عرض مشاركة واحدة
قديم 31-05-11, 04:16 PM   #9

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

دعاها روبرت للدخول وقد خفت حدة نبرته:
" تفضلي , جولي . ( ألا أن هذه أرتدّت الى الوراء وقالت بأصرار ):
" أنت دلنا على الطريق , فأنت سيد الدار".
قست نظرات روبرت وهو يحدق في عينيها الخضراوين , ومن دون أن ينبس بكلمة , أخذ بيد أيما وعبر من خلال الباب , تبعتهما جولي متباطئة , وكعبا حذائها يغرقان في وبر السجادة الناعمة التي تغطي أرض المدخل المفضي الى الصالون , محفورات خشبية كان روبرت أتى بها من بلدان مختلفة تثبت على الجدران تعلة جدرانيات رائعة , وفي زاوية طاولة من خشب الأرز عليها أناء من الجاد الصيني لا يثمن.
لم يتوقف روبرت في طريقه الى الصالون , ليفسح لهما المجال لخلع معطفيهما , وفتح الباب تاركا أيما تتقدمه , وتناهى الى جولي صوت حماتها الفرح لرؤية حفيدتها , ثم دخلت هي الأخرى الى الصالون الفسيح , كان شاسعا حقا , يمتد من أول الشقة الى آخرها , جدرانه صفائح من زجاج , وقبل أن تتمكن جولي من رؤية الاخل جيدا , وقع نظرها على المرأة المستلقية على كنبة قرب النافذة , تقبل أيما , وتبدي أعجابها بنموها السريع , ذلك أنها عرفتها طفلة تدب يوم رأتها أول مرة.
أنتبهت لوسي أخيرا الى وجود جولي , فمدت يدا تصافحها وهي تغمر أيما باليد الأخرى , وقالت:
" عفوك جولي , عزيزتي , لكن لقائي بأيما ثانية , أخذ مني البال ....... خصوصا بعد كل ما حدث".
أستجابت جولي للعاطفة الظاهرة في صوت لوسي وأنحنت نحوها تقبل خدها ثم تؤكد صدق عاطفتها:
" يطيب لي , أنا أيضا , أن ألقاك ثانية , لوسي".
ألا أنها لاحظت , متأخرة , أن لوسي لم تعبر عن بهجتها برؤيتها هي , لكنها لم تبد أمتعاضا , ثم جلست بقربها وشرعت تفك أزرار معطفها بعصبية.
بادرت لوسي قائلة :
" أعتذر عن عدم تمكني من الذهاب الى المطار لأستقبالكما , أذ أصر روبرت على أن أبقى في فراشي , بعد الزكام الشديد الذي أصابني ".
أجابت جولي , وكأن الأمر لم يضايقها أطلاقا:
" لا بأس , كيف حال صحتك الآن ؟".
" أفضل بكثير ( ونظرت لوسي الى روبرت الذي كانواقفا يشهد حوارهما وتقطيبة ترتسم على وجهه وسألته) هلا طلبت , عزيزي , من هالبيرد أن يأتينا ببعض الشاي ؟ أنني متأكدة أن جولي ترغب في فنجان دافىء , ما رأيك , عزيزتي؟".
أومأت جولي أيجابا وهي تتحاشى النظر الى روبرت كي لا تواجه نظراته النافذة :
" شكرا , فنجان شاي , نعم , هذا ما أرغب فيه".
" آه , هناك الكثير لنقوله ! ( هتفت لوسي وهي لا تزال تحضن الطفلة ) أما نت , أيما , فعلينا أن نتعارف جيدا , أليس كذلك؟".
كان هالبيرد , في هذه الأثناء , يضع الحقائب في غرفتي الضيفتين , فذهب روبرت في أثره ليطلب منه أحضار الشاي.
" هل تقطنين هنا جدتي؟".
سألت أيما وهي تبدي أعجابا بما حولها , أذ هي لم تكن تعودت ترفا كهذا في راتون , كانت الغرفة , على وسعها , مكتملة الأثاث , يغمرها الدفء ويسكنها الذوق , مما أثر في جولي نفسها رغما عنها , لذا فأن مسكنا كهذا كان أكثر من أن تستطيع طفلة أن تتوقعه , فبدت مأخوذة خصوصا بقمة المدفأة الأصطناعية التي أنتصبت في وسط الدار .
أجابت لوسي حفيدتها :
" كلا , عزيزتي , شقتي ليست بهذه العظمة , أنها تقع في شارع آخر بعيد , وستزورينها في مناسبة ثانية , أما الشقة هذه فهي مخصصة للمناسبات والدعوات والحفلات التي يكثر عمك روبرت من أقامتها , وطبيعي أن تكون بهذه العظمة وهذا المستوى ".
" للحفلات ؟ ( هتفت أيما ) أتقصدين أنه يقدم حفلات أستعراض ؟ ".
قهقهت لوسي عاليا , بينما أظهرت جولي تبرما , ذلك أن أحدا لم يوضح لها بعد حقيقة وجودهما في شقة روبرت بالذات.
أغلقت جولي الباب خلفها ومشت الى قرب النافذة , ونظرت عبر الستارة المسدلة نحو المدينة التي تتلألأ بالنور , وعلى رغم أن الشقة تقع في وسط المدينة فقد كان الهدوء يخيم على المكان الذي بدا صامتا , بعيدا , معزولا كمقصورة قبطان , حيث لا يستطيع المرء أن يتجاهل أحساسا مثيرا كونه يسكن مكانا فخما كهذا , ألا أن جولي أحست بكآبة تغمرها .
فوجئت بباب الصالون يغلق , فأستدارت لتجد روبرت بمبرتون .
تأمل هنيهة , فبدا الأرتباك في تعابيرها ,ثم تقدم نحو خزانة أمتلأت بأنواع المشروبات.
سألها:
" ماذا ترغبين أن تتناولي؟".
وشرع يسكب لنفسه فنجان شاي.
تنفست جولي عميقا محاولة في الوقت ذاته ألا تظهر ما يساورها من قلق.
" كوب من الحليب أذا سمحت".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس