عرض مشاركة واحدة
قديم 21-10-11, 06:30 PM   #5

*سهى*

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية *سهى*

? العضوٌ??? » 175617
?  التسِجيلٌ » May 2011
? مشَارَ?اتْي » 725
?  مُ?إني » المغرب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » *سهى* has a reputation beyond repute*سهى* has a reputation beyond repute*سهى* has a reputation beyond repute*سهى* has a reputation beyond repute*سهى* has a reputation beyond repute*سهى* has a reputation beyond repute*سهى* has a reputation beyond repute*سهى* has a reputation beyond repute*سهى* has a reputation beyond repute*سهى* has a reputation beyond repute*سهى* has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


تعلم غرايس جيدا حتى قبل اضطرارها للصراع من أجل عملها أنه الرجل المناسب الذي بإمكانه إخراج أسوأ ما فيها. لن تقوى على النظر في وجهه! هذا ما قالته لنفسها. حسنا! إن لم تنظر إليه فلن يربط لسانها ولن تتلعثم. ستتظاهر أنها في غرفة الجلوس الصغيرة في منزلها تتحدث إلى المرآة كما تفعل دوما عندما يكون لديها تقديم لعرض هام وعليها أن تحفظه جيدا.
شعرت غرايس أن الألم في معدتها يزداد قوة وهذه المرة ليس بسبب الدوار الناتج عن الرحلة بالطوافة بل بسبب كل ما له علاقة بماضيها. في أوقات كهذه، أوقات مهمة جدا لها تتجمع الذكريات في ذهنها مثل موجة عملاقة منتظرة إياها لتطفو وتلتهمها. بالنسبة لها هذا اللقاء هو الامتحان الأخير وهي لن تفشل فيه لأنها ببساطة لا تستطيع أن تفشل. هناك أمور كثيرة متوقفة على نجاحها.
ما من سبب يجعلها تشعر بالخوف من رافايل كورديرو! أسرت ذلك لنفسها وهي تمرر يدها فوق تنورتها وتجبر نفسها على السير قدمها نحو الممر الخشبي الممتد فوق أرض الغابة. حياته الشخصية مهما كانت
سيئة لا تعنيها. هذا الاجتماع يتعلق بالعمل ومهما كان نوع الأخبار التي تتناول سمعته السيئة فهو رجل أعمال مثل والداها. عندما تريه خطتها المتعلقة بتطوير العمل بهدف تحقيق المزيد من الأرباح سوف
يتعامل معها بإيجابية ويبدل رأيه بشأن إلغاء القرض. بذلك سوف تنقذ مستقبل الأشخاص الذين يعملون معها وحينها تستطيع السفر إلى بلادها تاركة الغابات والأفاعي والبليونير البرازيلي وراءها.
حرارة المنطقة الاستوائية جعلت بذلتها تلتصق بجسدها. فجأة أدركت غرايس أن اختيارها لهذه البدلة من أجل لقائها مع هذا الرجل ليس موفقا فهي لا تشعر بالراحة في ثيابها. انحنت لتزيل قشة علقت بحذائها بسبب الأغصان الملقاة على الأرض تحت قدميها. تمسكت غرايس بحقيبتها وتمنت فجأة لو أنها قرأت من جديد الأرقام للمرة الأخيرة وهي في الطوافة.
لكن أي فرق سيشكل ذلك؟ بمساعدة والدها تمكنت من حفظها عن ظهر قلب. ما من ورقة في حقيبتها غير حاضرة في ذاكرتها. ضغطت بقوة على حذائها ثم وقفت مستقيمة.
عندها رأته!
كان يقف مباشرة أمامها. بدا رافايل كورديرو غامضا وخطيرا. كان جسده ساكنا لكن عينيه راحتا تحدقان بها وتراقبانها.
لم تكن غرايس مستعدة أبدا لهذه المواجهة مع رافايل فتوقفت عن التنفس. اختفت الطوافة والغابات الاستوائية وكل مشاكلها واضمحلت في مؤخرة ذاكرتها ولم تعد تدرك شيئا سواه. سمعته الشهيرة ساعدت ذاكرتها على خلق صور حسية بعيدة عن الواقع ما دفعها في تلك اللحظة لتتوقف عن القيام بأي شيء سوى التحديق به تماما كما فعلت مئات من النساء قبلها لدى رؤيته. تشابكت نظراتهما. نظرته المميتة حبست الأنفاس في صدرها فاختفت الأفكار من رأسها. للحظة غريبة لم تستطع أن تتذكر أي شيء عن نفسها. لم تستطع أن تتذكر ما الذي أتت لتفعله هنا.
" آنسة تاكر؟ "
النبرة القاسية في صوته الرجولي العميق كانت كافية لتوقظها من تأملاتها حول وسامته الطاغية. تمنت غرايس بيأس ألا يكون قد لاحظ ردة فعلها المحرجة. فكرت أن من الصعب عليها أن تبدو هادئة وعملية جدا كذلك من الصعب عليها ألا تنظر إليه فحضوره الطاغي ووسامته يجعلانه أشبه بنجوم الأفلام السينمائية. وقفت هناك وهي تفتح فمها بدهشة محاولة أن تذكر نفسها أن هذا الرجل أقل ما يقال فيه إنه عديم الرحمة قاسي القلب. وبالنسبة لها هذه ليست سمات مميزة وناجحة لأي شخص كان.
نظرت إلى عينيه الساخرتين وعلمت في هذه اللحظة أن قبطان الطوافة لم يقل سوى الحقيقة عنه فهذا الرجل ليس ملاكا على الإطلاق! أجبرت غرايس ساقيها على التحرك والسير نحوه حاملة حقيبتها الصغيرة بيد وفي اليد الأخرى أمسكت حقيبة العمل بقوة لتشعر ببعض الدعم المعنوي.
حتى بدون ملايينه رافايل كورديرو قادر على جذب النساء بشعره الأسود الداكن المصفف بعيدا عن وجهه القاسي الذي يعطيه جمالا وفتنة وبشرته الذهبية التي تشير إلى أصوله البرازيلية. بدت قميصه
الناعمة البسيطة ملتصقة بكتفيه العريضتين القويين.
راقبته غرايس لترى إن كان سيبدي أي ردة فعل لدى وصولها لكن ملامح وجهه لم تتبدل. لم تظهر أي ابتسامة على فمه كذلك عيناه القاسيتان الثاقبتا النظرات لم تظهرا أي بوادر للترحيب بها. يبدو أنه ليس ودودا على الإطلاق على العكس تماما من وسامته. النظرة التي رمقها بها جعلتها تكاد تسرع بالعودة عبر الممر لتقفز إلى الطوافة المغادرة. لو أنها لا تعرف الكثير عنه لاعتقدت أنها سببت له الإزعاج بطريقة ما لكنها تعلم أن هذا أمر مستحيل. كيف يمكن لها أن تزعجه؟ هو لم يلتق بها من قبل. عدائيته هذه ما هي إلا انعكاس لشخصيته وليست ناتجة عن علاقة العمل بينهما. ببساطة هو ليس شخصا محبا للناس ومن الواضح أنه لن يقوم بأي استثناء من أجلها.
هذا الأمر لا يهمها أبدا! هذا ما قالته غرايس لنفسها بحزم فهي لا تريده أن يعجب بها. كل ما تحتاجه منه هو أن يوافق على عدم سحب أمواله. عملت جاهدة على التركيز على هذا الأمر واجتازت المسافة القصيرة الفاصلة بينهما حتى أصبحت تقف أمامه. قالت: " يسعدني لقاؤك سيد كورديرو ".
زمّ رافايل شفتيه ولمعت عيناه بنفاد الصبر قبل أن يقول: " هذه ليست زيارة اجتماعية وليست حفلة للأطفال آنسة تاكر. أنا لا أريد ولا أتوقع سماع عبارات التهذيب. كما أنني لا أحب المقدمات. لا أهتم بحالة الطقس ولن أسألك كيف أمضيت رحلتك. وجدت المقدمة لاجتماع العمل مزعجة يمكنك المغادرة الآن ".
مساء سعيد لك أيضا! فكرت غرايس بذلك وهي تحاول أن تخفي خيبة أملها المتزايدة. فجأة شعرت أنها ترغب في القيام بما اقترحه عليها بالتحديد. حدقت بتلك العينين السوداوين القاسيتين أمامها وأرادت المغادرة فعلا. لكن الطوافة أصبحت بعيدة الآن كما أن سبب زيارتها ما زال مخبأ في حقيبة يدها. لا تستطيع أن تغادر الآن. لديها عمل عليها القيام به هناك أناس يعتمدون عليها.
قالت بسرعة متمنية ألا يتمكن من ملاحظة ارتجاف ساقيها: " بإمكاني أن أقدم لك الوقائع والأرقام. لدي كل الوثائق في حقيبتي وكل ما تحتاجه لمساعدتك على اتخاذ قرارك ".


*سهى* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس