عرض مشاركة واحدة
قديم 15-11-11, 01:32 PM   #16

morano

نجم روايتي وعضو فعال في منتدى صحة ورشاقة

alkap ~
 
الصورة الرمزية morano

? العضوٌ??? » 64570
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,631
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » morano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond reputemorano has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

عند شباكه...واقف للحين يطالع الشباك اللي اختفت منه...من لحظات...
كانت واقفه قباله...قريب منه...لدرجة إنه ميز ملامحها الرقيقه و الجميله...مركز مع كل تنهيده طالعه منها...مع كل دمعه...مع كل نسمة هواء تلعب بشعرها...
بس هي كانت بعالم ثاني و الدليل إنها ما انتبهت له...
غمض عيونه يتذكر ملامحها...عيونها الحزينه..نظراتها الشارده..دموعها اللي ما وقفت لحظه...حس إنها لحظة حزن عاصفه مرت فيها...
فستانها الأبيض...هدؤها...و شعرها اللي تلعب فيه الهواء...كانت لوحه حسن و حزن قدامه...
طالع الشباك بلهفه...كله أمل لو ترجع تطل مره ثانيه...
انتظر...و انتظر...و انتظر...
لين شاف النور يتسكر...(نامت حورية الليل)

ضحك على نفسه وهو يعد الغرف...لين يعرف هي بأي غرفه...(هي بقسم الأعصاب؟؟ وش فيها؟)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

.•.°.•?•n|[?الــبــــارتـ الــــرابـــعـــ ?]|n•?.•.°.•.


•• مــن بـكـــره/ يوم الأربعاء ••


صحت رحيل أول ما سمعت الآذان...صلت و رجعت تنام قبل تصحى وداد...اللي أول ما صحت راحت لها...

وداد= رحيل...قومي صلي الفجر
رحيل من تحت غطاها= صليت لا تزعجيني

تركتها وداد...و هي تتأكد للمره الألف إن كلام مها عن رحيل كله صح...هي تكرههم و لا تطيقهم...بس اللي ما عرفته...ليه جلست عندهم...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


دخلت رجوى الفصل...و الحصه الأولى بدت من عشر دقايق...
طقت الباب و هي تشوف ملامح أستاذة الأدب تنعفس...

الأستاذه= بدري آنسه رجوى! وين كنتي؟
رجوى= توي جايه..متأخره..و مريت الإداره
الأستاذه= وش قالوا لك؟
رجوى بملل= وسيلة التعذيب المستهلكه اوقفي الحصه الأولى
الأستاذه= أجل ادخلي اوقفي بمكانك و لا أسمع صوتك

دخلت رجوى و راحت لمكانها...وقفت عند سلمى اللي كانت جنبها...

رجوى= صباح الخير صديقتي
سلمى تبتسم= من متى هالذوق؟
رجوى= مادري بس أمس سمعتها بأفلام كرتون قلت ليه ما نقول مثلهم

الأستاذه بغيض= خلصتي يا رجوى؟
رجوى= أوو تنتظروني!!

و تحط شنطتها على الكرسي...و توقف على الجدار...و تكتف يدينها...

رجوى بغرور= هيا أبدأوا

كملت الأستاذه شرحها...و بعد خمس دقايق طقت بنت الباب...

البنت= أستاذه لو سمحتى الإداره طالبين رجوى

رجوى بهمس= جاك الموت يا تارك الصلاة
سلمى= وش مسويه؟
رجوى= تسحبت للفصل و ما مريت الإداره..بس خبرك فيهم كلاب بوليسيه..شموا ريحتي عن بعد

الأستاذه بملل= يله يا رجوى اطلعي بسرعه

طلعت رجوى و راحت للإداره...و هناك وقعت تعهد...و تعاقبت...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


صحت أم فايز...و شافت الدكتوره عندهم في الغرفه...

د:ريهام= صباح الخير
أم فايز= صباح النور..خير دكتوره فيه شي؟
د:ريهام بهمس= تعالي عاوزه اكلمك

طلعت معها أم فايز...

أم فايز بقلق= خير يا دكتوره حياة فيها شي؟
د:ريهام= لا اطمني ما فيهاش حاقه...بس أنا أولت أمس لقوز حضرتك إنها لو تتكلم مع دكتور نفسي عشان نتطمن عليها أكتر..لكن هوا مارضيش
أم فايز= بس حياة ما فيها شي..ليه دكتور نفسي؟
د:ريهام= أنا بأول عشان نتطمن بس..و نعرف ليه حالة الصدمه و الضيق اللي صابتها
أم فايز= بس إن كان عمها ما رضى..ما أقدر اقنعه
د:ريهام= لا أنا بأقول يشوفها الدكتور بعد شويا أبل ما تطلع من المستشفى..و مش ضروري عمها يعرف....بس نتطمن عليها
أم فايز بتردد= بس.....
د:ريهام= أنتي مش عاوزه تتطمني عليها؟
أم فايز= أكيد هاذي مثل بنتي
د:ريهام= اتفأنا


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


صحت رحيل...و هي تطالع الغرفه...ارتاحت و هي تشوفها فاضيه...(زين فهمت و راحت لكليتها)

قامت...و راحت تغسل...و لبست عبايتها و طلعت من الغرفه...

••

••

••

في الصاله...جلست عمتها بعد ماراحت وداد و أبوها...تنتظر سعود يصحى عشان تجهز له الفطور...

لكنها تفاجأت و هي تشوف رحيل تنزل بعبايتها...

أم سعود= صباح الخير
رحيل= صباح النور
أم سعود= وداد قالت إنك ما تصحين بدري عشان كذا ما صحيتك تفطرين معنا...اللحين أقول للخدامه تسوي لك فطور..نزلي عبايتك سعود ما يصحى اللحين
رحيل= مابي فطور..أبي أروح لجدتي
أم سعود انصدمت= ليه يا بنتي؟ مو قلتي بتجلسين عندنا للعصر
رحيل= ما ارتحت
أم سعود= أحد ضايقك؟ وداد قالت لك شي؟
رحيل بضيق= لا بس أبي اروح..بتودوني أو اتصل على عمي
أم سعود= لا يا بنتي خلاص اللحين أقول لسعود يوصلك قبل يروح لشغله

ابتسمت رحيل بإنتصار...و هي تشوف عمتها تطلع فوق...هي ما جالست عندهم إلا عشان تقهر مها...و عشان تروح بدري لجدتها...
أما إهتمامهم المزيف...و فرحتهم المصطنعه بجلستها عندهم...ما راح تهمها بشي...

••

••

••

في غرفته...كان توه صاحي و يبي يلبس عشان يروح شغله...و استغرب وهو يشوف أمه جايه تصحيه قبل الوقت...

سعود= صباح الخير يمه
أم سعود= هلا يمه صباح النور..زين لقيتك صاحي
سعود= خير يمه فيه شي؟
أم سعود بحزن= أبيك توصل رحيل لجدتها قبل تروح لدوامك
سعود انصدم= اللحين؟ ليه؟!
أم سعود= تقول ما ارتاحت هنا..تتوقع وداد قالت لها شي؟
سعود= ما أتوقع..وداد أصلا ما جلست معها من الأساس
أم سعود= الله يصلح هالبنت..والله مادري وش فيها علينا؟

حس سعود بضيقة أمه...بعد الفرحه اللي كانت بوجهها أمس...و انقهر من رحيل...لو ما كانت تبي تجلس...ليه توافق...ليه تفرح أهله بعدين تكسر خاطرهم...

سعود يتنهد= خلاص يمه..اللحين ألبس و أنزل أوديها


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


في مكتبه...كان جالس يراجع ملف المريض اللي بين يديه...و يشرب الكابتشينو الساخن عشان يصحصح و يستعد لأول مريض...و سمع طق على بابه...

د:بسام= تفضل
د:ريهام تدخل= صباح الخير يا دكتور
د:بسام بإبتسامته الهاديه= صباح النور..أهلين دكتوره ريهام
د:ريهام= أنا عاوزه منك خدمه صوغيره
د:بسام تتسع إبتسامته= آمري
د:ريهام= ربنا يخليك..عندي مريضه قالها امبارح انهيار عصبي..و حسيت إنو بسبب إحباط و ضيق عندها...يعني السبب نفسي مش قسدي...عشان كدا كنت عاوزه تتكلم معاها
د:بسام بإستغراب= زين ليه ما تآخذ موعد و أحدد لها جلسه
د:ريهام= أنا كلمت عمها و رفض فكرة الدكتور النفسي..و...و..كنت عاوزاك تكلمها بدون ما يعرف
د:بسام= اه..بس يا دكتوره العلاج النفسي يحتاج لجلسات ماراح أفيدها بشي من جلسه وحده
د:ريهام= ماأنا عارفه..بس أنا كنت عاوزه اتطمن..قايز البنت ما تكونش محتاقه...ياليت لو تمر عليها دلوأتي أبل ما تبدأ مواعيدك..هي بالغرفه رقم 232

انصدم...و تسارعت دقات قلبه أول ما سمع هالرقم...و اختنق بأنفاسه...طالعها بإستغراب...مو مصدق اللي سمعه...حس إنه من كثر ما ردد هالرقم في باله من ليلة البارح...صار يتخيله...

د:بسام بشك= كم الغرفه؟
د:ريهام=232
د:بسام بلع ريقه= خلاص أمر عليها بعد ربع ساعه

طلعت عنه بعد ما شكرته...وهو رجع بخياله...لحوريته اللي سهر يفكر فيها...(هي؟ أكيد هي..نفس الغرفه..و الدكتوره تقول من أمس و هي فيها؟......إنهيار عصبي؟؟)

تذكر حزنها أمس...و دموعها...و أكثر شي جمالها...
كان يحسها مثل الحلم...لكن هالحلم بيصير واقع...بيشوفها...و يكلمها...بيعرف اسمها...بيعرف مشكلتها...(مين اللي جاه قلب يجرح وحده بهالرقه؟!)

طالع ساعة يده...وهو متلهف...(ليه ما قلت بعد خمس دقايق؟)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


طلع سعود و شافها واقفه تنتظر في الحوش...و كانت معه الخدامه لأنه رفض تروح أمه معهم...شاف خاطرها مكسور و خاف رحيل تسوي شي يزيد عليها...

هي شافته وهو يطلع...لكنها كانت صاده عنه...و تتخيل وش ردة فعله على اللي سوته...وش الكلام اللي قالته عمتها له...

مر من عندها وهو يطالعها بغيض...مع كذا حاول يكتم هالغيض وهو يكلمها...

سعود ببرود= صباح الخير

طلعت قبله...و لا كلفت نفسها ترد عليه...و هالشي خلى قهره يزيد عليها...و حط حرته في الخدامه...

سعود بعصبيه= يله تحركي

طلعت معه...و ركب سيارته...و ركبوا معه ورى...مشى وهو يطالعها بالمرايا بقهر...كان يبي يوصلها و بس...
لكن غصب عليه تكلم...

سعود بهدؤ= أنا مو عارف ليه تسوين كل هذا؟ ليه تقابلين الحب و الإهتمام بهالصد و الجفاء؟ ليه قلبك يشيك كل هالكره لأهلك اللي مالك غيرهم؟!
رحيل بغيض= اسكت يا سعود ما أحد فيكم له حق يلومني..لا تجي تحاسبني على شي أنت مو عارفه

كانت تتكلم بقهر...و كره...لكن استغربت من نفسها...وهو يلومها كذا كيف ما ثارت بوجهه...
لكنها تذكرت...لحظة طفوله مرت بينهم...كان هو الوحيد اللي تتذكره بهدؤ...و صفاء...بدون لا تدخل بهالذكريات مشاعرها السوداء...العدوانيه...
يمكن هاللحظات هي اللي شفعت له عندها...

لكن سعود ثار فضوله من كلامها...و قهره زاد على الحال اللي حاطه نفسها فيه...و الكل يراقبها و ساكت...

سعود= وش اللي ما أعرفه؟ الكل يحبك بس أنتي الكره مالي قلبك..و قسوتك خلتك تظلمين نا....
رحيل تقاطعه بغيض= ظالمه! أنا الظالمه! و أهلك هم الطيبين..هم المظلومين!!..(تصرخ بقهر) أمك اللي تبيني اجلس عندكم عشان تخفف شوي الهم عن أخوها و عياله طبعا ما يصير هو بس اللي يشيل الهم و هي مرتاحه..عشان تعزم جاراتها يتفرجون علي و يخطبوني..يبتلون فيني و يريحونكم! أو أختك اللي انقلب وجهها يوم عرفت اني بأجلس عندها و ترجت مها تجلس معنا عشان تساعدها تتحملني..أو غيرهم اللي مستخسرين هالجمال فيني..و يتمنون حتى هذا يآخذونه مني عشان يرتاحون..عشان يتأكدون إنهم تركوني بدون أي شي...(تمالكت نفسها و كملت بهدؤ) هذا هم أهلك المظلومين..و هذا اللي أنا ظالمتهم عشانه..لأني أعرف الشعور المصطنع..و الطيبه اللي وراها أسباب..و فاهمه الدنيا و فاهمتكم واحد واحد..

سعود كان يسمعها وهو مصدوم...ما كان مركز بالطريق اللي قدامه..
كلامها فاجأه..شعورها أربكه..صوتها و القهر..و الحقد اللي فيه..خلاه يسكت و مايلقى شي يرد عليها فيه...

شاف نفسه يوقف عند بيت جدتها...و هي نزلت بدون لا تزيد أي كلمه على اللي قالته...
شافها تطلع المفتاح من شنطتها...و فتحت الباب و دخلت و هي تسكره بكل قوه...خلته يدري إن اللي قاله قهرها...

بعد لحظات مشى بطريقه..و صوتها و كلامها ينعاد في باله أكثر من مره...

••

••

••

دخلت رحيل لبيت جدتها...اللي كان مع كل وحده منهم مفتاحه...و ابتسمت براحه...و هي تتأمل البيت القديم...اللي كان دور واحد...بحوشه الضيق و النخل اللي فيه...

ما تحس بروحها مرتاحه إلا إذا دخلت هالبيت...و شافت وجه جدتها...أغلى إنسانه عندها...و بنات خالتها اللي كانوا مثل خواتها...مهما كانوا بعيدين عن بعض...مهما كانت شخصياتهم...و إهتماماتهم مختلفه...كان يجمعهم شي أكبر...يجمعهم شعور أقوى...

دخلت لداخل البيت...و هي تنقل نظراتها في الصاله و المطبخ...و لا شافت جدتها...دورت في الغرف و ما لقتها...(أكيد عند أم حامد)
هالجاره كانت أقرب وحده لجدتهم...و هي اللي تهتم فيها...و تساعدها...و هالشي اللي مخليهم يتطمنون عليها و هي لحالها...

دخلت غرفتهم...اللي ينامون فيها ثلاثتهم من كانوا صغار...
جلست على سريرها و هي تتذكر كلام سعود...(ليه قلت له اللي قلته؟ هو مين عشان أهتم أبرر له؟ طول عمري اسمعهم و اسكت ليه اللحين يعرفون إني أعرف عنهم كل شي..أكيد بيغيرون معاملتهم لي..على بالهم هاللي بيسوونه يخليني أنسى! بس أنا ماراح انسى..عمري ماراح أنسى..و لا أسامحهم)

نامت على السرير و غمضت عيونها...و هي تتذكر طفولتها...

وفاة أمها و أبوها بحريق البيت اللي ما نجى منه غيرها...و لليوم تتمنى إنها ما نجت...و لا عاشت هالحياة...
تركوها...طفله بعمر سبع سنين...كلها خوف...تحاول تلقى الأمان بعد ما رحلوا عنها أمها و أبوها...
بكل شخص كانت تدور الحب...و الإهتمام...اللي تلجأ له و تحتمي فيه...

لكن اللي شافته...و اللي سمعته...كان فوق عمرها...كبير على عقلها يستوعبه...كبير على قلبها يتحمله...
ملاها كره...و قهر...و قسوه...

بدت ترتجف...و هي تتذكر ذاك اليوم...اللي قلب طفولتها بأيامها الورديه...
لأيام سوداء قاسيه...بارده...مجحفه...

تحس للحين إنها تسمع ذاك الصوت...بنبرة الكره...و الحقد اللي يملاه...
رجع لذاكرتها ذاك اليوم بقوه أكثر...صدى الصوت كان بسمعها أكبر...

صوت قدر يهدم حياتها بكاملها...هذاك الصوت...صوت جدتها أم أبوها...تحس اللحين إنها تسمعه...تسمع كلامها...تحس بكرهها...

كانت تلعب مع سعود و بدور اللي كانوا أكبر منها بخمس سنين...لأن وداد و مها كانوا دائما يهربون منها...و لا يرضون تروح معهم...
تعبت و دخلت لبيت عمها اللي سكنت فيه بعد وفاة أهلها...سمعت صوت جدتها العالي...كانت خايفه منها...خاصه و هي تتذكر قبل ساعه...كيف سلمت عليهم كلهم...و أول ما شافتها انقلبت ملامحها اللي كانت كلها حنيه لملامح كره...و بغض...و قالت لها تبعد عنها...و لا هدت إلا يوم طلعوها عنها...

لكنها وقفت عند الباب تسمع الصوت اللي كارهها...بدون لا يشوفها أحد...تبي تعرف هي مخيفه مثل ما تعتقد...أو طيبه مثل ما يقول سعود عنها...

و سمعت و تمنت لليوم إنها ما سمعت...صوت جدتها اللي يقول...

الجده= حسبي الله عليها من بنت..كيف ذبحت أهلها..هذا كبرها و أحرقت فيهم! يا ويلي عليك يا ولدي..ما كانت تبي هالزواج و أنا اللي أصريت عليك..و غصبتك تأخذها..غصبتك تجيب عيال منها..و هاذي آخرتها بنتك تحرق فيكم...الله ياخذها وجه ابليس...وجه الموت...خلها تروح عند جدتها...خلها تروح لا تذبحكم حتى أنتم

ركضت بسرعه و خوف...و دقات قلبها تسابقها...و خطاويها المتعثره كل مره تخونها و تطيح على الأرض...
طلعت من البيت و صارت تركض في الشارع...مثل الضايعه...نظراتها مفجوعه...و يدينها شاده قبضتهن بكل قوه...حتى شفايفها كانوا تحت ضغط عصبي بأسنانها...

تخبت ورى شجره...و هي ترتجف...و تحاول تتذكر يوم وفاة أهلها...رجع لها ذاك الذعر...و الحزن...و الوجع...

تذكرت فجأه شي عمره ما طرأ عليها...لكن كلام جدتها حرك كل شي داخلها...
ذاك اليوم كانت تلعب عند اسطوانة الغاز...ركبت فوقها...و كانت بتوقف لكنها طاحت...و طيحتها معها...جلست تصيح لأن رجلها تعورت...بس خافت تقول لأمها تهاوشها...

مشت للمدخل و شافت أبوها...اللي ابتسم يوم شافها...و قال...

أبوها= رحيل روحي خلي أمك تغير ثيابك إذا سوت القهوه عمك جاي عندنا

كانت بتدخل...قبل يسمعون إنفجار قوي جاي من الداخل...ركض أبوها لداخل البيت وهو يصرخ عليها و يقول لها تطلع في الشارع...

سوت اللي قاله...و وقفت هناك بخوف...تنتظرهم يطلعون...
لكنهم ما طلعوا...
اجتمعوا الناس على الصوت...و بدت تشوف الدخان اللي يطلع من بيتهم...و عيون الناس و همهماتهم المذعوره...

وصل عمها و ركضت له بخوف...لكنه دفها عنه بسرعه...و حاول يدخل البيت...لكن الجيران مسكوه...
تذكرت أصوات الناس...نظراتهم المرعوبه...صوت المطافي...منظر النار و الدخان...ريحة الحريق...

كانت بين يدين مرة عمها و هي تشوف كل هذا...و تسمع صوت مرة عمها تردد...لاحول و لا قوة إلا بالله

نامت...أو أغمى عليها...ما تدري...

لكنها صحت في بيت عمها...و عرفت إنهم ماتوا...

رجعت لنفسها و انتفضت في مكانها...و كل جسمها يرتجف...و هي تحس بنفسها و اللي مر في خيالها...شي كانت تحاول تدفنه من سنين...و تنساه لكنها طلعت تذكره...تذكره مثل ما كان بالضبط...
حست بشي حار على خدها...رفعت يدها تلمس و جهها...و تطالع يدينها بصدمه...(دموووع! دمووعي!!)
من سنين مالقت شي يطلع هالدموع من عيونها...من سنين ما قدرت تذرف دمعه وحده تريحها...
و صارت ترجع لها ذكرياتها...بعد ذاك اليوم...و دموعها تنزل بقهر...
كيف مرة عمها كانت تصرخ عليها لو شافتها في المطبخ...و نظراتها تقول إنها تخاف منها...
كيف عمها عدت عليه أيام يتجنب يكلمها...أو يجلس عندها...و نظرات اللوم و الإتهام بعيونه...
كيف مها و بدور كانوا يشوفون الجمر و يقولون لها...إنهم أمها و أبوها...و هي تصيح و تخاف
لين فقدت أعصابها...و قدرتها على الإحتمال...و راحت لبيت جدتها أيام...
قبل ترجع لهم بنت بلا روح...أو إحساس...أو مشاعر...

فتحت عيونها بسرعه و جلست و هي تتنفس بصوت مسموع...مسحت دموعها...ما تبي تتذكر ذاك اليوم أبدا...و قامت تتمشى في الغرفه...و سمعت صوت جدتها من الصاله...

الجده(أم ساره)= بنات أحد منكم هنا؟

ركضت لها و ابتسمت براحه و هي تشوفها...الإبتسامه اللي ما تزين وجهها إلا كل أسبوع...رمت نفسها بحضنها...و ضمتها بقوه...

ضمتها جدتها للحظات طويله...هالبنت أكثر وحده تحبها منهم...و أكثر وحده تخاف عليها...لأنها تعرف بوحدتها...بنات خالتها عندهم اللي يكلمونهم...و اللي يحبونهم...رجوى و خواتها...و حياة مع بنات عمها...
لكن رحيل ما كانت تحب أحد...و هي تعرف هالشي...عشان كذا كانت أكثر وحده حرصت على تقويتها...بس الظاهر قوتها كثير لين صار قلبها حجر...ما يلين لأي شي...

رحيل= وش أخبارك يمه؟
أم ساره= بخير يمه..أنتي وش مسويه؟
رحيل للمره الألف= يمه أبي اعيش عندك..يمه ما أبيهم
أم ساره تتنهد= يمه هذا عمك هو ولي أمرك و ماراح يرضى يتركك..و أنا إن عشت لك اليوم ما عشت بكره
رحيل تتركها بعصبيه= يمه كم مره قلت لك لا تقولين هالكلام قدامي..إن متي والله لأموت معك

تركتها و راحت للمطبخ...و أم ساره تشوفها و تتنهد بحزن على حالها...كل شي قست قلوبهم عليه...كل شي يتحملونه...لكن تعلقهم فيها و بهالبيت...تحس إنهم يضعفون بالحيل قدامه...

راحت وراها للمطبخ و شافتها واقفه تشرب ماء بسرعه...و كأن هالموضوع...مر على الصحاري الجافه داخلها و زادها...جفاف و عطش...

أم ساره= رحيل
رحيل= نعم
أم ساره= لا تزعلين يمه..أنا عارفه إنك ما ترتاحين إلا بهاليومين مابيك تتنكدين مني
رحيل قربت منها و ضمتها= الله يخليك لنا يمه

جلست مع جدتها...و بعد صمت الأسبوع بكامله...كانت تسولف بكل حب و راحه معها...و تسمع كلامها...و توصياتها و الإبتسامه مرسومه على شفايفها...و الحب و الحنان باين في عيونها...
ملامحها كلها تبدلت...و اللي يشوفها اللحين ما يصدق إنها رحيل...المغروره...القاسيه...ا� �حاقده...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••



morano غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس