عرض مشاركة واحدة
قديم 10-11-11, 01:53 AM   #20

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

2- الطريق الى القلب


سارت أليسون ببطء نحونيال وهي تجر الكلب الى جانبها ، أحست برغبة طفولية في طرده من المكان ، لكنها تذكرت انها لم تعد طفلة ، ومع ذلك لا شيء يدعوها للترحيب به ، لذلك قالت له عندما إقتربت منه ما فيه الكفاية :
" ماذا تفعل هنا؟".
" اتجول في هذه الطبيعة، وأفكر فقط".
كان جوابه هادئا ولا مباليا تماما كالتعبير الذي حملته عيناه ، كان هذا الرجل ، بهدوئه وسكونه ، نقيض الشاب ذي الطباع النارية الذي تذكره أليسون ، لقد أصبح رجلا ناضجا وهو يدرك هذه الحقيبة تماما ، على كل حال إنها الان في مواجهة معتد على اراضيها ، لذلك قالت له:
" أما زلت تتمتع بالتسلل الى اراضي الغير؟".
" انت مخطئة يا آنسة ماكاي".
تعمّد نيال ان يصمت قليلا وكأنه يريدها أن تتذكر الماضي بكل تفاصيله ، ثم تابع قائلا بصوت ناعم:
" انا مدعو الى هذا البيت".
" مدعو ؟ لا أصدق ابدا... إلا".
توقفت اليسون عندما لمحت الإبتسامة العريضة على وجهه:
" أنا مدعو من قبل امك ، ألم تخبرك عن حضوري؟".
"لا ... لم ... إنك لست".
لم تستطع ان تكمل عبارتها ، وإحتاجت الى نفس عميق كي تضبط عصابها ، فإذا كان ما يقوله صحيحا ، فهذا يعني أنه الغريب الآتي للأطلاع على البيت بقصد شرائه.
تداركت الوضع وأضافت تقول:
" أتريد ان تقول إنك الشخص الراغب في شراء البيت؟".
نظر الى ساعته وهو يقول:
" اجل ، جئت الى هنا أبكر من الموعد ، لذلك قررت أن آتي من هذا الطريق ، في كل حال هذا سيوفر عليك مشقة تعريفي الى المنطقة على أساس أنني شاهدتها بنفسي الان ، أليس كذلك؟".
أحست اليسون بنغمة ساخرة في كلماته التي عزفت على وتر حساس في ذاكرتها.
ردّت الهجوم الساخر بأقسى منه قائلة:
" أنا متأكدة أنك تعرف كل شبر فيها".
ومع ذلك كانت الصدمة ما زالت مسيطرة عليها ، الان فقط أدركت سبب توتر أمها الليلة الماضية ، فقد عرفت انها ستثير غضب أليسون إذا ما كشفت هوية المشتري ، فيما بعد ستتفاهم مع امها حول هذه المسالة ، أما في هذه اللحظة فعليها ان تتعامل مع الواقع الجديد ، في هذه الأثناء كان الكلب يدور حول نيال غير متأكد ما إذا كان صديقا أو غريبا ، لكن يدا مداعبة من الرجل جعلت الكلب يهدأ ويجلس عند قدميه ، فجأة صرخت اليسون:
" راستي ، تعال الى هنا".
كانت قد بدأت تشعر بالإنزعاج من وجوده هنا ، لذلك إستدارت عائدة الى البيت وهي تتمنى أن يكون الأمر كله مجرد حلم ، أو أن يغيّر نيال رايه ويرحل بعد إهماله له.
سمعت وقع اقدام خلفها ، ثم جاء صوته:
" قاربت الساعة العاشرة ، وسوف اتوجه الى البيت الان".
إنتفض شيء في صدر أليسون ، فإلتفتت لتجده خلفها تماما ، قالت:
" إتهت اللعبة ، بعد هذه المزحة السخيفة عليك أن ترحل ، إنني افضل الموت على ان يذهب البيت اليك".
تقلصت عضلات وجهه فجأة ، لكن صوته كان هادئا وناعما:
" أمك هي التي ستقرر الأمر ، وليس انت".
حدّقت اليسون مباشرة في عينيه ، وردّت بتحد:
" امي تريد بيع البيت ، ولكنها لن تقدمه لأحد مقابل ماله ، إذا كنت تفهم ما اقصده".
إتشح وجه نيال بالغضب الشديد، لكن أليسون لم تكن تهتم لشيء:
" لذلك لا تعتقد انك تستطيع إضاعة وقتنا ، فأنت تريد فقط الشماتة بوضعنا المتدهور".
" لمعلوماتك فقط ، انا أملك المال اللازم لشراء البيت لأجراء الإصلاحات الضرورية فيه ، فلقد سمعت انكم تركتم البيت في حالة يرثى لها خلال السنوات القليلة الماضية ، وكان من الأفضل أن تستعملي حبك للبيت للحفاظ عليه من التداعي".
شعرت اليسون وكأن خنجرا حادا يضرب صدرها مع كل كلمة اطلقها ، كانت عاجزة عن الرد خاصة أنها تدرك في اعماقها أنه يقول الحقيقة المجردة ، كان عليها ان تدرك ذلك منذ البداية ، فالثروة زادت من تباعد شخصية هذا الرجل عن شخصية الشاب المراهق الذي عرفته قبل سنوات ، صحيح ان طباعه ما زالت حادة ، لكنه مسيطر على نفسه بشكل اثار الخوف في نفسها ، وبسبب هذه العوامل كلها ، فإنه خصم عنيد وخطير عليها ان تواجهه بحذر ، ولن تؤذي إلا نفسها إذا ما فقدت أعصابها امامه.
تنفست بعمق وهي تجاهد للحفاظ على أعصابها:
" إنه في حالة رثة ، فلماذا أنت مهتم بشرائه؟".
" كنت مهتما به طوال حياتي ، لقد صممت على هذا قبل مغادرة القرية وقلت عندما اصبح ثريا بما يكفي ، ويصبح البيت للبيع..... سابتاعه".
رفعت اليسون وجهها متحدية:
" لنفترض أن امي رفضت البيع؟".
نظر اليها بتعجب وقال:
" ولماذا ترفض؟ إنكم لا تستطيعون تحمل الوضع أكثر من ذلك ، والمال الذي اقدمه أنا مناسب ، أنها ستقبل البيع".
" ربما لكن ليس لك".
رد بقسوة واضحة:
" ليس هناك أحد سواي يرغب في الشراء ، لا أحد... والمتسولون لا يمكن أن يختاروا ويحدّدوا".
إنتفضت اليسون بشدة :
" كيف تجرؤ على هذا الكلام؟".
" لم ابدأ بعد ، وساضطر الى إستعمال كلام أكثر قسوة ، لأواجه فظاظتك التي لا تحتمل".
من الواضح أنه غاضب جدا ، بالإضافة الى شيء آخر كانت اليسون تحسه ، يبدو عليه انه يتمتع بتقريعها ، لذلك قررت الإنصراف فورا دون أن تعطيه الفرصة لزيادة الأوضاع سويا.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس