عرض مشاركة واحدة
قديم 12-05-11, 02:22 AM   #23

جين اوستين333
 
الصورة الرمزية جين اوستين333

? العضوٌ??? » 66163
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,009
?  نُقآطِيْ » جين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل السادس
6- اكتشاف الحقيقة

وقفت لورين على الشرفة و حدقت بالحدائق الغناء الواسعة و أفكارها تجول دون قيد بأيامها الأخيرة في انجلترا, و بكل ما حدث في تلك الساعات القليلة ما بين زواجها من رامون وصعودهما الطائرة التي أقلتهما إلى قصره في إسبانيا, كازادو كابريرا, القابع مثل الجوهرة في قلب واد أخضر معشوشب تحت أقدام الجبال. أدارت رأسها بينما كان زوجها قادما من المنزل و متوجها نحو المكان الذي تقف فيه.
-صباح الخير يا لورين. لقد استيقظت باكرا.
-لم أنم جيدا.
-و أين كانت أفكارك؟ ألا تزالين تحلمين بإنجلترا بعد شهر من إقامتك في إسبانيا؟
-أنت على حق لقد كنت أفكر بمنزلي...
-هذا هو منزلك. وكلما كان قبولك بهذا أسرع ستبدأين بإيجاد السعادة والرضى!
-أعتق أنني مع الوقت سأصل لأن أعتبر هذا القصر منزلي.
-أخبريني عن هذه الأفكار.
ونظر إلى وجهها الشاحب ولكن الجميل ثم قطب وهز رأسه و ظنت أنها سمعت تنهيدة قد خرجت من أعماقه.
-أظن أنك تعرف ما هي الصور التي في افكاري يا رامون.
-تعنين تلك الساعات القليلة الأخيرة؟ بعد أن اكتشفت أن الاختطاف كان زائفا و أن الأمر هو مؤامرة دبرتها أختك بنفسها. لقد قررت عندها أنك لو أعدت لي المال ستصبحين حرة من التزاماتك و أن و عدك لي ممكن أن تحنثي به بسهولة... و هكذا.
و أخذ قطعة من غصن عن الشجرة و قطعه إلى نصفين بين أصابعه الطويلة النحيفة.
-لقد كنت ستجعلين مني أضحوكة على الرغم من أنك كنت منجذبة لي.
-لم أكن كذلك!
-لا تنكري أنني أملك بعض السلطة عليك و كلانا يعرف ذلك لذا لا داعي للتظاهر.
و صمتت وعيناها تحدقان على الرغم من عدم رؤيتها لشيء. وفكرت بتلك الرسالة التي تلقتها من ادوين طالبا منها أن تلاقيه. ألم يكن هذا من شهر؟ و اعتقدت لورين أنه كان ينوي أن يطلب منها أن تتحدث من أجله مع فيليس لترجوها أن تعود إليه و لتقول لها إنه قد أدرك الآن أنه ارتكب غلطة فادحة بالتخلي عنها, وقال لها زوجها بصوت قطع حبل تفكيرها:
-بماذا تفكرين الآن؟
-بادوين.
-لو أنه لم يقرر أن يتكلم... كنا سنكون سعداء الآن لولاه.
-الحقيقة كانت ستظهر في يوم ما.
-فيما بعد... ولن تكون ذات فرق عندها.
-ألا يزال عندك أمل أنني سأحبك. و لكني لن أفعل. فأنا أحب روجر.
لماذا تتمتع بالإساءة إليه؟ فهي لا تكرهه, ولم تكرهه أبدا. هي لم تحبه و كانت تخاف منه ولكن لم يكن في قلبها و لا للحظة أية كراهية له.
-لم تقولي لي أبدا كل ما حدث في لقائك مع ادوين. لقد التقيته في مقهى ما. أليس كذلك؟
-لقد طلب مني أن ألاقيه هناك, لقد قلن لك هذا.
-و اعترف لك أن فكرة الاختطاف كانت فكرة شقيقتك. لقد سبق و قلت لك أنها تحسدك لقد حذرتك لأن تكوني منتبهة.
-أعترف بأنك حذرتني...
-وكل ما فعلتيه أنك تجاهلت الأمر.
-كانت غلطة و أدركت ذلك في ما بعد. لقد جلسنا في المقهى و أتذكر أنني قلت إن الأمر كان غامضا و قال ادوين أن من المفترض أنني أعلم أنه و فيليس قد افترقا بعد ذلك أخبرني لماذا...
وارتجف صوتها وشعرت برعدة باردة تغمر جسدها كله نفس الرعدة التي خبرتها عندما قال لها ادوين إن الاختطاف كان فكرة فيليس. و تابع أدوين يقول:
-لقد كانت تغار منك منذ أن أخبرتها أنك سوف تصبحين ثرية و ذات لقب. لقد مرت عليها فترات كانت تنفجر بالبكاء قائلة إنكما يجب أن تكونا دائما متساويتين و صديقتين, ولكنك ابتعدت عنها و اصبحت تنظرين إليها من أعلى.
-هي تعلم أنني لم أفعل هذا أبدا!
-لقد فكرت هكذا. و فجأة جاءتها هذه الفكرة بعد أن قرأت في الجريدة حول اختطاف إحدى الثريات... كنت أحبها كثيرا بحيث أنني وافقت معها على الفكرة لأنها هددت أن تتركني إذا لم أفعل و كنت أنا من اتصل بروجر ثم بك. و كنت أنا من طلب منك المال بعد أن علمت أن روجر لن يدفع و كنت أنا من وضع الرسائل على أرض الردهة في غفلة عنك وعن والدك, لقد كان الأمر سهلا يا لورين, و لكن كان في ذهني سؤال, ماذا كنا سنفعل بذلك المال المسروق. وقالت فيليس إننا سنذهب في رحلة بحرية, و لكنني كنت منزعجا جدا ولم أستطع أن آكل أو أنام. بعد ذلك عرفت منها بأنك ستقومين بهذه التضحية الرهيبة و أنك ستتخلين عن الرجل الذي تحبينه ووافقت على الزواج من هذا الغريب. و لم أعد أهتم بها يا لورين, لقد كرهتها! هل تفهمين تغيرا مفاجئا كهذا؟ لقد كرهتها و لم أعد اريد أن ارتبط بها لقد انتزعت مني و عدا بعدم اخبارك عن خيانتها و لكنني لم استطع المحافظة على الوعد كان ضميري يجرني إلى الجنون! كان علي أن أخبرك بالحقيق, حتى تستطيعي إعادة حياتك إلى وجهتها الصحيحة ثانية. لست بحاجة للزواج من ذلك الإسباني الآن!
ولم تكن لورين قادرة على أن تقول شيئا لفترة طويلة, لأن عقلها كان يحاول بيأس ان يرفض ما قيل لها, فليس من الممكن أن تفعل شقيقتها هذا الشيء. ولكن في النهاية تقبل عقل لورين كل شيء وبذلك توضحت الأمور, ارتياب و عدم تصرف ادوين كما يجب عليه. و الطريقة التي رجعت بها فيليس, و كأنما لم يحدث شيء. و أخيرا كسرت لورين الصمت الذي حل بينها و بين ادوين بعد أن ذكر "ذلك الإسباني ". فقالت:
-لقد تزوجت و سنطير إلى إسبانيا هذا المساء.
و أصبح وجه ادوين أبيض و اغرورقت عيناه بالدموع. و بينما هما يفترقان خارج المقهى توسل إليها ادوين لتسامحه, و سامحته و لكنها لم تقدر أن تقول المزيد و تركته دون أن تودعه. و جاءها صوت رامون الهادئ بعد بضع لحظات من انتهاء حديثها.
-إذا هذا ما حدث في المقهى ذلك اليوم. لقد قلت إن عيناه امتلأتا بالدموع و لكنك لم تقولي ماذا قال عندما أخبرته أنك تزوجت؟
-لقد قال –إنه قد-.... ساعد في تدمير حياتي.
-وهل هذا صحيح؟ هل ساعد في تدمير حياتك؟
-بالطبع, فلو لم يحدث هذا لكنت ما زلت مخطوبة لروجر.
ووقف رامون للحظة طويلة ينظر إليها بعينين باردتين خاليتين من التعبير, ثم قال وهو يستدير:
-في يوم من الأيام يا لورين, سوف تخرجيني عن طوري و عندما يأتي ذلك اليوم ستشعرين بالطعم الحقيقي لغضبي!
و راقبته وهو يبتعد على طول شرفة أخرى مفتوحة على بركة سباحة مستطيلة, و عندما اختفى عن ناظرها سمحت لتفكيرها أن ينطلق ثانية. و استعادت ذكرى المشهد بينها و بين شقيقتها عندما كشفت لها قبل ساعتين من سفرها أن ادوين قد اعترف لها. انهارت فيليس لتعترف بغيرتها. ولكنها كانت قلقة حول والدهما متوسلة للورين أن لا تتصرف تصرفا يؤذيه. و طالبتها لورين بالمال فجلبته لها كان لا يزال في نفس الورقة البنية التي لفته بها. بعد نصف ساعة حضر رامون استعدادا لأن يأخذها إلى المطار فقالت له و هي تم يدها بالمال:
-أنا أعيد لك مالك فأنا لست ذاهبة معك إلى إسبانيا رامون.
-ستذهبين.. من أين حصلت على هذا المال؟
فشرحت له الأمر باختصار قدر الإمكان منهية قولها مرة ثانية بأنها تعيد له المال و بما أنها لم تعد مدينة له لن تذهب إلى إسبانيا و إن الزواج من الممكن أن يلغى و تراجعت خطوة إلى الوراء لتضع مسافة بينهما عندما لاحظت تغيرا في الانطباع على وجهه فالغضب و الالتماع في تلك العينين السوداوين كانتا تنمان عن نوايا شريرة و كان هذا كافيا لإرهاب اشجع القلوب و صرخ بها وهو يأخذ الرزمة منها و يرميها عبر الغرفة.
-انت زوجتي. اقول لك زوجتي! و مكانك معي!
-لا تصرخ هكذا فأبي في الغرفة الأخرى ولا يعلم شيئا عن الأمر...
-لا يعلم شيئا؟ هل أخفيت نشاط فيليس الاجرامي عنه؟
-نعم.. بالطبع فهو يحب فيليس ولو علم الحقيقة ستقتله الصدمة لقد حذرنا الطبيب من أن ينفعل.
-هكذا إذا.. حسنا, أيتها الزوجة.... ستأتين معي إلى إسبانيا أو هل أذهب إليه و أعطيه الصدمة التي قد تقتله؟
-وهل تفعل هذا؟
-و هل هذا أقل نبلا مما تريدين أن تفعليه؟
-لن أسامحك أبدا... أبدا... طالما أنا حية!
-هذا... أكثر إعلان غير متعقل سمعته.
وكان هذا آخر شيء يقوله و التقط الحقائب ووضعها في السيارة و خرجت لورين بعد توديع والدها لتنضم لرامون الذي كان يجلس على مقود سيارته.
كانت الشمس قد ارتفعت عاليا في السماء بينما كانت لورين تقف على الشرفة. ووقعت أشعتها على تلك الحدائق الجميلة و البحيرة و الأشجار, وحوافي الزهور للبرك الثلاث الموجودة في أمكنة مختلفة. وجاءها صوت ماريا مدبرة منزل رامون يقول:
-الفطور جاهز يا سنيور.
-شكرا ماريا.
والتفت إلى لورين وهو لا يزال في بركة السباحة.
-هل تنضمين إلي.
-لا, سأغطس في الماء فيما بعد.
-ألا زلت تفكرين؟
-كنت لا ازال أفكر بإنكلترا.
-الندم لا ينفع. عيشي لأجل الحاضر و المستقبل, لا لأجل الماضي, فالماضي مات. إنه كالغبار الذي يمشي عليه الإنسان و يتركه خلفه و غالبا ما يكون شاكرا.
-أنا لم أترك إنكلترا شاكرة.
-يوما ما ستعيدين النظر بكلامك يا لورين.
-لا أعتقد ذلك.
-تعالي إلي الفطور, ستكونين أفضل عندما تأكلين.
كان الفطور جاهزا في غرفة طعام صغيرة أنيقة تطل على جزء من الحديقة تتألف من حديقة خضراء بأطراف مليئة بالعشب حيث السوسن البري ينمو بغزارة بين أزهار " الأوركيدية " و أزهار البيرانوم و البيتونيا المنتظمة بأشكال نجوم و هلال القمر.
و كانت الطاولة تزدان بالكؤوس الكريستال و الفضة, و الطعام كان مكلفا جدا.
-إنك لا تأكلين شيئا.
-لا أستطيع القول انني جائعة.
-ومع ذلك كلي شيئا.
-لا تصدر إلي الأوامر هكذا يا رامون, فإذا كنت أريد أن آكل فسآكل.. و إلا فلا.
-إذا لم تكوني حذة يا لورين سنبقى في المنزل هذا اليوم.
و تنهدت قليلا و قبلت منه بعض اللحم و الكلى.
-هذا يكفي, شكرا لك يا رامون.
-لقد قلت لك أن لا تفكري في الماضي يا لورين, فكلما روضت نفسك على القبول بشكل أسرع كان أفضل.
-كيف أستطيع نسيان ما كان سيحدث؟ الزفاف مثلا و ثوب العرس. و الاستقبال بعد ذلك و مئات الضيوف المدعوين و شهر العسل في تاهيتي.
-أستطيع أن آخذك إلى تاهيتي إذا كان هذا مهما لك.
-اردت الذهاب مع روجر, لا معك أنت.
كان يأكل اللحم و لكنه توقف ووضع الشوكة فوق الصحن.
-إلى متى يجب أن استمع إلى تذمراتك حول الرجل الذي كنت مخطوبة له؟
-كان يجب أن تدرك أنني...
-لقد كنا متزوجين في الوقت الذي استطعت فيه ارجاع المال.
-كان بإمكانك أن تتقبل الأمر على كل الأحوال.
-لقد عقدت صفقة يا لورين و عندما عرضت عليك مال الفدية ابديت لي بعض الملاحظات عن لطفي أو ربما كان كرمي. و مهما يكن كنت سعيدة جدا لتقلبي العرض و لتعقدي اتفاقا معي. و بعد أن عقدت الاتفاق اردتي أن تلغيه لأنك فجأة أصبحت في وضع يمكنك من ذلك و لو لم تتغير الظروف عندها طان سيجري كل شيء على ما يرام بيننا, أليس كذلك؟
-لو كنت رجلا مهذبا لتفهمت ما كنت أشعر به, و لكنت حررتني من الصفقة التي عقدتها معك.
-إذا لست رجلا مهذبا؟ إنها المرة الأولى التي يقول فيها أي إنسان مثل هذا عني.
واحمر لونها و علمت أنها يجب أن تعتذر منه و لكن وجدت أن الأمر مستحيل و تناولا بقية الوجبة وهما صامتين. حتى عندما كانا في السيارة و رامون يقودها لم يدر أي حديث بينهما, و أخيرا أدارت رأسها, لتنظر إلى جانب وجه زوجها, و لاحظ نظرتها فالتفت بسرعة ثم أعاد انتباهه إلى الطريق قائلا:
-هل تتمتعين بالرحلة؟
-نعم.
أجابها بتهكم:
-احذري من كثرة الحماس.
-إنها فعلا رحلة رائعة. لقد قلت انني أتمتع بها.
و فاجأها رامون بإيقاف السيارة عند منظر عصفور يطير فوق عشه و قال لها وقد بدا أنه نسي الخلاف الذي حصل بينهما حتى الآن:
-هل أنت مسرورة برؤية العش؟ إنه رائع جدا و مثبت جيدا على أغصان الذرة مثل خيوط العنكبوت.
-خيوط العنكبوت! كم هذا رائع أحب أن أراه..
-سنعود فيما بعد عندما تكون الفراخ قادرة على الطيران فلا تستطيع إزعاج الأبوين الآن.
و أقلع بالسيارة بهدوء عائدا إلى الطريق. بعد هذا الكسر للجليد بينهما تبادلا الحديث حتى وصلا إلى المدينة.
-سنتناول الطعام أولا.
و دخلا إلى مطعم يؤلف جزء من مباني الحمراء القديمة.
-لقد بني هذا المكان أصلا كدير بعد إعادة احتلال " غرناطة " و أعاد هذا القول إلى فكر لورين تلك الملكيات الشهيرة, فرديناند و إزبيلا اللذين هزما " المور " و نجحا في إدخال إسبانيا في المسيحية. و بعد انتهائهما من الطعام نظرت لورين عبر الطاولة و ابتسمت قائلة:
-لقد كان هذا رائعا, شكرا لك لأنك جلبتني إلى هنا يا رامون.
-من دواعي سروري أن أمنحك السعادة يا لورين.
و بينما هما ينهضان عن الطاولة مد يده إليها فوضعت يدها في يده, و خرجا.
-و الآن إلى زيارة قصر الحمراء, لا أدري ماذا تتوقعين يا لورين لكن يجب أن أحذر من أن لا يخيب املك من المنظر الخارجي الرصين للقصر.








جين اوستين333 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس