نجم روايتي وقاص في قسم قصص من وحي الأعضاء ? العضوٌ???
» 157623 | ? التسِجيلٌ
» Feb 2011 | ? مشَارَ?اتْي » 129 | ?
نُقآطِيْ
» | | الحلقة الثالثة
* * * * * * فطلب مقابلة الآنسة نادين , فتاة ذات أصول عربية تتمتع بالجمال العربي شعرها اسود طويل يصل الى أسفل ظهرها عيناها عسليتان , دائما تتحرك بهدوء كثيرا ... دخلت الآنسة نادين مكتب المحقق فرحب فورا بها و دعاها إلى الجلوس و طلب لها كأس من الليمون .. فأخذت الآنسة نادين رشفة من الليمون ثم قالت بلهجة أمريكية ركيكة : " هل لي اعرف سبب قدومي الى هنا ؟ " - " بالطبع يا آنستي " فقال لها بتردد : " أنتي عربية , أليس كذلك ؟ " - " بلى " - " من أين ؟؟ " - " من سوسة من تونس الخضراء " سكت قليلا ثم قال بتردد دون النظر إليها : " حسنا , أنا أأسف لإخبارك بأن السيد روبيرت باندريك قد قتل أمس ...." فجأة ارتفع الدم الى رأسها و احمر وجهها و نهضت على الفور و قالت و كأن تريد تكذيب الأمر : " من ... من الذي قــُتل ؟؟ " - " سيدتي من فضلك اجلسي " بدأت بالبكاء ثم قالت بلهجة غريبة : " من .. من الذي قتله ؟؟ " فلم تستطيع نادين ان تتمالك أعصابها , وفجأة سقطت فاقدة للوعي , فنهض المحقق دانيال مسرعا و صرخ إلى احد المعاونين لمساعدته . . . بعد مرور خمس دقائق تقريبا استيقظت نادين و هي في حالة إعياء شديدة , ظلت تهذي بكلام غير مفهوم للجميع حتى رأت أمامها المحقق دانيال فقال لها : " حمد لله على سلامتك " * * * * * * بدأ المحقق دانيال بتحقيق مع نادين بعدما تمالكت أعصابها و استعدت قواها .. - " ما هي طبيعة عملك مع السيد باندريك ؟؟ " أجابته ببطء : " أنا مترجمته لعملائه في الشرق الأوسط " فقال المحقق : " منذ متى و أنتي تعملين معه ؟ " مسحت دموعها بواسطة المناديل الورقية ثم قالت : " قرابة أربع سنوات " - " هل هناك من يدور حوله أصابع الاتهام في رأيك ؟؟ " فصرخت و قالت : " و هل هذا عملي يا سيادة المحقق ؟ " فقال بحـدة : " أنا اقصد أن هل هناك شخص ما ترتبكي في أمره ؟ " - " لا سيدي " - " حسنا , مدام سوزان قالت بأنك عندما انصرفتِ زاره رجل غريب الشكل - تستطيع سوزان ان توصفه لك - بعد الساعة الثالثة و النصف عصرا ...... " فأجابت بجفاء : " كيف لي ان اعرف هذا الرجل ؟ , انا مجرد مترجمة له " ظهر على وجه علامة اليأس و الحيرة فقال لها : " حسنا آنستي , أنتي تعرفي سارة , أليس كذلك ؟ " ظلت تفكر قليلا حتى قال لها : " سارة بنت أخيه براد " - " بلى , ما أمرها " - " متى آخر مرة رأيتيها في منزله ؟ " ظلت تفكر قليلا حتى قالت : " شهر أغسطس الماضي .. نعم منذ ثلاث اشهر تقريبا " - " هل كنتِ ترين كيف كان يعاملها ؟؟ " استغربت نادين لسؤاله ثم قالت : " لماذا أنت مصَر على إقحامي في شئون ليست من اختصاصي ؟ " فقال لها بتهديد : " يا آنستي , كل من على مقربة منه مدان و محض الشبهات حتى اعرف انه بريء و اذا لم يكن مدان فهو شاهد بالنسبة لي , لذلك تعاوني معي ... " - " سيدي , سارة تحب والدها جدا ... " - " مهلا والدها المتوفى أليس كذلك ؟ " فأجابت بعفوية : " لا , السيد روبيرت بمثابة والد سارة .... " بكت نادين مرة أخرى ثم قالت : " ليس لدي ما أقوله لك سوى أنها كانت تحب السيد روبيرت كثيرا , و كانوا يتبادلون الخطابات دوما " - " حسنا يمكنك ان تنصرفي " انتصبت نادين و همّت لمغادرة المكتب حتى استوقفها المحقق دانيال قائلا : " و لكن ... وجدنا خطاب مكتوبة بالآلة الكاتبة و عليه توقيعه بأنه أحُـيل كل أملاكه إلى فتاته الوحيدة سارة براد باندريك " قد تعمد المحقق ان يلقي تلك السكينة الجارحة في نهاية الحوار كي يعرف ما في نواياه هذه الآنسة و لكنها صدمته قائله : " يا سيدي سارة فتاة ذكية و مطيعة , أنها تستحق أكثر من ذلك " * * * * * * " سارة " دخل المعاون و هو يقول : " سيدي , في انتظارك آنسة تدعى سارة باندريك " عدل سترة بذلته ثم قال : " حسنا دعها تتفضل ... " دخلت فتاة شقراء , شعرها منسدل على كتفيها و تتحرك بكل خفة , فرحبت بالمحقق دانيال ثم جلست أمامه ثم سألته برقة : " مرحبا سيدي , ما الأمر الذي جعلك ان تستدعيني لأجله ؟ " - " حمد لله على سلامتك , ثم ... " قالها المحقق ثم سكت , فقالت له بترقب : " ثم ماذا ... ؟ " عدل نفسه بسرعة و قال : " اقصد يجب ان تستريحي قبل التحقيق معك ؟ " أصاب سارة الاستغراب و قالت: " التحقيق معي ؟؟؟ ماذا حدث حتى تستدعيني للتحقيق ؟؟ " نظر إليها بيأس و قال : " في مقتل السيد روبيرت باندريك .. " لم يكن من حسن حظه او حظها ان تسمع خبر مثل هذا , لم يسعها ان تلقي بنفسها من النافذة و لكن اكتفت بأنها صرخت صرخة شديدة و قالت : " أبي .... " و سقطت على الأرض ... حاول الجميع إيقاظها فظلت تهذي بلهجة غريب : " أبي , أبي , أبي " فحاول المحقق و بمساعدة الآنسة كليرا مساعدتها للجلوس على كرسيها مرة أخرى , فأخذ من أمامه كأس من الماء و قدمه لها : " تفضلي ماء " تناولت بيديها كأس الماء و هي ترتعش بشدة مما أوقع بعض قطرات الماء على ملابسها , فأخذت رشفة منه ثم قالت : " من فضلك اخبرني بأنك تمزح معي , أبي لم يمت , من فضلك سيدي " حاول ان يهدئها : " اهدئي من فضلك " سكتت فجأة ثم قالت : " من فضلك عليّ الذهاب إلى دورة المياة " أشار بيده ثم قال : " حسنا تفضلي من هنا ... " حاولت سارة النهوض و لكن كادت ان تسقط لولا مساعدة الآنسة كليرا لها .. * * * * * * - " هل أنتي على استعداد للإجابة على أسئلتي الآن ؟؟ " أخذت نفـَس من أنفها المحمِر ثم مسحت عيناها بمنديل ورقي ثم قالت وعيناها تنظر نحو الأمام : " بلى تفضل " اخذ المحقق دانيال يقلـّب في محتويات الورق التي أمامه ثم قال : " متى آخر مرة كنتي على اتصال بعمك ؟ " أجابت بعد ثوان : " أمس " صُدم المحقق ثم قال : " ماذا ؟؟ , متى ؟ " - " لا اعلم ... تقريبا الساعة الرابعة عصرا " نظر المحقق دانيال الى مساعدته الآنسة كليرا ثم نظر مجددا إلى الآنسة سارة و قال : " و بماذا أخبرك ؟ " قالت بهدوء : " قال بلهجة متوترة بأنه يحبني جدا , و انه يحـّضر لي مفاجأة سوف اعلمها بنفسي قريبا " سمع منها ثم قال بتردد : " حسنا , السيد روبيرت قد .... " سكت لثواني , فأخرج من درج مكتبه الخطاب الذي وجده في مسح الجريمة , أعطاها أيا و قال : " تفضلي " تناولته سارة بحذر شديد ثم قالت في نفس حالتها : " ما هذا ؟؟ " أشار المحقق بيده و قال : " تفضلي " فتحت سارة الخطاب و بدأت تقرأ ما سطـّر روبيرت حتى صرخت و قالت بلهجة تهديد : " لا أريد شيء , أريد اعرف من قتل أبي , من الذي قتله ؟؟؟ " فأجابها المحقق بتأني : " لا تقلقي يا آنستي , لن يفلت الجاني بفعلته ... " ثم أضاف بعدما هدأت : " هل هناك شخص معين - برأيك - قد يكون مشترك في مقتل عمك ؟؟ " ظلت تفكر سارة قليلا و قالت : " لا , أنا لا اعرف جميع أصدقاء أبي " - " حسنا , متى كانت زيارتكِ الأخيرة لبيت عمك ؟ " ظلت تفكر بحيرة : " لا أتذكر بالتحديد , تقريبا ثلاث اشهر " نظر الى المجلدات التي أمامه و استرق جملة ثم قال لها بهدوء : " أنتي على علاقة بصديقك فريد , أليس كذلك ؟ " - " بلى " حرك يديه و قال : " و هل سوف تتزوجا ؟؟ " بقت سارحة قليلا ثم قالت ببطء : " انه مميز , و أنا أحبه و نحن نقضي معظم أوقاتنا كننا زوجان , و هو أيضا يحبني و لكنه فقير " - " حسنا , لماذا لم تتزوجا بعد ؟؟ " فقالت بتلقائية : " لأنه فقير " ظهر على وجه المحقق علامة اليأس : " لا بأس , من فضلك يا آنسة لديك غرفة محجوزة في فور سيزون اوتيل تستطيع ان تقيمي هناك حتى نسمح لك بالعودة الى ديارك " - " أريد ان أرى أبي , من فضلك " فقال لها بتردد : " لا أظن أنها فكرة مناسبة لكِ " - " لماذا ؟ " - " انه الآن في المشرحة و .... " سرت في جسدها القشعريرة عندما سمعت لفظ المشرحة فصرخت و قالت : " ماذا ؟؟ " ثم أضافت بسرعة و بصراخ عالٍ : " ماذا تفعلون بأبي ؟ " فحاول أن يهدئها : " من فضلك سوف اسمح لك برؤيته قريبا قبل الدفن " بكت سارة بكاءً شديداً فحاولت الآنسة كليرا مرافقتها حتى خرجت من مكتب التحقيقات .. * * * * * * لقد أصاب محققنا الجنون , فلم يعد يدري من هو القاتل الحقيقي و ما مصلحة سارة بينهم , الجميع يتصنع الحزن الشديد على الفقيد و الجميع يتمنى ان يكون حيّاً الآن ... لم يعد المحقق دانيال قادر على الاحتمال و هو يرى غريمه أمامه يتحكم في أعصابه و لم يعد النائب العام يطيق صبرا على استغلال الوقت دون فائدة ... لذلك قرر المحقق زيارة مسرح الجريمة مرة أخرى و يحاول دراسة ظاهرة القتل او الانتحار ..
يتبع , . . . . |