عرض مشاركة واحدة
قديم 30-05-11, 05:39 PM   #7

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" نحن متوجهون صوب امدينة , عزيزتي ( أجاب روبرت ) فأنا أسكن هناك , في شقة , هل ترغبين في رؤيتها؟".
ألتفتت جولي بنظرة سريعة تسأله:
" أين هي والدتك؟".
للحظة , بدا وجه روبرت قاسي التعابير.
" لا تقلقي ,جولي , والدتي في أنتظارنا".
" لست قلقة ! ".
وملكت صوتها حدة لم تفلح في أخفائها , أذ هي كرهت الجو المتوتر الذي كان لا يكف عن أشاعته منذ ألتقاها , حتى أن أيما نفسها شعرت بهذا الجو , وهتفت بأنفعال :
" تقصد أن جدتي ستكون في أنتظارنا في الشقة؟".
" نعم , أنها مشتاقة الى رؤيتك ثانية".
بدت نبرة روبرت مختلفة تماما وهو يتحدث الى أيما , على رغم التصنع الذي شابها , أو هكذا ظنت جولي , في أي حال , وبعد كل ما كان بينهما , لم تكن تنتظر منه أستقبالا حارا , ألا أنها كانت تفضل الغضب عنوانا للقائهما على هذا التصنع الحضاري البارد الذي يبعث القشعريرة.
أستجمعت جولي شجاعتها , أذ كان عليها أن تعرف حقيقة الأمر وبادرته ثانية:
" أذن , والدتك تسكن معك؟".
هز روبرت رأسه نفيا:
" كلا , فهي تركت منزلها في ويتشموند كما تعلمين , وهي الآن تقطن شقة خاصة بها".
لم يكن في تصرف روبرت ما يشجع جولي على تقبل الوقائع في سهولة , هذا , الى أنه لم يأت على ذكر مايكل , وتساءلت جولي عن السبب , هل لأن حضور أيما يمنعه من ذلك ؟ أو أن هناك سببا آخر؟ غير أنه , في ظنها , مدرك أن في أستطاعتها وأبنتها الآن , بعد مضي ثلاثة أشهر على الحادثة , أن تتقبلا الأمر بواقعية , على رغم ما فيه من ألم وأسى , ولم يكن معقولا أن تتطرق جولي الى هذا الموضوع من تلقائها , ففضلت الصمت.
قطعت أيما الصمت المخيم:
" هل سيكون في أمكاني رؤية قصر باكينغهام من نافذة غرفتي؟".
ألتفتت جولي نحو أيما بنظرة لبست أبتسامة مهذبة ولفتتها قائلة :
" لندن ليست مثل راتون , عزيزتي , فالأبنية الشاهقة متراصة متجانبة الى درجة لا تسمح برؤية أشياء كثيرة ".
" وماذا نستطيع أن نرى أذن ؟ البحر , ربما؟".
أطرقت جولي للحظة ثم قالت:
" حتى البحر لن يكون في مدى الرؤية ( وأضافت بلهجة باردة ) أغلب الظن مزيد من الشقق والأبنية".
فجأة , تدخل روبرت قائلا:
" كفي عن دفع الطفلة الى النفور من المكان الذي ستنزل فيه , حتى قبل أن تراه( ثم أدار رأسه ناحية أيما موضحا ) في الواقع , يمكنك رؤية قصر باكينغهام من نافذة غرفتك".
توردت وجنتا جولي لكلامه , أما أيما فقفزت فرحة للخبر :
" هل هذا صحيح ؟ وهل الشقة مرتفعة الى هذا الحد؟".
" أنها شقة في ناطحة سحاب , أنها , في الواقع , في الطبقة الأخيرة من أحدى ناطحات السحاب".
" يا ألهي ( أنفجرت الكلمة من فم أيما لوقع كلامه , وأدفت ) كيف الصعود اليها ؟ هل هناك سلالم كثيرة حيث ندور وندور صعدا؟".
" بل هناك مصاعد".
أوضحت جولي وهي تحاول الحد من سخطها , ثم تبينت أن توضيحها هذا لأيما لم يكن كافيا , ألا أنها كانت تعبة , لكن , ألم يكن في أستطاعة روبرت أن يتولى هذه المهمة؟
وبالفعل , بادر روبرت , موجها كلامه الى ايما , متجاهلا وجود جولي:
" أنها مصاعد كهربائية , تضغطين زرا يحمل رقم الطبقة التي تقصدينها والمصعد يتكفل بالأمر".
ألا أن أيما سارعت تستفسر بمنطقها المجتهد:
" لكن , أذا كان المصعد متوقفا في أحدى الطبقات العليا وأنا في الطبقة الأرضية فكيف السبيل الى أستعماله؟".
أبتسم روبرت وهو يرمق جولي , غير أن هذه أشاحت بنظرها , أذ لم تستطع أن تستوعب فكرة أن روبرت سيحظى بحب الطفلة ما لم تكن هي متيقظة لهذا الأمر , قد يكون في سلوكها أنانية , غير أنه شيء لا تستطيع التسليم به , أقله ليس حاضرا! خصوصا بعد وفاة مايكل.
آه , لماذا كان عليه أن يموت ؟ ساءلت نفسها للمرة المليون , فعالمها كان يبدو جنة , آمنا , أما الآن فقد أنهار كل شيء , لم ينتبه روبرت لقلقها الطارىء هذا , ولا شعرت أيما به.
" سؤال وجيه ( أشار روبرت برد على تساؤل أيما ( حسنا , تضغطين زرا آخر والمصعد يتحرك أوتوماتيكيا الى الطبقة التي أنت فيها , والحال ذاتها في ما لو كنت في أحدى الطبقات العلوية والمصعد في الأسفل , علما أن في المبنى حيث شقتي ست مصاعد , ذلك أنه مبنى ضخم".
كان لشرحه هذا أنطباع قوي في ذهن أيما , ألا أنها أستدركت :
" ماذا يحدث في ما أذا طرأ عطل على المصعد ؟ أو أذا أنقطع التيار الكهربائي؟".
" هناك سلالم حديدية تستعمل في الحالات الطارئة , أنا , شخصيا , لا أكترث لأستعمال هذه السلالم , هل تفضلينها أنت؟ لا أظنك فاعلة , فهاتان الساقان الصغيرتان ستعجزان قبل أن تصلي".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس