عرض مشاركة واحدة
قديم 23-09-11, 01:32 AM   #305

كونان

نجم روايتي وكاتب وقاص في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية كونان

? العضوٌ??? » 8564
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,464
?  مُ?إني » رحــال
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » كونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond reputeكونان has a reputation beyond repute
?? ??? ~
كل عين تعشق حليوه وانتِ حلوه في كل عين
Elk الجزء 8

8
كان أول شعاع لشمس يوم جديد .. يتململ ويتقلب تحت عباءة ظلام الفجر.. فقد أوشكت الشمس أن تستيقظ.. وإن هي ألا ثواني معدود.. حتى كانت الشمس تتمطط .. وتفرد اشعتها على هذه القرية الصغيره.. فيداعب شعاعها النعاس في العيون ..

لم يكن الشيخ شريف قد غمض له جفن طوال ليلة البارحة.. بل جلس في المضيفه .. شارد الذهن يفكر في مصير حفيده الذي لم يتجاوز العشرين من عمره .. ويجلس بجواره شريف والناجي .. ومصليحي يقبع حزيناً عند قدمي الشيخ.

قضى الشيخ ليلته يحاول أن يستنبط الجُرم الذي ارتكبه الناجي.. كما حاول شريف والناجي نفسه تخمين سبباً لاستدعاءه من أمن الدوله.. ولكن كل محاولات الظن والتخمين لم تجدي نفعاً.. فلم يكن هناك سبباً معلوماً لأي واحد منهم.

وأخيراً قطع الشيخ الصمت بصوته العريض القادم من الأعماق .. قائلاً للناجي:

- اذهب وحدك ياناجي لقسم المركز .. وهناك ستعرف السبب.. وإن لم تعد حتى المساء.. سوف نلحق بك لنعرف مصيرك.

هنا هب شريف معارضا جده في حزم وهو يقول.. لا .. لن يذهب وحده .. سأذهب معه .. وإما ان نعود معاً .. أو نبقى معاً

ابتسم الشيخ لشريف .. ثم قال في هدوء ..
- دعه يذهب بمفرده يا شريف .. فلن يذهب معه أحد

- لكن الناجي مازال غضاً صغيراً يا جدي

- نحن قوم رضيعهم رجل ياشريف .. فأخيك ليس ثمرة طماطم تخشى عليه أن يُعصر .. ولا هو بالزجاج لتخشى عليه أن يٌكسر.. لابد أن يواجه مصيره .. ولن يذهب معه أحد.. هذا أمر لا رجعة فيه.

هب شريف مره اخرى ليعترض من جديد .. ولكن نظرة حاده من عيون الشيخ ألقاها في عيون شريف.. جعتله يصمت ويمتثل لأمر جده.

كان الناجي طول هذا الحديث يستمع إليهما .. وهو يبتسم في لا مبالاه.. ولما انتهى الجد من حديثه.. قام الناجي مغادراً المضيفه يرافقه مصيلحي .. وتوجه من فوره الي محطة القطار ليذهب الي المركز . وطوال الطريق ومصيلحي لم يكف عن الحديث .. فتارة يشد من عزم الناجي .. وتارة يقترح عليه حلولاً ونصائح .. والناجي صامت لا يجيبه

مصيلحي : انت لازم تنكر التهمه .. قول انا معرفش حاجه واصل.. اوعى تعترف مهما ضغطوا عليك.. قول انا كنت مع مصيلحي .. وان رح اشهد انك كنت معايا..

ولو سألوك على سلاح قوللهم انا معنديش ولا حتة سلاح .. خليهم يفتشوا براحتهم .. انا نقلت السلاح كله من الدار ودفنته في الغيط..

أوعاك تتكلم ... قول لهم انا حتكلم قدام النيابه وبس


مازال مصيلحي يلقن الناجي نصائحه الغاليه.. والناجي شارد الذهن لايسمعه.. حتى توقف القطار في المحطه.. فقفز فيه الناجي مسرعا .. وهو يقول لمصيلحي.. ارجع للدار يامصيلحي


--------------


لم تمر الساعه حتى كان الناجي يقف في مكتب ضابط القسم.. ولم يستمر وقوفه طويلا.. فقد اقتاده ضابط أمن الدوله إلى سيارة شرطه كانت تنتظر خارج المركز ..

و بعد أن شكر ضابط أمن الدوله ضباط قسم الشرطة ومأمور المركز.. صعد ومعه الناجي الي سيارة الشرطه التي انطلقت بهما مسرعة.

غادرت سيارة الشرطه الطريق العام .. وانحرفت إلى طريق صحرواي يصل بين محافظة قنا و البحر الاحمر .. وما أن انحرفت السياره الى هذا الطريق الصحراوي حتى ابتسم الناجي قائلا للضابط.

- العقرب ؟؟!!

- هل أنت تعرف العقرب ؟؟!!

- ومن لا يعرفه ولم يسمع عنه!!؟ .. يبدو أن الموضوع اكبر مما كنت أظن

- حقيقة أنا لاأعرف.. كل ماأعرفه هو انك مطلوب للتحقيق في معتقل العقرب..

ثم اخرج الضابط عصابه وضعها على عيون الناجي .. ولاذ بالصمت طوال الطريق .. حتى وصلت السياره إلى معتقل العقرب بعد رحله في الصحراء الشرقيه دامت اكثر من ساعتان.

معتقل العقرب .. هذا المعتقل الذي لايرتاده إلا عتاة المجرمين .. أو الجماعات المسلحه وكبار الجماعات والتنظيمات السريه المعارضه.. معتقل العقرب .. ظل جهنم على الأرض.. تفنن فيه الساديون والشياطين من حماة النظام في كل فنون التعذيب.


-----------


لم يكن الناجي .. يتوقع أن يكون استقباله بالمعتقل بهذا الهدوء والموده وحسن المعامله.. فما أن دخل غرفة التحقيق وأزيلت العصابه من فوق عينيه .. حتى وجد نفسه في غرفه بها شاب وسيم الملامح.. هادئ الطباع .. الابتسامه لا تفارق شفتيه

نظر هذا الشاب الي الناجي باسما وطلب منه الجلوس.. وطلب منه أن يستريح من عناء هذه الرحله الطويله.. وهو يعتذر له عن الطريقة التي تم استدعاءه بها.. ولكنها الضروره.

ثم بدأ الضابط يحادث الناجي في موده
- تعلم ياأخ ناجي أن بلدنا مستهدفه .. وأعداء الخارج والداخل يتربصون بها .. ونحن هنا نسهر على حمايتها .. قد نتجاوز احيانا لحرصنا على حماية هذا البلد .. ولكن بمجرد أن تتكشف لنا الحقائق ونعرف الصالح من الطالح .. ينتهي الأمر ببساطه.

- أنا لاأعرف سر استدعائي حتى الآن .. هل من الممكن أن أعلم لماذا أنا هنا؟؟

- ستعرف كل شئ في حينه.. ولكن لا تخف.. فلست متهم عندنا بأي جريمه.. مجرد بعض الأسئله وتعود بعدها معززاً مكرما الي أهلك .. المهم هو أن تجيبنا بكل صراحه ولا تخفي علينا شيئاً.. فهذا في مصلحتك.

- تفضل بالسؤال وانا لن أتأخر اذا كان لدي اجابه

- هل تعرف عتمان الزهيري ؟؟

- نعم اعرفه.. فهو صديقي المقرب

- أليس غريبا أن تكون هناك صداقه بينك وبينه .. وفارق السن بينكما كبير؟؟

- انا كل اصداقائي اكبر مني سناً .. يمكنك القول عني .. انا الشاب السابق لسنه.

- ببساطه.. نحن نريد عتمان الزهيري

- حاضر

ثم وقف الناجي لينصرف.. فبهت الضابط من هذا التصرف المفاجئ .. وسأله قائلا:
- إلى اين ؟؟

- سأحضر لك عتمان الزهيري.. ألم تطلب ذلك مني من ثواني!!؟

- هل تعرف مكانه؟؟

- بالطبع اعرف مكانه !!.. ألم اقل لك انه صديقي ؟ ..

- إذاً.. اخبرنا عن مكانه ونحن الذين سنحضره

- مكانه .. في منزلهم طبعاً .. وأنا اعرف منزل أهله جيداً

احس الضابط أن الناجي يسخر منه .. فتغيرت ملامحه .. ولكن مالبث ان تمالك اعصابه وابتسم للناجي قائلا.

- لا .. عتمان ليس في منزلهم.. لقد هرب واختفى .. وقد تعبنا في البحث عنه أو عن أي معلومه توصلنا إليه .. فاستعنا باصدقاءه وانت واحد منهم.. لترشدونا إليه

- وماهي تهمة عتمان الزهيري ؟؟.. فانا اعلم انه انسان طيب دمث الخلق؟؟!!.

- هذا الطيب دمث الخلق .. قتل مع اثنين من رفاقه الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب

- لا اعتقد أن الزهيري يشارك في مثل هذه الاعمال

- لقد اعترف عليه رفاقه .. فبعد أن قتلوا المحجوب في القاهره أمام مبنى ماسبيرو .. استطعنا القبض على اثنين.. أما الثالث وهو عتمان .. فقد اختفي في منطقه عشوائية خلف ماسبيرو .. منطقة تـُسمّى (حي الشيخ علي).. ولم تفلح كل محاولات التمشيط للمنطقه في القبض عليه .. ونحن على ثقه انه قد هرب .. ولجأ لأحد اصدقاءه ليختفي عنده.. كما نحن على ثقه أن صديقه هذا هو انت ياناجي.

- رغم سعادتي باغتيال المحجوب .. لكن أأكد لك اني لا اعرف شئ عن مكان عتمان الزهيري ولم أره منذ شهور.

- إذا لم تعترف وترشدنا إلى مكانه سنعتبرك شريك في جريمة الاغتيال.. فالتستر على مجرم هارب جريمه كبيره.

- لقد قلت لك كل ماعندي .. صدق أو لا تصدق .. انا لاأعرف شئ عن هذا الموضوع.. ولاأعلم أين يمكن ان يكون الزهيري مختفياً.

ابتسم الضابط وهو يغمز بعينه لشريف وكأنه وجد الدليل الذي يدينه .. وقال
- نحن نعلم ميولك الوطنيه والمعارضه

- هل الوطنيه جريمه !!؟

- ليست جريمه.. ولكنك ألست القائل
أضحك على الريس وعالمرؤوس
واضحك على الشعب اللي وطى يبوس
واضحك على عضامك نخرها السوس
وعلى نسر وقف يدوس .. على راسى يدمغني
فأكمل له الناجي
ولو قلتوا تضحك ليه ؟ يا كلب يامنجوس
اعمللكم مهووس .. واعملكم ملحوس
واقول لقيتلي فانوس
فيه جنـّي كان محبوس .. طلع وزغزغني

يتبع...


كونان غير متواجد حالياً  
التوقيع
عازفالعـود
رد مع اقتباس