عرض مشاركة واحدة
قديم 20-11-11, 02:24 AM   #8

im1990
 
الصورة الرمزية im1990

? العضوٌ??? » 35219
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 177
?  نُقآطِيْ » im1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond repute
افتراضي

لا عليك يا ميريك ...
كلمات جون أكدت ظنونها مع انها بدت عاجزة عن سماع أى شئ عبر ضجيج قلبها. صفعتها قوته حين هاجمها بعينيه المليئتين بازدراء لا يفسر... من الواضح انه يعتبرها عدوا وهذا اسوأ من تصرفه المحير فى اليلة السابقة، وحيث لم يكن عداؤه واضحا الى هذا الحد .
نقل جون فريزر بصره بين الاثنين ، ثم رأته سو يعود ويجلس على مقعده، وعلى وجهه تساؤل وحيرة . جمعت شتات نفسها فى صعوبة وقالت فى برود :- اعتقد ان السيد فيندلى مخطئ فى استنتاجاته ، بل اعتقد ايضا انه مدين لى باعتذار، الا اذا استطاع تقديم تبرير منطقى!
فقاطعها ابوها بدهشة واضحة :- لحظة يا سو! انا الذى يحتاج ايضاحا. انكما تعرفان بعضكما على ما يبدو لكن يؤسفنى ان اراكما تتخاصمان.
فقال ميريك فيندلى بشراسة :- لم ألتق هذه الفتاة الا مساء أمس يا جون بيد انى عرفت فورا من تكون .
أجاب جون وعيناه ترمشان فى ارتباك متزايد:- انها ابنتى ولم يكن بوسعك ان تعرف ذلك.
فرد ميريك متجاهلا وجه سو الثائر :- لم تعرفنى بنفسها يا جون وما أزال أجهل اسمها لكنى أدركت من شكلها انها تمت بقرابة الى العائلة . كنت واثقا من انها ستأتى اليوم الى هنا ولقد رأيتها بأم عينى قادمة وكان يجب ان اكون هنا لأمنعها من الدخول.
فقاطعه جون باصرار هادئ:- أما سمعتنى أقول انها ابنتى يا ميريك؟.
- لا يهمنى ما تدعيه هى ما دمت أنت لا تصدق زعمها الا باثبات . دائما كنت طيب القلب يا جون وما تزال. اجمع ما تشاء من أنواع الاقرباء لكن لا تقل يوما بأنى لم أحذرك منهم .
غلى الدم فى عروق سو واتقدت عيناها بغضب عاجز. هذا الرجل يعتبرها مخادعة ، وحتى لو كان مصيبا فى افتراضه، فلا يحق له مطلقا ان يكون وقحا الى هذا الحد. تصرفه دل على اكثر من سوء خلق. كان يتقصد الايذاء وكأنه مصمم على تحطيم علاقة ما تزال هشة ليسقطها تحت حوافر هجومه المدروس. والوميض فى عينيه ان دل على شئ فعلى استمتاعه التام بحملته التحطيمية هذه!
واجهته بنظرة مباشرة وردت فى حرارة برغم الرجفة الخفيفة فى صوتها :- ثق يا سيد فيندلى بأنى ما زرت هذا المكان الا بدافع رسمى وبأنى فوجئت بأبوة جون فريزر لى ، مثلما فوجئت أنت تماما . أما بالنسبة الى بقائى أو رحيلى فهو ليس من شأنك على الاطلاق !.
خيم صمت تام بعدما انهت كلامها . عبر ميريك الغرفة وارتكز على حافة الطاولة بدون ان يسلخ بصره البارق عنها، فكادت تحس جسديا بوقع شخصيته الصلبة. كانت وكأنها ذبابة يستعد لسحقها حين احتواها بنظرة شاملة مزدرية وباردة ، ا لاقامة وقال :- لكنك صممت على البقاء يا آنسة . ايه ، هل أقول فريزر؟.
فتدخل جون بجرأة يقول :- بالطبع ستبقى يا ميريك . لو انك تهدأ قليلا لأفسر ...
- بالطبع ستبقى. ردد ميريك ساخرا، وعيناه تعودان الى جون وكأن سو غير موجودة وتابع:-ستبقى حتى تتأكد من اعجابها بالمكان، وان لم يعجبها تقفل عائدة الى لندن !.
- لن أفعل ذلك ابدا!.
هتفت سو ثائرة وصدرها يغلى كالبركان. انها تستطيع على الاقل ان تواجه اعداءها، واذا كانت ستبقى فلتبدأ معركتها الان وقبل ان يسيطر عليها السيد فيندلى ! وقفت قربه فرأت نفسها منعكسه فى عينيه الساخرتين وشعرت بضألة حجمها أمام ضخامته . لكنها ستريه ان عنفوانها كفيل بتعويض هذا الفارق كان واضحا انه يسيطر على جون فريزر ! التفتت الى جون وضايقها ارتباكه، فقالت والشرر يتطاير من عينيها الثائرتين:- هل تسمح لمديرك دائما بأن يسيطر عليك بهذا الشكل؟.
- سوزان!.
هتف والدها ثم صمت مكهرب. توردت وهمدت ثورتها فجأة يبدو انها اقترفت خطيئة كبرى ويجب ان تعتذر. لكن أباها تابع ووجهه يشحب فى غرابة:- سوزان، سبق وأفهمتك ان ميريك شريكى.
فأجابته وهى تطرف حائرة :- لكنه شريك مسيطر اليس كذلك؟ انى اعتذر عن وقاحتى وخاصة انى جديدة هنا. ولكن السيد فيندلى لم يكن دمثا بدوره.
فقال ميريك فى برود:- قد تكون سوزان مصيبة يا جون. وبدلا من التعارك السوقى أفضل ان اتفق واياها على هدنة ، ولا شك اننا سنجد وقتا وفيرا للتفاهم فى ما بعد. انى أعلم انك متزوج يا جون، وبالتالى ، من المحتمل جدا ان تكون لك ابنة . لنقفل الموضوع الان ولنبحث الترتيبات بشأن المنامة .
فقالت سو فى جمود:- لم افكر فى مكان النوم، وحتما سأجد غرفة فى القرية.
فقال جون فريزر :- لن تذهبى الى القرية يا سو ، فهذا بيتك ومن اليوم فصاعدا تعيشين معى لا أريد ان اخسرك وانا بالكاد وجدتك.
بدا تعبا واهنا فتملكها ندم ثقيل. فالنبأ الذى أتت به ازعجه ولا شك برغم انه لم ير أمها منذ سنوات طويلة . انتابتها رغبة مفاجئة فى البقاء كى تعتنى به. وهو يحتاج بالطبع الى من يرعاه لكونه يعيش وحيدا فى هذا البيت. وتمنت فقط لو يختفى ميريك فيندلى بدل ان يقف كالمارد فوقهما وبذلك التعبير المتعالى على وجهه، كى يتمكنا من التفاهم فى ما بينهما .
خاب املها وهى ترى ميريك يتمخطر صوب النافذة ثم يقف عندها والافق الغارب خلفه. ظنت للحظة انه على وشك الاستئذان ثم الرحيل ، لكنه تأمل الفضاء قليلا واستدار اليهما قائلا:-تعلم يا جون ان لا مكان هنا لاقامة سوزان، لكن هناك غرفا كثيرة فى البيت الاخر . غرفتك ماتزال ... منذ الاسبوع الماضى، واذا انتقلنا فورا فقد نجد السيدة لينوكس ما تزال هناك لتهيئ العشاء لسوزان.
- أرجوك.
قالت فى ارتباك لكن وجهه الوسيم ظل قاسيا. أدركت غريزيا انه كان معتادا على السيطرة، فما عليه الا ان يعطى الاوامر كى يسارع الناس الى تنفيذها. حسنا ، سيجد الان نفسه امام شخص لا ينفذ ! أشاحت بصرها عن عينيه القاتمتين المتحديتين وليس بدافع الخوف، فهى مستعدة جدا لمقارعته اذا شاء المقارعة ولن يجد فيهاى شيئا من خنوع ابيها .
قالت :- اذا كان هذا الكوخ صالحا لاقامة ابى فهو يصلح لى ايضا. لن أعجز عن ايجاد مكان أنام فيه وبدون ان نزعج السيدة لينوكس هذه .
استدار ميريك حانقا الى شريكه وقال فى نفاد صبر:- جون! هل لك ان تفهم هذه الفتاة بأن كيلى طفح بدون ان تضيف اليه هدرها لوقتى؟ أخبرها ان الغرف العليا نستعملها كمخازن لمختلف الاشياء القديمة البالية، وأن غرفة النوم الارضية الوحيدة ليست فى حالة أفضل. قد نحتاج شهرا لافراغ الغرف وليس لدى وقت أضيعه الان فى الجدل.
ضايق سو ان يوافق ابوها تماما على كلامه حين قال:- ميريك على حق يا عزيزتى الاقامة هنا غير مريحة. فأنا استعمل هذا البيت كمكان هادئ للكتابة، عندما أكتب، ولم أهتم بترتيبه كما يجب . انى كما ترين أعتمد على ميريك أكثر من اللزوم.
هذا واضح جدا.. قالت فى نفسها غاضبة ولكن هل من الضرورة ان يكون أبوها خاضعا الى حد الخنوع؟ أما يجب ان يصدر هو الاوامر بصفته صاحب الاملاك ؟ ربما كان من واجبها ولو لفترة على الاقل ان تبقى وتساعده على استعادة ثقته التى سلبه اياها هذا الطاغية . وربما فى البيت الاخر تصبح فى مركز افضل يمكنها من وضع السيد فيندلى عند حده !
توردت وجنتاها بلون دفاعى وهى ترمق ميريك وتقول بصوت حريرى :-سأفعل باقتراحك اذا كان ذلك يسر أبى على ان نعود للاقامة هنا بعد فترة معقولة، فأنا لا أرغب فى البقاء تحت بصرك لمدة طويلة يا سيد فيندلى .


نهاية الفصل الثانى


im1990 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس