عرض مشاركة واحدة
قديم 29-05-11, 07:20 PM   #3

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

1- على حافة الرحيل


بدا مطار لندن رتيب الحركة , كئيبا , وبعد أضواء كوالالمبور وتلونها والحياة المتدفقة فيها , أبنيته يغشاها رذاذ مطر خفيف , وبدا للمتأمل أنه يفتقد ذلك النمط الأستوائي الذي يطبع الحياة في كوالالمبور , حتى تلك النظرات المشتاقة المعذبة لمسافر عائد , بين زحمة الناس المندفعة للقاء أقارب وأصدقاء هم أنتظار , وبدا المكان باردا , غريبا , بمقدار ما بدت ماليزيا لستة أعوام خلت , هكذا تراءى لجولي وهي في أكتئاب , تضم كتفيها الهزيلتين تحت معطف ناعم ذي لون يحاكي لون رمال الشاطىء , كانت أشترته على نصيحة صديقتها باربرة لترتديه خلال رحلة العودة الى الوطن.
وها هي الآن ثانية في أنكلترا , وكان عليها أن تتقبل , بوسيلة أو بأخرى , حقيقة كون منزلها المتواضع في مدينة راتون لم يعد مأواها الذي كان , وأن تتكيف مع المستجدات والمتغيرات الطارئة كي لا يكون لها وقع أليم في نفس أيما.
كانت مضيفة الطيران جذابة تستحث المسافرين ليتقدموا نحو مراكز الجمارك وبوابات الخروج وهي تلوم لهم مبتسمة , مودعة , وتخص طفلة صغيرة , تمسكت بيد جولي , بألتفاتة لطيفة.
" وداعا أيما! ( قالت وهي تنحني أمامها لتمسك يدها..........)وشكرا لك , لمساعدتك أيانا في أثناء الرحلة , لست أدري ماذا كان في مقدورنا أن نفعل لو لم تكوني معنا في هذه الرحلة؟".
رفعت أيما عينين متسائلتين ناحية جولي , ونظراها في دوامة , ثم تحولت ثانية نحو المضيفة قائلة:
" أحقا ما تقولين؟ أظنني كنت , بحسب ما قالت لي والدتي , مصدر أزعاج أكثر مني مصدر مساعدة؟".
أتسعت عينا المضيفة:
" بل على العكس , ومن كان سيوزع كل تلك المجلات على المسافرين في الطائرة لو لم تكوني موجودة ؟".
تدخلت جولي , وملام أبتسامة عند طرفي شفتيها.
" كانت بادرة لطيفة منك أن تفسحي لها مجال مساعدتكم , فذلك ما خفف من وطأة مشقة السفر عليها".
أشارت المضيفة بحركة حبية تقلل من قدر أطراء جولي لها :
" لا بأس , سيدة بمبرتون , فقد سرنا وجودها".
" شكرا لك ثانية ( قالت جولي وهي تعض على شفتها , وألتفتت الى أيما ) ودّعي الآنسة حبيبتي , فنحن لن نلتقيها ثانية".
" وداعا , آنسة فوريست".
قالت أيما بنبرة مهذبة , ثم أنطلقتا وأبتسامة جولي , محيية , تنهي اللقاء.
كانت حقيبتاهما قد أخرجتا من دائرة الجمارك , وصودق على تأشيرة الدخول لهما , وبدا الجميع مهذبين ودودين حيال تلك السيدة الفتيّة التي ترافقها طفلتها ذات الخمس سنوات , فجأة أحست جولي بالبرد والقلق , وهي ترقب ذلك الحشد من الناس المنتظر بنفاد صبر , خارج قاعة الوصول , فضمت معطفها الى صدرها وأشاحت بنظرها بعيدا , كأنها تمنت لسبب ما لو تطول تلك اللحظة التي تسبق لقاءها وأهل زوجها مايكل ثانية , ولم تجلّ نظرها في جمهرة الناس ثانية ألا بعد أن أحست بيد أيما تشد على يدها وكلمات الطفلة تنطلق بحماسة :
" أين جدتي , هل يمكنك رؤيتها , أمي؟".
" لم ألمحها بعد , حبيبتي".
سألت أيما بأصرار :
" لكنك ذكرت أن جدتي ستكون في أنتظارنا , أليس كذلك ؟ أعتقد أنها في أنتظارنا بين الحشد الذي هناك , أليس كذلك؟".
أجابت جولي بتنهيدة:
" هذا ما أعتقده , عزيزتي , تعالي نستطلع أمر وصولها".
حملت جولي حقيبة في كل يد , رافضة أن تترك الأمر لحمّال , وأشارت على أيما أن تحمل حقيبة الكتف الصغيرة ثم خرجتا الى قاعة الأستقبال.
كانت لوسي بمبرتون وعدت بالحضور لأستقبالهما غير أنها لم تكن تلتزم مواعيدها دائما , ولم تفاجأ جولي أذ لم تر لها أثرا بعد في القاعة , كذلك , كان يمكن أن يبعث تخلفها بعد مضي ما يقارب ستة أعوام على لقائهما الأول ألما ومرارة في قلب جولي لو لم تكن الأشهر الثلاثة الأخيرة حفلت بأحداث تركتها مجدبة الأحاسيس حيال عدم قدومها لأستقبالهما.
وحدها أيما بوجهها المثقل خيبة أحست بعدم أطمئنان الى الأمر.
" أنها ليست هنا .... لماذا , أمي ؟ لم لم تحضر جدتي كما وعدت ؟".
مالت جولي ناحية الطفلة , مطرقة , ثم وضعت الحقيبتين أرضا .
" لا تحنقي , يا حبيبتي , غالب الأمر أن جدتك الآن في طريقها الى هنا , فزحمة السير على أشدها , ويبدو شبه مؤكد أن هذا ما جعلها تتأخر , أظنك تدركين هذا".
" نعم , أظن الأمر كذلك , ( ثم أستدركت بمنطق الطفل الذي لا يوارب ) .... ولكن لماذا لم تخرج باكرا لتتفادى التأخر؟".
هزت جولي رأسها دلالة تساؤل , وهي تنتصب ثانية .
" لست أدري , عزيزتي , ما رأيك لو ذهبنا ننتظر في المقهى ,هناك أقدم اليك كوبا من الحليب , نبقى ألى أن تأتي , كذلك يمكنني أن أتصل بها هاتفيا لأسأل عن أمرها".



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس