عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-08, 09:00 PM   #5

Jamila Omar

نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة

 
الصورة الرمزية Jamila Omar

? العضوٌ??? » 4574
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,576
?  نُقآطِيْ » Jamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond repute
افتراضي

3- زواج ؟ مستحيل !

أحست سابينا برضة في ذراعها من الطريقة التي دفعها فيها باتريك إلي داخل المنزل ليقفل الباب في وجه المراسل اللجوج الذي ما زال يطلق أسئلته .
لم تصدق سابينا قط صدمتها هذه فمن أين يأتي الناس بمثل هذه الأفكار ؟ هي
وباتريك لا يكادان بعرفان بعضهما بعضا وما يعرفانه لا يعجبهما .
كان باتريك شديد العبوس عندما خرجت أمه من غرفة الجلوس :
هل استدعيت الشرطة أمي ؟
شرطة أتعني الصحافة ؟
بالطبع لا . أعني .....
فقاطعته وعيناها الباردتان تنفثان السم الحاقد على سابينا :
- باتريك .... لم يكن يحق لك اصطحاب هذا المراة لتأتي بحفيدي ....!
- فقطب :
- أتعنين أنك انت من استدعيت الصحافة ؟
- فصاحت العجوز بحدة :
- لا ... بالطبع لا .
- وتقدمت نحو سابينا مادة ذراعيها وقالت آمرة بلؤم :
- أعطني إياه .
- اشتدت ذراعا سابينا حول الجسد الصغير المدثر بالأغطية إذ لم تعجبها النظرة الهستيرية المطلة من عيني ليزا كيندل .
- أخطأت عندما اعتقدت المرأة خالية من العاطفة والمشاعر تجاه ابنها وزوجته لأنها بدأت تتصدع ببطء ولم تعد مشاعرها متماسكة .
- نظرت سابينا متوسلة إلي باتريك وأحست بالراحة عندما تحرك ليسيطر على الموقف :
- حان وقت تناولك الدواء أمي .
- ردت الأم عليه بغطرسة دافعة يده عن ذراعها :
- لا أريد الدواء ...إنه يجعلني أنام . ولو لم أنم هذا الصباح لخرجت معك لإحضار فيليب .... فلا حق لها فيه !
- أمي ...
- إنها امرأة فاسقة باتريك ... كشقيقتها تماما ... لن أسمح لها أبدا بالتدخل في حياة حفيدي !
- بدأ صوت ليزا كيندل في الارتفاع بحدة وهي تردف :
- يجب أن تعرف أن ما من أحد من عائلتها قادر على تربية ولد تربية شريفة !
- لمعت عيناها بحقد ....فشحب وجه سابينا :
- سيدة كيندل ....
- اندفت المرأة المتعجرفة نحو فيليب بسرعة صائحة :
- أعطني إياه !
- فارتدت سابينا إلي الوراء ...وقد رأت أن لا مفر من هذه المرأة المجنونة !
- بدأت ليزا بشد ذراع سابينا فاستيقظ الطفل وأطلق صرخة جوع ترجف القلب.
- أعطني اياه !
- التفتت إلي ابنها تنظر إليه نظرة انتصار :
- أرأيت ؟ فيليب لا يحبها ... إنه خائف منها ... باتريك إنني أمنع هذه المرأة من الإقتراب من حفيدي .
- سيطر عليها باتريك
-

المرأة المجنونة !
أمي ...
بدأت ليزا بشد ذراع سابينا ، فاستيقظ الطفل وأطلق صرخة جوع ترجف القلب .
أعطنى إياه !
التفتت إلي ابنها تنظر إليه بنظرة انتصار :
أرأيت ؟ فيليب لا يحبها ..إنه خائف منها ..باتريك إننى أمنع هذه المرأة من الاقتراب من حفيدي
سيطر عليها باتريك ثم راح بحزم يوجهها خارج الغرفة دون أن ينظر الي سابينا المصدومة الشاحبة :
فلنذهب إلي غرفتك أمي .
ماذا تعني ليزا كيندل بدعوة كيم بالمرأة الفاسقة ؟ كيف تجرؤ علي اهانتها والتلميح إلي أنها مثلها ! قد تكون المرأة علي وشك الانهيار ولكن اهانتها لكيم لا تغتفر !
هلي لي أن أطعم الطفل أنسة بيرنت؟
التفتت سابينا لدي سماعها الكلمات الرقيقة فاتسعت عيناها وهى ترى ممرضة ترتدي ردائها الرسمى الأبيض الخالي من العيوب كانت امرأة متوسطة العمر علي وجهها ابتسامة دافئة تمد ذراعيها لاستلام فيليب .
أضافت الممرضة والطفل يبكى :
أعتقد انه جائع أنسة بيرنت .
تصارع الغضب والتعقل فانتصر الأخير ..فيليب جائع جدا كما يدل وصوته ولا تدرى ماذا أفعل باتريك بزجاجة الحليب التي أحضرها معه فلم يكن لديها أي خيار سوى أن تسلم إلي المرأة التي تظهر المقدرة عليها :
سألتها بعفوية والمرأة تضم فيليب بين ذاعيها :
هل تعاقد معك السيد كيندل ؟
طبها ...ولقد حضرت غرفة الطفل أثناء غيابك ...ولو سمحت لي الأن .
هزت سابينا رأسها باقتضاب ...فقد بدا أن رئنا فيليب ستنفجران اذا لم يطعمه أحد في الحال !لكن أن يستخدم باتريك ممرضة دون استشارتها أمر لا يغتفر ...خاصة وانها أبدت رأيها بمثل هذه الفكرة .
مضت عشر دقائق ولم يعد منغرفة أمه ...فتهدت سابينا بغضب وصعدت إلي غرفتها لتستحم وتغير ملابسها للغداء فما يجب أن تقوله له لا يؤجل أبدا فكيم دون ريب عولمت كالمنبوذة في هذه العائلة ..وكلمات ليزا تظهر أكثر من هذا ولكن سابينا بيرنت لا تحب أحدا من أفراد هذه العائلة ...ولن تسمح لأي منهم بالتطاول عليها .
تناولت الغداء وحدها .ثم سألت بشكل عرضى الخادم عن مكان وجود باتريك فأخبرها أنه في مكتبته وهذا كل ما تود معرفته !
بعد طرقة ثابتة علي الباب باتريك يطلب منها الدخول فدخلت ووقفت بعدائية امام طاولة المكتبة رافضة عرضه بالجلوس فهي لا تريد ان تشعر بالحرج وهي تجلس أمامه كأنها تلمذة مذنبة !
لقد تعاقدت مع مربية ...
فصحح لها بهدوء :
ممرضة أفيليب معها الأن ؟
لقد أطعمته وهو في مهده نائما الان تفقدته قبل الغداء
أعلم ان السيدة بريد كفؤة قديرة
اعتقد انني قلت لك إنني لا أريد له مربية ..
السيدة بريد ممرضة
مربية ،ممرضة سواء !
ضاقت عيناه الرماديتين وكأنه يستعد لمعركة
فيليب ولد قبل أوانه وفي ظروف غير طبيعية ...والأطباء لم يوافقوا علي أن نأخذه ايوم الا بعد ان وافقت علي استخدام ممرضة محترفة تراقب صحته بضعة أسابيع .
أوه
حقا
فاجتاح الاحمرار وجنتها :
كان يمكنك قول هذا لى ...! انت لم تفه بكلمة لعينة واحدة أثناء الطريق من المستشفى إلي البيت.
كان هناك أشياء أخرى تشغل فكرى ..
هستيرية أمك علي ما أرجو !
فلندع امي خارج الموضوع
فصاحت به متورتة :
لن أفعل ! لقد تفوهت باهانات تحتاج لشرح
وضع باتريك القلم من يده ووقف ...ثم قال بحدة وعيناه تضيقان غضباً :
لماذا تصرين علي مواضيع من الأفضل ان تترك في الوقت الحاضر ؟
ولماذا تصر علي تجنب هذه المواضيع ؟ فأنت حتي الان ترفض التباحث بشأن مستقبل فيليب وها انت تضيف إليه رفضك ذكر سبب كراهية أمك لكيم .
ألم تفكرى قط أن هذه الخسارة المزدوجة أثرت في أكثر مما أثرت فيكما أنت وأمى . ألم تفكرى قط أنني أحزن أيضاً
ربما لا أظهر مشاعري كما تفعلين انت ولكن هذا لا يعنى أنني أفقدها تشارلز كان أخي الأصغر وكيم كانت فرداً من أفراد هذه العائلة مدة سنتين ربما لم أظهر أمام أحد مشاعرى قبل الآن ..لكنك وأمى تظهران ما يكفى من هستيريا لنا جميعا ً!
ابتلعت ريقها بصعوبة تحس بوقع التأنيب كما هو تماماً فإن لم يظهر مشارعره فهذا لا يعنى أنه متحجر القلب دون مشاعره فقالت :
انا آسفة ....سنؤجل هذا البحث في الوثت الحاضر إذن .
فالتوي فمه مزاحاً :
نؤجله فقط؟
كلمات أمك ضد كيم مهينة جداً
إنها علي وشك الانهيار وهذا ما لاحظته طبعاً؟
لكننا عادة لا نظهر حقيقة ما نحس به إلا في دروة الانفعال
صدقينى ...أمى دائماً تقول ما تحس .
مثلك .
ومثلك.
أراح المرح العفوى أساريرها .فقالت ساخرة :
إذن نحن مجموعة من الصادقي الانفعالات ؟
نعم هذا ما أراه ...والآن أتسمحين لى بأن أتم عملي ؟
فمصانع كيندل لم تتوقف بعد وعلي إدارتها .
بقي مشغولا ثلاثة أيام فما كادت تراه إلا قليلاً لكنها لم تشاهد ليزا كيندل كذلك فقد ولدها بالاقامة عند ابنتها لفترة فأمضت بذلك سابينا أوقاتها كلها مع فيليب وسرعان ما تلاشى توترها معه فتمكنت من إرضاعه وإلباسه وتغيير حفاضاته كما ان الطفل بدأ يتعرف إليها فغالبا ما كان يتوقف عن البكاء عندما تحمله وتهدهده بعد أن تعجز السيدة بريد
في الليلة الثالثة تسمرت سابينا في مكانها عندما شاهدت باتريك في غرفة الطفل يجلس في الكرسي الهزاز يطعم فيليب الحليب ....فهى لم تعرف انه قام بمثل هذا العمل من قبل .
رفع بصره إليها وكأنه أحس بنظراتها المحدقة فيه فابتسم عندما رأي دهشتها ...فردت الابتسام متقدمة نحوه :
انت رائع هكذا .
هذا ما كنت أظنه إلي أن حاولت ان اجشه فتقيأ علي ظهرى
كبحت سابينا ضحكتها بصعوبة :
حدث ذلك في البداية لكنني الآن أضع منشفة صغيرة علي كتفي .
سأفعل هذا في المستقبل .
وضع الزجاجة من يده بعد فراغها
انتظر ...دعنى أضع هذه
سارعت إلي وضع منشفة علي كتفه فقال ساخراً :
أليس الوقت متأخراً علي هذا ؟
التأخر أفضل من لا شىء
مسحت فم فيليب بعد تفيثه قليلا ثم قالت برضى :
انظر ...يكاد ينام .
وقف باتريك ليضع الطفل الناعس في مهده
أرسلت السيدة بريد للعشاء ففكرت في أن أختبر سبب اشراقتك خلال الأيام الأخيرة
لم تكن كلها كذلك فقد تقيأ عدة مرات علي ظهرى
مسح بقايا الحليب عن كتفه :
ياالهي ...رائحة القميص مقرفة !
وكذلك رائحتك سأغسل لك هذا القميص أثناء اغتسالك
وانا الذي ظننت ان رائحة الأطفال دائما عطرة
فضحكت بصوت منخفض :
مسكين باتريك
همم ....هلي حرمتك من متعتك الليلية ؟ ذكرت السيدة بريد انك تطعمين فيليب وتعتنين به الآن
اتمتع بهذا كثيرا
هز رأسه وخرج إلي الممر فتبعته حتي لا تزعح محادثتها الصغير النائم قال لها بهدوء:
ستجرى الجنازة في الغد ظهرا سابينا ..
شحب وجهها إنها تعرف أن جثث ضحايا الكارثة قد سلمت إلي الأهلين للدفن لكن الجنازة لم تذكرأمامها من قبل ..

أردف بصوت خال من المشاعر تكرهه :
لقد تحدثت مع اهلك ....والدك مازال في حالة لا تسمح له بالسفر ووالدتك لا تريد تركه في مثل هذه الظروف .
أحست بتقاربهما الذي كان خلال وجودهما مع فيليب يتلاشى ليحل محله الامتعاض :
كان يجب أن تتركنى أخبرهما.
لم يكن ضروريا...
إنهما أهلي ....تباً !
لماذا تلجأين إلي اشتم دائماً عندما تفقدين أعصابك؟
ولماذا تفقدنى أعصابي؟
فرد عليها متجهماً:
ليس لدى فكرة.
فحملقت به بعينين تلمعان باخضرارعميق:
لكنني أعلم !فعليك ان تكون أقل تعجرفا فأنت أكبر متسلط رأيته في حياتى وهذا ما دفعنى إليه سوء طالعى فليس من حقك مكالمة أهلى عن الجنازة ...لأن ذلك من واجبي انا!
لم أشأ أن أزيدك ألماً ...
أنت تعنى أنك كنت مشغولا بتنظيم كل شىء فلم تفكر في مشاعر أى انسان أخر إلاك ...لقد تمكنت من تنظيم حياتى منذ تركت بيت العائلة في الثامنة عشرة لالتحق بالجامعة ...ثم أخري
كرهت سابينا وجودها في هذه الكنيسة الباردة الخالية من المشاعر وكرهت نظرات الفضول الموجهة إليها من قبل عائلة باتريك ...وتساءلت لماذا لم تستطلع البكاء وشقيقتها مسجاة في النعش أمامها .
كانت ترفض البكاء ...ترفض تصديق أن هذه الأشلاء هى لكيم تلك المرأة المحبوبة المرحة الضاحكة .ما من احد من الموجودين هنا أحبها ...ما من أحد حاول أن يفهمها...لذا لن تترك لهم شقيقتها الرضى بمعرفتهم مدى حزنها عليها .
حين رجعوا إلي المنزل بدا أن ليزا كيندل قد استعادت رباطة جأشها . فعادت تمثل دور المضيفة اللبقة أمام أفراد العائلة القادمين من الكنيسة . كان ما يجري بالنسبة لسابينا جزءا مكملا للمسرحية ... كيف لهؤلاء الناس أن يحسوا حقيقة بفقدان سابين جميلين بينما هم يتجمعون حلصات حلصات يشربون ويأكلون والحدم يدورون بصواني المآكل بينهم ؟ بكل صراحة ...كل ما يجري حولها أصابها بالسقم.
أرادت الهرب ... والابتعاد عن القوم ... لكن الكبرياء منعتها فبقيت تقف هي في الغرفة .. فشقيقتها لم تكن ممن يهرب من معركة وهي لن تفعل .
- لقد ناتل أخيرا ما تريد !
أجفلت سابينا والتفتت لتواجه روزي فريستون فتوترت لأن هذه المرأة أشد برودة وأكثر تعاليا من والدتها .فعلمت سابينا أن أي محاولة للحديث معها لن تمت إلي الأدب بصلة . فردت عليها متسائلة ببرود :
- أستميحك عذرا ؟
- أقصد أن كيم أرادت دوما الابتعاد عن العائلة ... وهذا ما نالته وإن كان بطريقة لم تتوقعها .
- شهقت سابينا أنفاس ألم :
- لا أظنها أخفت يوما عدم رضاها عن حياتها هنا .
- لقد أرادت العودة إلي عملها ..ما كان على تشارلز أن يتزوج من ممثلة . كان واضحا أن امرأة مثلها لم اكن تهتم سوى بماله.
- شهقت سابينا ... روزي تشبه أمها أكثر مما توقعت كلاهما تشعران بالسعادة لإهانة كيم الميتة .
- هل يجب أن أذكرك بأن كيم ... شقيقتي ؟
- اهتز صوتها قليلا ولاحظت فم المرأة يلتوي سخرية بهذا الضعف ... وصدر عن روزي استهزاء :
- لا تذكريني ... فأنت تشبهينها بطرق عديدة.
- هذه المرة الإهانة كانت هجوما شخصيا ... فلم تتردد سابينا بالرد ... فقالت لها ببرود :
- وهل كانت تظنك أيضا ***** رديئة ؟
- لون الغضب الأحمر طغى على وجنتي المرأة .
- كيم كانت أعقل من إظهار العدائية .
- فرفعت سابينا حاجبيها وقالت ببرود :
- أما أنا فلا ! آسفة سيدة فرستون .. لقد ظننت أن هذا وقت الصدق .
- صحيح ..لذالك أقول لك إنني لم أحبك بقدر ما كرهت كيم .. ونحن بكل تأكيد لن نخطئ ثانية بإدخال أحد من عائلة بيرنت إلي عائلتنا !
- لكن فيليب أيضا ينتمي إلي عائلة بيرنت .
- نظرت إليها روزي بازدراء :
- عنيتك أنت سابينا . أقول ذلك لئلا تسول لك الصحف أفكارا خاطئة .
- فشهقت :
- كأن أتزوج باتريك ؟
- تماما .
- ألن يكون له رأي فيمن يريد الزواج منها ؟
- طبعا ... وأستطيع أن أقول لك منذ الآن ... انه لا ينوي الزواج .
- فابتسمت سابينا بلؤم :
- أنت آمنة إذا ؟
- فتفرست بها المرأة بعنين ضيقتين شرستين :
- إلا إذا حاولت فرض المسألة ... فهو لن يسمح بأن يصيب فيليب ضررا .
- وانا لن أضره أبدا
- أحست بالتعب من جدالها العقيم مع هذه المرأة:
- هل أذكرك سيدة فريستون أننا في جنازة ؟ وليش هذا هو الوقت المناسب لمثل هذه الأقوال ؟
- لا وقت أفضل منه .. لقد خلفت كيم لنا المتاعب كعادتها ...وكانت تعرف إلي ماذا ستؤدي هذه الوصاية المزدوجة .
- لم تكن في حالة تسمح لها بالتفكير في الانتقام منكم .
شقيقتك كانت وصمة احراج لعائلتنا منذ اليوم الذي دخلت فيه إليها
لماذا ألم ترتفع إلي مستوى عائلتكم ؟
أبدا بل ما كانت لتصل إلي هذه المرتبة ! ولولا حملها لما دام زواجها هذه المدة .
أتعنين أنها حملت قصدا لمأرب ما ؟
طبعا ... فإنجاب وريث للعائلة كان سيضمن بقاءها زوجة رجل ثري . ما أنني اعمل أن تشاءلز لم يكن يريد أولادا بعد .
ولكن الحمل قد يقع أحيانا وإن احتطنا لمنعه .
الخطأ ما كان ليقع مع تشارلز
- فشحب وجه سابينا :
- هل تقولين ... تلمحين إلي ..
- إلي أن هناك رجل آخر متورطا في تكوين فيليب ؟ رجلا غير تشارلز ؟ أستطيع القول إن هذا ممكن !
- لا أصدقك ....أنت تختلقين هذه الأشياء ... كيم ما كانت لتقيم علاقة أخرى مع رجل لأنها كانت تحب تشارلز .
- كانت تعلم أن زواجها فاشل .... وهي ليت المرأة الأولى التي تحمل عن سابق تصميم لتحافظ على زواجها .... وإن كان الحمل من رجل آخر .
- ردت عليها سابينا ببرود:
- لا أصدقك . كيم لم تكن قادرة على فعل ما تتهمينها به .
- فلتوى فم روزي بسخرية :
- صدقيني كانت قادرة .
- فقطبت ونظرت إليها مفكرة :
- هل أنت جادة حقا في ادعاء أن فيليب ليس ابن تشارلز ؟
- جادة كل الجد ... لكن والدتي مؤمنة بأنه ابنه وهذا هو المهم .
- فحص الدم إذا ...
- قد يبرهن صدقي , وربما لا يبرهنه . هل ستقومين بذالك وأختك الآن ميتة ؟
- علمت سابينا أنها لن تستطيع ... فوالدها لن يغفر لها هذا أبدا .. وهي لن تصدق كلمة واحدة فاهت بها هذه المرأة ...
- وأكملت المرأة :
- لا أظن هذا ... عودي إلي بلادك سابينا .. أنت غير مرغوب فيك هنا .
- ثم تركتها مبتعدة وكأنها لم تفعل شيئا .
- رفعت سابينا عينيها بعد إحساسها بأن شخصا يراقبها فاصطدمت بعينين رماديتين متسائلتين . كان باتريك يتحدث إلي رجل عجوز .. لكن اهتمامه انصب عليها . فالتفتت مبتعدة ترغب في الهرب وفي أن تكون وحدها لتفكر فيما تمتعت روزي فريستون بقوله لها .
- السيدة بريد كانت في الغرفة مع فيليب ... تهدهده وهو يصيح بشكل غريب فابتسمت عند رؤية سابينا :
- أظنه تناول كمية كبيرة م الحليب .
- فابتسمت وهي العارفة بمدى قابلية ابن أختها .
- ربما ... اذهبي إلي المطبخ واحضري لنفسك كوب شاي سأبقى مع فيليب .
- حسنا ... إذا كنت واثفة ....!
- أجل .
- اعتقدت أنني سأجدك هنا !
- أجفلها صوت باتريك الخشن .... هل يظن هذا الرجل أن كيم كانت على علاقة برجل ؟ أو يشك في نسبة فيليب إلي أخيه ؟ لو أن هذا صحيح ... فلن تحتاج لفهم سبب كراهية أمه لكيم .
- ردت عليه ببرود :
- لم أستطع تحمل السيرك الدائر تحت .
- أتعتقدين أنه كان عليهم إظهار الاحترام أكثر ؟
- الاحترام يمكن ان أفهمه .... لكنهم كانوا يتصرفون وكأنهم في حفلة !
- أتفضلين أن يقفوا باكين ؟
- سيكون ذالك على الأقل طبيعيا أكثر !
- فتنهد :
- وهل اختفاؤك هنا طبيعي ؟ ضعي فيليب ف فراشه فقد نام منذ عدة دقائق .
- فوضعته في مهده ثم عقدت ذراعيها إذ لا شيء يشغلها الآن .
- لماذا لا نجتمع إلا في هذه الغرفة ؟
- فبللت شفتيها بلسانها :
- لأنني أقضي أكثر أوقاتي فيها .
- قال بلطف :
- لم أكن أنتقد ... بل أقرر أمرا واقعا .
- لكن الوقائع قالت لي سيد كيندل ان الجنازة لم تكن سوى مناسبة سانحة لتمثل أمك دور المضيفة الأنيقة ولأتلقى الاهانات من شقيقتك المتعجرفة .
- روزي ؟
- هل لديك أخرى ؟
- ماذا قالت لك ؟
- ليس المهم معرفة كلماتها بالضبط , فبعضها كان شبيها بما قلته لي عندما جئت إلي لوس أنجلس .
- أظنني قلت أنني ندمت على ما تفوهت به .
- وأنت قبلت اعتذاري الخفي دون كلمات .
- أفهم أن تصرفاتك نابعة من ألمك ... لكن لا تدفعيني أكثر مما يجب .
- لا أدفعك أكثر مما يجب وهل يفترض بي القبول بإهانات هذه العائلة كلها ؟ رغم ذالك تقول لي لا تدفعيني أكثر مما يجب ؟ حسنا ... لدي بعض الأخبار لك .. أوه....
- شهقت بعد أن شدها إليه فاتسعت عيناها مرتبكة من قساوة قبضته .
- باتريك
- أجل ... باتريك ....سابينا , يا إلهي ما أجملك !
- وسرعان ما أصبحت بين ذراعيه يعانقها بقوة وشغف حتى أحست بجسدها يلتحم بجسده . وكان هذا آخر ما تتوقعه .....
- فقد ذابت عن أول لمسة منه ... وأحست بالسعادة لاعتمادها على قوته في الوقوف ... وكان من الممكن أن يستمر هذا العناق إلي الأبد , فلمشاعرهما معا الحرارة والقوة ذاتها . لكن شهقة من الباب المفتوح أبعدتهما عن بعضهما فإذا بهما يريان ليزا كيندل تنظر إليهما بذعر .


Jamila Omar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس