عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-08, 10:35 PM   #29

اسيرة الماضى

نجم روايتي وناقدة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسيرة الماضى

? العضوٌ??? » 5714
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,703
?  نُقآطِيْ » اسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع


قالت سين بنفاد صبر :" لا تقف هناك وترشق اتهامات هي مجرد تفاهات" وطلبت منه تغيير ملابسه كي لا يراه في ثياب النوم.
" اشك في جيرالد هنا كي يراني!" ناولته ثيابه ، وهي تنظر اليه وهو لا ياتي باي حركه ليرتديها . فجيرالد على وشك الخروج من سيارته ، سيقرع الباب الان . تمنت فقط ان لاينظر عبر النافذه اولا!
حثته بقلق " وولف!" وهي تصوب نظرات قلقه نحو الباب . تحرك اخيرا مبتعدا عن النافذة ، مع انه لم يحاول ان يتحرك ليغير ملابسه:" ماذا تعنين بذلك ، اتنكرين ان جيرالد هنا من اجل رؤيتك ؟ هذا بيتك"
ذكرته سين بزدراء :" حتى امس كنت على وشك الزواج من ابنته" وهي تسحب الستاره قليلا لتنظر خلسة من النافذة . ونزل جيرالد من السيارة وقطب حاجبيه وهو ينظر الى سيارة وولف المتوقفه على الطريق امام سيارته:" لقد علم انك هنا يا وولف" واسدلت الستارة قبل ان تلتفت لتنظر الى وولف . وما زال جامدا لا يحاول تبديل ملابسه:" ان كنت لا تود القيام بتغيير ملابسك" وهي تشير الى الملابس التي في يده :"فعلى الاقل يجب ان تصعد الى الاعلى، حيث غرفة النوم حتى لا يراك جيرالد!"
قالت سين وهي تنظر اليه:" ولكن انا افضل ان تهتم بامري . وولف ، اذهب الى الطابق العلوي" قالتها بصوت قاس . فهو لا يابه لنفسه ولكنها لا تعلم كيف سيفكر جيرالد فيها ، خاصة مع جهله للماضي. وشكت بانه سيبقى لمدة كافيه لتوضيح له ذلك . ما ان يرى وولف حتى يقوم باستنتاجاته الخاصة!
عمق تعبير وولف اكثر :" طبعا انا اهتم بامرك ! اي نوع من الرجال تعتقدينني؟"
قالت باعياء:" صدقيني لم اعد اعرف ياوولف" بينما كانت تسمع خطوات جيرالد في الخارج :" النوع الذي لن يهينني امام والد ريبيكا، كما اتمنى" ارادت منه ان يصعد الى فوق الان ، ويداها متقلصتان الى جانبيها.
رد وولف برقة :" والد ريبيكا هل هكذا حقا تفكرين فيه؟"
" طبعا ، انا... أوه ، وولف ليس الان" حثته وهي تسمع دقات جيرالد على بابها :" ارجوك!"
لثوان لم يتحرك ، وبعدها اوما باستفزاز واستدار ليذهب الى المطبخ آخدا ملابسه معه.. نظرت سين الى غرفة الجلوس بقلق خوفا من يعود ، ثم توجهت نحو الباب لترد على دقة جيرالد الثانيه القوية . كان يعرف انهما موجودان في الداخل بسبب وجود سيارتيهما المتوقفتين في الخارج، فلا بد انه كان سيتساءل عما يشغلها. شدت سين حزام ازارها حول وسطها. وهي تزيح خصلات شعرها الى الوراء عن وجهها . واصلحت في مظهرها الالمزري. احمر وجهها من التوتر ، والبقعتان الحمراوان تتقدان على وجهها وهي تفتح الباب اخيرا:" جيرالد " حاولت ان تبدو مسرورة وبنفس الوقت مستغربه وهي تبتسم له.
الابتسامه المتبادله لم تكون نابعه من قلبها بدا وكانه لم ينم طوال الليل . خطوط الاعياء باديه حول عينيه. وبدا واضحا اليوم انه في الثالثة والاربعين.
" حاولت ان اتصل بك قبلا ، ولكن يبدو ان الهاتف معطل..." نظر اليها مستفعهما ولم يحاول الدخول الى الكوخ ، مع ان سين شرعت له الباب ليمر.
لن تلومه على حذره ، فلا بد انه متعجب لوجود سيارة وولف المتوقفه امام كوخها:" حادث خفيف للشريط ، كما اخشى" وقالت متهاونه :" عليّ ان اتصل بمهندس لياتي ويصلحه. تفضل بالدخول يا جيرالد ، فالجو بارد كما اعتقد"
كان جيرالد حريصا لدى دخوله الى الكوخ اذ انحنى عندما مر عبر الباب ، ولكنه عبس قليلا عندما راى فوضى غرفة الجلوس ، الاثاث المبعثر قرب الجدران .
احمر وجه سين لعدم تنظيم الغرفة وقالت بوهن : " اعتذر للفوضى ، ولكن انا..."
قاطعها وولف برقة :" انها غلطتي ، كما اخشى " آتيا من المطبخ بكامل ملابسه الان. ارتاحت لرؤية منظره. منحنيا بتثاقل على العكازين اللذين اللذين لم يكن بحاجة اليهما باكرا هذا الصباح.
" ماذا حدث؟ " بدا جيرالد كالابلة عندما صدم بمنظر العكازين وقدوم وولف المضمدة . حدقت سين بوولف ايضا، متعجبة مما سيقوله كجواب لفضول الرجل الاخر الظاهر.
اخبر جيرالد بثقة :" لقد قدمت البارحة الى هنا لرؤية الانسة سيمث املا انها تستطيع ان تساعدنا اكثر في ما يخص ريبيكا . وعندما كنت هنا تعثرت بشريط هاتفها ، ولهذا قطع الخط كليا" اضاف برشاقة:" وارتض كاحلي فوق ذلك" مستهزئا من نفسه.
ادركت سين الحقيقة طبعا ، كان عليها ان تعرف ان وولف لن يفاجا بوصول الرجل الاخر، كما كانت هي . ولماذا عليه ان يكون؟ ماقاله الان هو صحيح تماما ! نظر جيرالد الى كاحل وولف باهتمام :" هل كسر؟"
اضاف وولف بخفة :" كلا، ولكنه مرضوض ، لذلك لم استطع القيادة في طريق العودة الى المدينه مساء امس"
استطعت سين ان ترى السؤال في عيني جيرالد ، اذا لماذا لم تصحبة سين الى المدينه!
" طبعا عرضت علي سين اصطحابي الى المدينه ولكن تعرف حالة امي الصحيه" ونظر في اتجاة جيرالد :" كان من المستحيل بالنسبة الي الذهاب الى هناك" وافقه جيرالد بتقطيبة :" اجل ... أجل طبعا."
" وعرضت علي سين بلطف ان ابقى هنا ريثما استطيع الحراك" وابتسم لسين ابتسامات شكر ، فقط قسوة نظرته كذبت اعترافه بالجميل.
" هل من اخبار عن ريبيكا؟" استدار بحدة ناحية الرجل الاخر. آه ، بدا جيرالد ماخوذا للحظة ونظر بعدم ارتياح الى وولف.
كانت هناك اخبار جديدة كثيرة ، كما كان ظاهرا، فجازفت سين بالتكهن بها في محاولة لانقاذ الموقف.
مع ان تغيير الموضوع بدا وكانه قد نجح في ابعاد انتباة جيرالد بعيدا عن حقيقة معرفة وولف لعنوانها . لانه ماكان عليه ذلك ، حسب المسار الطبيعي للاحداث! قالت سين جازمه : " قهوة ، اعتقد اننا بحاجه الى بعضها " اوضحت عندما استدار الرجلان ينظران اليها . وقالت بحدة :" وبعض الخبز المحمص ايضا" بدت وجبات الطعام امرا من الماضي منذ وصول وولف امس! تركزت عيناه عليها مستفهما كما لو احس بتوضيحها . " القهوة والخبز المحمص يبدوان جيدين" اوما ببطء وهو يراقب سين بتمعن ، عندما التقت نظراتهما، واضاف بتفكير:" علي ان اخذ مسكنا للالم على كل حال"
"جيرالد" استدارت سين بشكر الى الرجل الاخر. والتوتر على وجهه بدا وكانه ازداد منذ ان طرح موضوع ريبيكا من جديد . آه ، لم تبد الاخبار جيدة ابدا . ادركت سين بانقباض. اجابها :" شكرا . علي ان اعترف ، بان الفطور كان ابعد شيء عن تفكيري هذا الصباح ، بعد..." وقطع كلامه باسى وكانه ادرك انه يعيد الموضوع الذي كان من الافضل ان يضعه جانبا الى ان يتناولوا شيئا من الطعام والشراب . نظر الى سين بامتنان قبل ان يجلس:" القهوة والخبز يبدوان رائعين "
" انا اسف يا وولف " وقف على الفور عندما صراع الرجل الاخر ليبقى مسنودا على العكازين والجلوس على الكرسي في نفس الوقت.
" هل استطيع ان اساعدك؟"

اعتبرت سين وولف قادرا تماما على الحركه من دون الاعتماد على العكازين منذ نصف ساعه مضت . وقررت ان تترك الرجلين يدبران امرهما وهرعت الى المطبخ في حين قام جيرالد بمساعدت وولف على الجلوس.
كانت المرة الاولى التي تختلي فيها بنفسها لادراك جسامة ما حدث بينها وبين وولف هذا الصباح، وظهر اجهادها وهي تنحني بتثاقل على واحدة من وحدات المطبخ ، غير قادرة حتى على التفكير باخذ الفطور اليهما، عدا عن تحضيره فعلا!
تساءلت بغيرة غير معقوله وغير منطقيه ، لان هذا الصباح كان غير متوقع كليا ، ترى كم امرأة عرف وولف خلال السنوات السبع الماضيه الى جانب باربرا طبعا....
باربرا . دائماتعود الى المرأة الاخرى . لماذا ؟ آه ، لماذا لم يتزوج باربرا ويدع النساء الاخريات ؟ هذا لم يكن عدلا. هنا كانت المشكله ، اعترفت بذلك بحزن على نفسها . سالها جيرالد :" هل تحتاجين مساعدة ؟" وهو يقف وراءها عن قرب.
التفتت اليه وقالت :" لم اسمعك تدخل ، شكرا . استطيع ان اتدبر الامر وحدي" اضافت بوهن ، والابتسامه التي ظهرت على وجهها وصلت الى حدود عينيها :" ارجو ان تعود الى غرفة الجلوس وتنضم الى وولف ... مستر ثورنتون"
استبدلت كلماتها بوهن عندما تذكرت العلاقة التي يفترضان تكون بينها وبين وولف . قطب جبينه قائلا :" اعتقد انه من الافضل ان ابقى هنا واساعدك!"
كان على سين ان تبتسم رغما عنها ولكن ؟ تكهنت بقسوة ، وهي تحضر القهوة . فمن المحتمل ان يحتاجوا جميعا الى شيء اقوى من النوع سهل التحضير قبل ان ينقضي الصباح !
قال جيرالد :" دعيني اقوم بذلك" واخذ امر تحضير القهوة ووضع الفناجين على الصينيه بينما كانت سين تضع الخبز لتحمصه.
لم تضغط عليه ، ليس عليها ذلك ، تستطيع ان تحمن اكثر او اقل . ما يمكن ان يقوله لهما وكان على حق ، يستطيع ان ينتظر.
علق وولف بزدراء :" لم يكن لدي اي فكرة انك تحب المشاركه في الاعمال المنزليه" عندما كان الرجل الاخر يحمل الصينيه الى غرفة الجلوس.
نظرت سين اليه نظرت عتب وهي تحمل الطاوله القهوة لتضعها امامه حتى يضع جيرالد الصينيه عليها.
سالت سين باستهزاء:" سكر؟ " وهي تجلس لتسكب القهوة ، فمزاجه سيتحسن بالمذاق الحلو!
لم تذهب محاولتها سدى ، فقوس حاجبيه :" فقط سوداء مثل العادة، شكرا" مثل العادة، لا حظت سين ، وتوتر فمها وحاولت الاتلتقي بنظراته، وهي تناوله قهوته، لماذا تضيع وقتها بمحاولة التبارز معه لفظيا ؟ فهي دائما تخسر!
" اذا ، جيرالد " استدار ناحية الاخر ما ان تناولوا فناجين القهوة والخبز المحمص:" ماذا عندك لتخبرني به وهو، كما يبدو، مهم الى درجة انك قدمت لرؤيتي هنا بدلا من انتظار عودتي الى المدينه؟" اضاف قائلا :" لا اذكر انك قد قلت انك اتيت لرؤيتي...." ونظر الى الرجل الاخر بحاجبين مرفوعين بتساؤل.
اخبره جيرالد بفظاظة:" لن افعل ، اتيت في الواقع لرؤية سين لنفس السبب الذي قدمت انت من اجله، لارى اذا كان هناك اي شيء تستطيع اخباري به فيما يتعلق باختفاء ريبيكا" واستعلم برقه:" افهم ذلك ، وهل كان هناك؟"
عبس جيرالد من السؤال :" لم احظ بفرصة سؤالها بعد" احست سين بالاسف تجاه جيرالد. ولكن لم يكن بيدها خيلة وهي تعرف تماما ان وولف مدفوع باكثر من مجرد اختفاء ريبيكا ، في الحقيقة ، في هكذا ظروف ، فكرت انه من الافضل لو انها تبقى خارج الموضوع النقاش برمته!
لكن كان لوولف افكار اخرى ! دعاه بقسوة:" اذا ، هيا اسالها ، لقد كان لدي الانطباع بانه بسبب بقائكما في المطبخ لمدة ، انكما ناقشتما الموضوع"
سارعت سين الى الاجابة :" لقد كنا مشغولين بتحضير الطعام " حقا لقد بدا يبدو كعاشق غيور، شيء عرفاه معا انه لم يكن عليه :" واخشى انني لا استطيع ان اضيف اي شيء على ما سبق ان اخبرتك به عن ريبيكا"
قال وولف برقه:" لاتستطيعين ، او لاتريدين؟" ونظر اليها بتمعن . اجابت بحدة :" لا استطيع" ولم يكن في نيتها كسر ثقة ريبيكا فيها . ولكن في الوقت نفسه شعرت بالحرارة تصعد الى وجهها. عرفت ان هذا سيجعلها تبدو مذنبه.
لكن اذا كان افتراضها بخصوص جيرالد صحيحا ، فليس من حاجه لها للتورط في التفاصيل الغريبه لقرار ريبيكا بالا تتزوج من وولف. هذا اذا كان افتراضها صحيحا.
قال جيرالد متنهدا:"عادل كفايه، ولكن عليك ان تعرف يا وولف ان ريبيكا اتصلت بي هذا صباح هاتفيا، يبدو انها عندما قررت الذهاب بعيدا لتفكر ، لم تذهب بمفردها" والكلمات الاخيرة خرجت مسرعة من فمه، كما لو انه كان قلقا لانهاء هذا الامر الان خاصة وانه بدا فيه.
" انا اسف يا وولف " اضاف بحزن :" ولكن يبدو ان ريبيكا على علاقة بالشاب غلين رينولدز"
غلين ، اذاهذا هو اسم البستاني. يبدو الاسم لائقا بشكله . كانت سين تغوص في افكارها ! مايهم اسم الرجل؟ على الارجح انه ليس الجزء الذي يهم وولف.
لم تتحمل ان تنظر اليه ، كانت هذه المرة الثانية التي تتخلى فيها خطيبته عنه، وفي كلتا المرتين ، كما يبدو ، الذهاب الى رجل اخر ، ولكن، في حالة سين لم يكن ذلك صحيحا حقا . وانما هذه المرة ، مع ريبيكا ، كان كذلك. كيف يمكن ان يفكر وولف؟
كان من الصعب قول ذلك من تعبير وجهه ، ونظره قلقة في عينيه وفمه مطبق جيدا. قال بهدوء:" ومن هو غلين رينولدز؟"
بدا جيرالد متضايقا اكثر من اي وقت مضى. صرح على مضض:" الشاب الصغير الذي يعتني بحديقتي" وتجهم وجهه محرجا وهو ينظر الى وولف باسف بالغ.
نظرت سين اليه ايضا مجاولة ان تفسر ردة فعله على هذا الموقف. مرة اخرى كان من الصعب ان تقول . فتعبيره كان غامضا مع ان جسده كان متوترا جدا. كادت سين ان تشعر بالاسى تجاهه. لو لم تكن تعرف انه لايزال يملك باربرا في حياته.
اسرع جيرالد يقول واهنا عندما لم يقم وولف باي رد على كلامه:" لم يكن لدي اي فكرة يا وولف ، لو كان لدي لكنت تدخلت" ساله وولف مقطبا جبينه :" لماذا؟"
بدا جيرالد مشوشا:" لماذا؟" اضاف بذهول محركا كتفيه بعدم ارتياح :" حسنا ، الان..." استفزه وولف بنعومه:" نعم؟"
" حسنا .... انا .... يارجل ، انه البستاني!" فسر جيرالد بازدراء :" طبعا كنت ساحول ان اضع حدا لهذا . ماذا يمكن ان يكون لديهما هو وريبيكا من قواسم مشتركه؟"
لوى وولف فمه وتمتم بخبث :" غريب لم اتصور انك ارستقراطي يا جيرالد" تورد وجه الاكبر سنا:" الامر لادخلله بكوني ارستقراطيا، ولكن ريبيكا هي ابنتي الوحيدة ، طبعا اريد الافضل لها!"
اعطاه وولف ايماءة من راسه :" الهذا السبب شجعتها للزواج مني؟"
دافع جيرالد عن نفسه:" طبعا، هي لم تكن ضحية مكرهه، ياوولف!" عندما ادرك ان الرجل الاخر قد اوقعه في شرك الكلام.
اضاف بسخط :" لطالما ، اعجبت بك ريبيكا ، انت تعرف ذلك، اللعنه. لقد ارادت الزواج منك!" وقال بتجهم:" ارادت ، ياجيرالد، فعل ماضي"
واضاف بخفة :" والان بما انه يحق للمرأة ان تغير رايها لاي سبب كان ، وطالما هي بخير مع هذا الشاب كما نفترض ، لن يصيبها سوء، انا لا ارى..." كرر جيرالد بازدراء:" لن يصيبها سوء! فهي تقيم ، لا ادري اين، مع الشاب رينولدز، ولا تعتقد انه قد يصيبها سوء!" ارتفع صوته من شدة الغضب:" جيرالد ، ريبيكا تجاوزت الثامنه عشرة، وقد ذهبت معه برضاها . لا ارى انه يمكن لاي منا ان يفعل اي شيء اخر"
لكن كنتما على وشك الزواج!" وقف جيرالد لينظر الى وولف . اوما وولف مهدئا :" الان ريبيكا قررت انها لا تريدني ولا تحبني"
رد عليه جيرالد بغضب:" ولكن ماذا عنك ؟ اذا كنت تحب ريبيكا حقا لم تخليت عنها بهذه السهوله؟" اتهمه ويداه متقلصتان الى جانبه.
هز وولف كتفيه :" انا مهتم بريبيكا كثيرا ، وانا اكيد اننا كنا نستطيع المشاركة بزواج لا باس به ، مبني على اساس الاهتمام المتبادل . ولكن انا بالتاكيد لن الحق بها مثل صبي مغرم ، اذا كان هو المقصدك . اذا كان رينولدز هو من تريد، فانا اتمنى لها الخير" وانهى كلامه.
استمعت سين الى الحديث المتبادل دون ان تشارك فيه . ماذا في استطاعتها قوله لتخفف من حدة التوترالقائم الان بينما؟ ان تعرف وولف ازاء خروج ريبيكا من حياته يذكرها بالم شديد بالطريقة التي تصرف بها منذ سبع سنوات عندما اخبرته انها لن تتزوج منه.
" حسنا ، ربما لاتهتم بمنع ريبيكا من ارتكاب اكبر غلط في حياتها ، ولكن بالتاكيد انا افعل!"
قال وولف برقة:" انها ابنتك"
قال جيرالد باتهام:" كانت خطيبتك! من الواضح انك لم تعد مهتما بما يحصل لريبيكا. و..." وقطع كلامه فجاة ، والاتسمت على وحهه علامات ادراك لما يجري حوله، عندما نظر اولا الى وولف وبعدها نظر الى سين. وبدا وجهها يلتهب من التعبير الذي راته في نظراته، قبل ان يستدير الى وولف وابتسامة قد ارتسمت على فمه. قال ببطء :" كم كنت غبيا ! ولكن مامدى اصابة كاحلك ياوولف؟" نظر الى الرجل الاخر بشك ، ليرد عليه وولف الذي وقف دون مساعدة العكازين ، واضعا ثقلة على قدميه الاثنتين كما لو لم يكن هناك اي ورم في كاحله . اللعنة عليه!
"الى هذا الحد" ادرك جيرالد كارها نفسه ، والتفت لينظر الى سين ويقول:" لقد فوجئت بك ياسين " ثم قال بخيبة امل :" لابل انا مذهول هي الكلمة الملائمة لوصف ما اشعر الان" اضاف هازا راسه بذهول :" لااستطيع ان افهم شيئا من هذا"
سارعت سين مؤكدة له : " ليس هناك من شيء غامض لتفهمه ، ان وولف قد لوى كاحله حقيقة، ولو رايته ليلة امس لعرفت تماما لماذا لم انقله الى المدينه"
" والشيء نفسه يمكن ان يقال عن هذا الصباح ، ياسين" كان وولف من قال ذلك . التفتت لتحدق به :" لم يكن هناك وقت لانقلك الى اي مكان هذا الصباح، فمع زيارة روجر المبكرة، وبعدها.. نعم ؟" استفزها وولف بخبث عندما قطعت كلامها فجاة واحمر وجهها وهي تتذكر جيدا ماذا حصل بعدها. كم كرهته في تلك اللحظة. هو في الحقيقة كان يحاول اهانتها امام جيرالد، ولكن لماذا ؟ لانه اراد ان ينقذ كرامته بعد ان رفضته ريبيكا!
قالت له:" تستطيع العودة مع جيرالد الى المدينة!" احست بشعور عميق بالارتياح من فكرة انه ليس عليها ان تقضي وقتا اطول برفقته.
تابعت : " انا اكيد من ان هناك الكثير لتتكلما عنه، وليس هناك افضل من فرصة الذهاب الى لندن" وبما ان الفكرة الان اصبحت واقعا ، شعرت بالسعادة في اعماقها لضربة الذكاء التي قامت بها . طبعا يستطيع وولف الذهاب الى المدينة برفقة جيرالد، انه الحل الافضل.
لم يبد على وولف الارتياح ، والتكشيرة الداكنه عادت الى وجهه الان وعيناه تلمعان بخطر وهو يحدق بها بسبب اقتراحها . قال لها بحدة:" لا انوي الذهاب الى المدينه الان. فانا اعتقد ان لدينا الكثير لنناقشه"
لم تستطع سين حتى النظر الى جيرالد وهو لا يزال يراقبهما بتمعن:" لقد سبق واخبرتك ياوولف، اذا غيرتما انت وريبيكا رايكما بشان زواجكما وقررتما المضي به بعد كل ماحدث ، فانا ساكون سعيدة بالمناقشة معكما في ما يختص بالترتيبات ، والا، عملنا معا قد انتهى" نظرت اليه متحدية طالبه منه ان يذهب الان . فهي بحاجه ماسة لان تكون وحدها الان لتلملم بقايا كرامتها.
رد وولف برقة :" هل انت...؟" ونظراته القاسية تتمعنها بغير رحمة واردف قائلا:" ربما انت على حق" قال جازما واستدار لينظر الى جيرالد:" هل تستطيع ان تنقلني الى شقتي؟" لم يكن هناك من شك ان جيرالد يستطيع ، ولكن هل هو يريد ؟ هذا هو السؤال . فبعد تعذيب وولف المقصود لسين ، فان الرجل الاخر يشك بانه قد حصل الكثير خلال عطلة الاسبوع هذه بينها وبين وولف . ونظرا لما كانت عليه علاقة وولف بابنة جيرالد حتى الامس، فان الرجل الاكبر سنا، له كل الحق ليشعر بالغضب لفكرة ما يكون قد جرى.
نظرت سين الى جيرالد بدورها وهما في انتظار جوابه، وبدا لوم صامت في عينيها . عبس عندما راى الاعتذار، ومن الواضح انه احتار من العلاقه التي تطورت ظاهريا- في اليلة واحدة- بين خطيب ابنته والمرأة التي طلب منها المساعدة بشأن تللك الابنه بالذات للتحضير لحفل الزفاف.
لكن من خلال نظرة واحدة استطاع سبر اعماق سين. استدار واوما لوولف بالموافقة قائلا:" ربما نستطيع استغلال الوقت بالكلام. اذا كنت مستعدا للذهاب الان...؟"
اوما وولف باقتضاب:" لايبدو ان هناك اي سبب للبقاء. اذا كنت لا تمانع الانتظار في السيارة؟"
بدا جيرالد وكانه يمانع كثيرا :" ساكون في الخارج" قال بايماءة مختصرة :" الى اللقاء ياسين" وهو بالكاد نظر في اتجاهها قبل ان يرحل . واغلق باب الكوخ وراءه بقوة.
كان الصمت الذي ساد بعد رحيله متوترا الى درجة ان سين ارادت الصراخ، ويداها ملتويتان معا امامها وهي تدفع نفسها لرفع رقبتها والنظر الى وولف . بدا وكان وجهه قد نحت من الصخر. هذا ما بدا عليه وجهه.
حاولت سين ان تدافع عن نفسها بالطريقة الوحيدة التي تعرفها وتزايد غضبها تجاهه بسبب العبارات التي قالها امام جيرالد :" لم تكن هناك ثمة حاجة لذلك"
بدا ثابتا ورد بقسوة :" لم تكن هناك....؟" وعبست فيه . لم يدافع عنها عندما اعطى جيرالد الانطباع بان هناك علاقه بينهما ، الا انه جعل جيرالد ينفر منه ومنها. ادركت ذلك واتسعت عيناها غير مصدقة عندما عرفت ماذا حاول ان بفعل.
لم يصدقها عندما اخبرته ان لاشيء بينها وبين جيرالد .
او على الاقل اذا صدقها ، فانه الان تاكد بانه لن يكون هناك اي شيء بينهما. انه مازال قادرا ان يفعل اي شيء مثل هذا حتى بعد...
قالت له بكدر :" اخرج ، ياوولف ، فقط اخرج من هنا"
قال بقساوة:" ليس قبل ان تجيبي عن سؤال واحد"
في مايختص بسين لم تعتقد انه كان في الموقع من يشترط . ولكنها شعرت بالاعياء في هذه اللحظة من محاولة الجدال معه :" ماهو ؟" وتنهدت بتثاقل.
لوى فمه :" كنت تعلمين بامر ريبيكا ورينولدز هذا ، اليس كذالك؟" كان اخر ما توقعته منه هو هذا السؤال . جتى انها فوجئت ، وعبست بوجهه وهو ينظر اليها مقطبا وجهه.
بللت شفتيها، وبلعت لعابها بصعوبه عندما رات الغضب يلمع في عينيه الذهبيتين:" انا.."
" علمت " قال باستهجان عندما راى الشعور بالذنب على وجهها، ويداها متقلصتان الى جانبيها.
ردت مدافعة عن نفسها:" نعم ، علمت ان هناك احدا ما / لم اعلم لا اسمه ولا اي شيء اخر، ولكنني علمت انه يعمل عند جيرالد"
توتر فم وولف :" ومع ذلك عندما قدمت الى هنا امس وسالتك اذا كانت ريبيكا قد اخبرتك باي شيء اخر خلال مكالمتها الهاتفية لك، قلت انك لا تعرفين شيئا لا !" هزت سين راسها، والتقت نظراتهما بتحد:" قلت انني اخبرتك بكل ما طلبت مني قوله"
" لكن ليس كل شيء تعلمينه" ادرك وولف مزدريا نفسة والابتسامه الملتويه على الشفتيه لاتدعو للارتياح.
" حسنا ، الان كلنا يعلم ، وانا اعلم اي نوع من النساء انت ياسين " بلعت سين ريقها مرتجفة :" واي نوع من النساء، انا ياوولف ؟" استفزته باشمئزاز ورهبة ولكن مع ذلك احتاجت لان تعرف الجواب ... ونظر اليها ببرودة :" امراة من النوع الذي شعرت بمرارة وقسوة لما حدث بيننا منذ سبع سنوات وانها..."
عارضته سين:" هذا ليس صحيحا!"
" انك تفعلين اي شيء لتعودي الي !"انهى وولف بقسودة ، وكل عضلات وشرايين جسده متوترة بغضب:" اهذا ماكان الامر عليه ... هل اردت ان ترمي بوجهي كل الضعف الذي احمله... هل اردت ان ترمي بوجهي كل الضعف الذي احمله تجاهك؟ من الؤسف ان جيرالد وصل وافسد اللحظة عليك!" نظرت اليه سين غير مصدقة . لا يمكن حقا ان يصدق مايقوله . ولكنها تستطيع ان ترى الدموع المتجمعه في عينيها . " فكر... كما تشاء.... ياوولف. ولكن اتركني وحدي"
اكد لها بقسوة:" آه انا انوي ذلك وسوف ابعث باحد ما ليقود سياؤتي، لذا امرنا لئلا نفعل ذلك لمدة سبع سنوات، لا ارى مانعا في ان نستمر بذلك!"
انتظرت سين حتى سمعت صوت الباب يغلق خلفة . اذا فهو قد تركها قبل ان تسمح لاهاتها بان تفتت جسدها . دفنت وجهها بين يديها وهي تبكي واحست بغصة في قلبها وكذلك .


اسيرة الماضى غير متواجد حالياً  
التوقيع
سكرنا ولم نشرب من الخمر جرعة
ولكن احاديث الغرام هي الخمر
فشارب الخمر يصحوا بعد سكره
وشارب الحب طول العمر سكران




اشعر اننى انفاس تحتضر....بين رحيل قادم... ورحيل ماضى.....متعبا كل ما فينى
رد مع اقتباس