عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-11, 03:28 PM   #13

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس


ترددت صوفي وهي تتقدم لتأخذ السماعة من غاي , متجنبة عينيه , ثم إبتعدت عنه قبل أن تبدأ بالكلام قائلة بصوت أبح:
" آلو ؟ هنا صوفي واطسون".
بدا ذلك الصوت العميق الرنان ودودا رغم أنهما لم يتقابلا سوى مرة واحدة :
" ألو , صوفي , هنا أندريس كيرك , لقد كنا تقابلنا في النادي الليلي , أتذكرين؟".
" نعم , طبعا".
أجابت بذلك وهي تشعر بغاي يقف خلفها مباشرة يستمع الى كل كلمة تقولها .
دل صوت أندريس كيرك على أنه كان يبتسم وكأنها سرته البحة في صوتها , لا شك أنه كان يحمّله معنى مختلفا جدا عن الحقيقة.
" أرجو أن لا يكون ثمة بأس في الإتصال بك الى الهمل , فأنا لا أملك رقم هاتف بيتك , طبعا".
" حسنا , إنني مشغولة جدا....".
" سأستعجل إذن , أحب أن أراك مرة أخرى يا صوفي , هل يمكننا تناول العشاء معا؟".
فشهقت بدهشة , شاعرة بالضياع : " آه.....".
لم تعرف ما عليها أن تقول , شاعرة بالتمزق بين الفضول البالغ الذي تشعر به نحوه , وبين حذرها المعتاد من الرجال , خصوصا أمثاله.
قال أندريس يقنعها : " أظن لدينا مزايا عديدة متشابهة ". عبست لسماعها هذا الذي لم تكن تصدقه .
كان توم على صلة بعالم الإجرام , هو أيضا لأن عمله يتطلب منه ذلك , كما أن روحه المرحة تصونه من فساد ما يواجهه, أما كيرك فكان مختلفا عنه , لقد أحست بظل خلفه , بظلمة تحيط به , فلم تشأ التورط بعلاقة معه.
" إسمع يا سيد كيرك..".
فقاطعها بنعومة : " ألن تناديني بإسمي الأول أندريس ؟ لقد ناديتك أنا بإسمك الأول".
ترددت وقد أزداد إحمرار وجهها : " حسنا , أندريس ..... شكرا لك لدعوتك هذه.....".
في تلك اللحظة , إنتقل غاي من مكانه مستديرا حول المكتب ليتمكن من رؤية وجهها , أجفلت صوفي عندما رأت نفسها تنظر في عينيه الزرقاوين , بينما كان هو يعبس في وجهها وهو يهز رأسه :
" قولي له , كلا".
توترت إستياء منه , من يظن نفسه ؟ وما الذي جعله يظن أن بإمكانه أن يملي عليها ما يريد ؟ لا شأن له بحياتها الخاصة.
قال لها أندريس : " ماذا بالنسبة الى الليلة؟".
كادت تقول له أنها مشغولة , لكنها أرادت أن تتحدى غاي بشكل علني لتجعله يعلم أن ليس بإمكانه أن يلقي عليها أوامره.
فقالت : " الليلة؟". كانت لية الجمعة تذهب عادة الى مدرسة ليلية , ولكن الدروس تتوقف أيام العيد , وهكذا هي غير مشغولة هذه الليلة.
نظرت الى عيني غاي الغاضبتين , بتمرد : " نعم , يسعدني أن أتعشى معك الليلة , يا أندريس".
توترت ملامح غاي , وإستدار على عقبيه خارجا من المكتب دون كلمة , وشعرت هي يتوترها يخرج معه , فإستدارت تجلس خلف مكتبها , منكمشة على نفسها.
" هذا رائع , يا صوفي , والآن , ما هو عنوانك لأحضر لأخذك ؟". أعطته العنوان بذهن شارد وهي تنظر الى باب غاي المغلق.
" سأكون هناك السابعة والنصف , الى ذلك الحين....".
أنهى كيرك المكالمة من عنده , فوضعت صوفي السماعة مكانها ويدها ما زالت ترتجف.
ما الذي تملّكها لكي توافق على الخروج مع ذلك الرجل , لم تكن تريد أن تراه مرة أخرى , لكنها كانت تعلم جيدا لماذا فعلت هذا , كان عنادا ورغبة في أن تفعل ما لا يريدها غاي أن تقوم به...... وكان هذا جنونا منها , إنها لم تعد تفهم نفسها.
كانت علاقتها بغاي, الى ما قبل ليلة الحفلة تلك علاقة عمل بالغة الهدوء والمودة , كانا يعملان معا بإنسجام , وكانت تحترمه وتعجب به على الدوام , خصوصا لأنه حول مهنته من الصحافة الى القانون حيث أصبح خبيرا في القانون كما كان في الصحافة.
أنها تتذكر ما قالته مرة لروز أيميري التي تعمل معها في باربري وارف :
" إن العمل مع شخص مثله هو شيء مثير , إنه يجعلك تفكرين ......حسنا , إذا كان بإمكانه أن يقوم بذلك , لماذا لا أستطيع أنا؟".
" أتفكرين في أن تصبحي محامية , يا صوفي؟".
تذكرت صوفي مبلغ غضبها حينذاك , فقد حملقت في روز قائلة:
" لم أقرر بعد ما أريد أن أفعل , لكنني واثقة من شيء واحد , وهو أن لا شيء مستحيل إذا كانت لديك العزيمة الكافية , هذا ما أثبته لي غاي".
عند ذلك حدّقت روز فيها لحظة , ثم إبتسمت لها بحرارة وإستحسان بالغين :
" هذا رائع , إنني معك في هذا".
" أظنني سآخذ بعض الدروس الليلية هذا الخريف ما يساعدني على إتخاذ مهنة , ذات يوم , أكبر أهمية من السكرتارية".
فقالت روز : " كونك تحسنين لغات عديدة , سيساعدك في ذلك".
نظرت صوفي حينذاك الى روز بخجل :
" أتظنين أن بإمكاني أن أتحول الى الصحافة ؟ مراسلة صحفية أجنبية؟".
ضحكت روز عند ذلك , فجأة , ثم قالت :
" حسنا , إن ماضيك يعطيك هذا الحق , وكما قلت , لا شيء مستحيل".
كان في هذا ما يكفي من التشجيع لصوفي التي إبتدأت بعد ذلك سلسلة دورات ليلية تدرس فيها الصحافة , وعندما ذكرت مرة لغاي ما تقوم به , نظر اليها بعينين ضيقتين وقد بدا عليه عدم السرور لهذا الخبر :
" هل يعني هذا أنني سأخسرك يوما ما؟".
" نعم في النهاية , هذا ما أرجوه , إذا أمكنني أن أجد عملا في سنتنال , أو صحيفة أخرى".
فعبس غاي عند ذاك :
" لم أكن أعلم أنك تحبين أن تكوني مراسلة صحفية , ما الذي وضع هذه الفكرة في رأسك؟".
" أنت".
" أنا ؟ لا أتذكر أنني قلت شيئا يمنحك هذه الفكرة؟".
فقالت بهدوء : " لقد جعلتني أرى أن المرء يمكنه أن يفعل ما يريد , فالفكرة فكرتك كما ترى ". بدت الدهشة في عينيه , ثم إبتسم:
" هذا إطراء لي , يا صوفي , ولكنك تعلمين , حيث أنك تعملين طوال النهار ولا تحضرين سوى الدورات الدراسية الليلية , تعلمين أن الأمر سيستغرق سنوات قبل أن تصبحي مؤهلة للعمل مراسلة صحفية".
فرفعت رأسها بكبرياء : " أعلم هذا , لقد فكرت في كل ذلك , كما كنت ستعمل أنت لو كنت مكاني , إذ لا بد أنك كنت وضعت خطة لحياتك , ربما تطلبت منك دراسة الحقوق سنوات .. ولكن قوة إرادتك جعلتك تصمج حتى النهاية , وهكذا أنا مستعدة للأنتظار والعمل لتنفيذ ما أريد ".
أومأ برأسه حينذاك , لاويا شفتيه : " حسنا , حظا سعيدا "
لقد شعرت بحرارة وتفهم في كلماته لم تشعر بهما من قبل , وبعد ذلك كان عملهما معا أكثر أنسجاما حتى تلك الليلة , بعد حفلة خطوبة جيب.
كل التوتر الذي كان يتملكها على الدوام , هو نتيجة تلك الليلة , وبدلا من أن تتحسن مع الوقت , إذ بها تصبح أسوأ حالا , ونظرت من النافذة الى الثلوج المتساقطة , لو كانت في كامل عقلها لما وافقت مطلقا على الخروج مع رجل مثل أندريس كيرك.
كانت جينا تيريل تحدق , هي أيضا , الى الثلوج المتساقطة دون أن ترى شيئا , كانت عيناها ممتلئتين ندما وغضبا على نفسها , إنها لم تكد تعرف النوم منذ أيام , لقد شغل نيكولاس بالها , الشوق اليه والكراهية له ما زالا يعتملان في نفسها , والأكثر من كل شيء , هو الخوف مما قد تأتي به الأيام , إن نيكولاس لا ينفك يلاحقها , وهي لم تعد واثقة من قدرتها على صده.
وضعت يديها على وجهها وإنفجرت باكية , مضى وقت طويل قبل أن تستدير داخلة الى الحمام حيث أمضت وقتا طويلا تغتسل , ثم أرتدت تنورة بنية ضيقة وبوزة بنية اللون فوقها كنزة بنفس اللون , كانت تريد أن تبدو هادئة قديرة , وهكذا ذهبت الى العمل شاحبة الوجه داكنة العينين , وعندما دخلت الى المكتب , كانت أعصابها في غاية التوتر.
نظرت هيزل اليها وإبتسمت ضاحكة : " لقد جئت مبكرة , إذا كنت تريدين رؤية نيكولاس , فقد رحل".
نظرت اليها ببلادة : " رحل ؟ الى أين؟".
" الى ويستمنستر , جاء الى هنا فقط ليأخذ بعض المستندات , ثم أندفع خارجا ليتناول إفطار عمل مع اللورد تراندال , إنهما سيتحدثان بشأن القائمة التي سترسلها الحكومة الى الصحف لتضع رقابة عليها".
" الوقت مناسب تماما لذلك ". قال جينا ذلك بذهن شارد , ثم جلست خلف مكتبها , هذا هو السبب لتركه المكتب مبكرا , إذن.
كانت هيزل تضحك وهي تقول : " من الأفضل أن لا تدعي السيد كاسبيان يسمعك تقولين ذلك".
نظرت اليها جينا بإرتباك : " ماذا؟".
" إنك قلت إن الصحف يجب أن توضع عليها رقابة , ليس لدي إعتراض على ذلك أحيانا , لكنني لا أظن مالكنا يوافقك على ذلك".
فقالت جينا بحدة : " إنه ليس مالكنا..".
" آسفة". وألقت عليها هيزل نظرة جافة : " قد يكون معظم أفراد مجلس الإدارة بجانبه , لكنه لا يملك الأسهم التي تمكّنه من السيطرة".
كانت جينا تعلم أن تصرفها زائد عن الحد , فقد كانت هيزل ترمقها بإستغراب بالغ , لكنها لم تستطع منع نفسها , لقد أغضبها جدا أن يوصف نيكولاس بأنه ( مالكها ) إنه سيحب سماع ذلك , بالطبع , يمكنها أن تتصور منظره لو كان هنا وسمع ما قالته هيزل.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس