عرض مشاركة واحدة
قديم 26-12-11, 12:25 AM   #16

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


من جهته ، وافق ريان على بقائها وسالها ما إذا كانت بحاجة الى المال ولكنها بالطبع رفضت حتى لا تكون مدينة لأحد.
قامت ليندا حتى الآن بثلاث زيارات لريك في المستشفى ، فوجدته في كل منها عاجزا عن الحراك بسبب المهدئات القوية التي كان يعطى.
أما ريان فكان يزور المستشفى كل مساء متكلا على ليندا للقيام بالواجب خلال النهار ، لأن اشغاله لا تسمح له بذلك ، فهما الزائران الوحيدان المسموح لهما برؤية ريك ، لذلك شعرت ليندا بأنها محظوظة ، فأحبت ان تظهر أمتنانها لريان.
" لا تشكريني يا ليندا فريك يطلب مشاهدتك ويشعر بالإرتياح لذلك ، كنت على حق عندما قلت انه بحاجة اليك ".
خلال الزيارة الرابعة حرصت الممرضة على تنبيه ليندا الى مستجدات هامة قبل دخولها الغرفة .
" ستجدينه مختلفا هذه المرة فقد خفّف له الطبيب المهدئات فصار واعيا أكثر ، وبالتالي متألما أكثر ، ونحن نحاول إبقاءه هادئا قدر المستطاع".
" اشكر لك إهتمامك وسأعمل على عدم إثارته".
" لا أخفي عليك يا آنسة أنه لم يكن مطواعا عندما رآه الطبيب في الصباح ، أهو متقلب المزاج الى هذا الحد؟".
وفوجئت الممرضة بجواب ليندا :
" أظن أنه ليس سهل الطباع أبدا ".
ثم إنسحبت بعد أن إطمانت الى أن ريك لا يحتاج الى شيء ، فوجدت ليندا نفسها وحيدة مع رجل مستقبلها الغامض ،وحارت كيف تبدأ الحديث ، فلم تجد سوى الكلام عن الممرضة الطيبة:
"ممرضة ممتازة أليس كذلك؟".
" الممرضة سيدني رائعة حقا وتملك طريقة فعالة في التخفيف عن المتألمين".
إقتربت ليندا من السرير تنظر اليه ثم مدت يدها الناعمة ليحبسها في قبضته ، لا شك أنه يبدومختلفا الان ، إختفى ذلك البريق العابث في عينيه ، وإلتصقت بشرته بعظام وجهه ، ولم تعد تلك الصفات الصبيانية موجودة في ملامح محياه ، كما عهدته سابقا ، فأدركت ليندا في قرارة نفسها ، انها لن ترى فيه ثانية ذلك الصبي الشقي الذي خلب عقلها بمرحه.
سالها ريك بإهتمام كبير بعدما لاحظ وجومها :
" ما الأمر؟".
" لا أعلم لماذا تبدو متقدما في السن".
فقال الشاب بحزن واسى :
" أنا أشعر بذلك ايضا ، فالألم الفظيع الذي أعانيه فعل فعله وهد قواي".
رات ليندا الخوف القابع في عينيه فقالت بصوت متهدج:
" ليس الألم ما يشغل بالك ، أليس كذلك؟".
شدّها ريك الى صدره بقوة وعانقها بلهفة وإصرار وكأنه يحاول الفرار من هول ما ينتظره ، وتجاوبت ليندا معه في محاولة للتخفيف عنه ، علّه ينسى حالته البائسة قليلا وينعم معها بهنيهات فرح.
فجأة أطلق ريك صرخة ألم ، فنهضت تحاول ترتيب شعرها المتناثر على وجهها بفوضى:
" ما بك يا ريك ؟ أتريدني ان أدعو الطبيب ؟".
" لا حاجة لذلك ، لماذا سمحت لي بعناقك؟".
" لأنك بحاجة لذلك".
تنفست ليندا الصعداء عندما رات الخوف يغيب من عينيه ، وإبتسامة الرضى ترتسم على شفتيه ، كان بحاجة الى هذا العناق ليستعيد ثقته بنفسه بعض الشيء .
وسألها ريك هازئا:
" أتنوين إعطائي كل شيء احتاج اليه؟".
" أجل".
" هناك شيء واحد لا أحتاجه وهو الشفقة منك".
" كن على ثقة إنك لن تنالها ، المهم انك حي وتلقى أفضل عناية طبية ممكنة ، ويوما ما ستخرج من هنا وتعود الى ملاحقة الفتيات ،وحتى يأتي ذلك اليوم ستبقى في عهدتي ".
" أنا لم الاحق الفتيات في حياتي ، ثم ماذا تعنين بقولك أنني سأبقى في عهدتك ؟ لطف كبير منك ان تبقي معي ، لكن من الآن وصاعدا سأتعلم الإهتمام بنفسي من غير مساعدة أحد ، فما عليك إلا العودة الى البيت والإهتمام بشؤونك ، سأتصل بك فور الخروج من هنا".
" شكرا على محاضرتك القيمة ، لكنني باقية معك".
" لا تتساخفي يا ليندا ! ألا تدركين انني قد أمضي هنا شهورا ، وأنت مضطرة للإلتحاق بالمعهد بعد أسبوع على ما أذكر ".
" الأمر في غاية البساطة ، لن التحق بالمعهد".
إنفجر ريك غاضبا :
" ستفعلين ، ثم ما الذي يجعلك تعتقدين أنني أرغب بوجودك؟".
نظرت اليه ليندا بطرف عينها وقالت بغنج:
" الم تظهر رغبتك منذ دقائق؟".
أجاب بهدوء لامبالاة :
" كنت بحاجة لي امرأة ، ولكن إهتمام الممرضة سيدني وتعاطفها لم يصل مع الأسف الى حد العناق ".
إنتشلها صوته من تفكيرها إذ قال :
" لا أستطيع ان أدعك تفعلين ذلك ! لا يمكنني ان أراك سجينة معي في هذه الوحدة !".
غلفت صوته هذه المرة نبرة ناعمة ، فإلتفتت بسرعة لترى حقيقة إنفعاله لكنه أطرق ينظر الى السرير فارا من فضولها.
" لن تستطيع منعي من البقاء هنا ".
رفع ريك راسه وصاح بسخط :
" سأفعل ! إذا لم تعودي الى البيت سأوعز لإدارة المستشفى بعدم السماح لك بزيارتي ، أنا حر في إختيار زواري ، قد تكون هذه الحرية الوحيدة التي املك !".
أطلقت ليندا زفرة الفشل وسلمت بالأمر.
" حسنا ، سأعود الى اللبيت لكن بعد أن تقطع وعدا بالسماح لي بزيارتك في نهاية كل أسبوع".
" السماح ؟ ولماذا تطلبين الأذن ما دامت هذه رغبتك ! لكن عليك أن تدركي أنك لست مرغمة على فعل ذلك ، وأنك حرة في التوقف عن زيارتي ساعة تشائين".
فردت الفتاة بهدوء:
" لست مرغمة ، بل افعل ما تمليه علي إرادتي".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس