الموضوع: * استسلام روح *
عرض مشاركة واحدة
قديم 18-04-11, 02:09 PM   #1

وجع الكلمات

قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه _ نجم روايتي وكاتبة سابقة بالمنتدى

 
الصورة الرمزية وجع الكلمات

? العضوٌ??? » 169342
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 8,446
?  نُقآطِيْ » وجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond repute
B10 * استسلام روح *








محاولة متواضعة أرجو بأن تستحق إطلالتكم عليها


* استسلام روح *













بصدر يعلو ويهبط بفعل صفعات الرئتين المتشوقتان لأكسجين لكي يداعبهما
وبقلب نفر نبضه عن رتمه المعتاد
أخذت تهيؤ نفسها
لطلقة نار تخرق روحها
قبل جسدها
أمسكت ذالك المقبض كروي الشكل
البارد الأوصال
التي لشدة عصف
رياح الجنوب الملتهبة
الغازية بداخلها
لم تشعر بصقيعه
كيف تشعر به ؟
وهي تتصبب عرقا غزيرا
بدأت يدها الممتدة لتقي المقبض من برد الشتاء ترتعش بجنون الخوف
هجمت على مسمعها جحافل الموسيقى
من وراء حاجز الباب
الذي يفصلها بين الجحيم والنجاة المؤقتة
بتأكيد هي صافرة بد أول حرف في عالم جاهدة لكي تبعد عنه
بعد المشرق عن المغرب
لكن
الحياة
هي التي حبستها في ظلمة الفقر
ونهشت بجسد أخوتها الصغار بجوع غادر
سلب لحمهم
ليتكرم عليهم بعظامهم
وسلبت هذه الحياة المُتجبرة
أنفاس والديها
لتسكن أجسادهم المسلوبة الروح
تحت الثرى
وتصبح
هيي
في وجه مدفع المسؤولية
فمن غيرها هي البكر
يستطيع أن ينقذ ما يمكن إنقاذه
من أجساد ندية
جفت في صحراء الجوع
والمهانة
وقلت الحيلة
أخذت يدها تنزلق مبتعدة
رويدا
وهي تجر يدها
في اتجاه قدميها المتراجعتان عن عزم خاوي
نُفِث في روح رفعت الراية البيضاء
أمام هجوم الحياة الكاسح
لجسدها الغض
الذي لم يكمل عامه التاسع عشرة بعد
أخيرا تحرر المقبض من قيد يدها







لكن روحها المعذبة بسياط الخوف
ظلت تستجدي الهواء من غرفة باردة
تزيد من كبت أنفاسها المتعطشة
وقلب بات كعصفور في قفص
يمنعه من ملامسة
حريته
فثار وماج
في نبضه المحاط بسهام الخوف الحادة
غطت وجهها بستار كلتا يديها
وهي تدرك فداحة ما سوف تقدم عليه بعد فوات الأوان
فبات الخجل يأكل وجهها المرتاع
ذا الشكل البيضاوي
هوت جاثية
على الأرض الجرداء






فقدميها
خارت قواهما
فما قويتا على حمل جسدها المكبل بسلاسل من الخوف والخجل
ليزيد من وجع روحها النقية
التي أبت أن تدنس
وقفزت الدموع الأبية
لتعلن عزاءها
على ما آلت إليه حالها المنكوبة
جاءها صوته المترقب من وراء حجاب الباب الساكن بشموخ يرفض التزحزح عن مسكنه:
- مالكِ لا تخرجين, ألم تنتهي من الزينة؟!!

نظرت بعينان ترسماني الخوف, ووجه ينحت الجزع, نحو جهة صوت ذابحها

لم تجبه
فالروع شل لسانها
فما خرج منها إلا صوت الوجع المكتوم في صدرها

فعاود سؤالها بمكر الذئاب المتربصة:
- أأنت تريدين بأن يذبحني الشوق إليكِ يا حُبي؟!!

وختم جملته بقهقهات مصطنعة
لتنحرها من الوريد إلى الوريد

وتسكب تساؤلات حارقة, في نفسها التي لم تعجن بعد ببريق الحب:
- حُبي ... أليس هذا اللقب يجب أن يطلق على شخص تحبه, تعشقه؟!! .. كيف تحبني, وأنت لم ترني إلا ثواني معدودات, لتتعين بضاعتك, قبل استخدامها, كيف تحبني ... كيف؟!!!!!!!!!
بنفاذ صبر نفذ
فغرائزه الذكورية
تلح عليه بعنف
لنهش في جسدها الذي كغصن البان
وشن أول هجوم لذكوره
على بدن لم يذق هذا الكأس بعد
فالعذرية تحيط به بحواجز شاهقة
قال:
- هذا يكفي, فأنا لم أعد أطيق أكثر, هيا, لقد حان الوقت, هيا..

لا جواب يجف ريقه الذي بدأ يجف في حلقه من ثورانه

أخذ يقرع الباب بيده المكتنزة التي أخذت الشكل الكروي بخفة الريش






لكن لا رد ينهي سلسلة انتظاره

عاد مجبرا يلجئ إلى الكلمات المستدرجة للفريسة:

- كل هذا الوقت تتزينين؟!! خلاص... لا أريدك أن تتزيني, أنت جميلة بدون تلك المساحيق التي سوف تقتل جمالك الطبيعي, فخروجي وجعلني أتلذذ بشفتيك الكرزيتان, تعالي وجعلني أطوق خصرك الرشيق, وأخلل أصابع يديه في شعرك الأسود الحريري, وأشتم ريحه العطرة, تعالي ... ولا تقصي عليه كثيرا, والله بأني لم أعد قادرا على التحمل أكثر من ذلك.

لم يجبه إلا صوت الصمت الذي أجج غضبه

فلهيب الشوق لقتل عذريتها

أذهب بصره وبصيرته
فقرع الباب بقوة
تهز الباب
قبل أن تهز ما حوله







بدا كأن الباب يريد أن يستسلم أمام قذائف يديه المتسلسلة

والتي لم تدع له مجالا لالتقاط أنفاسه

فهاج وماج

وحشد غضبه الملتهب

في كلماته

الناطق بها بحنق

يكسو وجهه

الثلاثيني المنفوش:
- هذا يكفي يا هذه ( حتى أنه لم يتعب نفسه لسؤال عن أسمها, فهي بنسبة له جسد يتغذى عليه, لا بشر من لحم ودم مثله ) أخرجي, فلا تنسي بأني دفعت سعرك أموالا طائلة, فخروجي حالا, هيـــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــا ...

شحنه ردها الصامت أكثر بجمر الغضب

فما عاد يقدر على كبت بركان غضبه أكثر

فأطلق حممه من خلال فمه:
- إلى هنا ويكفي, حسنا أنت لا تردين الخروج, أنا سوف أدخل إليكِ يا أيته الساقطة, الآن تتعففين, الآن ...!!!

فدفع بأرطاله الزائدة نحو ذلك الباب الهزيل

الذي بدأت أوصاله تتهشم

حتى أستسلم

وهوى

بألم المهزوم

ليرقص الذئب الجائع طربا بنصره

فالوليمة العذرية دنا موعد التهامها

لكن ...

لكن رقصه لم يدُم على أنغام النصر

وقد وقعت عيناه

على وجبت عشائه

منغمسة

في مسبح الحمام

مسلوبة الروح







يتدفق الماء الناضحُ من المسبح

ليسري على أرضية الحمام

الشاهد على آخر لحظات حياتها

التي آثرت على أن تكتم أنفاسها

على أن تُدنس بفحولته النجسة

وكأي فأر ارتدى لباس الأسد

هُلع من شدة الخوف المحيط بقلبه






الذي هو غذاءه

وهرب جزعا ...

جاعلا جثمانها ينغمس في بحر الموت الرحيم












النهاية





لحظة جنون عصفت بقلمي

فأجو بأن تتحملوها


وجع الكلمات غير متواجد حالياً  
التوقيع
قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه
ادعوا لها بالرحمة
رد مع اقتباس