عرض مشاركة واحدة
قديم 18-05-11, 02:09 AM   #4

جين اوستين333
 
الصورة الرمزية جين اوستين333

? العضوٌ??? » 66163
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,009
?  نُقآطِيْ » جين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الأول
1-ما وراء الضحية.
بعد ثلاثين يوما من وقوع حادث والدها تم استدعاؤها إلى مكتب المحامي, بينما بدأت تستعيد توازنها الطبيعي الذي فقدته نتيجة للصدمة أثر وفاة والدها, هذا إذا كان من الممكن لأي شيء أن يعود طبيعيا. و كم تساءلت مرارا و تكرارا كيف حدث ذلك؟ كيف يمكن لأبيها الخبير بالإبحار أن يفقد سيطرته كليا على الزورق؛ ما من أحد سيعرف الجواب أبدا. و ارتعدت شارلوت لذكرى جثة أبيها المنتفخة.
من الطبيعي أن يظهر لها أصدقاء أبيها و معارفه في العمل. كل تعاطفهم و أسفهم, و لا عجب في ذلك, فقد أصبحت وحيدة في هذا العالم الآن بعدما توفيت والدتها منذ ثمانية أعوام. و بالرغم من أن شارلوت لم تر الكثير من ابيها لكونها في المدرسة معظم الوقت, و لكنها من المؤكد ستفتقده إلى حد كبير.
حقا أنهم ما كانوا أغنياء أبدا و لكنهم لم يكونوا محتاجين. و كم كانت دهشتها عظيمة عندما علمت أن أبيها قد أمن على حيائه بمبلغ كبير قبل وفاته بأسابيع قليلة فقط من الطبيعي أن ذلك آثار بعض الشكوك لدى التحقيق و لكن محامي أبيها أكد للمحقق أن والدها لم يكن يعاني من أية مشاكل مادية. بيتهم في منطقة ريجنت بارك يقدر اليوم بثروة, و كذلك أعمال الشركة التي كان يملكها أبوها تسير بشكل حسن, و لم يكن هناك من سبب واضح يدفع تشارلز مورتيمور للانتحار, و بالتالي استبعدوا مثل هذا الاحتمال في التحقيق. و مع ذلك فاكتشافها بأنها, بين ليلة و ضحاها, أصبحت وريثة أقلقها و خاصة أنها لم تشعر أبدا في يوم من الأيام بالحاجة للكثير من المال. ولم تعرف لماذا شعر والدها بوجوب التأمين بهذا الشكل و لم تعرف ما تفعل بهذه النقود.
لدى وقوع الحادث كانت تعمل بضع ساعات يوميا في محل تجاري للالبسة في نايتس بريدج. كانت صاحبة المخزن والدة صديقة لها في المدرسة و بما أنها أنهت المدرسة الآن و لم تقرر بعد ماذا ستفعل رحبت بفكرة تقاضي راتب ضئيل لقاء ساعات قليلة من العمل. و كذلك فرحت بفكرة دراسة الأزياء عن قرب و خاصة أنها كانت تنوي دراسة التصميم في الكلية.
كل هذا بدا في الماضي البعيد الآن و بدأت تلوم نفسها بشدة لأنها لم تكرس لأبيها اهتماما أكبر ربما لأنه كان تعبا و مرهقا في العمل. و تذكرت بعض علامات التعب و الارهاق على وجهه في بعض الأحيان. ولو أنها لم تكن مستغرقة إلى هذا الحد بالتفكير في مستقبلها ربما كانت أثنته عن الخروج في تلك الرحلة الأخيرة.
وبعد ذلك تم استدعاءها إلى مكتب المحامي برسالة صغيرة جافة قرأتها عدة مرات قبل أن تضعها في حقيبتها, ربما ان المحامي استغرب عدم اهتمامها بالأرث, أو أنه متحسب لانقطاع رزقه بعدما توفي تشارلز مورتيمور ولم يعد هناك من حاجة لخدماته. في أي حال لم تكن شارلوت مهتمة بالموضوع. حيث تم تقدير الشركة و قررت أن تتابع المعيشة في بيتهم في ساحة غليب فماذا ستفعل بمئة ألف جنيه!
لما دخلت إلى مكتب فولستاف المحامي تذكرت زيارتها المبكرة له بعد وفاة والدها مما جعلها تشعر بجفاف حلقها و حرقة الدموع في عينيها.
كان السيد فولستاف قصيرا نحيلا حاد العينين عندما بدأ يحدق بشارلوت الجذابة النحيلة الطويلة وهي مرتدية سروال الجينز و شعرها الأحمر القاتم مسدولا على كتفيها مما جعلها تبدو أصغر من الثمانية عشر عاما.
وبعد أن صافحها طلب منها الجلوس و بقي واقفا و قال لها.
" أنا سعيد بقدومك لأن الأمر مستعجل".
واعتذر منها ليجيب على الهاتف الذي رن في تلك اللحظة, مما أعطى شارلوت بعض اللحظات لتتمالك نفسها و تدرس المكتب و تساءلت لماذا تبدو مكاتب المحامين دائما جافة و حزينة! هل لأن الناس فقط تأتي هنا لتحل أمورها المتعلقة بالموت و تعقيداته؟
و أبعدت هذه الأفكار عن مخيلتها. توفي أبوها و هذا واقع لا بد من تقبله, كلنا سنموت يوما ما, و كما قال لها أحدهم, الشيء الوحيد الأكيد لهذه الحياة هو الموت. و ارتعدت لدى تذكرها هذه الحكمة. وضع السيد فولستاف السماعة و عاود الحديث معها معتذرا عن المكالمة الهاتفية. فأجابته:
-لا بأس و لكن أنت أردت رؤيتي!.
كانت تحاول استعجال الأمور.
فنظر إليها بصمت بضع دقائق و غرق في كرسيه و أخذ يعبث بقلمه و قال لها:
-قولي لي يا آنسة مورتيمور هل سمعت بأليكس فولكنر ؟
فحملقت به شارلوت و قالت:
-أليكس فولكنر؟ الأسم لا يعني لي أي شيء. هل يجب أن أكون قد سمعت به؟
-ألم يذكره لك أبوك يوما على الاطلاق؟
-لا. قلت لك لم أسمع بالأسم من قبل.
-لا. لا بالطبع لا, و لكن بالتأكيد سمعت بشركة فولكنر انترناشيونال!
و أجابت بحركة نفي من رأسها:
-فولكنر انترناشيونال. لا أظن ذلك. اسمع ماذا تريد أن تقول و لماذا تحاول أن تعرف فيما لو كنت أعرفه أم لا.
ستعرفين في الوقت المناسب يا آنسة مورتيمور و ستقدرين حالا أنني بموقف محرج و أحاول أن أتصرف في الموضوع بأفضل طريقة ممكنة.
و أجابت شارلوت بضيق:
-تتصرف بماذا؟
-سأشرح لك يا آنسة مورتيمور.
و تحرك في مقعده و قال:
-ذكرت أنك لم تسمعي بفولكنر انترناشيونال أنا أستغرب. ألا تعرفين الاسم. نفط, شحن, نوادي قمار.
-أرجوك سيد فولسناف تكلم بالموضوع.
-حسنا إليكس فولكنر كان شريكا لأبيك.
-و الكثير من الناس كانوا شركاء له.
-أنا أقدر ذلك و لكن هذه العلاقة تختلف.
-و كيف تختلف؟
-يجب أن تفهمي يا آنسة مورتيمور بأن أليكس فولكنر لا يتدخل في سير شؤون شركاته. فهو يوظف مدراء لهذا الغرض و قليل من الناس يعرفونه. وفي الحقيقة أعتقد أنه يحيا حياة هادئة.
و تنهدت شارلوت:
-إذن؟ و ما لذلك علاقة بي؟


جين اوستين333 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس