عرض مشاركة واحدة
قديم 29-04-11, 10:01 PM   #21

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


تغلغلت لورا في المسلك المتعرج كالثعبان حتى شارفت على الوصول الى القرية , أصوات جرس ساعة القرية تترامى اليها من بعيد ولاحت لها الأكواخ القائمة على طرف القرية.
أول من شاهدها كان راعي القرية مدير المدرسة الخيرية , فحياها بحرارة مستغربا:
" لورا! أي ريح طيبة حملتك ألينا؟".
" خسارة كبيرة أن يهدر المرء صباحا بهذا الجمال في السرير , وأنا أحب النهوض باكرا والسير بين أحضان الطبيعة".
" الطبيعة ملاذ هادىء مليء بالأمان لمن يريد الأختلاء بنفسه ".
لاحظ الرجل الكهل شحوب القلق والتعاسة في عينيها , فتابع:
" تعالي لنتناول الفطور معا , وزوجتي مارتا ستسر كثيرا بوجود ضيف في منزلنا المضجر بعد ذهاب غي لتحصيل دروسه في كمبريدج".
سارا معا في شوارع القرية حتى بلغا الطرف الآخر منها حيث منزل السيد لامب المبني من حجر أبيض , بناء رائع واسع صمم أصلا لسلف السيد لامب الذي كانت له عائلة من زوجة وستة أولاد , أما الآن فلا حاجة لكل الغرف بوجود السيد لامب وزوجته مارتا وأبنهما الوحيد غي الذي سيغيب في كمبردج حتى ينهي تخصصه في الهندسة.
دخل الكهل ولورا المطبخ ووجدا مارتا تقلي البيض فوق طبقة من لحم العجل الشهي , جلس الثلاثة يتمتعون بوجبة لذيذة فيها كل طيبة القرية ونقاوتها , وأستطابت لورا الحليب الطارزج والخضار النضرة المقطوفة من حديقة المنزل .
بعد ذلك أنسحب السيد لامب على دراجيته الهوائية ليقوم ببعض الزيارات وليقف على حاجات أبناء رعيته , تاركا لورا تساعد زوجته في غسل الصحون وتقشير البطاطا تحضيرا للغداء.
عادت الى المنزل فوجدت جدها ووالدها مع أحاديثهما التي لا تنضب , وافتهما لورا بعد قليل بالقهوة فشكراها بسرور وتابعا المناقشة.
صعدت لورا الى غرفتها وبدلت ملابسها بعد أن حررت شعرها المعقود , ثم نزلت الى المطبخ لتكمل ما بدأته .
لم تعرف لورا عن شقيقتها والحبيب شيئا ألا على مائدة الغداء عندما أخبرها والدها أنهما غادرا منذ الصباح ولن يعودا قبل الخامسة , ولكنه لا يعرف وجهة الرحلة.
هز الرجل رأسه وقال :
" من الظاهر أنهما على أبواب علاقة جدية مع أن جويس تصغره بكثير , لكنني لن أعرض أذا كانت أبنتي تريد هذا الرجل وهو من جهته مأخوذ بها على ما يبدو , نظر الوالد الى لورا وسأل ألم تلاحظي أنه واقع في غرامها؟".
قالت لورا نعم بصوت جليدي وذكّرت والدها بأنها عائدة الى لندن بقطار الساعة الثالثة , وعلى الفور عرض الرجل أصطحابها الى المحطة مضيفا:
" بذلك نقوم بنزهة أنا وجدك ونروح عن نفسينا قليلا , لكنه ما لبث أن تذكر أمرا مقلقا فأستفهم , ولكن من سيحضر لنا شاي الساعة الخامسة ومن بعده العشاء يا عزيزتي؟".
" الشاي جاهز في المطبخ وما عليك ألا تسخينه قليلا , كما حضّرت عشاء باردا موضوعا في طبق على الثلاجة , وسأحضر لكما شيئا أضافيا بعد قليل".
بعد أن أطمأنت الى أنتظام أمور المنزل حزمت لورا حقيبتها وأخذت تبحث عن والدها حتى لا ينسى أنه سيوصلها الى المحطة في شلمزفورد.
جلست في مقعد السيارة الخلفي لأن جدها لا يطيق الجلوس في الخلف حيث لا يستطيع الرؤية جيدا , ولورا فرحة ضمنا بذلك لأن جلوسه قرب والدها يلهيه عن طرح الأسئلة عليها :
"هل أنت سعيدة بعملك في المستشفى؟ ماذا تخططين للمستقبل؟ أتحبين أحدا؟ما رأيك برالف فان ميروم؟".
والسؤال الأخير هو الأكثر أحراجا بالطبع وتخلصت لورا منه بقولها أنها لا تحكم على شخص لا تعرفه تمام المعرفة.
لكن الذكاء لا ينقص جدها الذي علق على ردها:
" لا ضرورة لأن نعرف الشخص جيدا حتى نستلطفه , فالمحبة ليست بحاجة لحسابات ومنطق , أما أن تنبع فورا من القلب أو لا".
" لا بأس به يا جدي ". غيّرت لورا وجهة الحديث بعد الرد المقتضب :
" هل ستكون هنا عندما أعود يا جدي , فأنا لا أعلم تماما متى سأحضر؟".
" سأبقى عندكم , رالف يروح ويجيء كثيرا وأمر عودتي الى هولندا مؤمن ما دام الرجل يهوى الرحلات السندبادية".
" هذا يتيح لي رؤيتك قريبا بأذن الله".
نظرت لورا الى ساعتها لما وصلت بهم السيارة الى المحطة , فأسرعت لأن القطار يمر بعد خمس دقائق , قبّلت والدها وجدها وحملت حقيبتها متجهة الى شباك التذاكر.
خلال الرحلة لم يغب رالف عن بالها ولم تكتم شعورا بالحسد أتجاه جويس التي تحظى دائما بمبتغاها دون جهد يذكر , وأدركت أنها ستتلقى عما قريب خبرا ينبئها بزواجهما , خبر كالقدر لن تستطيع دفعه عن حياتها.
نظرت من النافذة الى لندن المكتظة بالأبنية الرمادية الحزينة متمنية لو أن بساطا سحريا يحملها بعيدا , الى حيث لا تسمع شيئا عن رالف فان ميروم , ولكن , أليس في زواجه من شقيقتها أنتهاء لمعاناتها؟ أليس آخر الدواء الكي ؟ لماذا تعذب نفسها ما دامت لن تحصل على الرجل؟ فليتزوج من جويس لتبدأ بنسيان الحب الذي ربطها به وتبدأ بتقبل فكرة وجوده كصهر... فكرة مخيفة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس