فبادرته قائلة: " أوه..... ألا تحب الأطفال؟". " لم أفكر بالأمر كثيرا.. ولكنماذا جعلك تسألين هذا السؤال؟". " ما قلته بخصوص الصفات التي يريدها الرجل في المرأة ". " ما قلته يحتمل التعديل , فهو ليس رأيا حاسما , ويبدو لي الآن أني أحرص أذا تزوجت , أن يكون لي ولد أو ولدان". فخففت سارة من غلوائها وقالت له: " أما وأنت متمسك بعزوبيتك الى هذا المقدار , فالحالة التي ذكرتها يصعب أن تنشأ.....". قال لها ستيف: " لم أقل أنني متمسك بعزوبيتي ....... فأن أكون تجنبت النوم في الفراش الزوجي ال الآن , فلا يعني بالضرورة أنني لن أتخذ لي زوجة في يوم من الأيام , ويؤسفني أنك لست أكبر سنا ببضع سنوا , فبقليل من الترويض تصبحين المرأة التي أتمنى أن أتزوجها". فأزداد خفقان قلبها لهذا الكلام , ولكنها حافظت على بسمتها وهي تقول: " أغلب الظن أنني أدس السم في طعامك قبل أنقضاء أسبوع على زواجنا!". " لا أشك في ذلك ... ولكن لا شيء أفضل من العيش بخطر , فيا للأسف ! ". فقالت ونظرها الى الطريق: " أرجو أن تقلع عن معاملتي كما لو كنت فتاة في الثانية عشرة ". " كيف تريدين أن أعاملك؟". " جرب أن تعاملني كفتاة بلغت سن الرشد , فلعلك تحظى برد فعل مماثل !". فأوقف ستيف السيارة فجأة , ثم مال اليها وقال: " أذن , أقتربي الى هنا ودعينا نتصرف كما يتصرف الراشدون!". فتراجعت سارة بعفوية الى طرف المقعد وهي تقولله: " لا تكن مضحكا!". " ليس في الحب ما يضحك ". قال هذا الكلام وأخذها بين ذراعيه وتمتم في أذنها قائلا: "ليتك في السن التي تستطيعين أن تتحملي فيه شدة حبي لك ". فتخلصت من بين ذراعيه وصاحت غاضبة: " أنت...... أنت.........ز!". فقال لها محذرا: ط لا تقولي كلمة تندمين عليها فيما بعد". وأفلتها وهو يقول: " يكفي هذا القدر الآن.....". فقاطعته قائلة: " اياك أن تلمسني مرة ثانية ...... والا شكوتك الى مدير الشركة !". " ما يعجبني فيك يا حبيبتي أنك لا تبعثين الضجر ...... والآن هل ستتصرفين بتهذيب الى أن نصل الى المنزل؟". فجلست في مكانها بصمت وأستسلام , وهي تقول لنفسها: " ما الفائدة من المقاومة , وستيف هو الذي يفوز في النهاية دائما.........). وما أن توقفت السيارة أمام المنزل حتى نزلت منها من دون أن تتفوه بكلمة , وهرعت الى غرفتها , وهناك نظرت الى وجهها في المرآة وأخذت تلوم ستيف على ما بدر منه , وخصوصا محاولته أن يجرّها الى اعلان ما لا تضمر أو قول ما لا تعني , رغبة منه في السخرية بها , على أنها في نفس الوقت أحست بأن ما فعله ستيف خلق في قلبها شهوة الى المزيد... ووضعت سارة كفيها على خديها الملتهبين في محاولة لأبطاء دقات قلبها المتسارعة الموجعة , كان في ذلك ما يضحك , لأنها لم تكن تميل الى ستيف ميلا شديدا..... وتجنّبته ما أمكن كل ذلك النهار , ولكنها بذلت جهدا بالغا عند تناول طعام العشاء لتظهر بحالتها الطبيعية , ومرة أو مرتين لمحت ستيف ينظر اليها متفحصا , ولكن من دون أن يقول كلمة تشير من قريب أو بعيد الى ما جرى لهما بعد الظهر , وفرحت سارة عندما دنت الساعة العاشرة وأصبح بأمكانها أن تأوي الى غرفتها متذرعة بالتعب والنعاس , ولم تغمض عينيها ألا بعد أن سمعت ستيف في الممشى يودّع كيماني , ثم صوت باب غرفته يغلق عليه. ووصلت العائلة ويلارد في الساعة التاسعة صباحا برفقة الدليل الذي أستأجرته في اللودج , وكان تشيبير أول من نزل من اللاندوفر وكله حماسة وشوق , وكم كانت دهشته عظيمة حين رأى كيكي جاثما على كتف سارة , فأنزله وطاف به أرجاء المنزل , ثم أصطحبه الى الزريبة حيث داعب الغزال الصغير الى حد أثارة غيرة كيكي , فراح يعض أذنه بلطف وكأنه يحثه على مغادرة الزريبة. وفيما كان السيد ويلارد وزوجته يتناولان مرطبا على الشرفة , برّت سارة بوعدها فأخذت تشيبير وأخاه الأكبر ترافس الى مشاهدة المناظر من على رأس الجرف , وحملت معها تلسكوبها ذا النظارتين مما أكسبها ثناء ترافس وهو يجيل بنظره متنقّلا من جهة الى أخرى , وكان تشيبير أظهر أهتماما شديدا بالأفاعي التي أخبرته سارة عنها , وكم كانت خيبته مريرة حين لم يجد ولا واحدة منها في ذلك الجوار. وأعلن ترافس عن أمنيته في أن يعيش طول حياته في تلك الأنحاء , فقالت له سارة: " ولكن كيف تتابع دراسة الهندسة هنا؟ صدقني أنك حينتعود ال ديترويت , لا تلبث أن تنسى كل هذا الذي تشاهده......". فقال ترافس: " ليس كله....". ونظر اليها نظرة اعجاب وتابعع كلامع قائلا: " لم أصادف فتاة مثلك بعد... كل ما تفكر فيه الفتيات هناك في المدينة هو اللباس وضرب المواعيد مع الشبان, أما أنت فأشك أنك تنظرين الى وجهك في المرآ , ومع ذلك تبدين أحسن حالا من أولئك الفتيات اللواتي يصرفن أمام المرآة ساعات طويلة...... ولا أظن أنني أول من قال لك من بين الذين يفدون الى اللودج أنك رائعة الجمال......". |