عرض مشاركة واحدة
قديم 16-04-11, 09:49 PM   #30

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وبعد فراغهما من الغداء , صعدنا الى جناح اللايدي دافنبوبرت حيث كانت خادمتها أيميلي قد فضّت كل الملابس التي وصلت من متجر أيلان , لقد عملت أيميلي مع اللايدي دافنبورت منذ ما يزيد على عشرين عاما , وحاولت سمانتا أن تفهم ردة فعل الخادمة على هذا الخداع المتعمد , فالخادمة لا بد أن تعرف سمانتا منذ كانت طفلة , وتعلم بالتالي عمرها الحقيقي , ألا أن أيميلي أحتفظت برأيها لنفسها.
ذهبت اللايدي دافنبورت الى غرفتها لتستريح قرابة ساعة , بينما تركت سمانتا بمفردها , فأشعلت سيكارة , وجلست على الأريكة تقرأ بعض المجلات التي أعطتها أياها أيميلي, وأكتنفها الأضطراب لأنها لم تعرف أن كانت ترغب في حضور أمها أم لا , فقد أشمأزت منها قليلا , ولم تشأ أن يزداد سخطها عليها عند لقائهما , ولذلك آملت أن تكون باربرا قد لانت مع تقدمها في السن , ألا أن ما سمعته من جدتها يؤكد أن أمنيتها لم تكن لتتحقق , وفتح الباب وراء سمانتا , فأستدارت وهي تتوقع أن تشاهد أيميلي , ولكنها عوض عن ذلك لمحت سيدة حسناء ذات شعر أشقر قصير وعينين زرقاوين ترتدي بزة من المخمل القرمزي اللون تلتصق بجسمها وبدت غاية في الغرابة وهي تتكىء على الباب.
وأدركت سمانتا أن هذه أمها لا محالة , فأنتصبت واقفة بصورة آلية , وبعد أن عرفت سمانتا باربرا معرفة أفضل , فهمت أن والدتها رتبت دخولها عليها بهذه الطريقة , كانت تعرف كم ستبدو جميلة وهي تقف بجانب الباب , لذلك عزمت أن تراها أبنتها في هذه الصورة للمرة الأولى , كان يطوق عنقها عقد برّاق , فيما تلألأت حبات الماس في القرط المعلق من أذنيها , وتكلمت متمهلة:
" أذن , فأنت سمانتا!".
أرتجفت سمانتا , فالموعد قد تم ,وقد أخرسها اللقاء ! تمكنت من النطق بأرتعاش:
" أجل , وأنت.... هل أنت أمي؟".
" أن ذلك واضح".
وأستقامت قامة باربرا التي عبرت الغرفة بعدم أكتراث , وقالت:
" من المؤكد أن أمي صنعت بك العجائب , فأنت تبدين غاية... في الجاذبية".
وأحست سمانتا بالحياة تدب في جسمها من جديد أذ عاودها الأستياء الذي عرفته من قبل , بعد سماعها ملاحظة أمها الساخرة.
ووقفت باربرا على بعد خطوات منها قائلة:
" لا شك أنك تعذرينني أذا لم أقبّلك , أليس كذلك؟ فأنا لست معتادة على تقبيل النساء , كما أننا لم نتعامل طويلا مع بعضنا بحيث تنشأ بيننا صداقة ومودة , ولا يمكن أن يكون شعورنا أتجاه بعضنا مثل أي أم وأبنة أخريين أتجاه بعضهما , وأنني واثقة أن جون مسؤول عن كل الأفكار التي تكوّنت لديك عني".
فعقبت سمانتا ببرودة:
" لقد أخبرني بأنك ميتة".
أبتسمت باربرا أذ لم يزعجها قول أبنتها البتة.
" هل قال ذلك حقا؟ من المؤكد أنه لم يحسب حسابا للأمر , أليس كذلك؟ ألم يخش حدوث الشيء نفسه؟".
فأجابتها سمانتا بحدة:
" لم يكن هناك مثل هذا الخوف أبدا".
أبتسمت باربرا ثانية أبتسامة عريضة:
" صحيح! وأنك لسيدة مجربة تستطيع أصدار الأحكام بسهولة , أليس كذلك؟".
" لا أفهم قصدك , لكنني أعتقد أنك تصرفت بطريقة مشينة".
تلفظت سمانتا بهذه الكلمات قبل أن تستطيع منع نفسها ...
" هل تعتقدين ذلك فعلا , ألم يفتنك أي رجل تتصورين أنه بعيد عن متناول يدك؟".
" كلا".
فقالت باربرا بنبرة طغى عليها الملل:
" طبعا , فمن الصعب أن تجدي رجلا لائقا في قرية تقع آخر العالم ".
ردت سمانتا غاضبة:
" لقد عشنا في قرية جميلة , وكنا سعداء مع بعضنا , ولم أشعر بحاجة الى أي رجل آخر".
" عظيم!".
وأدارت باربرا ظهرها , فتنبهت سمانتا الى ميزة في أمها كانت مألوفة لديها , وبدا من الغريب ألا تكونا قد تقابلتا من قبل , ومع ذلك... فأن فيها ميزة ... وهنا تكلمت باربرا:
" أظن أن والدتي قد شرحت لك الوضع , فهل توافقين؟".
أجابتها سمانتا:
" ذلك واضح , وألا لما كنت هنا , أليس كذلك؟ ألم يكن من المفروض أن أعود من حيث أتيت أن رفضت طلبك؟".
فأطلقت باربرا ضحكة عذبة:
" لا تكرهيني الى هذا الحد يا عزيزتي , فأنا أمك , ولا أريد أن يتصور أحد أننا لا نحب بعضنا".
فتناولت سمانتا سيكارة من العلبة الموضوعة على الطاولة وأشعلتها بتردد , سألتها باربرا وهي تتأملها:
" هل تدخنين كثيرا؟".
" لماذا؟".
" حسنا يا عزيزتي , لن يكون بأمكانك الأكثار من التدخين في العلن".
تجهمت قسمات سمانتا , وأجابت بفظاظة:
" أنني لا أدخن كثيرا على أية حال , وأفكر جديا بالأنقطاع عن التدخين".
" لا ينبغي لي التدخل في نمط حياتك الآن يا عزيزتي , ولكن فكري بالمال الذي عليك حتى الآن , من الواضح أن والدتي أصطحبتك لشراء بعض الملابس , أليس كذلك؟ فهذه البزّة تبدو من صنع أيلاين".
أطبقت سمانتا شفتيها بتمرد , فلا ريب أن أمها مصيبة , واللايدي دافنبورت تستحق بعض التقدير , لولاها لما وافقت سمانتا على هذا المشروع من البداية.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس