عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-08, 06:16 PM   #22

اسيرة الماضى

نجم روايتي وناقدة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسيرة الماضى

? العضوٌ??? » 5714
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,703
?  نُقآطِيْ » اسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع


قالت له سين مقطبه :" الا تعتقد انك تتصرف بصبيانيه الان؟"
" لاابه لتصرفاتي!" وحاول وولف الوقوف على قدميه ، معتمدا على العكازين " لايحق لك جلب هذه الاغراض الى هنا"
قالت بقسوة "آه ،كلا، املك الحق في الركض خلفك مثل خادمه مطيعه!"
اخذ نفسا وقال بغضب :" ليسعليك فعل ذلك ايضا . لقد غيرت رأيي بشان البقاء هنا ياسين . اعتقد اني افضل العودة الى شقتي" حدقت فيه سين بازدراء . لقد كان هو من جعلها تشعر بالذنب بسبب حادثته وليس اما مها اي خيار غير ان تبقيه عندها ، الى ان يشعربتحسن . وكان هو من اصر على جلب اغراضه التي يحتاجها من شقته. رحلة الى المدينه قضت فيها حوالي الساعتين وفوتت عليها العشاء ، والان يقول انه غير رايه ويريد المغادرة. حسنا، يستطيع ان يقكر كما يشاء!
نظرت اليه وقالت: " انا لا ابه لما تفكر به ياوولف . انت من اراد البقاء هنا ولان عليك ان تفعل هذا"
نظر اليها وقد انبغت من عدائيتها ولم تستطع سين منع نفسها من التساؤل : كم مضى من الوقت من وقف بوجهه اي انسان بهذه الطريقه؟ زكرئيس لصناعات آل ثورنتون، فهو دون شك لا يواجه الكثير من المعارضه . حسنا انه في مملكتها الان، وليس في صناعات آل ثورنتون ولا في بيت عائلته. واذا اعتقد انها سوف تلبي كل طلباته عند اقل اشارة منه فهو مخطىء، الى جانب ذلك ، فسبب بقائه هنا لايزال قائما .فهو لايستطيع الرجوع الى شقته معتمدا على نفسه الى ان يصبح متكيفا اكثر مع عكازيه ، وكما قال ان ذهابه الى بيت والدته كان من غير الممكن ايضا… اخيرا استرخى قليلا، ولوى فمه بسخريه مستهترة وقال : لا تستطيعين حملي على البقاء هنا ، يا سين"
قوست حاجبيها وقالت:" كلا. وكيف تقترح الرحيل ؟ هل تنوي الاتصال بسيارة اجرة لتنقلك ؟ أسفه ياوولف كما يجب ان تعلم ان الهاتف عاطل عن العمل . هل تنوي ان تعرج بعيدا على عكازين ؟" واضح انه نسي ان الهاتف معطل. " اعذرني لقولي هذا يا وولف"
قرب عينيه وقال برقه :" دعيني اقول بصراحه ،سين هل تعنين اني اسير هنا"
رفعت حاجبيها وردت عليه :" تقريبا ! ما اقوله لك هو اذا استطعت ان تحضر احدا ما لينقلك من هنا ، حسنا ، افعل ذلك ، ولكنني لن اقلك الى اي مكان!" ولتاكيد وجهة نظرها ذهبت الى المطبخ لتبدا بتحضير العشاء . لم تعتقد ان وولف سيذهب الى اي مكان ، ليس الليله على الاقل!
احست بوجوده على باب المطبخ بعد دقائق . لقد كان حقا يعاني من المتاعب مع عكازيه. فكرت بسرور. استفهمت منه بخفه :" سباغيتي مع الفطر، هل تحبها؟" وبدات بتقطيع البصل والفطر. قال لها :" اتعرفين ، ذات مرة كنت اتخيل وجودنا بمفردنا في الكوخ هادىء في مكان ما . بدون هاتف او عائله تزعجنا"هز راسه مزدريا نفسه :" كم كنت غبيا"
قطبت سين وجهها قائله :" وولف"
قال لها بجفاء :" لا ايد عشاء ،شكرا لك ، سوف اذهب الى الفراش" وضعت السكين التي كانت تستعملها لتقطيع البصل من يدها، واستدارت لتواجهه ، واوضحت له بتعقل :" ولكنك استيقظت من النوم منذ قليل ، لابد ان تكون جائعا "اولاها نظرة قاسيه واستدار بعيدا وتمتم :" ليس للطعام"
تحركت سين الى الباب وقالت :" ماذا قلت؟" ولحقت به الى قاعدة الدرج الضيق وهي عابسة.
قال بتجهم :" قلت انني كنت غبيا ، انت على حق يا سين . الماضي هو الماضي وعليه ان يبقى هناك!"
لم تكن تدري عما كان يتكلم ، عن الرسم او عن شيء آخر . ولكنها كانت تعرف ان الوقت ليس ملائما لتسأله. فقساوة ملامحه كانت كافيه لتنذرها بالا تفعل ذلك كما كان كافيا ليرفض مساعدتها له بصعود السلم ايضا. لقد كان هناك حوالي الذزينه من الدرجات وكان الدرج ضيقا ومن المستحيل عليه استعمال العكازين معا لمساعدته على الصعود . حقيقة ادركها فورا عندما رمى باحد العكازين الى ارض غرفة الجلوس بنفاد صبر. وانحنى بثقله على الدرابزين ليستطيع صعود الدرجات . والدرابزين كان مثبتا ببضعة مسامير فقط ، ولكن فكرت سين انه ربما من الخطر عليها ان تلمح له بذلك اذ انه سيرمي بعكازه الثاني عليها.لذ لزمت الصمت بحكمه ، فرجعت الى المطبخ لتحضر عشءها ، ولكنها كانت تستطيع سماعه كم من الصعب عليه ان يصعد الدرج . تمنت ان تذهب وتساعده ، ولكنها مقتنعه بان مساعدتها سوف ترفض، وقد عانت من الرفض مايكفيها مدى حياتها ! تنفست متنهدة بارتياح عندما سمعته اخيرا يصل الى اعلى الدرج واستغربت لانها لم تدرك انها تمسك انفاسها حتى تلك اللحظه . كان متضايقا من الكانفا والاصباغ ؟ لم تكن مهمة الى درجة انه يغضب الى هذه الدرجه ؟ طبعا كانت فضوليه ، تعترف بذلك ، لمعرفة لماذا لم يعد يرسم ، ولكن ردة فعله لرؤية هذه الاغراض كانت غير متوقعه . كان هناك الكثير من الالغاز لدى وولف لم تكن قادرة على فهمها ، واشياء كثيرة تمنت لو تسأله عنها . ولكنها لم تكن لتفعل ذلك . تمتمت سين:" اللعنه " عندما رأت انها تحرق البصل والفطر-فرفعت المقلاة عن النار لتبرد قليلا.
لم تكن تسمح لنفسها بالإقتراب منه ، لقد فعلت ذلك كفايه في الماضي . كان عليها ان تتركه يذهب عندما يشاء ذلك، كان عليها ان تشعره بالامتنان لاخذه الى اي مكان اراد الذهاب اليه ، بدلا من ان تحكم على نفسها بالبقاء برفقته لوقت اطول . والامر المهم هو كيف تمنع نفسها من الغضب ازاء تصرفه؟
لقد كانت تفعل ذلك ثانيه ، سامحة لنفسها بان تعلق بافكار عنها بدلا من الاهتمام بحياتها ! العشاء ، سوف تاكل حتى لو ان وولف لن يفعل فهي تستحق عشاءها بعد النهار الذي قضته!
تمنت لو تستطيع القول انها استمتعت بالسباغيتي ولكن حقيقة الامر، فقد ذهبت شهيتها للطعام عندما فكرت ان وولف ممدد على السرير في كوخها ، وامتعته لا تزال على ارض غرفة الجلوس ، مع عكازه المرمي . واخدت حقيبته واغراضهع الاخرى الى فوق عندما انهت عشاءها، ربما اذا لم تر هذه الاغرض قد تتمكن من نسيان وجوده في الكوخ او الاحساس به ، ولكنه يستاهل المحاوله .
اتسعت عيناها بعدم رضى عندما فتحت باب غرفة الضيوف بهدوء ورات وولف غارقا في سبات عميق على فراش عار من الاغطيه . لقد نسيت تماما ان السرير الاضافي غير جاهز وواضح ان وولف لم يكن في مزاج ليطلب منها شيئا، او ربما فكر انها بمزاجها السيىء سوف ترفض ان تجهزه له . لم تكن طبعا لترفض، او ربما لم يكن يريد ان يراها ثانيه هذه الليله . آه ، هذا سخف ، رات وهي تنظر اليه بينما هو نائم، انهما يتصرفان بصبيانيه وليس كشخصين ناضجين!
جلست بخفه على الكرسي المواجه للسرير الصغير وقد وضعت الحقيبه والكانفا اللتين كانت تحملهما . هل كان كل شيء خطأ بالنسبه لهما ؟ ولماذا كان كل ذلك خطأ؟ والجواب المتاح عن هذين السؤالين يتلخص بكلمه واحده : " باربرا "
عرفت سين ان كلوديا ثورنتون لم توافق على اختيار وولف لها . ولكن بدا انها رضخت لانه لم يكن لديها خيار اخر ، خاصه وان وولف قد عفد عزمه . اذا قبلت بالامر الواقع باعتزاز جيد مع انها لم تكن تشعر بالسعادة حيال ذلك . والذي لم تعرفه سين انه في الوقت الذي كانت كلوديا تقبل باختيار وولف لاي عروس يختارها طالما ان الفضيحة بعيدة عن العائله ، وكان من الممكن ان تتلضخ وتتعرض للشائعات لو ان باربرا ثورنتون طلقت اخا لتذهب الى شقيقه الاخر ! ومازالت سين تشعر بالاذلال من ادراكها انها كانت دائما الاختيار الثاني لوولف ، ستارة من
دخان للعلاقه التي كان يقيمها مع زوجة شقيقة، ولكن لم يكن هناك من حاجه للتاكيد عندما توفي اليكس ثورنتون بحادث تحطم الطائرة.
اتصل بها وولف بسرعه عبر الهاتف خلال دوام عملها في الفندق لينقل اليها الخبر ، وبدا واضحا انه يعاني من صدمه ولكنه كان يعرف ان عليه تحمل المسؤوليه تسوية كل التفاصيل الضروريه بعد مأساة كهذه . ذهلت سين من الخبر مع انها لم تكن تعرف اليكس جيدا. وهو لم يكن يحبها اكثر مما تحبها والدته، ولكنه دائما كان بالغ التهذيب معها في المرات القليله التي التقيا بها . طبعا لم يبد هذا منصفا بحق رجل ذي ذهن متيقظ وحيويه لا متناهيه، ان يقتل بهذا الطريقه ، لانه شقيق وولف . كانت سين متورطه في هذه الماسأة ، ليس لان الشقيقين كانا متقاربين ، فلقد كانت طباعهما مختلفه. وولف كان مسترخيا وساحرا واليكس رجل اعمال صعب المراس. ولكن هذا لا يغير حقيقة ان اليكس هو شقيق وولف وعلاقة القربى موجوده بينهما ولو انها كانت عن بعد
عرضت سين :" سوف اترك العملي وآتي"
بمجرد ان اخبرها وولف . ولكنه رفض على الفور :" لا داعي لذلك ، سوف اعتني بامي وباربرا لفترة ما في البيت"
قدرت له سين ذلك ، لكن بالتاكيد كونها خطيبته فمن الواجب ان تكون الى جانبه خلال هذه المحنه ! وبما ان لا عائلة لها قدرت كم ان امرأتي ثورنتون منهارتان من جراء خسارتهما، ولكن بالتاكيد كان هناك ماتستطيع القيام به للمساعده . سالته متعاطيفه " كيف هو حال امك وباربرا! "
قاطعها وولف فورا :" وكيف تعتقدين انهما ؟" وتنهد بعمق :" انهما في حال مروعه . امي منهارة وباربرا تعاني من حالة هستيرية " " علي ان اكون هناك ياوولف" صاح بقسوة :" كلا " جفلت من غضبه الواضح تجاه الاقتراح " ولكنني متاكدة انني استطيع ..." صاح وولف بحزم :" قلت لامجال لذلك ياسين . اسمعي ، على الذهاب " قال ذلك بحدة واضاف : " سوف اكلمك لاحقا" واقفل بجفاء.
انتبهت سين الى فضوليه موظفة الاستقبال الاخرى تنظر اليها وتمسك بسماعة الهاتف لفترة طويله بعد ان اقفل الخط . ووضعت السماعه ببطء عندما لاحظت النظرات الفضولية وافكارها لا تزال منصبة على وولف. كان منزعجا طبعا ولم يلاحظ انها منزعجه من محاولة اخراسها بهذه الطريقة . وآخر شيء يحتاجه هو ان تنفعل تجاه محاولته اهمالها، كان لديه الان مشاعر امه وباربرا ليهدئها وهذا كان كافيا! ولكن لم يكن من السهل عليها انهاء فترة عملها المسائيه، وحاولت ان تبدو وكان كل شيء طبيعي ، وطاقم الفندق سيعلم بوفاة اليكس ما ان ينشر الخبر ، كانت سين اكيدة ولكن في الوقت الحالي لم تعتقد ان وولف يريدها ان تتكلم عن الامر . فكل الذين تعمل معهم كانوا يعرفون بامر خطوبتها لوولف ثورنتون، وكانو لطيفين معها. عدا عن بعض التلميحات اللاذعة الى انها سوف تتزوج الرئيس....والفضولية بشان استمرارها في العمل اذا كان الامر كذلك . والموضوع من السهل الاجابه عليه من جهه سين ، اذ انها ترعرعت في دور الايتام والملاجىء، حيث كان المال قليلا دائما . ولم يكن من طبيعتها ان لاتعمل لتعيل نفسها ، والحقيقة ان وولف احترمها لذلك مع انه حذرها من ان شعوره لن يكون هو نفسه بعد زواجهما . كان ذلك امرا سيناقشانه في حينه ، هكذا قالت له سين.
مع ذلك كانت اكثر من مرتاحه عندما انتهت نوبتها في العمل . واشترت بعض الحاجيات من محل قريب من منزل وولف في طريقها الى هناك. اذا كانت الامور ماساويه له هذه الليلة كما تخيلتها ، فان الطعام هو اخر ما سيفكر به، ولكنها ستشعره بالتحسن . دخلت الى الشقة بمفتاحها، وهي تعلم ان وولف ليس في المنزل . وعندما دخلت الى المنزل الساكن ادركت بخيبة امل ، ولكن سوف يعود الى البيت في وقت ماهذه الليلة وعندما يحضر تكون قد حضرت له وجبة طعام ، وشكت اذا كانت اي من المرأتين شعرت معه في خضم حزنهما.
كانت تبقى في المنزل وولف اكثر من منزلها . وتبقى الكثير من ثيابها هناك ، كانت ذاهبه الى غرفة النوم لتغير زي عملها ، ولكن قبل ان تفتح باب الغرفة انفتح من الحهه الاخرى . وظنت ان وولف موجود في الشقة . ادركت هذا بسرور . انه هنا بعد كل شيء.
سأل صوت باربرا ثورنتون : " عزيزي ، هل هذا انت؟"
وعندما فتح الباب اكثر تمكنت سين من رؤية المرأة كما تسمعها ، وحينما نظرت الى قميص النوم الاخضر الباهت الذي كانت ترتديه باربرا تراجعت خطوة الى الوراء وقد اكفهر وجهها . ماذا تفعل باربرا هنا ، في غرفة نوم وولف؟ ولماذا هي مرتدية مثل الملابس؟
قربت باربرا عينيها الخضراوين عندما نظرت الى سين وقالت لها ببرودة:" ظننت انك وولف"
عزيزي هو وولف ؟ ماهذا؟
تشدقت باربرا بازدراء :" لاتنظري بذهول ، يالوسيندا"
مشت من غرفة النوم الى غرفة الجلوس، وثياب نومها الحريريه يهفهف على ثنايا جسدها . وقالت لسين بصوت غير مهتم :" إنني انادي وولف " عزيزي" منذ وقت أطول من ان اذكره" لم يكن ذلك امام سين ، ولا اي واحد من افرد العائلة ، كما تعرف سين ، وراقبت المرأه الاخرى تتجول في الغرفة وتفتح صندوق سجائر لم تكن سين لتفهم ابدا سبب وجوده دائما مليئا، وولف لا يدخن . هل من الممكن انها من اجل باربرا ؟ واذا كان كذلك ، فلماذا ؟ لم تزل سين جامدة، وغير قادرة ، والمرأة الاخرى تاخذ سيجارة وتلتفت الى ناحية سين بحاجبين مرتفعين بسخريه. اهذه المرأة التي تعاني من حالة هستيريه ؟ وبدت باربرا مسيطرة تماما على اعصابها وعلى الموقف ! راقبتها سين من خلال سحابة من الدخان. وكانت الافكار تتدافع في راس سين ولم ترد ان تعلم او تصدق الافكار غير المعقوله التي لا يمكن ان تكون صحيحه. ولكن ...
قالت سين بجفاء:" انا آسفة بشأن أليكس" و كانت لا تزال تنظر الى المرأة ماخوذة وغير مصدقة لمل تفكر به، لا يمكن ان يكون حقيقياً، لايمكن ! ارتجفت باربرا من ذكر زوجها وتجمدت عيناها الخضراوان. وقالت بقسوة:" وانا كذلك ، الموت شيء نهائي، لم تكن هذه الطريقه التي اردت ان تنتهي اليها الامور"
عبست سين مجددا ، ماذا تقصد هذه المرأة بذلك ؟ وسألتها :" واين وولف ؟" ذهب بعض الارتباك الان واخدت نفسا اخر من سيجارتها:" مع والدته وسوف ينضم الي هنا عندما يستطيع التخلص"
اجابت سين بقسوة :" انت تنتظرين عودته الليله ، اذا؟" لقد كانت في حاجه ماسة الى مكالمته ليخبرها بان ما تتخيلة ليس صحيحا ، فهو وحده يستطيع تفسير هذا . ورق صوت باربرا :" آه ، اجل، لقد وعدني بانه لن يتركني بمفردي لفترة طويلة، وهو يعلم كم انا بحاجه اليه الليلة؟" المرأة كانت في انتظاره في غرفة النومه ... وولف! صرخت سين بداخلها ، انا بحاجه اليك ، انا بحاجه لتخبرني ان كل هذا هو خطأ قضيع ، وان باربرا لا تقصد ما اتصور انها تعنيه!
لكن هذه الافكار بقيت تتراكم في راسها . فقساوة وولف معها على الهاتف قبلا ، واخبارها بان لا تذهب الى المنزل والدته ، وانه لا داعي لوجودها هناك . بالطبع كان لوجودها داع ، لو انها استطاعت ان تكون هناك من اجله؟ الا إذا ... كان لا يحتاجها . ليس لأن باربرا اصبحت حرة .... هذا لايمكن ان يكون صحيحا ، لايمكن . وولف احبها ، وطلب الزواج . ولكن مع ذلك ، هذه الافكار تتاجج في داخلها الان، وترفض ان تتركها . وكانت باربرا لاتزال تنظر اليها وهي جالسة على كنبه وتضع رجلا فوق رجل:" سوف اخبره انك اتصلت " تشدقت بازدراء من تعبير وجه سين المرتبك .
قالت سين " سوف انتظره"
نظرت اليها المرأة بإشفاق وقالت :" هل تظنين ان هذا صواب ؟" بلعت سين ريقها بصعوبه :" صواب؟" قالتها باهتزاز وردة فعلها بدات تظهر بوضوح.
تنهدت بنفاد صبر :" آه، اعقلي ، لوسيندا ، هيا ؟" نصحتها باربرا بنفور وهي تطفىء السيجارة بعصبيه :" لايمكن ان تكوني بمثل هذه السذاجه . وبالتاكيد اصبح واضحا لك الان انني على علاقه معه منذ عدة سنوات.."
" كلا!" وضعت سين يديها على أذنيها ، والمرأة الأخرى تقول أشياء تحاول جاهدة ان لا تفكر بها " وولف يحبني ، انه .... اننا مخطوبان!" رفعت يدها اليسرى بانتصار ، ولمع الخاتمها عندما فعلت ذلك .
قالت باربرا بقسوة :" همم، هذه ضربة ذكاء من وولف اصبح اليكس مشككا بامرنا ، كما ترين . ولكن بضربة حظ قابلك وولف ليلة ذكرى ميلاد والدته . طبعا ، في الحقيقة بدأ الامر مع وولف بانه اراد ان يرسمك . ولكن خلال تلك الليلة ادركنا كلانا ان مزاج اليكس السيء كان بسبب شكوكه عنا نحن الاثنين وليس بسبب تاخر وولف عن الحفلة . وهكذا قرر وولف ان يقوم ببعض التميه"
تمتمت سين بعدم رضى :" وولف فعل هذا؟"
اخبرتها باربرا بهدوء :" آه، كان يرافقك على اية حال ، يا لوسيندا. كان دائما يرافق عارضاته. ولكنني كنت اعلم ان هذا لايعني شيئا . وانني كنت الوحيدة في حياته ، اسأليه ان يريك الرسمه لي في وقت ما" اضافت ببحة:" انا اكيدة انك ستجدينها مشعة جدا"
نبرة صوتها فقط اوحت لسين تماما اي نوع من الرسوم سوف يكون ! لم يكن يجدي ان تقول للمرأة الاخرى انها لا تصدقها ، لانها كذلك ، فكل هذا منطقي حتى الان . الطريقة التي رسم بها وولف في المرة الاولى ، والطريقه التي تاخر بها عن موعدهما واعلان نيته بالزواج منها منذ لقائهما الاول . كان كل هذا تغطيه لعلاقته بزوجة اخيه ،والان باربرا هي حرة....
استقامت سين وقالت :" من الافضل ان اذهب . وكانت تشعر انها بحاجه الى الهروب الان ، قبل ان تنهار . ونزعت خاتم خطوبتها:" ربما تستطيعين اعطاء وولف هذا" واعطت الخاتم للمرأة الاخرى . " انا لست بحاجه اليه بعد الان.." لم تقم باربرا باي حركه لاخذ الخاتم منها وعنفتها برقة :" لاتكوني جبانه هكذا يالوسيندا. فعلى الاقل انت مدينه بمجاملة وولف باعادتك الخاتم اليه شخصيا" ارادت ان ترميه في وجهه، وان تخبره كيف تفكر فيه وكيف استغلها ، ولكنها عرفت انها اذا فعلت ذلك فسوف تتحطم كليا ، وهذان الاثنان قد آذياها واذلاها بما فيه الكفاية ، لقد احبت وولف كثيرا وهو كان يستغلها فقط . وضعت الخاتم على الطاولة " انا... اخبريه انني غيرت رايي واني ادركت اني لا اريد الزواج منه" قامت بسرعه وهي تعلم ان ما تريده حقا هو الاستجداء والتوسل لوولف . ولتخبره انه على خطا، وانها تستطيع اسعاده ، مع علمها ان لا مستقبل لهما الان. وان كل شيء قد انتهى . كل الحلم المستحيل. وادعت مدافعة " أخبريه انني ادركت بان روجر هو من احب!"
ركضت بسرعه نحو الباب قبل ان تنهمر دموعها وتذل بسببها. قالت باربرا وهي مقطبة الجبين :" روجر؟ لن ادعي ، حتى اني اعرف من هو . ولكنني استطيع ان اؤكد لك ، على اساس عملي من هو وولف ، فهو ليس ذلك النوع من الرجال الذي يريد استرداد خاتمه الان وعلاقتكما قد انتهت وصدقيني " اضافت بصعوبه :" لقد انتهت"
ردت سين لباربرا اهانتها وقد احمر خداها غيظا :" الظاهر ان وولف هو ذلك النوع من الرجال الذي يكون على علاقة مع زوجة اخية في الوقت الذي يستعمل فيه امرأة اخرى ستارا لتلك العلاقه!"
استهجنت باربرا :" لديك اعذارك للاعتراف "
قالت سين بتوتر :" ليس بعد كل ما حدث . جدي شخصا اخر لتغطية علاقتك الصغيرة الدنيئه...الى ان لا تعودي بحاجه الى ذلك ، انا لا انوي ان افعل ذلك بعد الان !"
خرجت في الليل وهي بحاجه يائسة الى الهروب ، ذهبت الى الشخص الذي كانت تعلم انه لن يسالها اية اسئلة ، روجر.
التقت بروجر في اخر ميتم عاشت فيه، عندما كانت في السادسة عشرة، كان الابن الاكبر في المنزل، ومعظم الوقت يقضيه في الجامعه ولكنه اصبح افضل اصدقائها خلال الاوقات التي يقضيها في المنزل ، حتى في العطلات . وحينها غادرت منزل آل كولينز وانتقلت الى العيش بمفردها بقى الاثان صديقين . وكانا يتقابلان بالصدفه بعد ذلك . وقد اعترض روجر على علاقتها بوولف ، ولكنه كان سعيدا من اجلها عندما خطبها وولف ، مع ان سين لم تعتقد انه فوجىء تماما من الطريقه التي انتهت اليها الامر. فلم يكن روجر اكيدا مئه بالمئة من علاقتها بوولف، ماعدا الخطوبه . كم كان محقا بان يشعر بالقلق!
نظر اليها روجر نظرة واحدة. وهي تقف باعياء على على بابة قبل ان يقودها الى الداخل ، واعطاها شرابا قويا قبل ان يضعها تحت الاغطيه في غرفة النوم الاضافيه . وكل هذا من دون ان يسالها سؤالا واحدا . وعرفت سين لماذا كانت شاحبة ، عندما لمحت نفسها في المرآة الحمام، وبنظرة تائهة في عينيها تظهر كل ما تعانيه في داخلها وخيبة املها. كل هذا يخبر عن نفسه.
توسل اليها روجر ان تبقى في شقته في اليوم التالي ، ولكن سين رفضت عرضه وهي تعلم ان عليها مواجهة الواقع ، وقررت ان تذهب الى عملها في الفندق كالمعتاد ، لم تحاول الفرار في حياتها من مواجهة اي موقف، لقد كان عليها ان تكون قويه مع كل عذاب الطفوله الذي عرفته ، ولم تكن على استعداد لترك عملها في الفندق قبل ان تجد عملا اخر. واذا كان وجودها هناك يحرج عائلة ثورنتون فهذا جيد وحسن ، انه ليس يذكر في مقابل العذاب الذي عانته خلال ليلة السهاد الطويله التي مرت، وكل الليالي التي ستاتي . لم تكن قد امضت اكثر من عشر دقائق في عملها عندما رات وولف يدخل الفندق. وشحب وجهها عندما مشى بخطوات سريعه قويه الى حيث وقفت لتقوم بواحبها خلف مكتب الاستقبال. ليس هنا، تمنت في قرار نفسها، آه .....
ليس هنا . وشعرت بالالم ، فهو بدا مخيفا ، وبدا ان ليلته كانت طويله ، مع الخطوط التي ظهرت بجانب فمه وعينيه وهذه الخطوط لم تكن موجوده في اخر مرة راته.
هل كان هذا في خلال اربع وعشرين ساعة مضت ؟ فموت اليكس ترك تاثيره عليه ، حتى لو كان مجرد شعور بالذنب من العلاقه مع زوجة اخيه بينما كان على قيد الحياة.
استقامت سين مدافعه عندما وصل الى المكتب ، متجاهلة النظرات الفضوليه من موظفات الاستقبال عندما التقت بنظرات وولف من دون ان ترمش . اذا اراد ان يكون هذا مشهدا جماهيريا ، فليكن!
" اين قضيت الليله؟" طالبها بالاجابه بدون ان يحييها. وعيناه كقطعتين ذهبيتين . اين كانت طيلة الليل؟ لماذا؟ هي من كان يساله باتهام. وهو مع من كان ؟ قالت له :" ذهبت الى الشقه يا وولف. هل اخبرتك باربرا؟"
" نعم ، اخبرتني ، وعندما اعطتني هذا- وامسك الخاتم خطبتهما في راحة يده والماسات تلمع:" اتصلت بشقتك لاعرف ماذا جرى ولكن لم يرد احد ولا حتى هذا الصباح لهذا السبب ، اين كنت ياسين؟" سالها من جديد
تحركت سين من وراء المكتب وقالت :" دعنا نذهب الى مكان اخر يكون اكثر هذوءا لنناقش الامر" اقترحت بقوة ولم تنتظر رده ولكن اقتادته الى غرفة اجتماعات صغيرة عبر قاعة الاستقبال، والتي كانت تعلم انها غير محجوزه اليوم. كانت تحس بوجوده وراءها وهي تمشي تلك المسافه ، لذا فهي لم تكن بحاجه لتستدير وتراه لتعرف انه يلحف بها . استدارت ناحيته عندما اغلق الباب بهدوء وراءها . وفورا قطعت الاصوات من الفندق وعم الصمت المطبق.
" جسنا " استفزها وولف بنفاد صبر ويداه في جيبي سرواله . نظرت سين الى مظهره بامعان . ولاحظت البدلة الداكنه غير معتاده والقميص الابيض وربطة العنق. واضح ان هناك اشخاصا سيقابلهم اليوم بشان دفن اخيه . هذا وقت اليم لكلينا. منحت وولف تنهيده متثاقله :" دعنا نقبل ماقمنا به كغلطه . ودع الامر كذلك"
نظر اليها وقال :" واذا لم ارد ذلك"
هزت سين راسها باسى" لا اعتقد ان لديك اي خيار يا وولف ... لقد انتهى كل شيء بيننا الان ، حتى لو كانت الامور مختلفه" مع انها كانت لاتستطيع تصور انه وباربرا سيتخليان عن علاقتهما الان :" لا استطيع ان انسى ابدا ما فعلته لأليكس ."
شحب وجهه وولف ، وبدا انه ترنح قليلا قبل ان يستعيد السيطرة على نفسه من جديد وتنفس بعمق: " هل تعتقدين انني لا اشعر بالذنب كفايه حيال ذلم الامر ياسين؟ انا في حاجة اليك معي الان وليس لان تنقلبي ضدي" اخبرها بحنق والالم يعصر وجهه . ماعناه هو انه مايزال في حاجه اليها لتكون درعا لعلاقته بباربرا وستكون فضيحة اكبر لو انتشر الخبر بسرعه بعد وفاة اليكس . هزت راسها من جديد :" لت اعيش تلك الاكذوبه مجددا ياوولف... انا اسفة بشان موت اليكس ، حقا انا كذلك" قالت باسف عميق:" ولكن في الوقت نفسة لقد جعلني ذلك ادرك مدى الحطأ الذي ارتكبته حتى في التفكير باننا يمكن ان نتزوج .
" روجر.." استدرك وولف غير مصدق :" هل كنت معه ليلة امس؟" " نعم لقد قضيت الليلة في شقة روجر" اكدت له بثبات ليدع لها وولف كرامتها، على الاقل،توسل بقلبها الا تسطيع ان يرى ماذا يفعل بها: " لقد ظننت ان باربرا كانت..." توقف فجاة وعبس :" لقد انتهى الامر اذا؟" قال بتثاقل.
بلعت سين ريقها بصعوبه :" نعم لقد انتهى" قالتها بصوت اجش ، متمنيه ان لاتبكي ، ليس قبل ان يذهب وولف بعيدا ، وبعدها تعرف انها لاتسطيع ان توقف فيضان الدموع الذي يهدد بالنهمار:" لم يكن يجدر بنا ان نبدا بها اليس كذلك؟" واجابها :" لقد اردتك منذ اللحظه الاولى التي رايتك فيها" فكرت سين ، كما اراد كل النساء اللواتي رسمهن . وعلاقتهما ذهبت خطوة واحدة ابعد... الى حدود الخطوبه لانه وباربرا خافا ان يكتشف اليكس امرهما.
" هذا ليس كافيا ياوولف" قالت سين بحدة :" ليس بالنسبة الى ، كان يجب ان يكون هناك اكثر من ذلك من اجل العلاقة ، تبادل الثقة" كانت تثق به تماما حتى مساء امس:" روجر وانا... هو يعرفني ، ويفهمني ، وليس عنده ارتباطات اخرى تاخذه بعيدا عني .هذا ماريده من رجل حياتي"نظرت الى وولف من دون ان ترمش عيناها ، وهي تتمنى ان يذهب.
استمر ينظر اليها لدقائق طويله ثم اطلق نفسا عميقا عندما راى انها تعني ماتقوله :" اتمنى ان تكوني سعيدة، ياسين " واومات له براسها : " وانا ايضا اتمنى لك ذلك" لوى فمه بمرارة :" لا ارى هناك فرصة كبيرة لذلك" ومشى نحو الباب ولكنه لم يرحل . تردد هناك قبل ان يستدير ويقول:" اذا غيرت رايك.."
" لن افعل " اكدت له بسرعة . ربما تريد ذلك ولكنها تعرف انها لن تفعل فهي ، تريد ان تكون الوحيدة في حياة الرجل الذي سوف تتزوجه، اذا تزوجت، والان ربما هي تشك بانها ستفعل.
اوما وولف قائلا:" اعتقدت انك ستقولين ذلك ولكن صدقيني ياسين لا اهميه لمدى ماسوف تعتقدين انك تكرهين . فانت لا تستطيعين ان تكوني مزدرية لي بقدر ما ازدري نفسي" قال لها ذلك قبل ان يرحل بهدوء.
نظرت سين اليه بعد استعادة الماضي ، وكان ينام بسلام ، ولم تستطع ان تمنع نفسها من التعجب مرة اخرى عما جرى له خلال السبع السنوات الماضيه.
فهو وباربرا لم يتزوجا. مع ان المرأة الاخرى تبدو مهمه كثيرا في حياته. وروجر ما زال جزءا مهما في حياتها . ولكن علاقتها به كانت دائما كعلاقة اخ باخته ،ولم يكن بينهما اي ارتباط غير هذا . ولن تكون غير ذلك . فهناك شخص مميزجدا في حياة رورجر وهما متفقان منذ فترة طويله .ولم تحزر سين الجزء الذي لعبته ريبيكا في حياة وولف. فيبدو ان الفتاة قررت انها لا تريد الاستمرار بلعب ذلك الجزء في حياته ، والذي عرفته سين بدون شك . ان وولف كان في منزلها من جديد ، ولو انه في الغرفه الاضافيه مع انها اقسمت على ان هذا لن يحدث من جديد!


اسيرة الماضى غير متواجد حالياً  
التوقيع
سكرنا ولم نشرب من الخمر جرعة
ولكن احاديث الغرام هي الخمر
فشارب الخمر يصحوا بعد سكره
وشارب الحب طول العمر سكران




اشعر اننى انفاس تحتضر....بين رحيل قادم... ورحيل ماضى.....متعبا كل ما فينى
رد مع اقتباس