عرض مشاركة واحدة
قديم 23-06-11, 11:12 PM   #6

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كانت أصابعها باردة كالثلج حين وضعت بعض العطر على رسغيها وعنقها , ولمحت صورتها في المرآة : الوجه البيضوي محاط بقسوة الشعر الأشقر , ربما لن يتعرف عليها , فما حدث بينهما تم منذ ثلاث سنوات , ولم تعد هي في التاسعة عشرة من عمرها ذات الشعر الطويل المنسدل بحرية عل كتفيها , وملامح الوجه الجميلة ...... تنفست جيردا بعمق محاولة الحفازظ على هدوئها , ما الذي يستطيع جوردات بلاك عمله الآن ؟ ما حدث كان في الماضي , ليس هناك من يحمل الضغينة في داخله منذ تلك الفترة الطويلة , بالتأكيد ليس هناك من يحمل الضغينة في داخله منذ تلك الفترة الطويلة , بالتأكيد , ليس في أمكانه الحقد عليها طوال ذلك الوقت.
كان جوردان بلاك أول رجل رأته حين دخلت توبي.
طول الطريق حاولت أقناع نفسها بأنه قد لا يأتي لحادث طارىء وصدقت ما توهمته الى حد أنها لم تتوقع رؤيته أطلاقا , الى أن سارت داخل توبي حيث أحست بدفء المكان الرجولي , الكنبات الجلدية الثمينة والديكور الخشبي الغامق اللون , المطبوعات القديمة الموضوعة على الجدران والممثلة لرحلات صيد تمت في القرن الثامن عشر , ثم رأت جوردان جالسا في النهاية البعيدة وأمامه قدح شراب مثلج , بينما حمل بيده سيجار بدا وكأنه نساها.
وقفت قرب المدخل , محاولة تجاهل رؤوس الرجال الملتفتة للنظر اليها بأستغراب , أنها المرأة المقتحمة لملجأهم , ألا أن جوردان بلاك لم يرها بعد , وعليها المحافظة على رباطة جأشها حتى تلك اللحظة , أنه لم يتغير أطلاقا .
لا يزال الشعر الأبيض الكث منسدلا بلا ترتيب على جبينه وحاجبيه الغامقي اللون , الحنك القوي تتوسطه غمازة تضيف الى وجهه قسوة وصلابة عرف بهما , بينما تفارقت الشفتان بلا مبالاة أشارة الى شهوانية داخلية , وأكد طوله الفارغ قوته وتعجرفه , تعجرف رجل لا يقبل المساومة وواثق دائما من صحة أختياره , لم يرفع رأسه بعد.
تقدمت جيردا نحوه في محاولة يائسة للدفاع عن نفسها , خاطبت أولا الرجل الواقف خلف البار ثم سارت نحوه:
" مساء الخير سيد بلاك".
استدار برأسه بكسل , وألتقت عيناها بعينيه الزرقاوين المطلتين بأهداب سوداء , فلمحت ألتماعا أختفى بسرعة.
أجبرت جيردا نفسها على الأبتسام , أبتسامة يرسمها رجال الأعمال على وجههم كما تعلق الأمر بصفقة جديدة , أبتسامة ساحرة لا شخصية ودافئة في الوقت نفسه.
" آسفة لأخبارك عن عدم مجيء السيد دوريل , كان الأمر مفاجئا ولم يستطع تأجيل الموعد".
واصل النظر اليها بقسوة وصمت.
" لم نرغب بأزعاجك , فطلب مني السيد دوريل الحلول محله".
وأشارت الى المظروف الذي تحمله قبل أن تواصل القول:
" لدي كل التفاصيل هنا , أذا رغبت بمناقشتها معي , أظن أن بأستطاعتي توضيح كل غموض في الموضوع".
" هل هذا هو العقد الجديد مع غرينغفولدس؟".
" نعم".
أحست بجفاف شفتيها وشحوبها وسرت لأرتدائها فستانا ورديا يخفي ذلك.
" هل ترغب في شراب آخر يا سيد بلاك ؟ أو هل تفضل تناول العشاء الآن ؟".
" أكره أن تدعوني أمرأة للشراب والطعام".
ثم نظر بأتجاه النادل فجأء حالا لتلبية طلباته.
" ماذا تريدين يا آنسة...".
وتلفظ كلمة ( آنسة ) بأصرار.
" أنني السيدة مانستون".
أجابت بأصرار مماثل :
" أريد قدح عصير , رجاء".
" سيجارة".
وفتح علبة سجائره المزخرفة من جهة واحدة , ثم أشعل لها سيجارتها بيد ثابتة , وضغط على زر القداحة مرتين , لأنها لم تستطع أخفاء أرتجاف يديها , تناولت قدحها وفكرت بأن لقاءها بجوردان أسوأ مما تخيلته , قالت :
" أذا كنت ترغب بتأجيل اللقاء الى أن تتحسن صحة دوريل.....".
" لا أدري , ما هو مرض دوريل؟".
" القرحة المعدية , وهو يرفض التوقف عن العمل لمعالجتها ".
هز جوردان كتفيه بلا مبالاة وقال :
" لن يفعل ذلك أذا كان قلقا بصدد منافسيه , متى بدأ تزويد فان لورن بما تحتاجه؟".
" منذ خمس سنوات ".
" وهل أنتم قادرون على تجهيزنا ؟".
شعرت جيردا بتخلصها من بعض توترها ففي أستطاعتها أجابة الأسئلة بكفاءة ومقدرة ولم تسبب لها المصطلحات التقني أي أرتباك.
دفع قدحه جانبا وقال :
" لنتناول الطعام الآن".
تبعته بصمت , مدركة في الوقت نفسه تغير الأدوار حين تقدم النادل لسؤاله عما يرغبان من طعام , فأحست كما لو أنها كانت واقفة على رمال متحركة , وفكرت بأن هوارد أرتكب أكبر خطأ في حياته حين ظن أنها قادرة على ذلك مع أي رجل ساحر عادي , أما جوردان بلاك لم يكن رجلا عاديا , بل كان معتزا برجولته الى حد أن مجرد فكرة لقائه بأمرأة أعمال لمناقشة عقد جديد , مقدر عليها بالفشل منذ البداية.
أختار الشراب ثم كوكتيل الفاكهة لها وكوكتيل الأريبان له , ثم اللحم المشوي بعد ذلك , بعد أنتهائه من هذا وضع مرفقة على الطاولة وخاطبها :
" والآن أخبريني عن سبب وجودك هنا؟".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس