عرض مشاركة واحدة
قديم 26-11-11, 10:24 PM   #26

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

سارعت سارة الى سكب بعض الشاي ، ورتبت بعض قطع البسكويت بذوق فوق صحن مزين.
سآخذ هذه الصينية الى بيدي بنفسي ". قالت لكاتي التي راحت تحوم حولها : " لعلني أستطيع أن اساعدها قليلا قبل ان اتناول فطوري".
إشتكت بيدي لسارة من آلام مبرحة في الورك ، وقالت أن الحبوب التي وصفها لها الطبيب لم تناسبها مما دفعها لأن تلقي بها في المغسلة ، وبدت سعيدة بالشاي ، إلا أنها انّبت سارة على تحملها هذا العبء.
" اظن ان الأسبرين ينفع في مثل هذه الحالات".
قالت وهي تخرج حبتين من زجاجة وجدتها في المطبخ ، ولدهشتها إبتلعت بيدي الحبتين من دون معارضة ، تحت مراقبة سارة التي سجلت في ذهنها ضرورة ان تتحدث الى الطبيب عندما يأتي لزيارة بيدي ، ولمّا حاولت الأخيرة أن تغادر فراشها قالت لها سارة بحزم:
" أن ما تحتاجين اليه الان هو الدفء والراحة ، ثم أن هنالك فتاة أخرى في البيت بالإضافة اليّ والى جيل التي ستصل اليوم ، من المؤكد اننا سنستطيع تدبير الأمور فيما بيننا".
" الآنسة جيل ؟". وغمر الإستياء عيني بيدي الزرقاوين بلون البحر ، ماذا سيقول السيد هيو إذا ما لزمت الفراش؟".
اجابت سارة بلهجة لاذعة وهي تغلق الباب:
" شيئا لا يمكن مقارنته بما سأقوله نا ، لو غادرت الفراش".
وفكرت سارة بالسيد هيو ، وهي في طريقها الى المطبخ ، لا شك أن بيدي ستقوى على مغادرة الفراش خلال يومين أو ثلاثة ، ولكن إذا ما ارادها هي وان تقوم بالطبخ فعليه ان يحاول تدبير اموره في المكتب من دون مساعدتها ، إذ ليس بإستطاعتها ان تقوم بالمهمتين معا ، ثم أنه لن يؤذيه إكتشاف انها ليست سهلة الإنقياد بالدرجة التي يتخيّلها.
وجدت هيو في إنتظارها في المطبخ ، واقفا قرب النافذة ينظر الى الساحة ، وقد كادت كتفاه العريضتان تملآن النافذة الطويلة ، فغمر سارة شعور مثير لجمها عن الكلام لحظة ، وإستدار هيو عندما سمع خطواتها ، وحطت نظراته على وجهها اليافع الصافي.
" صباح الخير يا سارة ، اظن انه من الأريح لك ان أتناول الفطور معك هنا".
كم تبدو كلماته حافلة بالمودة! ولكن سارة ليست بالفتاة التي تخدعها مثل هذه اللهجة التي تخفي في طياتها نفاد الصبر الذي يتصف به الرجال وبالكاد تستطيع إبتسامته أن تخفي عدم ترحيبه بهذا التغيير في الروتين اليومي ، واومات سارة برأسها بفتور وهي تضع بعض شرائح اللحم تحت المشواة ، وسالته بلهجة حادة قبل ان تتناول المقلاة:
" كم بيضة تريد؟".
وإتسعت إبتسامة هيو اللاهية وهو يقترب ليقف بجانبها.
" إن مزاجنا لا يبدو على ما يرام هذا الصباح ، أليس كذلك؟".
ونظر اليها من فوق انفه المستقيم بعينين تتالقان بالخبث .
" هل أنت مغتاظة مني لأنني طلبت منك أن تعدي الفطور؟".
ضحكت سارة على الرغم منها ، وتلاشى غضبها.
" في الحقيقة لا ". وقابلته عيناها الزرقان بجراة ، ولكنك تحب إعطاء الأوامر.
"هل يزعجك أن تمدي يد العون يا سارة؟".
" لا ، إذا وجّه الي الطلب بالأسلوب الصحيح".
وأدركت بان تصرفها كان طفوليا ، ولكن خصلة من العناد في طبعها جعلتها تصر على مسلكها مع علمها بأنه إنما كان يحاول إستثارتها عن عمد .
وإبتسم هيو :
" لقد إعتدت على إعطاء الأوامر يا سارة ، حتى أنني كدت أنسى كيف اصوغ طلباتي بالأسلوب الصحيح ، لعلك تستطيعين ان تعلميني".
كان ما يزال واقفا بجانبها مهيمنا قرب الموقد ، يبدو أنه كان يمارس رياضيته الصباحية على ظهر حصانه.
" لن يكون بوسعي أن افعل كل شيء".
وكسرت بيضة ، من دون إحتراس في المقلاة محاولة أن تستعيد تمالكها لنفسها.
" وماذا بشان المكتب؟".
ولكن سارة لم تربح هذه الجولة أيضا.
" استطيع أن أطلب المساعدة من بيث عندما تاتي هذا المساء".
قال بلطف وعيناه تستقران على بياض عنقها المصقول فوق فتحة قميصها.
" لقد عرضت المساعدة".
وضعت سارة الزبدة فوق البيض باسرع مما يجب ، فتطايرت الرشاشات الحارة بملامسة ذراعها مما جعلها تطلق صيحة الم قصيرة قبل أن تسحب ذراعها بسرعة ، رامية الملعقة من يدها ، وغامت عيناها بدموع اليأس وهي تحاول ان تغطي المساحة المحروقة بيدها.
أطلق هيو صرخة مختنقة .
" دعيني ارى ما اصابك ! لقد ظننت ان كاتي هي الوحيدة المهملة هنا ، كم مرة كتب علي أن أنقذك يا ترى؟".
والقى نظرة سريعة على وجهها المصدوم ، ثم توجه الى إحدى الخزائن وعاد حاملا انبوبة مرهم غطى به الحرق ، وكانت هذه هي المرة الثانية التي اشار فيها الى مغامرتها فوق الصخور منذ حدوثها.
" هذا يكفي!".
صرخت سارة بحدة إذ افرغ محتويات الانبوب فوق يدها ، وآلمتها لسعة ملمس اصابعه أكثر من لسعة الحرق ، وأحست وهي ترتجف بانها عزلاء أتجاهه ، وتمتمت بشيء من الخجل وهي تسحب ذراعها:
" آسفة، أن الحرق بسيط ، وهو لا يستدعي الخوف الذي أصابني ".
وشمّت رائحة شيء يحترق فسارعت مبتعدة لتنقذ محتويات المقلاة.
" أظن انه يمكنني ان أساعدك في المكتب بعد الغداء ، بعد إنتهائي من العمل هنا ، كاتي تستطيع تصريف امور المطبخ بمفردها لمدة ساعة أو ساعتين".
" إذن ، لن نحتاج الى بيث كما يبدو لي".
قال معلقا بدماثة ، ورماها بنظرة متاملة من عينيه اللتين راحتتا تبحثان عن ضمادة في صندوق الإسعاف...
" ليس بالضرورة ، ولكن إفعل ما تشاء".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس