عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-11, 06:47 PM   #18

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" بناء على وصية مايكل".
" ألا أنك ستتزوج قريبا , فكيف..... كيف سيكون في أستطاعتك تولي حضانة أيما؟".
" الى أن يحين ذلك , أنا مصمم على تمضية نهاية كل أسبوع معها , ثم , بعد أن أتزوج , لا بد أن تكون هناك بعض الترتيبات الأخرى , هوني عليك يا جولي فأيما لن تكون ألا طفلتك , كما أنني رجلواقعي".
صرخت جولي غاضبة:
" أنها طفلتي حين تقرر أنت هذا؟ أهذه هي حقيقة الأمر؟ ثم ماذا, أذا لم تحبّذ خطيبتك ........ تلك المدعوة باميلا هذه الفكرة؟".
أوضحت لوسي قائلة وقد ظهرت على وجهها علامات الرضا:
" باميلا على علم بألتزام روبرت ( وأضافت ) في الحقيقة , لا أزن أنك بتصرفك هذا تظهرين أمتنانا أبدا , الى درجة يظن المرء أن روبرت سيخطف أبنتك ويمنعها عنك , الواقع أن روبرت أنسان كريم جدا".
هزت جولي رأسها أستسلاما , وبدت عاجزة عن مواجهة هدوئهما المجرد من كل عاطفة , وغلف قلبها يأس رهيب , كانت مكبلة , يدين وقدمين , ومايكل هو المسؤول عن كل هذا.
لماذا كان عليه أن يتصرف هكذا؟ أذ هو الوحيد بين الناس جميعا الذي كان يعرف ولا بد , أنها لا تستطيع تحمل فكرة رعاية روبرت ومسؤوليته عنها.
فجأة رن جرس الهاتف , صوته الرنان أخذ يدوي في الهدأة التي خّيمت على الغرفة تلك اللحظة , تردد روبرت لحظة , ثم خف الى الهاتف ورفع السماعة .
بادر بصوت أجش:
" نعم؟ ( ثم أنفرجت قسمات وجهه ) آه , مرحبا , باميلا , نعم , نعم , أعرف ذلك .... أنا آسف , شيء أستجد , لقد وصلا , نعم , أعرف.... أدرك ذلك ...سأحضر بعد قليل".
أشاحت جولي بوجهها , وأذا بهالبيرد يدخل الغرفة قادما من جهة المطبخ , يضع أزارا يغطي بنطاله الأسود حتى خصره , أنتبه الى أن روبرت كان يتكلم بالهاتف فتقدم نحو لوسي قائلا:
" العشاء جاهز , سيدتي , هل أبدأ بأحضاره؟".
نهضت لوسي من مقعدها:
" شكرا , هالبيرد , سنحضر الى غرفة الطعام في خمس دقائق".
" حسنا , سيدتي".
وأنسحب هالبيرد , ألتفتت لوسي نحو جولي وبادرتها بصوت هادىء:
" لا بد أنك أستنتجت أن روبرت سيتناول عشاءه خارجا , أرجو أن نستطيع كلتانا تناول العشاء معا في غياب جدل مأساوي".
حدقت فيها جولي وسألتها بحدة:
" هذا هو مرادك , أليس كذلك؟ ( وأضافت ) لم ترغبي قط في أن أتزوج ......مايكل , وها أنت الآن عازمة على التحكم بحياة أيما , أيضا".
أسرعت لوسي ترد عليها وقد أختفت ملامح التسامح من وجهها :
" أنني مصممة بمقدار ما كان تصميمك على الأنتساب الى هذه العائلة , حين لم تتمكني من الحصول على روبرت رميت شباكك على مايكل".
شهقت جولي دلالة أشمئزاز لكلامها ألا أنها لم تنبس بكلمة بل مرت من أمام حماتها وفتحت الباب , وخرجت.
تأملت يديها , كانت راحتاها تنضحا , وجبهتها تتصبب , أمر واحد لا يمكن أن تتصوره الآن , وهو الجلوس مع لوسي بمبرتون الى طاولة واحدة , فكّت سحّاب ثوبها , وأذ هي تهم في خلعه لتأخذ حماما , أذا بباب الغرفة ينشق ويظهر روبرت عند عتبته يحدّق فيها غاضبا.
بادرها بصوت لا يخلو من حدة:
" بحق الجحيم , ماذا تظنين أنك فاعلة؟ أن هالبيرد ينتظر ليقدم طعام العشاء , وأنا مضطر الى الذهاب".
تشبثت جولي بأطراف ثوبها ترفعه وقد أدركت أنه لم يستطع أ يراها , وأجابت:
" أنني لا أعيق أحدا , فلتتناول والدتك عشاءها , أما أنا فلست جائعة البتة".
" بحق الله , جولي , كوني عاقلة! أنني أحاول أن أكون صبورا , أسألك , الآن ..... لكنني لا أطلب منك , أو آمرك , بل أسألك أن تذهبي وتتناولي العشاء مع والدتي , كذلك حاولي أن تتصرفي كأن شيئا لم يكن".
" لا أظنك جادا في ما تقول!".
" لكن ألا ترين أنه لم يكن ليحدث كل هذا , لو أنك كنت مستعدة لقبول...".
" مساعدتك , أليس كذلك, روبرت؟ ( وشمخت برأسها ) كلا , شكرا , لا يمكنني أن أقبل مساعدتك".
" أذن , ماذا في نيتك أن تفعلي؟ ( دلف الى الغرفة وأغلق بابها نصف أغلاق , ثم بدا كأنه فكر ثانية في ما فعل فأعاد فتح الباب ثانية .
ثبتت جولي في وجه محاولته هذه , أذ لن تسمح له بأن يسيطر عليها , يجب ألا تسمح بهذا , وأخيرا , قالت له:
" أنا ........لم أقرر بعد , ربما سأضطر الى التسليم بمخططاتك في ما خص موضوع أيما , ألا أنني لست في وارد الأعتماد عليك مستقبلا".
" ماذا ستفعلين أذن؟".
" سأبحث عن عمل , فوجودي في المنزل معظم النهار أو جزءا منه على الأقل , لن يكون بذي فائدة , أذا ما جئت بخادمة لأيما , ماذا تنتظر مني أن أفعل غير هذا , والحال هذه , روبرت؟ أتنتظر مني أن أبقى معظم الوقت أقلّم أظافري؟".
" أنتظر منك أن تتصرفي كما يجدر بأرملة مايكل أن تتصرف .......بأحترام ولباقة , ( كانت نظرات روبرت اليها تنهكها , وأضاف) , ماذا فعلت طوال هذه السنين في مالاي؟ كيف كنت تملأين أوقات فراغك؟".
" كانت أوضاعي تختلف عما هي الآن , كان لي منزل , زوج وعائلة أهتم بهما".
وأستدارت الى ناحية أخرى , أذ لم تعد تستطيع تحمل نفاذ نظراته الحادة تلك , فكفت بذلك , من دون أن تنتبه , عن مؤخرة عنقها وقسم من ظهرها فبانت بشرتها الشديدة البياض.
تمتم روبرت بصوت أجش قائلا:
" لا تزال لديك عائلة( وأستطرد بصوت واضح) بالله , يا جولي , لم أنت نحيلة الى هذا الحد؟ كم مضى عليك من دون أن تتناولي وجبة كاملة؟".
فأستدارت بعنف تواجهه قائلة:
" أرجوك أن تخرج وتتركني لوحدي , فأنا متعبة , أود أن آوي الى سريري".
" جولي......".
ولم يكمل جملته , أذ شعر بحركة خلفهما , ولمحت جولي حماتها تقف عند الباب خلف روبرت.
هتفت لوسي مستوضحة :
" روبرت! أراك لا تزال هنا؟ كنت أعتقدت أنك خرجت , وقد أتيت لأرى ........ ما الذي يؤخّر جولي , ( وعقد لسانها لحظة رأت جولي , هتفت مستهجنة مشككة ) , بحق السماء , ماذا يجري هنا؟".
" لا شيء! ( أجابت جولي تحسم تساؤلها , ولم تعد تستطيع تحمل هذا الوضع أكثر , فأضافت) هلا ذهبتما ؟ لست جائعة , فضلا عن أنني مرهقة وأريد أن أبقى لوحدي".
أستدار روبرت مرتكزا على كعب حذائه , وخرج وهو يقول:
" أنا ذاهب الآن , طاب مساؤكما".
ردت والدته وهي تواكبه بنظراتها الى مدخل الشقة:
" طاب مساؤك عزيزي ,( وما أن سمعت صوت أغلاق الباب الرئيسي حتى أستدارت نحو جولي تسألها ) هل أفهم من هذا أنك لا تودين مشاركتي في العشاء؟".
" بالضبط . ( أجابت جولي وتبرّم طارىء يعتريها , وأضافت( هل كثير أن ينشد المرء راحة مع نفسه؟".
هزت لوسي كتفيها دلالة عدم أكتراثها للأمر , وقالت:
" كلا , طبعا , لكن لا تعتقدي أنني غبية , جولي!".
حدقت فيها هذه تسألها:
" ماذا تقصدين؟".
أنحدرت نظرات لوسي على جولي بقحّة و ثم قالت بصوت جاف:
" هل هناك لزوم لأوضح أكثر ؟ تعرضين نفسك لروبرت وأنت في هذه الحال؟".
ردت جولي بما يشبه الحشرجة , منكرة أتهام لوسي لها:
" لم أكن أعرض نفسي أمتاعا لنظرات روبرت ! لقد دخل علي من دون أستئذان".
بدت لوسي غير مقتنعة وقالت:
" لا أصدق ما تقولينه , فأبني يعرف كيف يتصرف بطريقة أفضل أذهو لا يدخل غرفة أمرأة من دون أستئذان ".
مدت جولي يدا متعب متوسلة لوسي أن تخرج :
" أذهبي عني ( وأصرت على رجائها لها) أرجوك".
ترددت لوسي لحظة قبل أن تطأطىء رأسها وتبتعد الى خارج الغرفة من دون أن تتفوه بكلمة.
هرولت جولي الى الباب توصده بقوة , ثم أسندت أليه ظهرها , وساقاها ترتجفان , رجت اله في ذهنها متسائلة ( الى متى أستطيع أن أتحمل كل هذا؟).



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس