عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-08, 10:31 PM   #27

اسيرة الماضى

نجم روايتي وناقدة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسيرة الماضى

? العضوٌ??? » 5714
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,703
?  نُقآطِيْ » اسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن


حثها صوت خفيف بنفاد صبر:" هيا ياسين ، افتحي" نزلت سين على السلم متعثرة لترد على قرع الباب، وهي تزيح خصلات شعرها الى الوراء عن وجهها وهي تهرع عبر غرفة الجلوس الصغيرة لتفتح الباب الخارجي، وترمش عيناها من اشعة شمس نيسان – ابريل، الساطعه، وتتركزان على روجر بصعوبه وهو يقف على عتبة الباب.
احتج قائلا :" لم تكوني في السرير . هل نسيت اننا سنلعب الغولف هذا الصباح؟" لم ينتظر اجابة عن سواله الاول، فكونها لا ترتدي ملابس الخروج كان اجابه كافيه ، ومر امامها الى غرفة الجلوس. فكونه قصير القامه لايواجه اي صعوبه من السقف المنخفض كما فعل وولف . تذكرت سين فجاة النائم فوق، وانتابها شعور بالذنب وكرهت ان تفكر بما سيقوله روجر بخصوص هذا الموضوع اذا علم انها قابلت وولف من جديد وانه في الواقع ينام فوق! كان روجر يشمئز من سلوك وولف منذ سبع سنوات عندما اخبرته سين ماذا حصل لها تلك الليلة، وكان اكيدا من انه لن يكون مهذبا اذا ما قابل وولف من جديد . كان في مقدورها فقط ان تتمنى لو ان وولف يبقى نائما الى ما بعد ذهاب روجر . وكانت قد نسيت دورتهما المعتاده بلعب الغولف صباح كل احد، كما نسيت ان اليوم الاحد .
" انا...." بدات في الكلام حين تشدق صوت بسخريه خفيفة:" انها غلطتي ، كما اخشى"
دارت سين بحدة لترى وولف واقفا عند باب المطبخ بكامل ثيابه يشرب كوبا من القهوة ، ومن استيقظ منذ بعض الوقت . ماذا عنى بذلك ، انها كانت غلطته؟

نظرت الية بارتياب لانها لاتستطيع ان تنظر الى روجر اساسا، بالتاكيد انه عرف الرجل الاخر الان، فوولف لم يتغير الى هذا الحد حقا . بدا وولف مرتاحا تماما ومسيطرا وهو ينظر اليها عبر الغرفة وجاجبه مرفوع بتهكم :" اخشى انه بعد ... ليلتنا المضطربه " اضاف وولف بخفة :" كانت سين بحاجة ماسة الى الراحة ، وهكذا تركتها نائمة"
كادت سين ان تصرخ عاليا من تلميح وولف الواضح. لقد اخبر روجر انهما قضيا الليلة معا وكانت سين في حاجة الى الراحة لانها كانت مرهقه منه ! لم تكن فقط كذبة مزعجه ، بل بعيدة عن الواقع ، عندما كان غير قادر على فعل شيء بسبب كاحله الملتوي. مع ان ... ربما لا ، واحمر وجهها عندما استرجعت ذكرى علاقتهما في الماضي . تمنت لو انها تستطيع السيطرة على احمرار وجهها .كان روجر ينظر اليها بعدم رضا عندما رأى ذلك الاحمرار كحياء محرج من جهتها !
عرض وولف بخبث بريء: " اتريدان فنجان قهوة؟"
قالت سين :" لا اريد شيئا" وهي تنظر اليه قبل ان تلتفت ناحية روجر . " لقد التقيت وولف بالصدفة منذ بضعة ايام"
قاطعها وولف بتعاطف : " انا اكيد انا روجر غير مهتم بكل التفاصيل حول كيف التقينا من جديد" مشى عبر الغرفهالى حيث يقفان وبدون العكازين وبعرج لايكاد يبدو عليه، والرباط مخبا تحت جوربه الاسود. ان الراحة اليسيرة من ليلة امس، والنوم الجيد ليلا، بدا انهما عملا العجائب لقدمه المصابه . الا اذا كانت غير مؤلمة كما بدت! نظرت اليه سين بتشكك عندما وصل الى جانبها ، بالتاكيد ، لم يكن يبالغ باصابته امس؟ واذا كان كذلك ، فلماذا؟
اضاف وولف بصوت ابح :" يكفي اننا فعلنا " ووقف ملتصقا بسين اكثر مما تمنت ويده تلامس يدها ، ليزيد الانطباع الحميمي لروجر ، ادركت سين ذلك باحباط.
اخبرت روجر بقليل من الياس :" لو تمهلني خمس دقائق لا غير ثيابي ، يا روجر ، سوف انضم اليك من اجل دورة الغولف" فحالما تستطيع الكلام مع روجر لوحدهما تستطيع ان تشرح له ماذا حصل بالضبط يوم امس. فمع ما اثارة وولف من ارباك ومزاج سيئ ، كان من الخطا القيام بذلك الان ، بدا روجر محتارا اكثر منه متضايقا الان . كما وجب عليه ان يكون.
فكرت سين باسف، وتحركت قاصدة ان تبتعد عن وولف ، فقد كانا يبدوان كزوجين تماما، وهما يقفان جنبا الى جنب بهذا الشكل.
قال روجر بسطحية :" نستطيع ان نلغي اللعب ، اذا كنت تفضلين " وتهجم وجهه عندما نظر الى الرجل الاخر.
كان اللتقاء الرجلين نادرا في ما مضى ، ولكن من جديد صدمت سين من الفارق الجسدي بينهما ، فوولف اطول من روجر بكثير، ويبدو روجر صبيانيا بشعره الكثيف المنسدل على جبينه ولايملك ايا من مواصفات القوة العضلية التي يهتم بها وولف كثيرا، فهو لكالما ملك نضوجا جسديا اكثر من الراجل الاخر ، ولكن القسوه المتهكمة ، كانت جزءا متمما لوولف ، اضافه الى الانطباع الذي لم يكن في صالح روجر قط.
اقترحت سين بخفه على روجر :" اجلس وساحضر لك فنجان قهوه بينما تنتظر" فاذا جلسا لن تظهر فوارقهما الجسديه!
تحركت بعصبيه عندما امسك بها وولف من يدها وهي تتحرك ناحية المطبخ . نظرت اليه بخوف واصابعه دافئة وناعمه على خصرها . قال بصوت ابح :" اريد ان ازيد ايضا" وهو يمسك بفنجانه الفارغ يبتسم لها بعينين دافئتين.
كانت سين محتاره تماما من سلوكه واخدت الفنجان بحركه مضطربه ، متحاشيه ان تلمس يدها يده. ومضت بعيدا لتسقط ذراعه عن خصرها . ومنعت نفسها من اطلاق تنهيدة ارتياح لافلاتها منه. واحست بشعور الغضب من نفسها على الفور لانها تاثرت به . وولف لم يكن بالنسبه لها اكثر من ازعاج غير ضروري ، وكلما اسرع بالخروج من حياتها كان ذلك افضل لها!
وافقها روجر وهو ينظر الى الساعه:" سوف اشرب القهوة ، وارحل لانني وعدت امي بتناول الغذاء معها " عرفت سين ان هذا هو عذر فقط للانسحاب لانهما معتادان على لعب الغولف لثلاث او اربع ساعات ثم يتناولان غداءً متاخرا في النادي ، وبعدها من المحتمل ان يذهبا لزيارة شيلا معا.
فسين بقيت على علاقه طيبه بكل عائلة كولينز ، وقد امضت مع شيلا عدة اسابيع بعد وفاة زوجها منذ خمس سنوات . وهي غالبا ما تذهب للاطمئنان على والدتها لتتاكد من انها بخير.
قالت سين بحدة :" سوف احضر القهوة وبعدها نتكلم " وذهبت الى المطبخ فحاولت ان تسرع قدر الامكان اذانها لا تعرف ما قد يدور بين الرجلين في غيابها.
لم يكن يحق لوولف ان يبدو مرتاحا وسعيدا هذا الصباح فكرت بسخط وهي تحضر فنجان القهوة . فبعد ان تركته في الغرفة النوم الاضافيه ليلة امس، لم تستطع النوم قط ولكنها استقلت مستيقظة لوقت طويل بعد ان صعدت الى السرير منزعجه جدا من وجود وولف في منزلها.
بدا وكانه نائم كالطفل طيلة الليل . ومزاجه لا يحمل اي شيء من الغضب الذي اظهرة الليلة الفائته، عندما عادت مع عدة الرسم . بدا الامر وكانها في بيت واحد مع اشباح!
لقد نسيت كليا موعد لعب الغولف مع روجر ، مع انه لم يكن في استطاعتها ابعاد وولف حتى لو تذكرت ، خصوصا وان الهاتف معطل . اللعنه ! لم يكن الرجلان يتكلامان عندما عادت بالقهوة. ولم يكن وولف منزعجا من ذلك. مع ان روجر بدا متضايقا او اقل ارتياحا برفقة الرجل الاخر.
تعاطفت سين معه فهي تشعر بنفس الطريقة تجاه وولف الان!
" شكرا" اخد وولف فنجان القهوة بابتسامه تضاعفت دقات قلبها تجاهها، وهو يجلس على الكنبه ، مرتاحه تماما.
قال بسعادة :" هذا مثل الاوقات القديمة تماما" كانت سين على وشك ان تصفعه اذا لم يتوقف عن الاعيبه. فقد كان يعي ان ثلاثتهم لم يتقاسموا اي اوقات قديمه وانه التقى بروجر ثلاث مرات فقط ، وفي كل مرة كانا يبدوان كخصمين ينظران الى بعضهما في حلبة مصارعة!
روجر كان هو الذي اجابه بجفاء:" انت تعرف تماما ، ياثورنتون انني لست سعيدا بتورطك مع سين هذه المرة كما في المرة الماضيه" تابع بتهجم :" واذا انت..."
صاحت سين باحراج :" روجر ، ارجوك ! " ونظرت اليه معاتبه.
قال وولف برقه :" كلا ، دعيه يقول ماعنده" وكانت نظرته مسلطه على اللاجل الاخر.
التوى فم روجر :" انا انوي ذلك " اكد بجفاء :" اذا آذيت سين مرة اخرى سوف اتكفل شخصيا بتعذيبك القدر ذاته من العذاب الذي عانت منه في المرة الماضيه"
كان هناك خطر في هدوء وولف :" حقا ؟ وكيف تنوي القيام بذلك" رد روجر :" انا.."
قاطعته سين بحدة :" انت سوف توقف هذا الان " وقالت له بتحديد :" لان وولف لايمكن له ان يؤذيني من جديد"
فوولف لن يستطيع اذيتها ما ان يعود الى شقته ولن تعود مجبرة على رؤيته مرة اخرى. وفي نيتها فعل ذلك في اسرع وقت ممكن ، فمن الواضح انه قادر على الاعتناء بنفسه اليوم.
قال وولف بصوت اجش:" سين على حق ، انا لا انوي ايذاءها"
اخبرها روجر بعينين متقاربتين وبقسوة: " ماتنوي وما تفعل ، يبوان امرين مختلفين تماما . لم لا تبقى خارج حياتها، ياثورنتون؟"
سارعت سين الى التدخل :" اخبرتك ياروجر ان هذا الحديث لا داعي له اطلاقا ومحرج تماما! لقد التقينا بالصدفه، وليس عن سابق قصد من ناحية اي منا!" فليس اي واحد منهما كان من المحتمل ان يعرف الظروف التي سيلتقيان فيها مجددا!
كان روجر لايزال عابسا: " لقاء بالصدفه لم يتردد في استغلاله" ونظر الى وولف باحتقار.
اتهمه وولف بقسوة :" كما لم تتردد انت بستغلال الموقف منذ سبع سنوات!" واصبحت عيناه كقطعتي حديد الان وفمه اصبح كخط رفيع وجسده منقبضا تماما وهو يجلس الى الامام في مقعده .
اعلمه روجر ببرودة :" كنت هناك لاجمع الشتات ، نعم"
قال له وولف :" امثالك يشعرونني بالغثيان!"
" الرجال امثلك !" قاطعت سين بنفاد صبر :" قلت توقفا!"
وتابعت :" انا لست عظمه بينكما يمكن لكل منكما ان يتصارع عليها . وعلى مايبدو فقد نسيتما انني راشدة، ولي تفكيري الخاص بي، وفي استطاعتي اخذ القرارات والاختيارات التي تناسبني . ويسعدني في هذه اللحظه انتخرسا!" وكانت تتنفس بسرعة من شدة توترها.
قالت لوولف بقوة:" انت سانقلك الى المدينه حالمه اغتسل وارتدي ملابسي، وانت ..."
واستدارت ناحية روجر:" سوف اتكلم معك حول هذا الموضوع عندما تكون في حال فكريه افضل ، وهذا ليس الوقت المناسب لنفعل ذلك"
اضافت وهي تنظر ناحية وولف فهو كان مستفزا منذ ان حضر روجر:" لا استطيع ان اتحمل المزيد"
وقف روجر فجأة واضعا فنجان القهوة الممتلئ على الطاوله. "اذا احتجتني تعرفين اين تجدينني" وتقدم ليقبل سين من خدها بخفة:" واذا سمحت لنفسك بالتورط معه من جديد فلا بد انك ستكونين بحاجه الي" واضاف بتجهم وهو ينظر اليها بشفقة هازابراسه.
وقف وولف ايضا وفمه ملتوي بسخريه:" ابهذه الطريقه تحاول البقاء في حياتها ياكولينز؟ بان تبقى دائما قريبا لتجمع الشتات؟"
" ايها السافل!" كانت ردة فعل سين غريزية ، وتقوست يدها وهي ترفع اصابعها لتقوم بصفع وولف على وجهه. وعلا صوت الصفعه بصمت الغرفه وبدات بصمات اصابعها تظهر على وجهه المتقلص ، بينما سقطت يد سين الى جنبها . وحه وولف يستطيع ان يستثير ردة فعلها العنيفه!
حذرها روجر بسخريه:" استمري في التفكير بهذه الطريقة ، ياسين، لان هذه هي الحقيقه!"
كانت سين مرتعبه من ردة فعلها وحملقت برعب غريب الى وجه وولف بينما كان لون خدة يتغير ، وانطبعت اصابعها بلون ابيض على وجهه الاسمر . لم يقل وولف شيئا ، فقط استمر ينظر اليها لدقائق طويلة قبل ان يستدير لينظر الى الرجل الاخر:" اعتقدتك قلت انك ذاهب؟"
انبهرت سين من غطرسته ولم تكن تعرف سبب شعورها هذا تجاهه . فهي بالتاكيد لم تتصوران ردة فعلها الطبيعيه على اهانته الواضحه لروجر سوف تغير شيئا من كرهه الرجل الاخر. ذكرته سين :" هذا بيتي يا وولف ، وروجر مرحب به اكثر منك ، في اي وقت"
رفع حاجبيه بازدراء وقال برقة متحديا:" ولكن من قضى الليل هنا معك"
ذهلت سين من جديد من التلميح المباشر في كلماته هذه المرة ، فكلاهما يعلم انه لم يمض الليلة " معها" ولكن مع ذلك فقد كان مصمما على اعطاء روجر هذا الامطباع:" انت..."
اجابه روجر ببرودة:" سين دائما بلهاء عندما يتعلق الامر بك" ويداه متقلصتان الى جانبه. :" ولكن اتمنى ان تقول لك الى اين تذهب هذه المرة" نظر الى سين بغضب، طالبا منها ان تفعل ذلك .
" فليذهب الى الجحيم!" واكفهر وجهها من الغضب عندما نظرت الى وولف . بدا فم وولف مراوغا:" وعدت" اعلم سين بخبث :" فات الاوان ياسين ، لقد كنت هناك " وقال بقسوة وعيناه تلمعان :" ولا انوي العودة الى هناك!"
" انت.."
قاطعه روجر بتجهم :" اعتقد ان الوقت قد حان لاترككما تناقشان هذا بينكما" وتحرك يحتضن كتفي سين بين ذراعيه :" ولكن لا تعتقدي بانه قد تغير ، ياسين" انبها بلطف فيما نظراتها معلقه بنظراته:"لأنه سوف يحطمك كلياً من جديد." وهز رأسه مهموماً.
كانت تعلم انه على حق ، وكانت تعلم انه ليس على وولف حتى المحاولة ، إذ أن وجوده في حياتها كافٍ فقط لتحطيمها ، ولهذا عليه ان يكون خارج حياتها في اسرع وقت ممكن !
اكدت له بقوة :" سوف يذهب ، ياروجور ، وحالاً."
قال وولف برقة :" حسناً حالما تضع عليها بعض الملابس ، على كل حال ." استدارت سين ناحيته بقوة مليئة بالغضب على شكله الهازئ بينما كان يرد نظرتها .
قالت له بتوت ر وعيناها لم تتحركا عن وولف :" ربما من الأفضل أن تذهب ياروجر فما علي قوله لوولف من الأفضل ان يتم بيني وبينه !"
ستستطيع أن تقل له تماماً ماتعتقده فيه ، وعن تلميحاته ما أن يصبحا وحيدين !
عصر روجر كتفيها قبل ان يتركها ." سوف أتصل بك ."
وعدها بذلك دون ان يولي وولف اي نظرة قبل ان يذهب ، واغلق باب الكوخ وراءه برقة .
لو سقطت ابرة لكانت سمعت في السكون الذي تلى رحيل روجر ، قبل الانفجار الكبير . لأن سين لم تشك للحظة بما سوف يحدث _ ولانها نوت ان تكون هي من يقوم بذلك ، كانت عيناها تلمعان بشدة عندما استدارت لتنظر الى وولف ، واتسعت عيناها بالغضب العميق عندما عرج الى كرسي وجلس عليه بوهن ، وتعبير الألم عاد الى وجهه . قالت سين باستهزاء :" لا تحاول استدرار عطفي كمحاولة لفمنعي عن رميك الى الخارج ، بعد هذا العرض الذي قدمته امام روجر انوي ان اجعلك تعود سيراً على قدميك الى المدينة !"
تراجع وولف في جلسته الى الوراء بوهن واغمض عينيه لبضع ثوان قبل ان يعاود النظر اليها من جديد . قال بقسوة :"هذا تماماً ما كان سيحدث ياين ، واو بقي كولينز اكثر ربما كنت سأنهار عند قدميه ." ختم كلامه بتجهم . لم تتغير تعابير سين :" وبعد الانطباع الخاطئ الكامل ربما حاولت تركك هناك ." أومأ فجأة :" لا اشك بذلك ."
اجابته بنفاد صبر :" وماذا اتعقدت نفسك فاعلاً ؟ الا يكفي ان روجر علم بامرنا منذ سبع سنوات ، دون ان تقوده الى الاعتقاد الى ..."
قال وولف وهو يجلس بتململ :" كنا مخطزبين منذ سبع سنوات . ولماذا لايعرف بأمرنا ؟"
قالت بسخط :" ليس هذا ماقصدته ... وانت تعرف ذلك وهو يعرف كيف انتهينا ولماذا ، ولتعطيه انطباعاً كاذباً بأن هناك شيئاً بيننا مرة اخرى الآن ، كان ..."
" طبعاً هو يعرف سبب انفصالنا ، ياسين ." وكان وولف واقفاً على قدميه وتحرك ناحيتها . وقال بقسوة وهو يقف امامها :" ولكن اذا لم يكن كولينز هو السبب ..."
قالت سين محدقة فيه :" لم يكن هناك احد منذ سبع سنوات! لقد كان هناك من اجلي ، يا وولف ، عندما ..."
قاطعها وولف بتجهم :" عندما لم استطع ان اكون ! ولكنني هنا الآن ، يا سين ."
" ليس لوقت طويل ! قلت لك حالما ارتدي ملابسي سوف اقلك الى المدينة ، لا آبه أين ، طالما انه بعيد من هنا !"
بدا وولف وكأنه لم يعد يستمع اليها ، وتذكيرها بان عليها ارتداء ملابسها بدا وكانه لفت انتباهه الى حقيقة انها تقف امامه وهي ترتدي فقط ازاراً حريرياً رقيقاً فوق قميص نوم حريري مساو له .
رفع رأسه الذي كان مرتاحاً على كتفها عندما احس بحركة رفض عفوية قامت بها سين . عندما راى تعبير الالم في عينيها العميقتين اختفت السعادة ببطء من ملامحه القاسية ، وتقطيب داكن ارتسم على حاجبيه وهو ينظر اليها : " لم نقم بشيء خطا، ياسين " اخبرها بتجهم هازا راسه . لم نقم بشيء خطا! لم يتعانقا منذ سبع سنوات ، وحتى مساء امس كان وولف على وشك الزواج من امرأه اخرى . فكيف يقول ان هذا ليس خطأ؟ بالتاكيد كان خطا بالنسبه اليها . دفعته من صدره . واخيرا ابتعد عنها ، محررا اياها من قبضته ، واشعة الشمس المبهرة تدخل عبر النوافذ بوضوح مظهره سمرة وجه وولف الجميلة وهو يقف بهدوء على رجليه.
اقفلت سين ازارها وقد احمر وجهها وهي تشده على جسدها تحت نظرات وولف المراقبه "انت" وقطعت كلامها عندما سمعت صوت سيارة قادمه ، وقد ارتسمت معالم الجزع على ملامحها . من ايضا يمكن ان يسأل عنها يو الاحد صباحا؟ الا اذا كان روجر قد عاد لسبب ما؟
سمع وولف صوت السيارة في الخارج ايضا ، وتقدم ليلقي نظرة عبر احدى النوافذ الصغيرة، غير مهتم :" انه جيرالد" قال بقسوة وهو يستدير لينظر الى سين وبدت تعابيره وكانها تتهمها بتجهم :" يبدو ان الرجال في حياتك يتساقطون فوق بعضهم اليوم ، اليس كذلك؟"
" جيرالد هاركورت هنا؟ الان؟" عندما هي ووولف...؟
آه ... كلا!


اسيرة الماضى غير متواجد حالياً  
التوقيع
سكرنا ولم نشرب من الخمر جرعة
ولكن احاديث الغرام هي الخمر
فشارب الخمر يصحوا بعد سكره
وشارب الحب طول العمر سكران




اشعر اننى انفاس تحتضر....بين رحيل قادم... ورحيل ماضى.....متعبا كل ما فينى
رد مع اقتباس