عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-11, 10:14 PM   #29

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ألتقطت جويس حقيبتها وطبعت قبلة على وجنة لورا قائلة:
" ها قد أتى التاكسي , ألن تقولي شيئا؟".
كتمت لورا رغبة بالأنفجار باكية وقالت :
" أتمنى لك السعادة بالرغم من البؤس الذي سبّبته لرالف, حاولي الأتصال بنا بأسرع ما يمكن فأبي لن يطمئن قبل سماع صوتك ولكن بالنسبة الى رالف...".
قاطعتها جويس:
" ماذا عن رالف؟ هو ليس طفلا ويستطيع الأعتناء بنفسه , الى اللقاء يا لورا".
رحلت جويس تاركة شقيقتها تقف حائرة وسط الغرفة الغرقة في الفوضى , بدأت لورا بترتيب الثياب واضعة كل شيء في مكانه , وعقلها يعمل على هضم الموقف وأيجاد المخرج اللائق لأخبار رالف بالأمر ,وبعد أنتهاء عملها جلست على السرير تتابع التفكير.
ما هي الطريقة الفضلى لمفاتحة الرجل بالأمر؟ من الأجدى أن تكون موضوعية معه ولا تظهر ذرّة من مشاعرها الدفينة لئلا يحس بأنها تحاول أستغلال الوضع , وفجأة تذكرت أن رالف يأتي عادة في المساء مما يتيح لها رؤية والدها وأخباره بالحدث , وهو يتولى رالف.
وشرعت لورا تحدث نفسها بصوت عال:
" يستطيع والدي التكفل بالأمر وأطلاعه على مضمون الرسالة , لا شك أن هذا أفضل الحلول وأسلسها , وبعدها سيعود رالف الى بيته".
جويس أدارت ظهرها لأحلام رالف دون أن تكلف نفسها عناء ألتفاتة أخيرة , ثم أين خاتم الخطوبة الذي أهداها أياه؟ خاتم نفيس أمضت جويس وقتا طويلا تصفه لها على الهاتف وتتغنى بذهبه وقطعة الماس الكبيرة التي تكلل وسطه , والتي جعلت رالف بشرائه يخالف تقليدا عائليا درج عليه آل فان ميروم منذ زمن بعيد , وهو أكتفاء نسائهم بخاتم من الياقوت مر على أصابعهن رمزل لأستمرار العائلة وتجدّدها.
ومن جديد قالت لورا:
" أرجو أن لا يتأخر أبي في العودة حتى ينقذني من هذه الورطة ".
لم تكد تنهي جملتها حتى سمعت صرير الباب فتنفست الصعداء , وتناولت رسالة جويس متوجّهة الى الطابق السفلي , ولما وصلت الى آخر السلم وقفت مصعوقة لأن القادم لم يكن والدها بل رالف بلحمه ودمه.
أبتسم الرجل قائلا:
" مرحبا يا لورا! لم أتوقع رؤيتك هنا اليوم , وسرعان ما لاحظ الرجل القلق والتوتر على وجه الفتاة فأختفت الأبتسامة وسأل عابسا , ما الأمر يا لورا؟ هل جويس بخير".
من الصعب , بل من المضحك المبكي أن لورا تستطيع في المستشفى التعامل مع أصعب الحالات ومواجهة أقسى المصائب , وها هي تقف أمام هذا الرجل لا تدري كيف ومن أين تلج الموضوع......تابعت التحديق به لاعنة كل لحظة تمر والقدر الذي رماها بمأزق محرج كهذا ,لو كان الأمر يتعلق بأي رجل آخر لما وجدت كل هذه الصعوبة في النطق , لكن رالف يختلف , فهي تحبه حبا صامتا معذبا وتود مساعدته بكل جوارحها دون أن تعلم ما السبيل الى ذلك.
خلع رالف معطفه ورماه على كرسي مسندا ظهره الى الباب, واضعا يديه على خصره وقائلا بهدوء ملفت:
" ألن تقولي ما الأمر؟".
بلعت الفتاة ريقها وأجابت بأرتباك:
" طلبت مني جويس تسليمك هذه".
رأت لورا القلق في عينيه وهو يقترب منها ليأخذ الرسالة , لكنه ظهر مسيطرا على أنفعالاته , وأستطاع كذلك ضبط مشاعره عندما فتح المغلّف وقرأ مضمون الرسالة قبل أن يفرغ منها ويعيدها الى المغلف بكل ترتيب.
أستوضح الرجل ببرود:
" أكنت على علم بذلك؟".
" لا ,فقد وصلت قبل ساعة تقريبا وفوجئت بجويس تحزم حقيبتها على أهبة الرحيل".
" ووالدك؟".
" تخلصت جويس منه ومن جدي بأن أقترحت عليهما الذهاب للتنزه في أحدى الحدائق العامة... ولا أنكر أنني تمنيت وصولهما قبلك لئلا أجد نفسي حيث أنا الآن".
أخفت أبتسامة رالف شيئا من التهكم ممزوجا بالمرارة أذ قال:
" مسكينة الشقيقة الكبرى بورا ! فهي تنوء تحت عبء زف الخبر العظيم...... وهي لم تحسن القيام بالمهمة".
" كنت أنوي مفاتحة والدي بالأمر وهو بدوره يخبرك به , فالكلام بين رجل وآخر في مواضيع كهذه يظل سهل..".
تحوّلت أبتسامة الرجل فجأة الى ضحكة مجنونة:
" أنت على خطأ , فأنا أفضل حديث المرأة المليء بالحنان والتعاطف".
خافت لورا من الغيظ المختبىء وراء ذاك الوجه الهادىء وتلك القسمات الجدّية , وسألته بتردد:
" ألا تنوي اللحاق بها قبل أن...".
تولى رالف أكمال السؤال:
" قبل أن يتزوجا , أليس كذلك؟ يا لك من فتاة غبية يا لورا! أتتصورين أنني سأجري وراءها لأعيدها اليّ ؟ أو لأجرها من شعرها كما كان يفعل رجال العصر الحجري !".
ضحك رالف ثم صمت فجأة ناظرا الى البعيد وقال متمتما:
" ربما كانت على حق , فأنا أكبرها بكثير".
وجفت لورا وقالت بشبه صراخ:
" لا يعقل أن تقول جويس هذا؟ وهو في أي حال غير صحيح , فأنت لست عجوزا وما زلت في الثامنة والثلاثين!".
" بالنسبة لك ربما , لكن لا تنسي أن جويس في العشرين".
شحبت لورا لملاحظته الأخيرة وتمكنت من التعليق :
" لا أظن أن السن تلعب دورا في هذه المسائل".
" ومن أين لك أن تعلمي؟".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس