عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-08, 08:25 PM   #2

Jamila Omar

نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة

 
الصورة الرمزية Jamila Omar

? العضوٌ??? » 4574
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,576
?  نُقآطِيْ » Jamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond repute
افتراضي

1-ما العمل؟


عادت سابينا بيرنت إلي غرفة ملابسها مرهقة ... فتحت الراديو فانبعث منه موسيقى هادئة أراحت أعصابها , أثناء تبديلها ملابس التمثيل بملابسها الخاصة المؤلفة من جينز وقميص برتقالي حريري .
سابينا فتاة طويلة ممشوقة القوام , مسترسل شعرها .
مشطته حتى أحست به يتموج نحاسيا فوق كتفيها بحريرية طبيعية.
دخل إلي الغرفة طوني كريغ بعد دقة خفيفة على الباب :
لقد كنت رائعة اليوم !
قبلها على خدها , فبادلته القبلة وهي سعيدة برؤيته . طوني يلعب دور شقيق زوجها في المسلسل التي تمثله للتلفزيون وهما يلتقيان كل يوم خارج أوقات العمل منذ أربعة أشهر . إنه طويل , أشقر, له جسد رشيق كجسد لاعب كرة سابق ...وكان محط أنظار النساء ومثالهن .
ابتسمت سابينا له وذراعيها حول عنقه .
ما رأيك بالذهاب إلي منزل الشاطئ الليلة ؟
جيد ما رأيك بالشواء عشاء على الشاطئ ؟
رائع .
استدارت تلقطت حقيبتها ... لكن يدها تسمرت عند سماعها المذيع في الراديو يقول :
" ... وعرف أن كيم برنت وزوجها تشالز كيندل كانا في الطائرة التي تحطمت الليلة الماضية وهي في طريقها من باريس إلي لوس أنجلس ... وهناك تأكيدات أن ما من احد نجا من هذه الحادثة التي يعتقد أنها ناجمة عن عطل في المحركات "
بالنسبة لسابينا ...العالم توقف...كيم وتشالز ...! لا يمكن ... لا بد أن هناك غلطة ... سابينا هي من أصرت على أن تلد شقيقتها الطفل في أميركا ...فكيم في شهرها السابع الآن يا إلهي ... الطفل كذالك ... لا ...! لم تدرك أنها تلفظت بآخر كلماتها بصوت مرتفع إلي أن تقدم طوني ليمسكها :
تماسكي يا حبيبتي
أجلسها في أحد المقاعد الوثيرة في الغرفة .
طونى ..هل سمعت ..هل قال المذيع ..
فرد عليها بأسي وكل اهتمامه منصب علي وجهها الذي شحب حتي الابيضاض .
اجل ...لقد سمعت سابينا .
ياإلهي !...كيم..!
شهقت بقوة فصدمتها الشديدة وقعت علي نفسها وقعاً كبيراً جعلها تعجز عن البكاء فقد خدر الرعب إحساسها ..شقيقتها ..!هل هذا ممكن !..لماذا تخدع نفسها هل هناك أي نجاة من كوارث كهذه في الماضي ؟...والدتها..يجب أن تخبرها .!
طمأنها طوني بعد أن تلفظت ثانية دون وعي بما تفكر فيه:
سنتصل بهما بعد قليل ...
وركع أمامها يواسيها في المصاب.
كيم ...شقيقتها التي تكبرها بعامين ذات الشعر الأشقر النحاسي الشبيه بشعرها والطبع الناري المماثل ..لا يمكن أن تموت !تحطم الطائرات لا يحدث سوي في الأفلام ...لأناس آخرين ..وعائلات أخري ...لا لزوجين شابين سعيدين مرحين مثل كيم وتشارلز ..أ, لطفل لم يولد بعد!
كانت كيم أيضاَ ممثلة ناجحة مثلها حتي عامين مضيا عندما تزوجت من تشارلز كيندل ...رجل الأعمال البريطاني الذي وقع في حبها عندما التقيا في باريس ...الزواج كان بعيداً عن الرسميات ...يا إلهي !يا للسماء ها قد بدأت تتحدث في صيغة الماضي ..متقبلة واقع موتهما ..
آل كيندل من الطبقة الارستقراطية في بريطانيا ..وهذا أمر جهدت حماتها أن تفهمها إياه ويمكن لسابينا أن تتصور ردة فعل كيم علي هذا وقد استشفت من خلال مكالمتها لها أنها بعيدة عن السعادة تتوق إلي عملها وحريتها التي طالما تمتعت بها في أمريكا فقد وضع آل كيندل قيوداً علي تصرفاتها وحياتها الاجتماعية وبدا ان تشارلز سعيد بما فرض علي زوجته من قيود
حققت غايتها بعد أن وجدت صعوبة في إقناع ليزا كيندل لكن تشارلز أخيراً وافق علي السفر فاستقلا الطائرة نحو حتفهما .
شهقت سابينا فجأة :
يجب أن اتصل بأهلي ... فلو علموا بالطريقة التي علمت بها ل...
ربما سمعا الخبر الآن .
إذا يجب أن أصل إلي المنزل حالاً...
سأوصلك...
إلي منزل أهلي ..سحتاجان إلي.
مع ذالك سأوصلك .
لكن لديك تصوير هذا المساء .جول تذمر منذ قليل لأننا تأخرنا على موعد التنفيذ .
رغم كارثتها كانت تفكر منطقيا . فهز طوني كتفيه.
وماذا في هذا ؟ ....يمكن أن ننهي التصوير أواسط أيلول بدلاً من بداية آب . فشبكة التلفزيون لن تعترض ...ليس وهي تدفع هذا الأجر لنا ...أنا أعرف تماماً أننا لنا شهرة واسعة في هذا المسلسل في العالم كله ...يا للجحيم ...لماذا أتحدث هكذا ؟...سأذهب وأخبر جول أننا ذاهبان .
وقفت سابينا في صمت تنتظره .طوني مخطئ لو ظن أنها لا تهتم برأي الجمهور بها وبالمسلسل ...منذ شهرين اتصلت كيم بها وهي تبكي وتتذمر من فسق وقذارة حماتها ...إذ يبدو أن شقيقة ليزا قد اغتبطت جداً لأن شقيقة زوجة ابن شقيقتها تظهر في دور لئيم متهتك وأخذت تستغل الفرص لتعلق علي المسلسل ودور شقيقة كيم فيه ...في العادة كيم لا تحركها مثل هذه التعليقات لكن الحمل أثر علي أعصابها ..
وصل جول هو نفسه إلي الغرفة ترتسم علي وجهه المرح عادة ملامح الحزن فأمسك بذراعي سابينا وتمتم :
ياإلهي سابينا ...لقد أخبرني طوني للتو ,لقد كان خبراً أشبه بالجحيم .
لم تستجب لأسفه لأنها ما زالت ملبدة الحس لمنه تابع بصوت منخفض :
كنت متعلقاً جداً بكيم ...عملنا معاً عدو سنوات قبل أن تتزوج ذلك المتأنق ..سنفتقدها جميعاً .
ابتلعت سابينا ريقها بصعوبة ..فقد بدأ الغثيان يتصاعد من داخلها وتلاشى الخدر من أعصابها عند سماعها كلام جول الذي تحدث عن شقيقتها وكأنها لم تعد موجودة ...تمتمت:
أرجوك أن تعذرني ...
تركته راكضة إلي غرفة الاغتسال تجتاحها موجات الغثيان بعد أن صدمتها حقيقة الموقف المرعبة .
لحق جول بها ليساعدها علي غسل وجهها بالماء البارد :
لا بأس عليك ...هل أنت أحسن الآن ؟
أجل .......
يجب أن تتماسك ...لأجل والديها ...والدها المحامي القوي ...امها ربة البيت الممتازة ...سينهاران أمام الصدمة
قالت لطوني وهما في السيارة :
يجب أن أحضر بعض الأشياء من شقتي .
بالتأكيد .
وعادت إلي صمت أفكارها .
كل ما يمر بها الآن هو حلم ...حلم رهيب ...لا يمكنها أن تصدقه حتي يقول لها أحد ما ...إنه صحيح ...أحد ما يعرف الحقيقة ..حقاً ..فربما يكون الخبر مخطئاً ويما كيم وتشارلز لم يصعدا إلي الطائرة ...ربما شئ ما منعهما عن ركوبها ....ربما...
كانت تمر هذه الأفكار في خاطرها وهي تحضر حقيبة خفيفة لقضاء أيام مع والديها إلا أن رنين الهاتف قطعها عليها فأسرعت تجيب خافقة القلب وسمعت صوت امها القوي الثابت المشبع بتصميم شديد لم يكن من طبعها عادة بل من طبع والدها القوي سألته بخشونة :
هل سمعت الخبر سابينا ؟
أجل سمعت لتوي من التلفزيون مرة أخري
قتنهدت الأم :
أتساءل ما إذا كانوا يعرفون مدي وحشية إذاعة خبر مهذا لقد اتصل بنا باتريك كيندل منذ بعض الوقت ووفر علينا سماع الخبر بتلك الطريقة القاسية باتريك كيندل ...الرجل الطويل الأسود الشعر والمتحفظ الارستقراطي التقاسيم الثاقب العينين ،الرياضي والنحيل الجسد ..برز فجأة أمام عيني سابينا إنه شقيق تشارلز البالغ من ا لعمر الخامسة والثلاثين عاماً الذي يدير أعمال عائلته كالدولاب السريع لم يكن متزوجاً لأن لا وقت لديه للأمور الإنسانية ,التقته سابينا مرة واحدة يوم زواج سقيقة وشقيقتها منذ سنتين ...ولم يعجبها هو ولا عجرفته وتكبره .
قطعت أمها حبل أفكارها :
كنت سأتصل بك في الأستديو لكنني كنت مشغولة بانهيار أبيك فهو من أجاب علي اتصال السيد كيندل وقتذاك بدا علي ما برام ...ثم ...أصابته نوبة قلبية !
هذا أسوأ من الكابوس ..العالم كله غدا مجنوناً ...
هل ....هو ..
في المستشفي ...لكن حالته مستقرة الأطباء واثقون أنه سيكون بخير..
أنا قادمة إليك..
لا سابينا !لقد قلت لباتريك أننا قادمان إليك ..
هذا قبل انهيار والدك طبعاً قال إنه سيتصل ثانية عندما يسمع المزيد عم كيم وتشارلز .
ولكنني أفضل الذهاب إليكم ...أما السيد كيندل فسيعرف أنني عندكم عندما لا يتلقي رداً من شقتي .
ولكنني لسن في المنزل سابينا ,,,ٍسأبقيي في المستشفي مع والدك .
أواثقة أن لا خطر عليه.؟
اكد الأطباء لي هذا ولكنني سألازمه ..أرجوك ابقي في شقتك بانتظار اتصال السيد كيندل أكره ان تفوتنا مخابرته .
امها علي حق ...لكنها أحست برغبة في رؤية والدها .لكن لو اتصل باتريك كيندل وهي غير موجودة ...؟
بعد أن وضعت سماعة الهاتف ..لم تيستطع التحرك فقد أحسن أ، والدتها متفائلة بعض الشئ ..كيم وزوجها والطفل الذي لم يرالنور ماتوا ومهما قللت من أهمية النوبة القلبية فوالدها مريض حقا...
أظن أنني سمعت رنين الهاتف ..
شهقت ببؤس وهي تلتفت لترمي نفسها بين ذراعي طونى .
فراحت تقص عليه الخبر شاهقة وكأن سداً ضخماً سينفجر فيها ثم لما وجدت الراحة علي كتفه أعادها إلي الصالون ضاماً جسدها إلي صدره فالتصقت به أكثر ودموعها تبلل قميصه :
لا أصدق أنها ماتت ...لذا لا أستغرب صدمة والدي تلك.
أعلم حبيبتي ..أعلم.
مسحت عينيها بقميصه :
أنت لم تعرفها طوني ...أليس كذلك؟
رأيت أفلامها ...كانت جميلة ...تشبهك جداً.
الجميع أحبها طوني ....كانت مرحة مفعمة بالحياة ...!
تكسر صوتها عند الكلمة الأخيرة ...أحبها الجميع إلا عائلة كيندل ...كان لكيم وتشارلز جناح صغير في منزل العائلة ..في حين كانت أرملة ليزا كيندل وابنها الأعزب يحتلان جناحاً أخر بينما ابنتها المتزوجة روزي تسكن علي بعد عدة كيلومترات مع زوجها وابنتيها ...ليزا و روزي كيندل أظهرتا منذ البداية عدم موافقتهما علي زواج تشارلز من ممثلة أميركية أما باتريك العظيم فقد أظهر قلة اكتراثه أما تشارلز فلم يكن مثل بقية عائلته ...لكنه كان قد قاوم محاولات كيم كلها لاقناعه باسفر إلي أميركا والعيش هناك متذرعاً باضطراره إلي البقاء للعمل في مؤسسة العائلة كذلك أصر علي عدم السكن بعيداً عن منزل العائلة الكبير .
استجمعت سابينا رباطة جأشها بصعوبة ...فهي ليست ممن يسمح للعذاب العاطفي بأن يوصلها إلي الحد الهستيري ...التفتت إلي طوني قائلة بهدوء وحزم :
يجب أن تعود الآن طوني ...سأكون علي ما يرام ثم أن عليك تصوير البرنامج .
لكن جول طلب مني ملازمتك .
لكنني لست بحاجة لمن يلازمني !
كانت في أعماقها شاكرة اهتمام طوني اللطيف بها ...لكن ما من حديث قد يساعدها علي تخطي الساعات القليلة القادمة بانتظار مخابرة باتريك كيندل لذا رددت الكلام ذاته وهو يحاول الاحتجاج:
حقاً طوني ..أِنشد بعد الوقت أقضيه وحدي لأتقبل ...تقضيه وحدك ؟حسناً ...إذا احتجتني في أي وقت ليلاً أ, نهاراً ,,,اتصلي بي ...هه؟
هز رأسه متفهماً ...فهو نفسه قد خسر زوجته الشابة في حادث سيارة منذ أربع سنوات ولم يكن قد مضي علي زواجهما سنة ...
قدرت له عدم بحثه الأمر معهما فظفرت عيناها بالدموع :
شكراً لك يداي مغلولتان حتي أتلقي مخابرة باتريك كيندل لا أستطيع السفر إلي انكلترا حيث سقطت الطائرة ولا أستطيع الذهاب لرؤية أبي .
انحني طوني يلثم خدها بخفة :
أنا واثق أن المخابرة لن نتأخر .
لكن الأمسية مرت ...ثم ساعات الليل وباتريك كيندل لم يتصل ...كانت خلالها سابينا تذرع الغرفة بعصبية ولما يئست أخيراً اتصلت تريد تقصي بعض امعلومات ...
بعد الجدال قلا:
السيد كيندل ليس في المنزل .
ليس في المنزل ؟
لا يا آنسة ...لقد غادر منذ عدة ساعات .
إلي أين ؟
لست أدري آنسة بيرنت ...فهو لا يخبرني عن تحركاته .
فصاحت بها :
كان عليه في مثل هذه الظروف أن يخبرك !
وصفقت السماعة مكانها ...تباً لهذا الرجل!أين اختفي دون أحداً عن مكان وجوده ؟ لكنه وعد أن يتصل ...امتنعت عن لذهاب إلي المستشفي للاطمئنان عن أبيها لئلا تفوتها المخابرة ...إنها تعتمد علي ما يملكه من سلطة لتعرف ما حدث ....كانت قد اتصلت بشركة الطيران حيث تلقت منها معلومات تفيد أنهم لا يستطيعون
اعطائها معلومات أكيدة لأنهم لا يعرفون ما يجري حالياً .
بعد اتصالها بالمستشفي للاطمئنان علي أبيها وامها اتصلت بالمطار وحجزت مقعداً إلي لندن في الصباح ..فلا فائدة من جلوسها هنا تنتظر .
غي الصباح وضبت حقيبة صغيرة لها ثم تناولت فطورها واتصلت سيارة أجرة ..عندما رن جرس الباب ظنت أنه السائق لمنها فوجئت بسيل من الأسئلة ووميض آلات التصوير :
كيف تشعرين حيال موت شقيقتك سابينا ؟
هل ستجري الجنازة هنا أم في انكلترا ؟
هل ستدفن كيم وزوجها معاً ؟
أجفلها البحر الهائج من الوجوه خارج باب شقتها فالكاميرات والميكروفونات كانت تندفع في وجهها وكان بعضها للتلفزيون .
ابتلعت سابينا ريقها بصعوبة ...غير قادرة علي استيعاب مثل هذا التكالب علي معرفة خصوصيات حزنها أي نوع من البشر هؤلاء ليسألوها مثل هذه الأسئلة؟
هذا يكفي !
صوت متسلط تعالي فوق صياح الجميع أذهل أعضاء فريق الأعلام فصمت الجميع .
--------------------------------------------------------------------------------

كان الرجل يشق بين الحشد ليقف قرب سابينا وقد تراجع الجميع دون أن يدفعهم أن يفرق حشدهم وكأن له قوة تفوق قوتهم
إنه باتريك كيندل ...دون ريب ...نعم هي التقته مرة لكن ذكراه مازالت راسخة في ذهنها لسبب تجهله ربما لأنها لم تقابل رجلاً مثله من قبل .
أمسك بذراعها بشدة وجذبها إلي الداخل :
فلنتجه إلي الداخل .
سابينا كانت سعيدة بإذعانها له ...لمنها أخذت تسأل نفسها لناذا أجبر علي المجئ إلي منزلها بدل الاتصال هاتفياً الإ اذا كان قد شعر بتأنيب الضمير بعد انهيار أبيها لكنها تشتطيع الآن أن تخبره أن وقت الانهيار بالنسبة لها قد مر...فقد أمضت تلك الساعات تفكر بهدوء أثناء انتظار مكالمته.
تعالت همهمات المراسلين "من هذا بحق الجحيم " "من أين أتي "وقال مراسلة التلفزيون الأنيقة :رجل له متفان كهاتين وجسد كهذا لا يهمني من أين أتي بل ما يهمني أنه هنا ...
دفعت المايكروفون إليه تسأل :
سيدي هل أنت صديق الآنسة برنت ؟
وتمتم صحفي :
كنت أظنها صديقة طوني كريغ ..
اشتدت قبضة باتريك كيندل علي ذراع سابينا ومد يده الأخري ليدفع بالمايكروفون القريب من وجهه مقطباً تقطيبة
أظن أن الآنسة بيرنت قد تلقت ما يكفي اليوم من حشر أنوفكم في خصوصياتها ...لو سمحت سيدتي ...سيدي ...
وهز رأسه محيياُ يصرف الجميع فصاح أحدهم :
هاي ..الرجل الانكليزي ...
فنظر إليه باتريك كيندل ساخرا :
حاسة الإستدلال عندك رائعة .
تابع دفع سابينا إلي داخل الشقة مقفلا الباب في وجه المتسائلين متمتما :
إنهم كالصقور المتوحشة !
ثم ضاقت عيناه عندما شاهد حقائبها قرب الكرسي ..
هل أنت ذاهبة إلي مكان ما ؟
أنا ....لقد .... يئست من مكالمتك فحجزت على أول طائرة إلي لندن وذالك بعد ساعتين !
فهز رأسه معترفا بالواقع :
هل صحيح أن والدك انهار ؟
سرعان ما زال نفورها منه فأمها قالت لها إن الدها انهار بعد مكالمة باتريك كيندل ...فكيف عرف ؟
صحيح ... ليس هناك خطر لكن نوبته كانت قوية ... أترى كان يحب الصبيان ... لم يرزق بهم ...كان يأمل أن ... آسفة ...ربما لا تحب سماع هذا كله .
لم أكن أعلم أنه انهار ...لا بد أنها كانت صدمة شديدة الوطء .
هذا ما أكد شكوكها ومع ذالك بدا وكأنه لا علاقة له بالأمر فابتلعت ريقها بصعوبة تسأله :
ذكروا في نشرة الأخبار أنه لم ينجو أحد ؟
-أخطأوا
فقفز الأمل إلي قلبها :
- صحيح ؟
- أجل ...هذا ما يظهر ... اجلسي من فضلك .
- لكنني .. على ما يرام كما ...أنا...
- قلت لك اجلسي سابينا يبدو أن هناك ستة ناجين إصابتهم خطيرة ...لكنهم أحياء .
- وكيم ..؟
- لم تكن هي أ, اتشارلز منهم .
حتى الآن لم يظهر على هذا الرجل أية مشاعر ؟ فاختنقت أنفاسها بعد أن وعت كلماته .
- لقد ....ماتا ؟
- أجل ..
فصاحت :
- يا إلهي !..
لم تكن تعرف مدى الأمل الذي كان في قلبها ومدى شوقها إلي أن تكون الأخبار كاذبة وها هي أخيرا يتلاشى أملها إذ لا تشك أبدا في أن باتريك يعرف ما يقول :
قاطع بكائها بصوت خفيض مضطرب :
لكن ابنهما حي ... وبصحة جيدة .
رفعت سبينا وجهها المبتل دموعا وابتلعت ريقها :
- ....ابنهما ؟
فهز رأسه :
- كيم كانت من الناجين وقد بقيت على قيد الحياة ساعتين بعد تحطم الطائرة كانت مصابة بشكل رهيب ولكنها استطاعت وضع طفلها ...الذي أسمته ... فيليب .
صرخت وهي تضحك وتبكي :
-إنه اسم أبي !
-أجل ...وأنا واثق أنه سيفخر بحفيده .
مسحت سابينا دموعها بظاهر يدها :
- هل رأيته ؟
- فترة قصيرة .
عادت الآن لتتمالك نفسها وهي لا تكاد تصدق ما قاله لها ..كيم رزقت صبيا ...صبيا حيا !
- كيف هو ؟ أيشبه كيم أم اتشارلز ؟ هل ...
- إنه يشبه كل الأطفال الذين يولدون حديثا .. وهو صغير أحمر يصرخ كثيرا .. ويشبه كيم بشكل لا يصدق !
ظهر لها عند هذا أنه ليس صلبا لا يتحرك كما ظنت .
- أريد رأيته .
- ليس لدي شك في هذا . ولكن ثمة شيء آخر عليك معرفته قبل أن نتحرك ... لقد احتاطت كيم لمستقبل ولدها ... فجعلتنا أنا وأنت حاضني فيليب الشرعيين ... معا ...


Jamila Omar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس