نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة ? العضوٌ???
» 77031 | ? التسِجيلٌ
» Feb 2009 | ? مشَارَ?اتْي » 7,187 | ?
نُقآطِيْ
» | | " لا أسمح لأي أمرأة بدفع حسابي , أطلاقا". قال بتصلب حين خرجا الى الظلمة وواصل قائلا: " حسنا , أين سنتوجه الآن ؟". حدقت في وجهه مما دفعه الى أطلاق ضحكة قصيرة. " لم يتم شيء الليلة , كما تعلمين , وأحد الأسباب هو أن ضمان وقت التسليم ليس موافقا لمواصفاتي , والآن , لنأخذ سيارتي القريبة ولنعد الى بيتي". " كلا ". وأطلقت الجواب بسرعة دفعته للقول: " لم لا ؟ أنه المكان الذي أجري فيه صفقاتي عادة". " أفضل عدم الذهاب فالوقت متأخر و...". ثم توقفت بصعوبة. " وأنت تخافين الأساءة الى سمعتك , هل أنت متأكدة أن هذا هو السبب الوحيد؟". " نعم". " أرجو أن تكوني مقتنعة , على الأقل , بما تقولينه , كلا لم تتغيري في شيء يا جيردا! ذلك الجمال البريء البارد , المعروض لخداع أي رجل , إلا أنه لن يخدعني". " عليّ الذهاب الآن ". نظرت الى مكان خلفه. " سأذكر تعليقاتك للسيد دوريل وسأسأله عن الضمان , سيتصل بك في أقرب فرصة". ومدت يدها لمصافحته "تصبح على خير وشكرا على وجبة الطعام". تجاهل جوردان يدها الممدودة وقال: " أين ستذهبين؟". " الى البيت بالطبع". " بسيارتك؟". " كلا , بواسطة التاكسي". " سآخذك بسيارتي". " كلا , لا حاجة لأزعاجك , أذ أستطيع أستدعاء سيارة....... بسهولة". " ربما , ألا أنني لا أترك أمرأة وحدها في الشارع في الساعة الواحدة صباحا". أمسك بذراعها وساعدها على عبور الشارع , ولم تستطع التخلي عن حذرها حياله ,حتى عند أقترابهما من سيارته المرسيدس الخضراء. قال بتجهم وهو يفتح باب السيارة: "لا تقلقي , أعرف ما الذي تفكرين به , ولكنني لا بد أن أكون في حاجة ماسة الى أي أمرأة أذا ما فكرت بلمسك". جذب الملف من يدها ورماه على المقعد الخلفي لسيارة , ثم قال بتصلبه المعهود: " الى أين؟". لم تبد أي رغبة بدخول السيارة بل قالت: " لا بد أن كراهيتي الى هذا الحد ترضي رغباتك". " كلا , ليس الكراهية , للكراهية صلة قريبة بالحب , عزيزتي جيردا , وأنا أشك بمبدأ فهمك للعاطفتين , لو أنك.......". وجذبها نحوه قائلا: " تعرفين ذلك , وألا لما جئت الليلة لرؤيتي". أرتجفت لملمس ذراعيه ودخلت السيارة بسرعة , وأرتفعت في داخلها أصوات أحتجاج أن تصرخ , أن تحتج , أن تطلب منه تفهم ظروفها أرادت أن تهرب قبل أن تسقط في الفخ , ألا أنها لم تستطع القيام بأي شيء , بل دفعت رأسها الى الخلف ليلامس المقعد الجلدي الناعم وأن تصلي طلبا للقوة لتصمد أمام تعذيبه لها لحين أتمام مهمتها.... وبد ذلك... وأهتزت السيارة , أذ دخل جوردان بلاك وأغلق الباب خلفه , ومست ذراعه ذراعها أذ بدأ لمسه لأزرار الأضواء وأنكمشت هي لملمسه وكان بقاؤها معه في ظلمة السيارة , وحدهما , أمرا غير محتمل ودهشت لسماع صوته مخاطبا اياها: " أين تسكنين؟". " بناية كرافتون". " أعرف المكان ". وسارت السيارة بسهولة , مطيعة لكل لمسة من لمساته وبلا مقاومة مثل أمرأة مستسلمةبلا أحتراس لعواطفها , وكما كانت في تلك الليلة قبل ثلاث سنوات , ترى هل هل يذكر ما حدث؟ هل يتذكر آخر مرة جلست الى جواره في السيارة بعد أن غادر المستشفى وحاولت أخباره الحقيقة عن علاقتها بستيوارت , بكت حينئذ كثيرا لأن ما حدث كان مأساويا , ألا أنها لم تستطع تفادي الأمر , وواساها بين ذراعيه , وظنت بأنه فهمها وأنه سيحاول تهدئتها , وجاءت التهدئة بشكل عناق , وأعتقدت للحظة بأنه أهتم بها وأنتابها أحساس رائع ورغبة بنسان كل ما حدث وأن تستسلم تماما لمشاعرها الجذلة بقربها منه فمسدت شعره الفضي الجميل. أغلقت جيردا عينيها , كان الجرح عميقا ومؤلما كما لو أنه حدث يوم أمس , أذ لا تزال تحس بضغط يديه وضحكته المحتقرة حين دفعها بعيدا عنه بكل قسوة ووجه اليها أتهامات لم تحلم بسماعها من قبل , أتهمها بأنها كانت رخيصة , أنانية , وأنه لن يغفر لها مأساة أخيه طوال حياته. حين وقفت السيارة , وأستدار نحوها أختلط الماضي في ذهنها بالحاضر وتوقعت منه الغضب ألا أنه أبتسم في وجهها . " أخشى أن يكون علينا مواصلة النقاش فيما بعد , متى ستلتقين بدوريل؟". " غدا صباحا , لن أتصل به الليلة لتأخر الوقت". تناولت الملف ونظرت اليه قائلة دون أن تجرؤ على الثقة بأبتسامته: " سأتصل بك صباح الأثنين". " ذلك متأخر جدا أذ سأكون في باريس". " كم سيطول ذلك؟". " يوما واحدا , ثم سأتوجه الى بون وسأعود الى المدينة يوم الخميس". " سأتصل بك يوم الخميس أذن". وضع ذراعه على ظهر المقعد وتفحصها بدقة: " أنك غير ملائمة لهذا العمل كما تعلمين , أذ تتركين لي فرصة الأنسلال بعيدا دون أعتراض". ضمت شفتيها بقسوة متسائلة: " أحقا؟". " لو كان من أتحدث اليه رجل أعمال خبيرا لقيّدني بوضع معيّن منذ فترة طويلة". وأدركت أن ما يقوله ما هو إلا تلاعب بأعصابها: " وهل تكفي مصافحة سيد مهذب آخر بهذه المناسبة؟". وأختفت أبتسامته الواثقة أذ قال: " هل تعتقدين أن التجارة همل سادة مهذبين؟". " في جيرنغفولد , نعم". ووضعت الملف تحت أبطها ومدت يدها مرة أخرى لمصافحته. " تصبح على خير وشكرا على إيصالي". لم يتحرك من مكانه. " ألم تنسي شيئا؟". " لا أعتقد ذلك". " ألا تودين السؤال عن ستيوارت؟". وشحبت فجأة : " هل سيغيّر سؤالي أي شيء , كيف هو في أي حال ؟ تقبّل حقيقة كونه مقعدا طوال حياته , أذ ليس لديه أي أمل في غير ذلك". " أتذكر ذلك , ليس في مستطاعي نسيانه". " كلا؟ أجد أن نسيانك أكثر أقناعا من تذكّرك". " لقد أوضحت ذلك من قبل ومنذ البداية , ما الذي تتوقع مني عمله الآن ؟ أن أشعر بالأسف لشيء لم أرتكبه؟ أن أرسل أعتذاري المهذّب ؟ أي فائدة في ذلك؟". " لا فائدة أطلاقا". وألتمعت عيناه أذ مدّ يده لأغلاق باب السيارة. ومزق صوت أغلاق باب السيارة صمت الليل وزاد الأمر سوءا صوت المحرك , وألتمعت الأضواء مثل عينين غاضبتين لحين أختفاء السيارة عند المنعطف , وعاد للطريق اهدوء. وجدت جيردا نفسها في المصعد دون أن تتذكر كيف وصلت الى هناك , وأحست بتقلص معدتها عند توقف المصعد في الطابق الثاني وأنفتح الباب بهدوء , وأحست بالضغط يسري في أوصالها , أذ دخلت الشقة وجلست حالما وصلت أقرب مقعد , حتى قبل أن تخلع سترتها. وسقطت سترتها الحريرية الناعمة على الأرض , حين تحركت لتسكب لنفسها قدح شراب , ورغم دفء الشقة , أحست جيردا بالبرودة تسري في جسمها , وكما لو أن ما حدث طوال الأمسية تسجل على شريط سينمائي , بدأت بأستعادة كل التفاصيل : جوردان بلاك واقفا عند الزاوية , ثم مواجهتها أياه عند تناول اعشاء , عيناه المتهمتان , خيل اليها أن قوته بالسيطرة عليها قد تلاشت بعد مضي ثلاث سنوات , ألا أن ما حدث أكّد عكس ذلك. حدثت في ظلال الغرفة طوال الليل , وحاولت جيردا الأمساك بما يعيد اليها طمأنينتها , وتمنت أن يستعيد هوارد صحته قبل يوم الخميس , حينئذ لن يكون هناك أي سبب للقاء جوردان مرة ثانية , وسيغرق الماضي في ظلام النسيان من جديد. ألا أنها لم تحصل على السلام المتوقع , ولمعرفتها الجيدة بطبيعة جوردان بلاك , أدركت أنه لم ينته منها بعد. |