عرض مشاركة واحدة
قديم 31-05-11, 01:06 PM   #10

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أجابت صوفيا من دون أي تردد:
" هذا سهل جدا , أتركه , أنا لست واقعة في حبه , وحتى أذا كنت أحبه , لن أستسلم لمثل هذا التهديد الأعتيادي".
" يبدو أنك لا تعانين أي مشكلة مع أصدقائك الرجال , لكن كيف يقبلون أن يتصرفوا معك مثل النسّاك؟".
" مثل النسّاك .... عاجلا أم آجلا سيحاولون حظهم , ويكفي أن أقول لهم كلا بحزم.. لكن أحيانا يرفضون أن يفهموا ....".
" معظم البنات يقلن نعم".
" لست أكيدة من ذلك , وفي كل حال , أنا لست مضطرة أن أفعل مثل الجميع ؟ أفضّل الرجال الذين يهتمون بي لغايات أخرى".
راحت الطائرة الشراعية تزويع في أغبرار من الزبد , وهدير المحرك طغى على جميع الأصوات فسكتت كاتي نادمة لأنها لم تسمع نصيحة صوفيا.
وفي كاليه , بعدما غادرتا الجمارك , قالت كاتي:
" أتساءل كيف هم الرجال الأسبان".
كان صوتها مليئا بالمرارة , أشفقت صوفيا عليها قائلة في أعماقها ( يا لكاتي المسكينة , لم تعد قادرة على أصدار حكم معين , تتأرجح بين رجل سكير ورجل متزوج ! بأنتظار رجل آخر...........).
أجابت صوفيا:
" لم يسبق أن تعرفت عليهم , ما عدا خدام المقهى بالطبع , هل تتذكرين الخادم في مطعم أمبريال الذي جعل ساندرا تغضب حتى النفور؟".
" ستتزوج ساندرا في الشهر المقبل , ألتقيتها صدفة الأسبوع الماضي , تحمل في أصبعها خاتما من الياقوت , لا شك أ خطيبها رجل ثري أنه..".
لم تعد صوفيا تصغي أليها , للمرة الثانية في خلال 24 ساعة كانت مخيلتها تأخذها الى الرجل الغريب , ذي الشعر الأسود الكاحل والعينين الرماديتين , ربما هو السبب اللاواعي في حمايتها من السقوط في الأخطاء التي أرتكبتها كاتي , ذلك لأنها ما تزال تتذكره منذ العناق الأول , صحيح أنها لم تعد تحلم به , لكن لقاءهما السريع عند بائع الكتب جعلها تفكر به كرجل حياتها ولا أحد غيره.
ظلّ الطقس جميلا طيلة الرحلة كلها , دخلت صوفيا الحدود الأسبانية وبشرتها سمراء من شدة تعرضها لأشعة الشمس , بعد شتاء قارس أمضته في سويسرا في مركز التزلج , فهي الآن في المتوسط مستعدة للأستفادة من البحر والشمس وكل معطيات الريف الأسباني .
وقبل أن تنفصل الفتاتان , كان عليهما تمضية ليلة في بارشلونة عند أصدقاء والد كاتي , وآل هيلنغتون يسكنون في شقة فاخرة وسط المدينة , ولما أوقفت صوفيا سيارتها في مرآب البناية , أطلقت زفرة أرتياح , بعد السير البطيء داخل المدينة المكتظة بالسيارات والناس.
لو نزلتا في فندق صغير , لأمضت صوفيا السهرة في القراءة , بعد نزهة قصيرة قصيرة في الهواء الطلق لتنشط قدميها , لكن هنا , ليس لها الخيار.. كان آل هيلنغتون مدعوين الى حفل أستقبال وأصرّوا على أصطحاب الفتاتين معهما.
قالت لهما السيدة هيلنغتون :
" لن تبدأ الحفلة قبل الساعة التاسعة , وأمامكما الوقت لزيارة المزيّن سآخذ لكما موعدا وستقوم الخادمة بكيّ ملابسكما للسهرة , الأسبانيات نساء أنيقات ويعتنين بشكلهن الخارجي وأناقتهن بشكل دائم".
لكن صوفيا , عكس كاتي , رفضت بألحاح الذهاب الى المزين لأنها تكره ذلك كثيرا , في كل حال كانت قد غسلت شعرها في الصباح وربطته بشريطة زرقاء , يكفي أن تسرّحه جيدا كي تعيد اليه رونقه.
ثم أضافت تقول:
" أفضل أن أستريح , ربما أنام قليلا فأستعيد نشاطي وحيويتي".
قالت ربة المنزل عن عدم رضى:
" حسنا , في كل حال , ستقوم ماريا بتشذيب أظافرك وطلائها , الأسبانيات يعتنين بأيديهن بصورة خاصة".
أخيرا , قررت صوفيا , لأرضاء آل هلينغتون , أن ترفع شعرها كعكة فوق رأسها , وتشكله بمشط قديم من الخزف المزيّن بحبات اللؤلؤ , أهداها أياه ويليام لأنه يحب أن ترفع شعرها كعكة.
عندما رأتها السيدة هيلنغتون تدخل الى الصالون مرتدية الدثار المخملي الأخضر قالت بأستغراب وفخر :
" بالكاد عرفت أنك صوفيا , يا أبنتي العزيزة !".
وتحت الدثار كانت صوفيا ترتدي فستانا ضيقا طويلا وبسيطا جدا , من قماش الموسلين العاجي اللون , بينما أرتدت كاتي طقما مؤلفا من سروال وسترة مصنوعين من الحرير الأحمر الغامق , أما ربة المنزل فكانت ترتدي فستانا من الكريب الأخضر الفاتح وتهتز تحت الماس والزمرد.
" ينقصك بروشا , يا كاتي , سأعيرك واحدامن عندي".
توجهت بها الى غرفة النوم وبقيت صوفيا وحدها مع السيد هيلنغتون الذي قال:
" ستجدين صعوبة كي تعتادي على أوقات الطعام هنا , نتناول الغداء في الثانية والعشاء في العاشرة , وبعد الغداء نأخذ قيلولة , في الصيف لا يمكن العمل في الساعات الحارة , هل تخشين الحر , يا آنسة؟".
" ليس بالتأكيد , أنا معتادة على البلدان الحارة".
بقيا يثرثران الى حين عودة كاتي والسيدة هيلنغتون التي لم تكتف بأعارتها البروش بل نصحتها بوضع زوجي أقراط وأسوار من ذهب , ولحسن حظ صوفيا ,لم تصر عليها المرأة أن تعيرها شيئا من مجوهراتها , كونها رفضت الذهاب الى المزيّن.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس