عرض مشاركة واحدة
قديم 15-11-11, 10:42 PM   #9

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وأدار هو راسه بدوره بعد أن أحس بنظراتها المتفحصة الطويلة.
" من كنت تتوقعين ان تقابلي ؟ ". وتابع مبتسما: " رجل جبلي أشعث يرتدي الكلت ( تنورة يرتديها الرجال في اسكوتلندا ) والسيف السكوتلندي ليكمل لك الصورة؟".
تدفق الدم في وجنتي سارة إذ قابلت عيناها عينيه الساخرتين.
" إنني لم افكر في هذا مطلقا".
اجابته ذاكرة نصف الحقيقة فقط ، وتركت عيناه عينيها لترمقا ارجوان وجهها الجميل.
" هل اتعدى الحدود فيما لو سالتك ماذا تفعل فتاة مثلك هنا؟".
ولم تفهم سارة فحوى كلماته بالضبط ، إذ لاحت لها في عينيه نظرة متأملة ، فقالت موضحة:
" ولكنك ابديت رغبتك في إستخدام سكرتيرة".
ولامست عيناه جانب وجهها وكمال خطوطه.
" ما كنت لأظن بأن فتاة لها جمالك ستبدي الرغبة في ان تجد عملا في جزيرة كهذه ، حتى ولو لبضعة اسابيع".
فإستدارت سارة نحوه مستاءة وحدّقت فيه بتحد ن ماذا يحاول أن يقول ؟
" لعلك تظن بأنني اصغر مما يجب".
وشعرت بنبضاتها تتسارع في خوف ، لا يمكن أن يعني بانها غير مناسبة ليس بعد ان قطعت هذه المسافة الطويلة.
" لقد اسأت فهم قصدي".
وتركت نظراته وجهها لتعاود التركيز على الطريق.
" لقد طلبت من جيمس كار بشكل خاص ان يبحث لي عن فتاة شابة ، إنك تبدين صغيرة بلا شك لأنني اكبر منك".
وتذكرت سارة بان جيمس ذكر لها بأن فريزر يبلغ الخامسة والثلاثين من العمر تقريبا ، إذن هو ليس بالرجل المعمر وسارعت تقول:
" إنني اؤكد لك بأن منظري لن يؤثر باية طريقة على عملي مطلقا".
واحست بكلماتها تطفو في الهواء جامدة ، متزمتة ، مما جعل خديها يشتعلان خجلا للمرة الثانية".
" توحي كلماتك بالإمتعاض".
وتناول علبة السكائر من جيبه وقدم لها واحدة ، ولما هزّت راسها بخمول رافضة ، تناول هو واحدة وأشعلها ، ثم ألقى بعود الكبريت المحترق خارج النافذة.
" ربما كان يجب أن تصر على إختيار فتاة خالية من الجمال عندما إتصلت بالسيد كار".
قالت وهي ترنو بتعاسة الى سحب الدخان التي خلفتها سيكارته خارج النافذة.
واخذ الطريق يضيق ومن دون إنذار إندفع هيو فريزر نحوطريق جانبي وتوقف.
ونظر اليها مرة أخرى بتمهل عابث من تحت حاجبين تقوسا في حركة طفيفة اثارت الغيظ في نفس سارة الان ، كما اثارته قبلا ، وقال مجيبا على ملاحظتها الأخيرة:
" أنا شخصيا لا إعتراض لدي على إستخدام سكرتيرة جميلة " ، وإبتسم مضيفا : " ولو أن توقفي هنا قد اثار في نفسك بعض التساؤلات فإن السبب هو إنني اريد ان اناقشك في بعض الأمور قبل ان نلتقي بالآخرين".
وراح يتامل نهاية سيكارته المشتعلة بإمعان مثير للجنون ، وإنتظرت متململة محرجة ، وأزاحت شعرها الطويل الاشقر الى الوراء باصابعها النحيلة بعصبية ، إن هذا الرجل يثير نفورها وفضولها معا ، ويدفعها الى الحيطة على الرغم من انهما لم يلتقيا إلا قبل لحظات فقط ، وقد أوحت لها شخصيته باشياء لا تستطيع ان تتكهنها ، وهو بلا شك يختلف عن أي رجل سبق لها ان قابلته ، وسالته سارة بعناد محاولة أن تتفادى مجابهة الغموض والإبهام.
" ألا تظن ان سيدة أكبر سنا مني تناسبك أكثر؟".
وإستدار نحوها بصبر نافد متململا:
" ولكن السيدات الناضجات لا يتمتعن دائما بالكفاءة ، ولا يمكنهن التكيّف بسهولة ، ويتطلبن غالبا وقتا طويلا للإستقرار".
ظنت سارة أنها فهمت مقصده فقالت وهي تبتسم بأدب:
" أظنك تريد ان انتهي من عملي هنا باسرع وقت ممكن".
" ليس بالضرورة".
وتركت عيناه شعرها لتستقرا على وجهها بإمعان متكاسل ، إنه يتفحّص لوحة.
" في تقديري ، المدة اللازمة لأنجاز العمل هي ستة أسابيع ولكنه من المستحيل تحديد الوقت بالضبط".
" هذا يعني أننا قد ننتهي قبل المدة المقررة".
" او بعدها ، وهذا يتوقف على بقائي هنا ، فقد إضطر لقضاء بعض الوقت في لندن".
وإستوعبت سارة فحوى كلماته بصمت ، طبعا لقد نسيت ، عن عمله الاساسي مقره لندن ، وليس هنا ، وجلست برهة تحدق في لوحة جهاز القياس امامها ، غير شاعرة بعينيه المتفحصتين ، واخيرا تمتمت قائلة:
" لا شك أنه من غير المريح ان يعيش المرء بعيدا عن المدينة".
ثم اضافت وقد ادركت أن ملاحظتها إنما هي حقيقة معروفة للطرفين.
" لقد أخبرتني جين بأنك تعمل في تجارة الإستيراد".
" جين؟".
وعرت نظراته الحدّة إذ رمقتها عيناه بإحتراس.
" جين مارلي ، صديقتي ، هي سكرتيرة السيد كار ، والحقيقة انها هي التي أخبرتني عن هذه الوظيفة".
" آه فهمت".
وتراخت اعصابه المشدودة بوضوح ومن دون سبب مفهوم لسارة ، واضاف:
" حسنا ، من اجل إيضاح الأمور يحسن بي أن اذكر بان الإستيراد كان مهنة والدي وليس مهنتي ، وذلك حتى لحظة إختفائه من يخته قبل ستة شهور ، اما أنا فقد عشت في الخارج معظم الوقت ، انا مهندس".
" أنا آسفة".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس