عرض مشاركة واحدة
قديم 30-05-11, 05:19 PM   #6

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

قالت أيما وفي وجهها عبوس:
" ألن تفوتنا في هذه الحال , رؤيتها ؟ أعني , أنها قد تصل ونحن في المطعم , فلا تجدنا؟".
تنهدت جولي ثانية :
" كلا , أنظري ( وأشارت بيدها الى نوافذ المطعم المطلة على القاعة ) نحن أذا جلسنا قرب الناذة فسيكون في أستطاعتنا رؤية أي شخص , سواء كان داخلا أو خارجا".
لم تقتنع أيما بهذا التبرير , وأحست جولي فجأة بتبرم , لم يكن كثيرا منها أن تطلب من لوسي ألا تتأخر في حضورها , هذه المرة فقط , أما أدركت هذه الأخيرة أن المرء يمكن أن يكون تعبا ,مرهقا وغير أهل لتقبل الخيبة بعد سفر طويل؟
أرتعدت لدى سماعها نبرة خشنة , وكادت تقفز من مكانها , ثم أستدارت مترددة لتواجه صاحب الصوت مع أدراكها سلفا هوية صاحبه , أحست أن أعصابها تكاد تنهار , أذ هي لم تكن أستعدت بعد لتواجه روبرت بمبرتون خصوصا أنها متعبة وقد أنهكها السفر , بعد سنوات طويلة من الفراق.
" مرحبا , ربوبرت , كيف حالك؟".
صافحها بيد لا عزم فيها ونظراته الموجعة المتفحصة سياط تضرب أنحاء جسمها , كانت لديه المقدرة دائما على أن يختصر وجودها بنظرة ثاقبة , ألا أنها , هذه المرة , حاولت أن تخفي أرتباكها وأن تقنع نفسها بأنها لم تعد تلك الفتاة الصغيرة التي عملت معه في مؤسسته , بل هي الآن أمرأة , تزوجت ثم ترملت , لها طفلة في الخامسة , ويجب عليها , بالتالي , ألا تفكر في كل ما كان قبلا.
ترك بروبرت يدها قائلا بنبرة باردة:
" أنا في خير , شكرا , كيف حالك أنت؟".
" في خير , في خير".
تأملها روبرت فترة غير قصيرة ظنت خلالها أنه على وشك أن يأتي على ذكر مايكل , لكنه لم يفعل , ثم جلس القرفصاء قبالة أيما , وبادرها :
" مرحبا , أيما , هل تتذكرينني؟".
حدقت فيه أيما مليا ثم أجابت بكلّا صريحة , وأردفت :
" ألا أنك تشب والدي الى حد ما , وأفترض أن تكون عمي روبرت ".
" أنا هو ( أجاب روبرت مبتسما , وذابت البرودة التي واجه بها جولي , في كنف سحر أيما ) ومن أخبرك أنني أشبه والدك؟".
" أمّي أخبرتني هذا ( ورفعت الطفلة نظرها نحو والدتها وسألتها) أليس كذلك؟".
أومأت جولي برأسها موافقة , بينما لم تفارق نظرات روبرت وجه الطفلة.
ترددت أيما قليلا ألا أنها أستدركت , وأنفها يختصر تكشيرة:
" لكن ,لماذا تأخرت في الحضور ؟ وأين هي جدتي ؟ لقد قالت لي أمي أنها ستأتي لأستقبالنا , أين هي؟".
أنتصب روبرت ثانية وهو ينظر حوله متوسلا وجود حمال ينقل الأمتعة , ثم عاد ينظر الى الطفلة.
" لم تستطع جدتك المجيء , أذ هي متوعكة".
فجأة بادرته جولي بنظرة سريعة , وقد وبختها نفسها لسوء تقديرها الأمور.
بدا روبرت واثق النفس معتادا أعطاء الأوامر , وأحست جولي بضيق بداخلها كونه سيتولى مسؤولية تدبير أمر وصولها والطفلة متفردا على عادته المتعجرفة من دون أن يستشيرها في شيء أو يقدم اليها أيضاحا , أو حتى أن يخبرها أين هي والدته , وما سبب توعكها.
" هيا بنا , نتوجه الى حيث أوقفت السيارة , وفي طريقنا الى المنزل يمكننا أن نكمل حديثنا".
دست أيما يدها في يد أمها تشد أنتباهها , وهمست:
" ما رأيك . هل ننطلق الآن؟".
كانت نبرة صوتها متفاوتة القوة فلم يستطع روبرت منع نفسه من سماع ما قالته.
أجابت جولي وهي تجهد بأبتسامة :
" أعتقد ذلك , هيا بنا , وفور وصولنا نستحم ونبدل ملابسنا , هذا , الى أنك تبدين تعبة يا سيدتي الصغيرة".
صعد روبرت الى جانبها خلف المقود وأدار محرك السيارة بعصبية ظاهرة , سنتيمترات قليلة كانت تفصل موضع ساقه عنها , فما كان منها ألا أن تنحت قليلا , وللحظة شعرت بدفق من الذكريات , كانت أعتقدت أنها نسيتها , لكن حقيقة الحال لم تكن كذلك , وساءلت نفسها : ( أليس أقرب الى الواقع القول أن الفكر يسدل ستارة من النسيان على الأشياء المراد نسيانها ؟ ومتى مزقت الستارة.....).
كان روبرت يجيد القيادة ,وبدت أنامله تعالج مقود السيارة بسهولة ومهارة , ونظر على الطريق أمامه , وما أن خف الأزدحام في الطريق حتى بادر روبرت قائلا:
" توجد علبة سكائر في الصندوق الصغير أمامك ,أذا ما رغبت في التدخين".
" نا درا ما أدخن ( أجابت جولي وهي تستعين بأيماءة من رأسها ثم أردفت ) أرجو ألا تكون حال والدتك الصحية خطيرة".
حدّجها روبرت بنظرة قبل أن يجيب:
" أصابها زكام لا أكثر".
بادرت أيما:
" الى أين تأخذنا ؟ عمي روبرت؟".
سؤال الطفلة هذا , كان ما يخالج ذهن جولي منذ اللحظة التي تركوا فيها المطار , ألا أن الكلام أستعصى عليها آنذاك.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس