عرض مشاركة واحدة
قديم 30-05-11, 03:22 PM   #7

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

لكن الوقت لم يفعل شيئا بصوفيا من هذه الناحية , فمن سن الثانية عشرة الى سن السادسة عشرة طرأت على وجود صوفيا سلسلة متوالية من الولع والأنجذاب الغريب لأبطال التاريخ الراحلين وبينما كانت رفيقاتها يضعن على جدران غرفهن صور الفنانين المشهورين , كان خيال صوفيا المجنّح مرتكزا على ( الكابتن الكبير ) غونزافيه دي كوردو , وعن نابليون وهتلر ولورد بايرون الشرير.
لكن بعد هذا العناق الخاطف في قبو مكتبة برافيلد , تخلت صوفيا أخيرا عن شخصياتها الأسطورية العزيزة على قلبها , لتبدأ بالحلم ببطل من لحم ودم , ولمدة أسابيع عديدة , مباشرة بعد هذا اللقاء السريع , ظلت تحلم وتأمل في رؤيته من جديد , لم تعد تنسى تلميع أحذيتها وغسل شعرها مرتين في الأسبوع , كما بدأت تهتم بتحسين أطافرها وأختيار الملابس الأنيقة وخف! تدريجا أهتمامها بالكتب والمطالعة.
ولا شك أن هذا الرجل الطويل القامة , ذا العينين الرماديتين الساحرتين , هو من أصل أسباني لكون شعره أسود وبشرته سمراء لوّحتها الشمس وكانت صوفيا أكيدة أن هذا الرجل ليس من العامة , أسبانيا كان أم لا , ولا شك أنه ينتمي الى عائلة عريقة , من المستحيل أن تتصوره يرتدي سترة بيضاء منشاة ويضع على ذراعه فوطة وينحني أمام الزبائن ليتلقى البقشيش ! هل هو أذن مدير فندق ؟ رجل أعمال ؟ لا ,كانت بشرته سمراء من شدة تعرضها للشمس وذراعاه قويتين , هاتان الذراعان اللتان ضمتاها للحظة قصيرة.
حلّ الصيف وبدأ الخريف ولم تره , وبات عليها أن تقبل بالأمر الواقع : هذا الرجل سائح مرّ مرور الكرام.
دخلت صوفيا مدرسة السكريتاريا ولم تعد تقول لنفسها بحماس كلما غادرت المنزل : ) ربما سألتقي به اليوم).
لكن ظاّ حسّها يقول لها بأنه سيأتي يوم ويلتقيا من جديد , ولا شك أن هذا الرجل الغريب سيتذكر لقاءهما الأول العابر وسيقع في غرامها.
أهداها جدها كتاب ( حكايات الحمراء ) للكاتب المشهور , واشنطن أيرفنغ الذي نشر عام 1832 , كما أهدتها عمتها روزا دثارا للسهرة مصنوعا من قماش المخمل الأخضر , وطرزت قبعة بحجارة الؤلؤ , وفي اليوم التالي كان عليها أن تجتاز بحر المانش لأستلام وظيفتها في بلاد الأندلس.
فرحت صوفيا بالهديتين وأرتدت الدثار وراحت تدور حوله في الصالون المتواضع كعارضة أزياء , لكن سرعان ما سئمت هذا الدور ورمت القبعة الى الوراء وخرجت تضحك وتقول:
" أليس هذا رائعا يا جدّي ؟".
وبحماس وروع لمست التطريز الفاخر تماما , كما لمست منذ قليل غلاف الكتاب القديم.
قبّلت عمتها وقالت:
" أنت كنز لا تقدّر قيمته , وشكرا على هذا الأبداع افني الذي أخذ من وقتك قسطا كبيرا".
" أنا دائما سعيدة عندما أخيط لك الأشياء الجميلة , يا صوفيا".
" وتسمين ذلك ( خياطة )!".
كانت تعرف تماما أن عمتها فنانة من نوعها , تقنيتها الكاملة وموهبتها المدهشة للرسم يجعلان منها أنسانة مشهورة مثلما كانت عليه ريبيكا كرومتون قبل الحرب.
وأسترخت صوفيا على حافة النافذة تحدق بجدها الجالس على كرسي هزاز , يتأمل حفيدته التي كانت تبدو , بمعطفها الغريب فوق قامتها الممشوقة , مثل عذراء من عصر النهضة.
" لن أزور الحمراء في النهار وذلك بسبب كثافة االسيّاح , أنني أفضل أن أن أزورها في المساء , تحت ضوء القمر , مغلّفة بدثاري , وسألتقي بأمير أسباني , يتوسل اليّ راكعا أن أتقاسم قصره الضائع مع قلب سلسلة جبال السييّرا ..... لكنه سيغيّر حتما رأيه عندما يراني في وضح النهار , في سروال الجينز".
.... والعجوز ما زال ينظر اليها حالما , ويتساءل ما أذا كان سيظل حيا يرزق لدى عودتها , بعد ستة أشهر , رأى وجه صوفيا يتغير شيئا فشيئا ليأخذ تعبيرا بعيدا لم يألف أن رآه من قبل.
كانت الفتاة تتذكر اللقاء العابر الغريب الذي حصل قبل أربع سنوات ونصف , في مكتبة الحي عندما عانقها الرجل الغريب ,ولم تتمكن أبدا أن تنساه كليا.
وخلال أشهر طويلة كانت هذه الذكرى تنمي أحلامها وخاصة أحلام اليقظة , كل مساء كانت تتمدد في العتمة بعدما تطفىء الأضواء وتقص على نفسها حلقة جديدة من مسلسل قصتهما العاطفية , الحوادث تدور في أماكن وعصور مختلفة , في القطب الشمالي , في فيينا الرومنطيقية أو في جزر الكناري ..... فقط الشخصيات لا تتغير , وهي دائما البطلة وهو البطل , لم تطلق عليه أسما , فقط عندما كانت تعطيه دور أمير أسباني في عهد الملكة أيزابيل الأولى , حينذاك كانت تطلق عليه أسم : حاكم سييّرا , يخطفها الى قصره المبني على قمة جبل مرتفع , وكم من مرة تخيلت عملية الخطف ورحلة الخيل التي تليها ومحاولة الهرب , وأخيرا المشهد في القصر المضاء بالشموع حيث كانت هادئة تأكل عشاء لذيذا بأوان فضية مذهبة , وتخاف أن يتركها الخدم وحيدة مع خاطفها ! لكن في غالب الأحيان كانت تغوص في نوم عميق قبل هذه الحظة الحاسمة ....


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس