نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة ? العضوٌ???
» 77031 | ? التسِجيلٌ
» Feb 2009 | ? مشَارَ?اتْي » 7,187 | ?
نُقآطِيْ
» | | عادت الى سطح الماء, تحاول أن تجد شيئا تتعلق به , أذناها تطنطنان ورأسها على وشك الأنفجار , تسبمع بغموض صوت الرجل الذي يتبعها , أمسكتها يدان قويتان ودفعتاها فغرقت مرة ثانية , الويل له! هذا الرجل الغريب يحاول أغراقها!.......... صرخ الرجل : " لا تتخبطي أنني لا أنوي قتلك". راحت تصرخ: " النجدةّ! النجدة!". سمعت قبل أن تختفي من جديد في الأمواج العالية : " أذا أستمريت على هذا المنوال , سنغرق معا". أنها تختنق , وشاح أسود مر أمام عينيها , لكن فجأة , وكالأعجوبة , وجدت نفسها تتنفس الهواء , الشمس أعمتها , فوق رأسها بدت السماء نقطة زرقاء لا حدود لها , الرجل وضع يده تحت ذقنها وجرها بعيدا عن الأمواج , فجأة شعرت بأنها دمية وتخلت عن أية مقاومة بدافع البقاء. سحبها الرجل نحو الشاطىء , رافعا رأسها لئلا تبلع الماء , ولما شعر بالأرض تحت قدميه , وقف وحملها بين ذراعيه وصعد بها الى الشاطىء ومددها فوق منشفة زرقاء , رافعا رأسها قليلا , ثم أنحنى فوقها محاولا القيام بالتنفس الأصطناعي , لكن ما أن وضع يديه على ظهرها حتى شعرت بقشعريرة عنيفة وتقوقعت على نفسها مذعورة تعي ما جرى لها بوضوح. جلس قربها بوجه قاس وراح ينظر اليها وهي تسعل وقال: " حسنا , ما دمت تفضلين أن تتدبري أمورك بنفسك...". تمكنت من القول: " أذهب عني!". " كيف تستطيعين المناقشة ورئتاك مليئتان بالماء؟!". وبحركة قاسية لفها بطرف المنشفة , لم ترد عليه من شدة الخجل , ولما أصبح بأستطاعتها أن تستعيد أنفاسها , شعرت بضعف قوي وراحت تمسح الدموع المتساقطة من عينيها الحمراوين. " أذن , الظاهر أنك تشعرين بتحسن". كان يتكلم بجفاف وغضب , وهزت لوريل رأسها , شعرها الأشقر يلتصق بوجهها وعنقها , سمعت الصوت الجليدي يقول بألحاح: " ربما تشعرين الآن بتحسن لتشرحي لي أسباب تهورك الجنوني؟". أدارت رأسها نحوه وقالت: " تهوري؟ لكن.... لكن أنت الذي بدأت ! أنها غلطتك لو...". ولما ألتقت بنظراته المتعالية , بدأ صوتها يرتجف وأختفى , لأول مرة تراه بوضوح , رأسه مليء بالكبرياء ,ونظرته متعجرفة , يرتدي بزة سباحة حمراء تظهر سمرته الفاقعة , قال بعدما حدق بها مفصلا: " أذن..... ستتهمنينني بماذا....؟". " كنت أسبح بهدوء ألى حين رحت تتبعني و......". " تبعك! لماذا رفضت الأنصياع ألى تحذيراتي ؟ كدنا نغرق معا بسببك!". حدقت لوريل بأندهاش وقالت: " أي تحذيرات؟ كيف تجرؤ أن تتهمني , بينماكنت طول الوقت...". قاطعها بلهجة قاسية: " كنت أحاول أن أدلك الى الخطر الذي ينتظرك , بدأت أندم الآن لتدخلي في الأمر , نعم , لا أخترع شيئا , الخطر كان محتوما ,,,,, كنت تخالفين...". قالت وهي ترتجف من البرد: " قبل مجيئك , لم يكن الخطر واردا أطلاقا". " صحيح أذن , أسمعيني لحظة من فضلك , هذا الخليج يبدو بنظرك مثاليا ورومنسيا , أليس كذلك؟ البحر أزرق ومغر والرمل ناعم وأشقر , نعم, بأمكان المرء أن ييبح هنا بأمان .. شرط ألا يغامر قرب الأعصار". أنتفضت لوريل , فأبتسم الرجل بسخرية وقال: " بدأت تفهمين , أليس كذلك؟". قالت متلعثمة : " هل هناك دوامة حيث كنت؟". " نعم , مباشرة قبل اللسان الجبلي". تجمد دمها في عروقها وقالت: " لم أكن أعرف ذلك". " ولماذا تجاهلت تحذيراتي أذن؟". " لم أفهم ما كنت تقوله , أعتقدت أن ......". " ’ه , تصورت بأنني أتبعك لغرض شنيع؟". " ضع نفسك مكاني!". نظر اليها بسخرية وقال: " أعرف بأن الفتيات الأنكليزيات لا تبالين بالأعراف , ووجودك هنا وحدك في هذه المنطقة النائية لا مبرر له , ما هي نواياك؟". " آه , لا , يا سيدي ,لو كنت أعرف.....". " دعينا من هذا الحديث , يا آنسة". كيف ستتخلص منه الآن ؟ هل يجب أن تشكره لأنه نجّاها من موت أكيد ؟ رفعت عينيها نحوه وقالت: " أنا..... أنا لا أعرف لغتك ولم أفهم ما كنت تقوله". "لا أريد التحدث بهذا الموضوع بعد الآن". أضطربت لوريل وأرتفع الدم على خديها الشاحبتين وقالت: " لكنني مصرة على أن أشكرك ....... لأنك أنقذت حياتي". |