عرض مشاركة واحدة
قديم 26-11-11, 12:15 AM   #24

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد ان توقفت السيارة تركها هيو هازا راسه هزة مقتضبة ، وبدا من الواضح أنه طردها من ذهنه بالسهولة نفسها التي طرد بها حديثهما الشائك ، إلا أنه تذكر بان يقول لها بانه سيقابلها فيما بعد لشرب الشاي.
وجدت سارة توبرمري بلدة صغيرة حلوة على الشاطىء الشمالي الشرقي للجزيرة ، وتجوّلت سارة في البلدة سعيدة بحريتها ، وقد شعرت بالأسترخاء لأول مرة بعد عدة أيام قضتها في صحبة الآلة الكاتبة.
شعرت سارة ، رغم قصر المدة التي مضت على مغادرتها للقلعة، بان الإحساس الخانق الذي قبض على قلبها بأصابعه الفولاذية بعد وفاة والديها قد أخذ يتلاشى ، إنها لن تفهم مطقا لماذا تقع مثل هذه الحوادث ، ولكن حدّة ألمها الثاقب قد إخذت تختفي ليحل محلهما نوع من القبول بالمحتوم ، اخف إحتمالا ، وداخل سارة ، وأشعة الشمس الدافئة تغمرها ، شعور براحة البال ظنت انه قد فارقها الى البد.
ليت جين كانت هنا ، يجب ان تكتب لها لتصف مشاعرها ، فلولا جين لما كانت سارة في هذا المكان ، وسارت بإتجاه المرفأ ،ووجدت أفكارها تنتقل من جين الى جيمس كار الذي وقع في حب جين منذ سنوات عديدة ، وكانت أم سارة تعتقد بأن زواجا بين جين وجيمس سيكون مثاليا ، إلا أن جين عبّرت عن ترددها دائما ، وبدون سبب واضح ، شردت افكار سارة الى هيو فريزر.
وهزت كتفيها بصبر نافد ، لماذا تعود افكارها دائما اليه؟
قررت سارة ، مصممة ، أن تنسى فريزر لفترة من الوقت ، وسارت متجولة في البلدة ، ملازمة الشارع الرئيسي الذي كان يمتد بمحاذاة جدار المرفا ، وراحت تنظر الى البيوت ، التي كانت من طراز القرن الثامن عشر ، بجدرانها الحجرية المتعددة الألوان وسطوحها المائلة ، وبدا كل شيء نظيفا ولامعا ، ولأستغرابها ، مهجورا.
واحست بالنعاس الذي كان يحوم في الفضاء حولها يصيبها بالعدوى ، فإستسلمت سارة له ، متكئة على جدار المرفأ المنخفض ، تاركة هواء البحر النقي يعبث بشعرها المصفف بعناية ويسري فوق بشرتها برقة ، وأحست بجفنيها يطبقان والدفء يغمرها.
وعلى حين غرّة مدفوعة بنوع من الحدس الحاد ، إنتفت سارة وإتجهت بنظراتها الى الطريق القريب منها ، وشاهدت لدهشتها ، الشاب الذي انقذ حقيبتها يوم وصولها الى الجزيرة يخرج من أحد الأمكنة المواجهة للبحر ، وطرفت بعينيها ثم نظرت مرة أخرى ، إنه الشاب الغريب الملتحي نفسه ويمكنها التعرف عليه في أي مكان .
بينما أخذت سارة تراقبه بدون أن يراها ، حمل هو بعض صناديق المؤونة في صندوق سيارته ، إنه ما يزال هنا إذن ! لعله أحد سكان الجزيرة ، او لعله إستأجر بيتا هنا ، مما يفسر حاجته لصناديق المؤونة هذه ، علت جبين سارة تقطيبة عابسة بدون مبرر وراقبته يبتعد بسيارته ، كان قد نظر بإتجاههما نظرة عابرة بدون ان يلوح عليه أن يعرفها ، هذا ليس غريبا فهما لم يتقابلا إلا لمدة قصيرة ، ولكن سارة وجدت تفسيرها صعبا على التصديق، وعادت الى المنظر تتأمله xxxxxة .
في طريق العودة ذكرت سارة مقابتها لهذا الشاب أمام هيو.
" اعتقد أن كثيرا من السياح يزورون جزيرة ( مل ) كل عام؟".
قالت بتردد ، وتمنت للحظتها لو أنها لم تذكر شيئا عن هذا الشاب لهيو لأنها خشيت ان يظن بها الفضول الشديد .
" هل يثير أهتمامك يا سارة؟".
" ليس الى حد كبير ، إنني استغرب فقط لماذا لم يتابع رحلته".
" لا تدعي الأمر يزعجك " وإختلط المكر بإبتسامته القاسية : " لا تنسي أن المجتمعات الصغيرة تولد الفضول ، هل سبق لك أن عشت في بلدة صغيرة ، يا سارة؟".
" ان الناس في المجتمعات الصغيرة يهتمون بالآخرين ".
" ان في مقدورهم أيضا أن يسببوا الإختناق".
أجابها بحدة.
" لا أظن ذلك !".
" إذن دعينا نتفق لا أن نختلف " قال متشدقا : " يبدو اننا نختلف حول مواضيع كثيرة".
لاحظت سارة في كلماته شيئا من التبرم ، وكانه كان يكتشف ، كارها ، ضرورة ان يسلم بوجود أنماط مختلفة للعيش ، هل يجد يا ترى ، الضغط المتواصل الذي تتطلبه حياة أكثر أستقرارا مدعاة للغيظ الشديد ؟ وهو الذي تعوّد على الإستمتاع بحريته وعلى التجول حول العالم ، وعادت سارة بإنتباهها الى ملاحظته الأخيرة
" هل تجد أنه أمر غريب ألا يكون بيننا أشياء كثيرة مشتركة؟".
" ها !". وضحك دافعا برأسه الداكن الى الوراء : " الم يذكر لك احد يا سارة ، بأن الرجال والنساء لا يشتركون إلا في القليل وأن العاطفة الوحيدة التي تستطيع احيانا أن تسد الفجوة بينهم هي عاطفة خطيرة جدا؟".
أدارت سارة رأسها بسرعة ، كان من الممكن أن تجيب بصراح ... لا ، ولكن لأنها شعرت بانه كان يطأ ارضا محرمة عن عمد ، فقد قررت أن تلتزم الصمت ، وبالإضافة ، لماذا يجب أن تعترف له بنقصان تجربتها؟ إنه يملك من الصلف والإعتداد بالنفس ما سيجعله يرى في هذا مدعاة للتسلة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس