[حنان]

البارت الاول

فتحت عينيها وقد استيقظت من نومها العميق.. تمطت بكسل واستدارت على جنبها تنظر إلى الساعة المنضدية الصغيرة المجاورة لسريرها.. الحادية عشر.. يا الهي لقد تأخرت .. رغم انه نهار يوم عطلة لكنها لم ترغب أن تتأخر في النوم حتى هذا الوقت.
مدت ذراعها من تحت الغطاء تمسد بيدها ساقيها لقد ذكرتها آلامها بعزمها على شراء أحذية ذات كعب منخفض عليها أن تكرر هذه الكلمات حتى تطبع في ذاكرتها فبعد الآلام الرهيبة التي شعرت بها فهي تصر على ترك الكعب العالي للنساء الحقيقيات اللواتي يتحملن الأدهى والأمر ليجعلن من أنفسهن صورة تبهج العين وتسرها.. يجب أن تنهض ..استخدمت ذراعيها لتدفع جسدها إلى الأعلى وأسقطت ساقيها من السرير بسرعة قبل أن تتراجع وتعود إلى النوم واستمر جسدها المتراخي بحركته الشبيه بحركة السلحفاة بالنهوض
سارت إلى الحمام وهي تستخدم يدها لمساعدة عينيها العديمتين الفائدة في هذا الوقت للوصول إلى الحمام فتحت صنبور المياه ورشقت الكثير..الكثيرمن الماء على وجهها محاولة أن تستمد منه المعونة لمساعدة عقلها على الإفاقة ونجحت بعض الشيء مفكرة بأن كوب من الشاي من الحجم الكبير سيتم المهمة.. أنها تعلم بان القهوة منبه أكثر ولكنها لسبب عزته إلى حسن الذوق لا تطيق طعم القهوة أو حتى رائحتها التي تصيبها بالغثيان .. ارتشفت بهدوء يثير الضجر كوب الشاي الأول ثم الثاني و تدريجا بدأ عقلها بالإفاقة ليرسم لها جدول تحركاتها في هذا النهار ,عليها أولا أن تنظف غرفتها فان انعدام النظافة والترتيب فيها يجعلها هي وصمه عار على جبين كل أمراءه وبما أن البيت خالي من سكانه كما يظهر من السكون الذي يسري بين جدرانه والذي يبلغها بانبساط بأنها لحسن الحظ وحدها وهذا ما سيجعل من عملية تنظيف غرفتها أهون شرا من وجود جمهور متفرج وبعد ذلك ستذهب للتسوق كما وعدت نفسها و ألان...ستشحذ الهمم وتقوم بمحاربة الحشرات التي استوطنت غرفتها طوال الأسبوع المنصرم و بعد ساعتين من العمل المرهق أسقطت جسدها المنهك على الأرض وأخذت تنظر إلى غرفتها وكان سرورها بانجازها يعادل سرور من حرر أرضه من الغزاة.. يا الهي تمتمت بسخرية كيف كنت أعيش وسط هذه الفوضى تبا لكسلي المرضي.. عليها بعد أن ترمي الأوساخ خارجا أن تدخل إلى الحمام ومعها منظفات من نوع أخر كي تعيد لنفسها إحساسها بأنوثتها التي ضاعت بين ذرات الغبار التي تشربت بها مسام بشرتها الحساسة خلال ذلك ربما يعود أخيها وزوجته وأطفالهما الثلاثة من حيث ذهبوا ...سرحت بأفكارها...لقد حاولت كثيرا أن توجد طريقة للتعامل مع زوجه أخيها كي يعيشوا بسلام ولكنها لم تفلح فكما يبدو بان فريدة قد قررت أن تجعل منها عدوه رغم عدم معرفتها بالأسباب وبعد مضي عشر سنوات تركت سمر المحاولة وعاشت غريبة في بيت والدتها المتوفاة توقفي ...نهرت نفسها بيأس...عليك أن لا تحاولي تذكرها يجب أن تدعيها بسلام......... تحركت بعنف لتمنع شبح الماضي من السيطرة على ساعات نهارها المحدودة ونهضت لترمي الأوساخ خارج المنزل وقد ألقت نظرة على الحديقة المتوسطة الحجم متسائلة هل تفتح مرشة المياه أم أن حرارة الشمس مع المياه ستؤذيان أوراق الأشجار ذات التنوع الجذاب وقررت إلا تفعل كم من الأشياء يقوم بها المرء ابتغاء للخير فتقلب مخلفة ورائها ما يضر ولا ينفع وهي أصبحت خبيرة بكذا نوع من الأفعال ..ذهبت لتأخذ حمامها المطول .