[حنان]

خطت عينيها السوداويين بقلم كحل يماثلهما لوناتأملت مظهرها بعين ناقدةوقد عكست لها المرآة صورة صيفية لطيفة بشعرها الكستنائي الفاتح المربوط إلى الخلف بتسريحته البسيطة والتنورة البرونزية الطويلة والقميص الزهري اللون ألقت نظرة إلى ساعة يدها أنها الرابعة ولم يعد احد بعد إما هي فقد قررت الخروج ولم تكن قد اعتادت أن تترك ملاحظة خلفها فإذا رغب أخوها أو زوجته بالاطمئنان عليها فليتصلا بها على رقم هاتفها الخلوي وهذا ما تشك به , حرصت على وضع النظارة السوداء الصغيرة على وجهها لتفادي أشعه الشمس التي تؤذي عينيها وخرجت تسير برشاقة متزنة ولم تنسى إقفال الباب الداخلي ووضع المفتاح في مكانه المعتاد كان عليها أن تمشي مسافة لا بأس بها وكي تصل إلى الشارع العام لتأخذ سيارة أجره عليها أن تمر بالبوابة المخصصة للخروج لتأخذ الكارت التعريفي فإنها حيث تسكن في جنوب بغداد كان حيها السكني كمعظم الإحياء السكنية في العاصمة محاط بالجدران الأسمنتية وهذا لحماية هذه المناطق من المتسللين وقد اعتادت هي وغيرها على وجودها وبعد استلامها للكارت وخروجها إلى الشارع كان الحظ حليفها فوجدت بسهولة سيارة أجره كي تقلها إلي منطقة المنصور والتي تعد من اكبر المراكز التجارية في جانب الكرخ وبعد الاتفاق على مبلغ الاجره استقلت السيارة لتنطلق بها إلى وجهتها وبعد اقل من دقيقتين بدء السائق بفتح باب لحاور لم تعترض سمر عليه ربما كانت لتعترض فيما مضى من السنوات وتحديدا السنوات السابقة للعام 2003 ولكن التغيرات التي حدثت والصعاب التي واجهها أبناء بلدها فيما يلي ذلك التاريخ جذر في داخلهم التعاطف فيما بينهم والذي وثقت عراه الأزمات التي عاشوها سويا وبما انه عراقي فان السؤال الأول الذي طرحه عليها كيف حال الكهرباء في منطقتكم وبدء سيل من الأسئلة و التي ليس لها أجابه محددة تدور حول الخدمات في البلاد وانعدام ضمير مترفيها وساستها , كانت تنظر من نافذة السيارة وقد رحلت بتخيلاتها إلى الإحياء التي تمر بها معترفة بألم بأنها قد فقدت بريقها السابق