3- تذكرت ثيا الصورة التى التقطت لهما منذ خمس عشرة سنة والتى لم تستخدمها للتعريف عن نفسها
استدعت الطبيب لمعاينه موراى وفوجئت باعتراضه ولكنها واصلت اعتناءها به الى ان قاربت الحمى ان تزول عنه تماما
اوصلت الصبى الى المدرسة وعادت على الطريق ذاتها لتعرج على بيت الطبيب الذى ارشدها اليه جايمى
لم تجد الطبيب فتركت له رساله عاجلة مع ابنتة ترجوه فيها ان يتوجه الى دروملاريج باسرع وقت ممكن لان السيد موراى مريض جدا
تاملتها ابنه الطبيب السمراء الطويلة بشىء من الاستغراب الذى يحمل فى طياته الذعر والهلع
لم توجه اليها اى سؤال على الاطلاق واكتفت بوعدها بنقل الرسالة الى والدها يمجرد عودته
اكتشفت ثيا ان اللاندروفر التى تقودها الان شبيهة كثيرا بالراينج روفر التى كان جدها يسمح لها باستخدامها اثناء ذهابها الى الريف
ضغطت بقوة على دواسة الوقود لكى تعود بسرعة فالرجل مريض وحدة وقد يكون بحاجة الى المساعدة التى لن تتمكن مارثا من تقديمها
ربما لن يعجبها لوجان موراى ابدا وبخاصة بسبب المعامله السيئة التى لقيتها منه اثناء الليل وفى الصباح ولكن الرجل يعانى من المرض الشديد ومساعدته فى هذه الفترة الحرجة واجب انسانى
لوجان لوجان موراى تذكرت ثيا فجاة الفتى الذى وقف قربها لكى يلتقط احدهما صورة لهما قبل حوالى خمس عشرة سنة
لماذا لم تنتبة الى ذلك من قبل الان ؟
الم تحضر معها تلك الصورة بالذات لاستخدامها فى التعريف عن نفسها اذا دعت الحاجة ؟
ربما نسيت الاسم والصورة كنتيجة للمعلومات المذهلة التى سمعتها والتطورات العجيبة التى حدثت معها !
لابد ان الزمن الطويل والزواج الفاشل تركا بصماتهما القاسية عليه وجعلاه يتغير الى هذه الدرجة
كيف تحول ذلك الفتى الطيب الحنون الى رجل مقتر قاس وجذاب ؟
هل يعقل ان يكون الزواج وحدة كافيا لتحويل النعجة الى وحش ضار ؟
هل كان الزواج فاشلا وتعيسا منذ البداية ولماذا ؟
متى توفيت زوجته وكيف ؟
كانت السيارة الكبيرة منطلقة بسرعة فائقة وكذلك الاسئلة المحيرة التى تضج فى راسها وتقلق افكارها المشوشة
تحدثت مارثا عن شقيق راحل فماذا حدث للشقيق الاخر ؟
هل توفى والداه ؟
لا ستضع حدا لهذه التساؤلات التى لا شان بها اطلاقا فيما جرى فى دورملاريج منذ ابتعادها عن هذه المنطقة
يجب الا يهمها ابدا !
اوقفت السيارة على بعد بضعة امتار من مدخل البيت كى يتمكن الطبيب الذى قد يصل فى اى وقت من ايقاف سيارته دون صعوبه او اضطرار للمناورة
قفزت من السيارة وتطلعت بصورة عفوية نحو النافذة العليا فتصورات انها شاهدت مورجان موراى واقفا هناك وكانه يتاملها او ينتظر عودتها
هزت راسها باستغراب ودهشة ثم نظرات مرة اخرى نحو النافذة فلم تشاهد احدا
صعدت بسرعة نحو غرفته وهى تشعر بقلق حقيقى
لاشك فى ان الحمى عادت اليه بقوة وجعلته يهذى ويسير فى ارجاء البيت على غير هدى
سالت نفسها لدى اقترابها من تلك الحجرة عن سبب هذا القلق المزعج والتاثر الواضح
لم تجد الا جوابا واحدا وهى انها لا تريد العمل كممرضة لفترة طويلة
اقتحمت الغرفة بلهفة وهى تناديه بصوت عال : سيد موراى سيد موراى !
فوجئت به مستلقيا بهدوء على سريره وكانه لم يغادره ابدا
من المؤكد انه يحاول خداعها !
نظر نحوها باستياء وقال مستفسرا : ما بك يا انسة اندروز ؟
قمت من سريرك اليس كذلك ؟
لم تنجح فى مباغتته وتحويل انتباهه عن موضوع دخولها غرفته على ذلك النحو المتهور فقد قال لها بلهجة غاضبة :
لن اسمح لك ابدا بالتحدث الى بهذه الطريقة يا فتاة وساكرر عليك الان ما قلته لك فى السابق اذا كنت تريدين العمل فى بيتى فانا الذى سيوجه الاسئلة
لم تكن راغبة فى مضايقته ولكن انزعاجها منه حملها على الرد عليه بحدة قائلة :
نحن لا نعيش فى العصور المظلمة يا سيد موراى !
|