عرض مشاركة واحدة
قديم 27-11-11, 09:37 PM   #30

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

لما رجعت سارة بعد عشر دقائق ، وجدت ان هيو قد غادر القاعة ، ولم تجد له أثرا في المكتبة عندما ذهبت لترى ما إذا كان بحاجة الى مساعدة عاجلة ، وكان أيان قد اصر على ان تضع ضمادة مناسبة على ذراعها مما إستغرق بعض الوقت ، ولم تشا سارة ان تعترف حتى لنفسها ، بانها إختارت أن تتلكأ مع ايان عن قصد آملة ان تتجنّب هيو واية ملاحظات لاذعة قد يبديها حول مسلكها.
أما ما تبقى من فترة ما بعد الظهر فقد قضته سارة في المطبخ متحملة مضايقات جيل التي راحت لتوها تشكو من الملل ، وراحت جيل تتبادل الضحكات مع كاتي التي كانت تعرفها جيدا ، ثم أخذت تكيد سارة بشأن ايان ماكنزي:
" رايتكما متشابكي اليدين في القاعة ، ماذا كنتما تناقشان بهذه الجدية ؟ ليس روماتيزم بيدي بالطبع ؟ لقد ذكرت لهيو بعدها ان ايان بدا وقد إفتتن بك".
" قلت لي بان الدكتور ماكنزي رجل مسن وطيّب !".
وضغطت سارة على الكلمتين الأخيرتين بوضوح.
فقهقت جيل دون ان تبدو عليها علامات التوبة:
" حسنا ، اليست هذه هي الحقيقة ؟ كان عمي ديفيد يقول بان ايان ولد عجوزا – عجوزا مستبدا ! إنه لا يصف لي إلا المحاضرات !".
حاولت سارة دون نجاح ان تخفي إبتسامتها وهي تنحني لتضع طبقا في الفرن ، ربما لم يكن الخطأ خطا جيل لأنها تبدو اصغر من عمرها ، إنها فتاة مسلية بلا شك ، ولكن مزاجها المتبدل متعب ، من الافضل الا تذكر امامها بأن ايان طلب منها الذهاب الى حفلة رقص تقليدي ، ثم أن سارة لم تبد قبولا للفكرة بعد ، بسبب واجباتها الكثيرة ، ولكنها لم ترفض الدعوة ايضا إذ وعدت ايان بأن تبلغه قرارها في وقت ما خلال الأيام المقبلة.
" متى تعود أمك من اميركا؟".
سألت سارة مغيرة الموضوع ، وهي تفك شريط مريولها لتغير ثوبها.
لم تستسغ جيل تغيير الموضوع ، وردت من دون حماس:
" لا اعرف متى تعود".
وهزّت كتفيها ، ثم أضافت قائلة وهي تتبع خطوات سارة عبر القاعة .
" يوما ما ، على ما أعتقد".
" لم تذهبي معها ؟".
" لا ، كما هو واضح !".
قالت لاوية شفتها بشيء من الوقاحة.
" كان من الممكن أن أفعل ، لو انها إنتظرت حتى شفائي من العملية ".
عضّت سارة على شفتيها بشك ، إذا كانت جيل ارادت السفر الى أميركا فليس من الممكن أن يكون حبها لهذا الرجل في لندن حقيقيا ، إلا إذا كانت قد نوت إصطحابه معها.
تابعت جيل ، عندما لم تعلّق سارة ، بصوت مشاكس:
" يداخلني الشعور بان امي تعمّدت الذهاب لحظة ان علمت بأنني لا استطيع الذهاب معها ، وقد تذرعت بإضطرارها الى الذهاب لأسباب عائلية ، ماذا يعني هذا ؟ لا ادري ، وتم كل شيء تحت ستار من الكتمان ، ولكنني واثقة أن هيو يعرف السبب ، الا تستطيعين ان تتزلفي اليه لتعرفي الحقيقة؟".
إتزلف اليه لأكتشف سرا ! وضحكت سارة في قرارة نفسها وهي تتوقف قرب باب غرفتها ، لا يستطيع أحد ان ينتزع شيئا من فريزر سواء بالإقدام على إستعمال الأساليب الملتوية أو الإحجام عنها ، وهي لا ترغب في المحاولة.
وخصوصا لإشباع فضول جيل.
" ساترك هذا لك".
وإبتسمت ثم أغلقت باب غرفتها بهدوء.
بعد العشاء ذهبت سارة مع هي والى المكتبة لأنجاز بعض العمل إذ اراد إنهاء بعض المراسلات ، وقال لها بانها تستطيع طباعة الرسائل في الصباح على ان تنتهي منها قبل موعد بريد العصر.
بدا هيو في بدلته الرمادية ضامر الجسم جذابا ، وجلست سارة ، ثم أقبلا على العمل بصمت ، وأحست بنبرات صوته العميقة وهو يملي الرسائل عليها تتلاعب بأعصابها بطريقة مزعجة.
وعندما إنتهى ، مد يده الى سيكارة واشعلها ، وحبست سارة انفاسها وعيناها تتحولان عن وجهه المنحوت من صخر ، باحثة عن شيء تحوّل اليه إنتباهها.
ووقعت عيناها فجأة على خيالها في المرآة الطويلة قرب المدفاة فراحت تتفحص مظهرها بموضوعية ، بدت البلوزة الفاتحة التي إرتدتها مع تنورة سوداء مخملية طويلة وكأنها قد زادتها نحولا ، بينما لاح شعرها هذه الليلة أكثر إشقرارا وجمالا.
وفجأة ، ومن دون سبب ، أحست بالسعادة لأنها لم تكن بالفتاة القبيحة.
عادت سارة بنظراتها الى الغرفة ، وإحمرت وجنتاها إذ قابلت نظرات هيو الساخرة.
فوجئت سارة وإرتبكت عندما قال لها هيو بغتة بلهجة مرحة:
" تبدين جميلة هذه الليلة ، كما ان العشاء الذي أعددته كان لذيذا ، لا أعرف كيف تستطيعين التدبير ، ولكن حدسي بانك تعرفين الطبخ كان صحيحا ".
" ولو لم يكن؟".
" إننا على شيء من التهذيب ، حتى في هذه المناطق المتوحشة".
رد مبتسما .
" هذا يثير دهشتي".
" إن بيدي تبدو مرتاحة ، ولم تلجأ جيل للشكوى ، يجب ان اعترف بأن كفاءتك احيانا تثير دهشتي".
قال مزيحا سخريتها جانبا.
نظرت اليه سارة بتحد ، واجبرت نفسها على عدم الإستسلام للضعف .
" الكفاءة والمظهر الحسن غالبا ما يسيران جنبا الى جنب".
ردّت وقد أغاظتها صراحته الفجة.
" هناك انواع للجاذبية وحسن المظهر ، إن الرجل بحاجة الى أن يحتفظ بهدوء أفكاره".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس