عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-11, 02:00 AM   #14

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

لقد كانت غريزة الطمع وحب التملك متأصلة في نيكولاس , لكن جينا لن تصبح أبدا إحدى ممتلكاته.
" لا بأس , فقد أستعملت الكلمة الخطأ ولكن , مع ذلك , لن يعجب أن يسمع أنك تخصص قانون الحكومة الجديد بالرقابة على الصحف ". قالت هيزل ذلك مهدئة من أعصاب جينا التي نظرت اليها مبتسمة.
" الحق معك , إنه لن يحب ذلك , لكنني ما زلت أفكر في أننا إذا لم نتوقف عن غزو الناس , في بيوتها , وكتابة الأقاويل الرخيصة دون تمحيص ما إذا كان ذلك صحيحا أم لا , أو نهتم بمن يؤلمه ما نكتب حتى ولو كان ذلك صحيحا , عاجلا أم آجلا , سيطلبون من القانون أن يمنحهم بعض الحماية من الصحافة".
ما ان أنتهت من كلامها , حتى رن جرس الهاتف , فتناولت هيزل السماعة :
" ألو , هذا مكتب السيد كاسبيان , كلا , إنه ليس هنا ". أستمعت برهة بإهتمام : " فهمت , نعم , سأخبره حال عودته , إنه سيعود قبل الظهر على الأكثر , وضعت السماعة وهي تقول :
" إنه دوجي براون من عمال الطباعة ". قالت تخبر جينا بذلك وهي تسجل ملاحظة على دفترها , ثم تابعت:
" لقد كان وضع في الصباح إشعارا على اللوحة بإنقاص عدد الموظفين , فثارت موجة غضب بين الموظفين الرجال , إنك تعرفين دوجي راسخا كالصخرة وليس لديه مخيلة , لكن صوته كان قلقا حقا , أرجو أن لا تعود الى أيام شارع الصحافة فليت ستريت السيئة".
قطبت جينا حاجبيها : " لا يمكنك لوم الرجال , ليس من السهل أن يجد المرء نفسه دون عمل في موسم العيد".
" هذا صحيح".
فقالت جينا : " لقد حاولت إقناعه بأن ينتظر الى ما بعد العيد , لكنه لم يستمع الي , صحيح أننا بحاجة الى تخفيض التكليف في مكان ما , وقد كان الخبراء أخبروه بأن عمال الطباعة ما زالوا فائضين عن الحاجة , ما جعل المكان مناسبا لإجراء التخفيض , وهكذا إمتل نيكولاس لنصائحهم على الفور , كنت أتوقع المشاكل".
" مع نيكولاس كاسبيان , من الأفضل لك أن تتوقعي المشاكل على الدوام , لأن هذا ما ستحصلين عليه , عادة ".
وصل نيكولاس أثناء تناولها القهوة , تحولت عيناه الرماديتان نحو جينا على الفور.
كانت تلك النظرة أشبه بوضعه يد التملك عليها , إحمر وجه جينا وحوّلت نظراتها , آملة أن لا تلحظ هيزل ذلك , لكن هيزل كانت مشغولة بقراءة المكالمات التي جاءت لنيكولاس أثناء غيابه.
" كما أن دوجي براون إتصل... هنالك مشاكل تدور في قسم طباعة".
بدا الحدة في وجهه : " هل قال دوجي شيئا عما يدور هناك ؟".
إنبرت جينا تقول : " لم يعجب الرجال آخر إشعار عن تخفيض عدد العمال ". وكان في صوتها نبرة سخرية.
نظر اليها نيكولاس بعينين ضيقتين , ثم ألتفت الى هيزل : " إجعلي دوجي يتصل بي".
ثم سار الى مكتبه , فأدارت هيزل رقم قسم الطباعة ,وبعد لحظات سمعتا صوت نيكولاس يرتفع غاضبا , سمعته جينا يشتم بصوت غاضب جعلها تجفل.
رفعت هيزل حاجبيها لجينا دون أن تقول شيئا , وبعد ذلك بلحظة , أقفل نيكولاس الخط وخرج الى مكتبهما قائلا :
" إذا أرادني أحد , فأنا في قسم الطباعة ". ثم خرج كالبرق صافقا الباب خلفه جاعلا الأوراق تتطاير حول المكتب , تملّك جينا الإرتياح إذ حدث شيء حوّل أنتباه نيكولاس عنها , بينما كانت في نفس الوقت , منزعجة لتدهور الحال في باربري وارف.
في بداية أنتقالهم الى هذا المجمع على ضفاف النهر , كانت ظنت أن مثل هذه المشاكل هي شيء من الماضي , تركوها عندما تركوا شارع فليت ستريت , وماكينات الطباعة القديمة الطراز , وكان نيكولاس يدفع للفتيين الكهربائيين الذين يديرون الماكينات الجديدة رواتب عالية جدا , وكان هناك المزيد من الرجال يعملون في أعمال الطباعة , كما كانت ظروف العمل أفضل بكثير , لم يكن على الرجال أن يرهقوا أنفسهم في العمل , أو يظهروا قذري المظهر بالزيت وحبر الطباعة , لم يكونوا يعملون في الحرارة والرطوبة كما كانوا في فليت ستريت.
لم يحدث سوى القليل من المشاكل منذ إنتقالهم الى باربري وارف , ولكن مع الركود الإقتصادي في بريطانيا وأوروبا عموما , إضطر نيكولاس الى تخفيض عدد موظفيه في جميع الأقسام , لم يعجب ذلك أحدا , ولكن مع هبوط إيرادات الإعلانات والمبيع , كان هناك حاجة مستعجلة لأختصار النفقات , ورواتب الموظفين كانت البداية.
كان سبق وحصل بعض التخفيض في قسم الطباعة , إنما الآن بعد أن أصبحوا في باربري وارف منذ سنة , أصبح من الممكن تقييم عدد الرجال اللازمين لأدارة عمل الطباعة , لكنهم مع مرور الوقت , أدركوا أن لديهم موظفين في ذلك القسم أكثر مما يستدعيه العمل.
أبدى مجلس الإدارة شيئا من الحذر بالنسبة الى المزيد من تخفيض عدد الموظفين , خوفا من ردة الفعل عند الرجال , لكن نيكولاس كان مصمما على أن يدير سنتنال بأفضل كفاءة ممكنة.
عاد نيكولاس بعد ساعة وقد بدا العبوس على وجهه .
قال لجينا : " إدعي لأجتماع مجلس الإدارة في أقرب وقت ممكن".
لم يكن في لهجته أو نظرته اليها أي شيء شخصي , كأنهما غريبان , كانت مسرورة لذلك , وفي نفس الوقت شعرت وكأنه يصفعها على وجهها ثم أدار عينيه العنيفتين الى سكرتيرته : " إلغي كل مواعيدي لهذا النهار يا هيزل وأستدعي رؤساء الأقسام الى هنا حالا وفي أقرب وقت".
جلستا تحدقان اليه لحظة فصرخ فيهما بخشونة : " هيا , نفذا ما أقول , إننا في حالة طوارىء , لا يمكننا الإنتظار طول النهار حتى يتمكن ذكاؤكما من العمل".
ثم صفق الباب , أخذت هيزل تصفر وهي تفتح دليل الهاتف : " لا يبدو أن هذا النهار سيمر بسهولة".
رفعت جينا سمتعة الهاتف دون أن تقول شيئا , كان أسهل كثيرا مما كانت تتوقع قبل حضورها الى المكتب , هذا التهديد بالإضراب جاء لمصلحتها , فهو سيجعل نيكولاس ينشغل عنها , وبالتالي يجعل حياتها أقل صعوبة حاليا.
لكن أفكار هيزل كانت صادقة , ذلك أن اليومين التاليين كانا حافلين بالقلق والفوضى , فقد تتابعت إجتماعات مجلس الإدارة ساعة بعد ساعة , وبين حين وآخر كانت الشطائر والأشربة تحمل الى هناك , والرجال تدخل وتخرج عابسين متجهمين.
كان المجتمعون يتحلقون واجمين حول المائدة المستطيلة المصقولة تحت صورة زكريا كاسبيان, يتجادلون مع نيكولاس مستمعين إلبى نصائح مجموعة من الخبراء , محاولين إعمال عقولهم في ما عليهم أن يقوموا به.
ذهب نيكولاس وجينا وسين بيتس , المدير المنفذ , إلى حيث رأوا الفنيين الكهربائيين في قسم الطباعة , وكان هؤلاء في منتهى الغضب , طالبين رؤية قائمة بأسماء أولئك الذين سيصرفون من الخدمة ثم أصروا على أن يعلموا بالضبط لماذا لم يعد ثمة حاجة اليهم بعد عملهم مدة عام.
وكان على نيكولاس أن يناضل في سبيل قضيته بالنسبة لكل إسم ولكل رجل , ولم يحرز سوى قليل من التقدم , لم يهتم القادة بالحديث عن الكفاءة والخبرة , وإستمروا في العودة الى واقع أن العيد على الأبواب وأن هذا الأمر كان مفاجأة للرجال ودون مشاورات معهم.
قالت جينا : " ربما بإمكاننا تشكيل لجنة لمناقشة الأمكانيات , فقد نتوصل جميعا الى أفكار جديدة , وأثناء المناقشات هذه , يمكن أن تتأخر جميع المقررات.
نظر اليها نيكولاس بغضب عنيف :" إن لدينا رأي الخبراء في ما ينبغي القيام به , نحن لسنا بحاجة الى أي مزيد من النقاش , اللجان مضيعة للوقت والطاقة , حسب خبرتي".
تبادل الرجال النظرات , ثم حوّلوا أعينهم الى جينا : " أظن رأي السيدة تيريل ممتاز , إذا كان لنا ممثلون فهي هذه اللجنة , نحن نقبل بذلك , علي أن أستشير زملائي العمال طبعا ". قال قائدهم ذلك ببطء.
أنفض الإجتماع وخرج الرجال تاركين جينا ونيكولاس بمفردهما في غرفة الإجتماعات , فحوّل نيكولاس عينيه الغاضيتين اليها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس