عرض مشاركة واحدة
قديم 24-12-11, 12:36 AM   #12

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

2- حريق لا يرحم


كانت ليندا تقود سيارتها على مهل بمحاذاة الشاطىء متجهة الى مقر عملها ، وبين الحين والآخر تمسح بعصبية ظاهرةعينيها المغرورقتين بالدموع ، وتحاول جاهدة أن تفكر بشيء آخر ينتشلها من صور الماضي الأليمة، فقد إكتشفت لتوها ، أن لا فائدة من الخوض مجددا في متاهات ذكريات موجعة طوى صفحاتها الزمن ، ثم سلكا طريقا فرعية ، لتتفادى المرور في بلدتها تايمز ولتصل بسرعة أكثر الى عملها.
بالرغم من الأيام الحلوة التي أمضياها معا ، لم يأتيا أبدا على ذكر المستقبل ، كانت خائفة من شيء ما لم تتمكن من تحديده ، تخاف على حبها من الغد خاصة وأنها لا تعلم حتى الساعة حقيقة شعور ريك ، لكن تأجيل موعد سفره دليل كاف لها على أنه يود رؤيتها بإستمرار ، وهذا يعني أن علاقتهما لم تكن مجرد تسلية بل اعمق من ذلك بكثير ، وعادت بها ذاكرتها الى النزهة التي قاما بها الى خليج إكتشفاه صدفة ، فأمضيا نهارا كاملا يفترشان رمال الشاطىء ولشدة فرحها يومها لم تتوان عن عناقه بطريقة لم يعهدها فيها من قبل ، ففقد ريك توازنه يكاد يسقط أرضا ، وضحكت كما لم تضحك من قبل ، لكن ما لبثت أن أصابتها رجفة فإبتعدت عنه ، أفلتها ريك ونهض بتوتر واضح ليجلس بعيدا.
أحست ليندا بدوار فظلت مستلقية فترة قصيرة ، نهضت بعدها وجلست قربه ،واضعة يديها على ركبتيها تريح راسها عليهما ، فغطى الشعر الطويل وجهها ، لم تشعر إلا ويده تلامس راسها ، فأزاح شعرها بأصابعه وقال بلطف:
" أنا آسف يا حبيبتي فقد أخفتك أليس كذلك؟".
" كانت غلطتي ، لم أقصد إغاظتك".
" لم تغيظيني ، فتصرفك عكس حقيقة مشاعرك ، لقد غاب عن بالي انك لست سوى طفلة ".
" لست طفلة ، أنا في التاسعة عشر من عمري".
" حقا؟ وأنا في السادسة والعشرين وكنت على علاقة بفتيات كثيرات ، معظمهن أكثر خبرة منك ".
" آسفة لأنني خيبت أملك".
ووقفت تلملم أغراضها ، فنهض بدوره وجذبها اليه غير آبه بمقاومتها وصرخ بتأوه:
" ليندا لا تذهبي ، اريدك أن تفهمي أنني تمتعت برفقتك أكثر من اية فتاة اخرى".
" لطيف كلامك هذا".
كانت تعلم أنه لا يعني ما يقوله ، فهو يحاول بلطف ان ينسيها كيف جرح شعورها منذ لحظات ، وأمسك ريك بذراعيها وعيناه مسمرتان في عينيها قائلا بسخط :
" أنت لا تصدقين ما أقوله ، أليس كذلك ؟".
بقيت ليندا على صمتها ، وفي برهة تحولت صورته الى ما كانت عليه يوم إلتقيا للمرة الأولى ، طفل متجهم ، عاقد الحاجبين ، وما لبث أن إستعاد إبتسامته وقال بإشمئزاز :
" على كل حال ، أشكرك على ثقتك بي ".
لم تنم ليندا تلك الليلة ، كانت تفكر بريك وبكلامه ، لماذا لم يجاملها كعادته عندما أوصلها الى الفندق ؟ أقلقتها الأسئلة لا تجد لها جوابا يريحها ، فلم يغمض لها جفن حتى طلوع الصباح ، حين زارها ريك وكأن شيئا لم يكن ، كانت الإبتسامة تعلو شفتيه وأسارير وجهه إنفرجت بإرتياح مفاجىء.
وفي اليوم الأخير من العطلة ، سألها ريك عن عنوان منزلها ودوّنه في مفكرته الصغيرة ، فسألته ليندا:
" أيمكنني الحصول على عنوانك؟".
فتردد ، وبدا وكأنه يمانع في ذلك ، وإستبد بها قلق هائل لم تنجح في إخفائه ، فإبتسم قائلا:
" اتشكين في أنني سأتصل بك ؟".
" لا ابدا ، وأنت لا تقلق فانا لن...".
ولم يدعها تكمل عبارتها ، فقد أرادت أن تطمئن باله من انها لن تطارده أو تحرجه إذا عدل عن الإتصال بها ، فقاطعها بعنف وكأنه يقرا افكارها:
" كفى يا ليندا".
وتناول مفكرته ثانية ، وكتب عنوانه ثم نزع الورقة وقدّمها لها بعصبية وأردف:
" هذا عنواني ، ولن تكوني بحاجة اليه لأنني مصمم على رؤيتك بإستمرار".
وإفترقا ، كل في طائرة ، على أمل اللقاء في المطار.
إنتظرت ليندا وجاين ريك في المطار حسب الإتفاق ، وما أن شاهد ليندا حتى أسرع اليها وحيّاها كأنه لم يرها منذ شهور ، فإستسلمت لشرود عذب وتخيلت نفسها زوجته أو خطيبته تستقبله بعد غياب ، ولاحظ ريك شرودها ، فربت على خدها يعيدها الى واقعها ، وإستدارت تساعده في حمل الحقائب.
ترددت جاين في قبول دعوتهما للعشاء ، فالألم الذي سببه إفتراقها عن صديقها الفرنسي ما زال يحز في نفسها بالرغم من تواعدهما على المراسلة ، لكن أمام إصرار ريك وعزم ليندا على عدم تركها فريسة للألم والكآبة وافقت جاين على مرافقتهما.
تناولوا العشاء في مطعم صغير متخصص في تحضير مختلف المآكل الشرقية ، إعتاد ريك إرتياده ، وبما ان الفتاتين غريبتان عن جو كهذا ، فقد اخذ ريك على عاتقه تفسير ما تحمله لائحة الطعام من اسماء غريبة ، كما تولى إختيار أصناف الأكل حسب ما قدمته الفتاتان من مواصفات .
أشعلت جاين سيكارة وإتكات على كرسيها بغبطة ظاهرة معلّقة :
" شكرا يا ريك على هذا الطعام الشهي".
" يسعدني أنه نال أعجابك ، ما رأيكما بقليل من القهوة؟".
فإعتذرت جاين عن تناول القهوة وقامت لتغسل يديها، بادر ريك ليندا مبتسما:
" اعتقد أنها أصيبت بالتخمة".
" أجل ، ولكثرة ما أكلنا ، لا أقدر على التفكير بشيء".
" هل أطلب لك فنجانا من القهوة ؟ بإمكانك الحصول على قهوة تركية هنا".
" اهي جيدة ؟ فأنا لم أذقها قبلا".
" اعتقد ذلك".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس