصوت عال، وهذا لا علاقة له بها. ثم قالت ببرودة:
-أظن أنك على حق. سيكون الأمر أسهل، إذا وجدت زوجة تبقى في البيت طوال النهار وتحضن طفلتيك.
كرهت فكرة أن يختارها كزوجة لمجرد قدرتها على رعاية الأطفال.
-المرأة التي ستتزوجني ستكون أما لأولادي، ولا أظنها ستعتبر نفسها حاضنة لطفلتيّ!
هزت كاسندرا كتفيها ثم تحولت نحو الباب وقالت: "سأتفقد التوأمين، ثم أبدأ بتجهيز العشاء. يبدو أن السيدة هنتر لم تكن تأكل هنا كثيرا، إذ ليس في البيت الكثير من الطعام".
-يمكننا أن نطلب شيئا من المطعم. لست مضطرة للقيام بذلك بنفسك!
قال ذلك ونهض واقفا، فلاحظت كاسندرا أنه رجل ضخم الجثة وبدا أنه يملأ الغرفة بحضوره.
-لا مانع لدي، فأنا أحب الطهي.
وأسرعت بالابتعاد... الابتعاد عن تلك الأفكار التي راودتها، وعن ذلك الحنين الغامض الذي أثارته.
أخذ جيرد ينظر إليها وهي تغادر الغرفة، متسائلا ما سيكون جوابها فيما لو عرض عليها الزواج. ستكون علاقتها ممتازة بالتوأمين. وسيرتاح تماما أن يكون مع الطفلتين شخص ضليع بأمور الأطفال وتربيتهم، فيزيح عن كاهله جزءا من تلك المسؤولية.
ستحاول هيلين أن تجد له مربية خبيرة، لكن المرأة المستخدمة يمكنها ان تترك العمل في أي وقت وتذهب، أما الأم فتبقى!
التفت ببطء إلى الكرسي التي أصبحت الآن شاغرة وتصور نفسه آتيا من العمل إلى البيت كل يوم ليجد كاسندرا محاطة بالأطفال، وشعها مسترسل على كتفيها، ونظارتها على المنضدة، وعيناها الواسعتان تضحكان له، وهي تخبره عن تصرفات الأطفال المضحكة. سينسى عندئذ العمل لفترة ويشاركها رعاية أطفاله وهم يكبرون.
هز جيرد رأسه مقطبا جبينه إلى كون تلك الأفكار مجرد تخيلات، فقد سبق أن أوضحت له كاسندرا باولز أنها امرأة تكرس نفسها للعمل، ولا تعتبر الزواج من أرمل له أولاد زواجا تطمح إليه النساء. من جهة أخرى، لم يكن جيرد بعد زواجه من مارلين، يود الزواج بسيدة أعمال مرة أخرى.
لقد نجح ذلك الزواج، وبلغ هدفهما الذي تزوجا لأجله، ولكنه يريد أكثر من ذلك في المرة التالية، إذا كانت هناك من مرة تالية.
حمل كيس ملابسه وسار إلى غرفة مارلين. قرر أن يأخذ حماما سريعا، ويرتدي بنطلون جينز. وتساءل عما إذا ما كانت أرشلي وبريتاني ستصبحان أكثر نشاطا بعد الغفوة. كان متشوقا لمعرفة ذلك... فهو يريد أن يعرف أكثر عن ابنتيه.
ما إن دخل غرفة النوم، حتى راودته فكرة أجفلته. كان ثمة سرير واحد فقط، بجانب سريري الطفلتين في الشقة كلها. ماذا سيفعلان الليلة؟ وعادت إليه تلك التخيلات... كاسندرا في فراشه، وشعرها الأسود اللامع منتشر على الوسادة البيضاء، ووجهها يتألق حبا.
حب؟ هذا شيء لا يمكن توقعه من سيدة أعمال مرهقة تستسلم للنوم بعد نضال مرير.
كانت الأريكة التي جلس عليها لا تصلح للنوم، فهي صلبة خشنة التنجيد وكأنها أثاث متحف، كانت تبدو أنيقة لكنها لم تكن مريحة.
يمكنه أن يذهب لقضاء الليلة في فندق، ولكن هل سيدع كاسندرا تعنفه لهجره طفلتيه بعد أول لقاء له بهما؟ هذا غير ممكن!
دخل الغرفة وفتح حقيبته، فأخرج منها بنطلون جينز وقميصا كحليا، ثم دخل الحمام.
فكر أن يستأجر لها غرفة في فندق! لكنه سرعان ما نبذ تلك الفكرة فهو يحتاجها هنا في الشقة، خوفا من أن تستيقظ الطفلتان أثناء الليل. عليه أن يقرر شيئا أثناء العشاء. أما الآن، فكل ما يستطيع التفكير فيه هو ذلك الحمام الساخن.
عندما انتهى من الاستحمام، سمع ثرثة الطفلتين، فابتسم وهو يرتدي بنطلونه وقميصه. إنهما حتما ستغيران جو بيته في سان فرانسيسكو... لا بل ستغيران نظام حياته كلها! سيكون عليه أن يبحث عن شقة أوسع، أو ربما بيت مع حديقة. هل ستطلب الطفلتان كلبا؟ وتذكر كلب جده. لو بقي "رانجر" حيا، كيف كان سيتصرف مع الطفلتين؟ وماذا عن جده؟
-أتريدين المساعدة؟
ألقى هذا السؤال على كاسندرا وهو يدخل المطبخ، وقد تملكته الرغبة لرؤية الطفلتين... وكاسندرا. فالتفتت الطفلتان وكضتا نحوه، فانحنى ورفع الاثنتين.
-مرحبا يا أشلي، مرحبا يا بريتاني! هل نمتما جيدا؟
فابتسمت أشلي وأومأت بقوة، ثم قالت له: "أعطتني "كاسي" جزرة".
-وأنا أيضا.
قالت بريتاني هذا وهي تريه جزرتها. فقال جيرد وهو يقترب كاسندرا:"ما أجملهما. ربما ستعطيني "كاسي "واحدة".
فابتسمت كاسندرا له بوجه مشرق لم تغطه أي نظارات، ما حبس له أنفاسه. كانت تبدو بغاية الجمال. عيناها ترقصان هزلا والدم يصبغ وجنتيها وقد انزلق شعرها من ضفيرتها. لو لم يكن يحمل ابنتيه، لتخلل شعرها بأصابعه، وأسدله على كتفيها.
- سأعطيك جزرا إذا قمت بتحضير الهمبرغر، لقد نسيت أن الأطفال الجائعين لا يتحلون بالصبر. إذا عملنا معا، سوف نحضر الطعام بشكل أسرع.
وابتسمت كاسندرا لهم، ثم بهتت ابتسامتها فجأة وهي تراه يرتدي ملابس عادية. لم تره قط بمثل تلك الملابس، فقد كان يرتدي دوما بذلة العمل. ولسبب ما، جف حلقها. كان يبدو بغاية الروعة، وأصغر سنا وأكثر جاذبية لكنها ذكرت نفسها بأنه رئيسها فحسب.
سألها رافعا حاجبه: "همبرغر"؟
-عثرت على لحم في الثلاجة، وقليت البطاطا، وسأنهي السلطة الآن. سوف نأكل الهمبورغر من دون خبز، لأنني لم أجد خبزا هنا.
والتفتت كاسندرا إلى الخس الذي كانت تفرمه، متجاهلة الرغبة التي شعرت بها للنظر مليا إلى تلك الصورة الجديدة لجيرد هنتر. ولكن لديها عملا عليها أن تنجزه، ولا وقت لديها للتخيلات.
سأل جيرد طفلتيه: "حسنا، هل تساعداني في تحضير الهمبرغر أيتها الفتاتان؟".
فقالت له كاسندرا، عابسة: "لا".
ألا يعرف هذا الرجل قدرات طفلة في الثانية من عمرها؟
فردد هو : "لا؟".
- ليس بجانب فرن حار! يمكنهما، بدلا من ذلك، أن تعدا المائدة!
أنزلهما جيرد على الأرض وأخذ يبحث عن درج أدوات المائدة.
سرت قشعريرة خوف في جسده للتفكير بالتوأمين وهما تركضان حاملتين شوكة في كل يد فقال: "ما رأيك في أن ألهيهما أنا، بينما تحضرين أنت الهمبرغر؟".
-كما تشاء.
فقالت بريتاني وهي تتعلق ببنطال كاسندرا: "هل تلعبين معي يا "كاسي"؟".
-أنا مشغولة الآن يا حبيبتي، سيلعب معك البابا!
حملهما جيرد وتوجه بهما إلى غرفتهما، وقد بدأ يعتاد على لقب البابا من كاسندرا. متى ستناديه طفلتاه"بابا"؟
عندما بات العشاء جاهزا على المائدة، كان التعب قد بلغ مبلغه من جيرد. وشعر بالإشفاق على الآباء في كل مكان. لقد أمضى أقل من ساعة في مراقبة الطفلتين، ومع هذا تعب... لكنه بدأ يشعر بالاهتمام لأمر تلك المخلوقتين الصغيرتين. راح يراقبهما كيف تلعبان، وتتحدثان دون انقطاع، وحاول أن يتعلم لغتهما المضحكة.
تملكه الغضب للتفكير بمارلين. لماذا حرمته من ابنتيه لمدة سنتين؟ هل كانت ستخبره عنهما لو لم تمت؟
كان العشاء أشبه بمغامرة، فالطفلتان لم تأكلا الكثير، ووقع نصف ما حاولتا تناوله على الأرض أو على المائدة أو على ثيابهما. لكن جيرد لم يحاول أن يصحح تصرفهما، ولا حتى كاسندرا التي قالت وهي ترى حيرته:"إنهما تأكلان ما يكفي لنموهما، أما الباقي فيمكن تنظيفه!".
لقد عاشت مع الأطفال سنوات جعلتها تعلم أنهما ستأكلان ما يكفيهما، ومن غير المعقول تأنيبهما في آخر ليلة تمضيانها في منزلهما.
سيكون الغد مشحونا بالتغييرات، فلتستمتعا الليلة!
-أنا خائف من وقت تناول الطعام في الطائرة غدا.
قال جيرد هذا، فيما كانت بريتاني تلقي بالخس على المائدة باشمئزاز، ربما كانت لا تحب الخس.
فقالت له: "أقترح أن نطعمهما بنفسنا غدا على الطائرة، بدلا من أن ندعهما تأكلان وحدهما، فتناول الطعام في المنزل شيء، والأكل في مكان عام شيء آخر. نرجو من الله ألا يقدم لهما طعام بالمرق".
-كم طفا رعيت؟
طرح عليها ذاك السؤال بعد أن أعجب بقدرتها على تصور الأمور مسبقا. وتساءل كم من أشياء أخرى تخفي عليه؟
-آه، الكثير، وخصوصا في دار الرعاية مع أبوي بالتبني. كان في رعايتهما توأمان، ذات مرة، لكنهما كانا أكبر سنا من ابنتيك، وكانتا مشاغبتين للغاية.
وابتسمت وهي تتذكر. لم يبد الأمر لها سيئا تماما، ولكن هذا لا يعني أنها تريد أن تعود للعناية بالأطفال، مرة أخرى. إنها تحب مهنتها الحالية، وهي ماهرة فيها.
فقال وهو يتأملها مفكرا: "أنت إذا خبيرة تماما بالنسبة إلى كل الأعمار!".
-نعم.
ونظرت إليه بحذر، وترجّع في ذهنها صدى كلمات قالها لها من قبل. وفكرت أنه إذا طلب منها أن تتزوجه لترعى طفلتيه، فسترشقه بأي غرض يقع تحت يدها...
ابتسم لها جيرد وقال:"أخبريني المزيد عن اتحاد الشركات العالمية. هل قمت بتحليل العوامل المساعدة لذلك؟".
-نعم لقد فعلت، رغم أن تحليلي ما زال بحاجة إلى الدراسة. على كل حال، أظن أنه بإمكاننا أن نتبين مواطن الضعف والأشراك غير المتوقعة ونضع دائرة حولها حاليا. وعندما يتحسن وضع الشركة، سوف نطرح مشروعنا هذا. ولكن في الوقت الحالي، من الخطأ أن نجازف.
ودون أن تتوقف، مدت يدها تمسك بفنجان حليب بريتاني الذي كاد أن يقع على الأرض.
بقي جيرد وكاسندرا يتحدثان عن العمل طيلة العشاء، مع الالتفات قليلا للتحدث إلى الطفلتين، واستمتعت كاسندرا بذلك، وبدأت تسترخي. لم تحظ، منذ وقت طويل، بفترة لتناول العشاء. كل ما كانت تفعله هو أكل أي لقمة آخر النهار، في البيت، أو على مكتبها، عندما تتأخر في العمل. كانت تسعى إلى التقدم في عملها في أسرع وقت ممكن، حتى أنها كانت تبقى ساعات بعد الدوام، إلى أن يخرج باقي الموظفين.
لم يعد جيرد إلى ذكر رغبته في العثور على زوجة أخرى، فعنفت كاسندرا نفسها لظنها أنه كان يعنيها هي. ستعود الأمور إلى طبيعتها، في سان فرانسيسكو، فتعود هي إلى حياتها الخاصة ويجد جيرد امرأة تهتم بابنتيه.
-لتغسل الأطباق!
فقالت كاسندرا وقد أدهشها أن يعرض عليها جيرد ذلك: "حسنا!".
شعرت بشيء من تأنيب الضمير، فقد وجدت جيرد رجلا حساسا، وليس مستبدا كما عهدته في مكتبه. ولم تكن تتوقع منه هذا. ساعدتها تلك الرحلة على معرفة مديرها المستبد عن كثب. ولن تنظر إليه بعد ذلك بالنظرة التي كانت تنظر إليه بها في المكتب.
-أنت طهوت العشاء، ونحن سننظف كل شيء. بالمناسبة، كان العشاء لذيذا، شكرا لك!
-لا يمكن أن تسمي ذلك العشاء عشاءً ناجحاً. لقد كان مجرد شريحة همبرغر وبطاطا وسلطة.
-مع ذلك، كان لذيذ المذاق، وأنا مسرور لعدم اضطراري لطهيه بنفسي.
-هكذا إذن.
وابتسمت للفتاتين ثم قالت:"ربما علي أن أحممهما، لتخلدا إلى النوم بعد ذلك. قالت آني إنهما تنامان عادة في الثامنة".
-هل حزمتما كل أمتعتهما؟
-الثياب كلها وبعض الألعاب، أما البقية فقد تركناها لترسل بالشحن. وسنكون جاهزين للسفر في الصباح الباكر.
قالت كاسندرا ذلك وراحت تفكر بالمكان الذي ستمضي فيه الليلة.
أترى جيرد انتبه غلى وجود سرير واحد فقط في البيت؟ نظرت إليه وهو يحمل الأطباق إلى الحوض. لم تقل شيئا. كانت لديها فكرة، لكنها ستنتظر إلى أن يتطرق هو إلى هذا الموضوع. في هذه الأثناء، سترتب السرير وتضع عليه ملاءات جديدة، وتملأ حوض الحمام، لتستحم الطفلتان.
-سأضع كرسيين قرب الحوض لتقفا عليهما، فيمكنهما المساعدة.
قالت كاسندرا هذا ورفعت كل طفلة توقفها على الكرسي وتنصحها بالحذر، ثم تركته مع طفلتيه. فالأسرة الجديدة بحاجة إلى وقت للترابط.
نظرت إلى خلفها وهي تغادر المطبخ فشعرت أن الأسرة قد بدأت تتماسك.
كانت كلمة "المساعدة" تعبيرا ملطفا لما كان يحدث. فقد كانت أشلي تعشق اللعب بالصابون، فيما كانت بريتاني تعيد الصحون وبقية أدوات المائدة إلى الحوض، بعد أن يغسلها جيرد. وبهذا الشكل، توقع جيرد أن ينتهي من غسل الأطباق مع حلول الصباح.
لكنه لم يتذمر، بعد أن رأى الفرحة في أعينهما أثناء"مساعدتهما" له.
لم يخبره أحد من قبل عن روعة الأطفال الصغار. وتمنى لو عرفهما منذ ولدتا،ورآهما منذ خطتا خطواتهما الأولى، وسمع كلماتهما الأولى.
ربما كان ذلك ساعده على فهم حديثهما الآن، الذي بدأ يفهم معظمه. لكنهما كانتا أحيانا تتحدثان مع بعضهما البعض بلغة خاصة بهما ربما. وعندما كان يصغي إليهما جيدا، كان يوشك على الفهم. فجأة تناهى صوت كاسندرا إلى مسمع جيرد، تقول: "هل ستبقون هنا طوال الليل؟".
فالتفتت بريتاني بسرعة وكادت تسقط من على كرسيها:
"كاسي...أنا أساعد".
-انتبهي كي لا تقعي.
حملها جيرد ووضعها على الأرض، فقالت كاسندرا ضاحكة:"حان وقت الاستحمام".
نظر جيرد إلى ملابس الطفلتين المبتلة، وإلى بنطلونه المبتل هو أيضا، وقال:"إنها طريقة جيدة لاختصار وقت الاستحمام. كل ما عليك أن تفعليه هو أن تشطفيهما بالماء!".
-هذا صحيح. هيا يا بنات، ستلعبان عشر دقائق في الحوض ثم تخلدان إلى النوم.
سألتها أشلي وهي تنزل عن الكرسي، رافضة أن يساعدها أبوها:"ألن تروي لنا حكاية؟".
وقالت بريتاني وهي ترفع ذراعيها ليحملها أبوها:"نعم، ألن تروي لنا حكاية؟".
رفع جيرد بريتاني عن الكرسي وانزلها على الأرض، فركضت خلف أختها. فكر جيرد أن يدعوها إلى العشاء، حالما يعودون إلى سان فرانسيسكو، كعربون شكر. ربما يأخذها إلى ذلك المكان قرب حوض السفن الذي توجد فيه حلبة للرقص، فيتحدثان أثناء العشاء كما فعلا الليلة، وربما يرقصان قليلا. فقد كان يشعر برغبة قوية لأن يمسكها بين ذراعيه، فيشعر بأنوثة جسدها أثناء تمايلها على وقع الأنغام، وينظر إلى البريق في عينيها. من المؤكد أنها لن ترتدي بذلة أثناء الخروج للعشاء، ولا نظارات. أتراها ستسرح شعرها بشكل آخر، أم ستدعه يفك لها ضفيرتها، بنفسه في المساء؟
بعد أن فارقه تماما شعور الأبوة، أطفأ النور واتجه إلى الحمام. ومع اقترابه منه، كانت أصوات الضحك الطفولية والعبث بالماء تعلو. وقف عند العتبة وأخذ ينظر إلى التوأمين، وهما تبذلان جهدهما في التهرب من محاولات كاسندرا لغسلهما. أعجبته الطريقة التي كانت تتصرف بها كاسندرا مع ابنتيه. فقد كانت صبورة جدا معهما ومرحة، وكذلك كانت معه هو. ورأى أن عينيه كانتا تستقران عليها أكثر منهما على الطفلتين.
رأته بريتاني، فضحكت. ورفعت أشلي بصرها وضحكت هي أيضا، وحيره منظر هذين الوجهين المتماثلين اللذين كانا يبتسمان له، وقالت كاسندرا لهما وهي تنظر إليه من فوق كتفها:"هذا بابا".
فاخذت أشلي تغني وتبعتها بريتاني:"بابا بابا بابا ".
فقال جيرد:"جئت للمساعدة، ولكن يبدو أنك تسيطرين تماما على الوضع!".
فقالت باحتجاج:"إياك أن تجرؤ على تركي وحدي. أحضر منشفة وخذ طفلة، وسأحضر أنا الأخرى، ونضعهما في السرير، لتخلدا للنوم".
استغرق ذلك مدة أطول مما كان جيرد يتوقع، ولكن عندما لبست الطفلتان قميصي نومهما ومشطت لهما كاسي شعرهما، وبدت رائحتهما نظيفة حلوة، هفا قلبه إليهما.
قالت أشلي:"ألن تروي لنا حكاية، يا كاسي؟".
فقالت كاسندرا وهي تمسح الأرض: "اركضي واحضي وأحضري كتابا، يا حلوتي". ونظرت إلى جيرد وهو يجلس على الأرض، إلى جانبها، فضحكت برقة، ثم جلست مثله مستندة إلى الحوض، وقالت:"هل هذا هو الرجل نفسه الذي كان يعمل خلال الإعصار والعواصف من دون أن يدع شيئا يقلقه؟ تبدو منهكا للغاية!".
-هذا ما أشعر به فعلا. ما زلت متعبا من رحلة بانكوك.
عضت شفتها السفلى لتمنع نفسها من الابتسام، وقالت له:" ربما هذا من جملة الأشباب. ولكن لكي تصبح أبا، يلزمك الكثير من القدرة على الاحتمال".
أراح رأسه إلى الجدار مغمضا عينيه. كسا الاحمرار وجهها من الجهد الذي بذلته، فبدت دافئة تنضح بالأنوثة. وكانت النظارات مازالت في المطبخ، وشعرها منسدلا تماما على كتفيها. منذ متى أصبح شعرها هاجسا في نفسه؟
قال لها ببطء:"ليس لدينا ما يكفي من الأسرة".
فرفعت بصرها وأومأت: "لكن لدي حلا، السرير في غرفة نوم زوجتك مزدوج"..
حبس جيرد أنفاسه. هل ستقترح عليه أن يتشاركا السرير؟ ألا يهمها أنهما لا يعرفان بعضهما البعض، بما فيه الكفاية؟ إنه سرير كبير مريح لشخصين. هل سيتمكن أخيرا من رؤية ذلك الشعر الداكن اللامع منتشرا على لوسادة، ويرى ذلك الجسد الرائع في قميص نوم هفهاف شفاف؟
لكن تأملاته لم تدم طويلا إذ قاطعته كاسي قائلة:" لذا فكرت أنه بإمكاننا أن ندفعه نحو الجدار، وننام فيه أنا والفتاتين ، على أن أنام أنا من الناحية الخارجية، فلا تقعان منه".
رمش بعينيه وهو ينظر إليها. ستتشارك هي والطفلتان السرير وأين سينام هو؟
-ويبقى لي السريران الصغيران؟
فضحكت وهزت رأسها:"حتى ولو ناسبك فأنت ستقع منه على الأرض. لكنني فكرت في أنه يمكنك أن تضع الفراشين معا على الأرض وتنام عليهما. ليس هذا بالحل الجيد، لكن ما من حل آخر، إلا أن أذهب إلى فندق".
وأدرك أنها لن تقبل أبدا بمشاركته السرير، فقال:"لا، اعتقد ان فكرتك ممتازة!".
ونهض ومد لها يده يساعدها على الوقوف. كانت يدها دافئة في يده، وأصغ مما توقع. وعندما وقفت شم رائحة جسمها الحلوة الدافئة، ورآها وكأنها حبست أنفاسها. وبطء، مد يده يفك المشبك الذي يثبت شعرها، ثم أمسك بضفيرتها قائلا:"لقد انحل شعرك".
وقبل أن تجيب، فتح المشبك وحل بقية ضفيرتها، وعندما حاولت أن تمسك شعرها اشتبكت يداها بيده.
-أنا أعرف انه مشعث. يمكنني أن أغتسل بسرعة وأسرحه، إذا قرأت أنت لهما القصة.
-لا أظنه مشعثا بل يبدو جميلا!
تجاهل يديها، وأخذ يمشط شعرها الحريري بأصابعه حتى انتشر على كتفيها، وراح يتألق تحت ضوء المصباح. أمسك بذقنها يديرها إليه ليرى تأثير ذلك على وجهها، فشعر بنبضات قلبها تتسارع. بدت رائعة الجمال، عيناها واسعتان يملأهما التساؤل وهما تحدقان في عينيه، وخداها متوهجان وشعرها سحابة رائعة حول وجهها.
- أشكرك على العناية بابنتيّ.
قال هذا برقة ، ثم انحنى وعانقها.
مضت لحظة ظن فيها أنها تجاوبت معه. ثم اندفعت مبتعدة عنه متعثرة تكاد تقع في الحوض، فأمسك بها إلى أن استعادت توازنها فتركها ثم قال:"سأرى أي قصة ترغبان في أن أرويها لهما".
وانتظر ليرى نا إذا كانت ستقول شيئا، لكنها أومأت فقط وقد بدا عليها التوتر. فذهب يبحث عن الطفلتين. وعندما وصل إلى الردهة، تمتمت وهي تقول لنفسها ساخرة:"هذا عظيم!".
عناق سريع من رئيسها كاد يجعلها تقع في الحوض! وضعت يديها على خديها وأغمضت عينيها... يا لحماقة المرأة أحيانا!
كانت عدم خبرتها تدعو للرثاء، فهي لم يسبق لها أن خرجت مع الكثير من الرجال، لا بل إن الرجال الذين خرجت معهم كانوا لا شيء أمام جيرد. لهذا لم تتوقع عناقا... خصوصا من رئيسها. لكنها أخذت تنصح نفسها بألا تضخم الموضوع. ونظرت حولها بذهول. كان مجرد عناق شكر لرعايتها طفلتيه.
توجهت إلى غرفة النوم محاولة عدم التفكير بما جرى. ستستحم وتتهيأ للنوم فيما ينتهي جيرد من سرد الحكاية على الطفلتين.
كان جيرد قد دفع السرير الواسع إلى الجدار، ووضع الفتاتين عليه، ثم استند على كومة من الوسائد لكي يقرأ. وعندما دخلت، نظر الثلاثة إليها، فقالت:"سآخذ فقط أغراضي للاستحمام".
أومأ جيرد، ثم عاد يقرأ، وبعد ثوان، كانت كاسندرا داخل الحمام المقفل. شعرت بأنها حمقاء للغاية. ماذا كانت تتوقع؟ أن يقول لها شيئا يلطف الأجواء؟ فهي التي انفعلت للغاية!
خلعت ثيابها وهي تفكر في الرجل الجالس في الغرفة بجانبها، ثم وقفت تحت الدوش. ولسبب ما، شعرت بأن الاستحمام وهو على مقربة منها، عمل جريء.
وعندما عادت إلى الغرفة، كان قد أنهى قراءة الكتاب الثاني. فسألها:"هل انتهى كل شيء؟".
كان شعرها رطبا متموجا على ظهرها. وكانت قد سرحته وتركته منسدلا ليجف أثناء الليل. وبعد أن لبست قميص نومها، اكتشفت أن القميص لم يكن كافيا لتغطية كل شيء. فلفت حولها منشفة كبيرة، وإذ نظر إليها ذاهلا، تملكها الارتباك. كانت تلبس قميصا قطنيا يوميا ملفوفا بمنشفة، وتضم بنطلونها الجينز وحذاءها إلى صدرها. أتراها تقدم عرضا؟
أجابت:"نعم، وهل انتهيت من سرد الحكايات؟".
سألته محاوة التصرف بشكل طبيعي.
-انتهينا لتونا.
-حسنا، سأنام الآن مع الفتاتين، فأنا لم أنم جيدا على الطائرة، فغدا سيكون يوما شاقا!
نظر جيرد إلى ساعته، فكانت بالكاد تشير إلى الثامنة. لكن البقع الداكنة تحت عينيها كانت تظهر أنها مرهقة.
قبّل جيرد الطفلتين وأزاحهما جانبا، ليترك مكانا لكاسندرا، ثم نهض وأخذ وسادة، وتوجه نحو الباب. وتنحت هي جانبا لكي يمر.
-هل ستوقظني باكرا، أم علي أن أبحث عن منبه؟
-سأوقظك عند الساعة السادسة، علنا نحظى بفرصة نرتدي فيها ثيابنا قبل أن يستيقظ الملاكان.
-آمل ذلك!
قالت ذلك وابتسمت بخجل، ثم سارت نحو السرير. خرج جيرد فتنفست الصعداء، وأخذت المنشفة وراحت تنشف بها شعرها وهي تثرثر مع الطفلتين برقة.
وانفتح الباب فجأة:"ملاءات! أين أجد ملاءات للفرش؟".
أجفل فجأة وراح يحدق بها. كان القميص الذي ترتديه يصل إلى أعلى ساقيها، مظهرا ساقيها المتناسبتين ومستديرات جسدها. ابتلعت ريقها بصعوبة للنظرة التي بدت في عينيه، وأنزلت المنشفة ببطء حتى تدلت أمامها.
-خزانة الجدار في الردهة تحوي البياضات. لقد وجدتها حين كنت أفش هذا السرير.
لم يحدث أن نظر إليها رجل بمثل هذا الاهتمام الجريء من قبل. أخذ قلبها يخفق.
-حسنا، أراك في الصباح.
لقد نامت الطفلتان على الفور، بينما لم تتمكن هي من ذلك رغم تعبها البالغ. راحت تراودها أفكار منعتها من النوم. تذكرت عناق جيرد وردة فعلها الغبية، فرجع صدى كلماته في رأسها حين قال إنه قد يحتاج إلى زوجة، وتذكرت كيف أعربت له عن تصميمها على المضي في مهنتها.
وجدت تينك الطفلتين عزيزتين حبيبتين للغاية. ولكن ما الذي جعلها تحبهما إلى هذه الدرجة، بعد يوم واحد من تعرفها إليهما؟
****************************
-كاسندرا؟
أخذ جيرد يهزها بلطف، ففتحت عينيها ثم أغمضتهما. كانت الغرفة معتمة، وضوء الفجر لم يتسرب بعد من خلال الستائر. كانت كاسندرا تنام على جنبها، بينما كانت الطفلتان متعانقتين، وبدا السرير فسيحا رغم أنهن كن ثلاثة.
-هممم...
ابتلع ريقه بصعوبة. كان شعرها الداكن المتموج منتشرا على الوسادة، فشعر بدافع قوي لأن يدفن وجهه فيه.
-كاسندرا، استيقظي.
فتحت عينيها وحدقت إليه، ثم لاحت على شفتيها ابتسامة رقيقة.
فقاوم رغبة جامحة تملكته لمعانقتها. ولكن لا الوقت ولا المكان كانا مناسبين لإطلاق العنان لأشواقه. لديه أسرة يريد أن يأخذها إلى بيته.
همست تسأله عن الساعة وهي تنهض مستندة على مرفقها، تنظر إلى الطفلتين، وتتمطى.
-إنها السادسة. طلبت أن يرسلوا لي سيارة عند الساعة السابعة والنصف، هل ستكونين جاهزة حينذاك؟
-بالتأكيد. هل حضرت القهوة؟
-سأحضرها في الحال.
لكنه لم يتحرك من مكانه، بل سمّره مظهرها عند استيقاظها من النوم. أتراها أحد أولئك الذين يريدون قهوة قبل مزاولة أي عمل؟ أم أنها متلهفة لابتداء عمل اليوم؟ كانت بالأمس غريبة الأطوار، فهل ستكون كذلك هذا الصباح؟
قالت وهي تجلس وتفرك عينيها:"سأرتدي ملابسي حالا".
- عندما تنتهين من ذلك، تعالي إلى المطبخ!
ثم استدار بالغم عنه وغادر الغرفة. ذهب ليحضر القهوة ويى ما إذا كان هناك بوسعهم أن يأكلوه قبل أن يخرجوا. وكان قد ارتدى ملابس مريحة، وجهز حقيبته وحقائب طفلتيه ووضعها بجانب الباب.
-يالها من رائحة شهية.
هتفت كاسندرا بذلك، وهي تدخل الطبخ بعد دقائق. قررت، وهي تتدي ملابسها، أن تمرح بتلك الرحلة، قبل أن تأتي نهاية اليوموتستقر في شقتها، فتصبح الرحلة مجرد ذكرى. وإذا حدث وعانقها جيرد مرة أخرى ليشكرها، فلن تنهار، بل ستكون مستعدة!
-هل أنت جاهزة للسفر؟
-نعم، لقد وضعت كيسي بجانب حقائبكم. ربما علينا أن نأكل في المطار. ما رأيك؟
كانت تتحدث بسرعة، راجية أن تخفي بذلك، الانجذاب الذي تملكها لرؤيته.
-هذا اذا استطعنا الانتظار حتى نذهب إلى المطار. لقد انتهت اقهوة على كل حال.
أحضرت فنجانين ملأتهما ثم ناولت واحدا لجيرد، ثم أخذت فنجانها وراحت ترشفه وهي تستند إلى منضدة العمل بعيدا عنه. تنحنحت وسألته:
"هل نمت جيدا الليلة الماضية؟".
فهز رأسه: "أبدا. أخذ الفراشان ينزلقان عن بعضهما، كلما تحكت، فوقعت على الأرض عدة مرات".
فرفعت فنجانها إلى فمها تستر به ابتسامتها، وقالت:"آسفة لذلك، وعلى كل حال ستمضي الليلة القادمة في سريرك. ما الذي سفعله بالنسبة إلى الطفلتين عندما تصل إلى بيتك، هل اشترت هيلين لهما سريرين؟".
فأجفل جيرد: "تبا لذلك، لا أدري. لم أفكر في ذلك قط".
ونظر إلى ساعته، فقالت: "إنس هذا، وإياك أن تتصل بها الآن لأن الساعة الآن هناك الرابعة صبحا، يمكنك أن تتصل بها من المطار".
-أرأيت مدى أهميتك في هذه لرحلة؟ كان وقت النوم سيحين قبل أن أتذكر شراء سريرين.
-أنا مسرورة لتمكني من المساعدة.
ومع أنها كانت مستاءة لإجبارها على القيام بهذه المهمة، إلا أنها كانت مسرورة لتمكنها من مساعدته، فقد كان حقا بحاجة إلى ذلك.
-عندما نصل إلى هناك، سوف أدعوك إلى العشاء ذات ليلة.
رفعت بصرها إليه بدهشة قائلة: "حقا؟ لكن هذا غير ضروري".
-لو كان ضروريا لما رغبت بأن أفعله، أما الآن، فأنا أرغب في ذلك.
-لماذا؟
-لأشكرك على كل هذا.اعتبري هذا هبة من العمل لقاء مهمة غير عادية.
-متى ستدعوني؟
-الجمعة؟
-وماذا عن الطفلتين؟
-لم افكر في اصطحابهما.
-هل وجدت لهما حاضنة؟
لكن جيد لم يفكر قط في هذا الأمر. ألن تفعل هذا المربية التي استخدمتها هيلين لهما؟ أخبرته هيلين بعد ظهر أمس عندما اتصل بها، بأنها لم تجد مربية تنام في البيت. وقد يستغرق العثور على واحدة، وقتا.
وقد أعطاها فرصة حتى عصر هذا اليوم؟
-سأعثر على شخص ما!
قال هذا وقد تملكه شعور بعدم كفاءته للتعامل مع ما ينتظره من واجبات، فهو لا يعرف إلا القليل القليل عن الأطفال واحتياجاتهم ولكنه كان في غاية اللهفة لكي يتعلم، وبسرعة!
-إذا استطعت أن تجد حاضنة، سأخرج معك.
قالت له كاسندرا هذا ببطء، متسائلة عما إذا كان عملا حكيما. فعندما يصلان إلى مدينتهما، سيعودان، مرة أخرى، موظفة ورئيسها.
راح جيرد يجيل نظراته عليها. بدت صغيرة سعيدة مرتاحة البال، رغم الرحلة الطويلة التي تنتظرها والمهمة التي ستضطلع بها أثناءها. كيف ستبدو ليلة الجمعة عندما سيدعوهاإلى العشاء والرقص؟ لم يعد يطيق الانتظار.
تفقد جيرد كل الحقائب ما عدا حقيبة الكتف التي أصرت كاسندرا على أخذها معها إلى الطائرة. ساعدهم موظف التذاكر في العثور على مقاعد تجمعهم معا ولكن في الدرجة السياحية بدلا من الدرجة الأولى، لكن جيرد لم يعترض. كان يفضل أن تكون كاسندرا قريبة منه، على ان ينعم برفاهية الدرجة الأولى.
وعندما أجلست كاسندرا الطفلتين في كرسييهما في غرفة الانتظار في المطار، قالت لها مسافرة:
-ما أجمل أسرتك هذه.
فأجابت كاسندرا وهي تنظر إلى جيرد باسمة: "شكرا لك!".
نظر جيرد إلى عينيها.. ما عساه يكون ردها على طلبه الارتباط بها؟ هل يمكن أن توافق؟ فهي على الأقل ، لم تجب بأنها ليست الأم وأن هذه الأسرة ليست أسرتها! بدت طبيعية. هل من طريقة تقنعها بأن تبقى معه، وتصبح أما لطفلتيه؟


Jamila Omar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس