عرض مشاركة واحدة
قديم 26-12-11, 07:08 PM   #12

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


" آمل ألا يرحل" ( قالت ميراندا) انه يعرف سبب دعوته إلى هذه النزهة البحرية, وإذا رحل قبل قدوم السيد انغرام سأكون في مأزق. كنا قادمين معا إلى الميناء, وفي أثناء الحديث اعلمته بسبب مجيئي إلى هنا وغاية السيد انغرام من دعوته للآخرين, وهذا قبل أن أعرف من يكون. كيف كان في مقدوري معرفته؟ ".
وقفت خوانيتا خارج باب ضيق محدقة في ميراندا.
" كان في استطاعتك معرفته من صورة ربما اطلعت عليها من قبل. ( ردت خوانيتا) طالما أنه في هذه الملابس والنظارتين السوداوين سيكون من الصعب التعرف إليه, وربما لهذا السبب أراد أن يبدو كذلك على ما أظن ".
قالت ميراندا بشيء من الغضب:
" ما رأيت صورته أبدا من قبل. وما سمعت به أو بموسيقاه حتى أول من أمس ".
" لم تسمعي به حقا؟( سألتها خوانيتا متعجبة) آه, انه يحب معرفة ذلك. انه انطوائي ويكره الدعاية التي ترافق أغانيه. من هنا خوفي الا يأتي معنا الليلة إلى النادي, ذلك أن لويز بينتز قد يثير ضجة حوله ويسلط عليه الاضواء. ما هو المأزق الذي ستقعين فيه إذا رحل قبل وصول دوغ انغرام؟".
" قد أخسر وظيفتي وأنا لم أبدأها بعد " .
" لا تخافي, لن أدع هذا يحصل. والآن هذه حجرتك " .
فتحت خوانيتا الباب, ودخلتا إلى مقصورة صغيرة مرتبة تحتوي على سرير, خزانة, علاقة ثياب وحمام. وكان الضوء يتسرب إليها من كوّتيها الصغيرتين.
" بيننا بابان, وهذا شيء مفرح, عندك راديو " .
لم تعرف ميراندا كيف تخاطبها, فلقبتها ( سنيورة ) .
" أرجوك ناديني نيتا. ( قاطعتها خوانيتا ضاحكة) إن كلمة سنيورة كلمة اسبانية فيها كثير من التكلف بين انكليزيتين. عليك أن تتذكري دائما أنني درست في انكلترا وأنني ابنة طومس غالنت. مع أنني أشبه أمي البورتوريكية وطبعي لاتيني " .
" ولكن أكيد أن السيدة غالنت والدتك " .
لاحظت ميراندا متذكرة جمال دون غالنت الفضّي كأشعة شمس شاحبة وذلك في عتمة مكتب في لندن بعد ظهيرة أحد الأيام من شهر تشرين الثاني.
" دون زوجة أبي. تزيدني بست سنوات فقط. التقاها أبي في ميامي. يومها كانت تغني مع فرقة في ناد. حين التقت روجر أحبته, لكنه كان في عالم آخر, وهكذا صارت من نصيب والدي " .
قالت خوانيتا ذلك بشيء من العبوس والتهكم.
" أحكي كثيرا, واشعر أنك تعبة وغير قادرة على الاهتمام بتعقيدات عائلة غالنت. سأبحث عن أخي كارلوس الذي على رغم اسمه الاسباني تلقّى دروسه كبقية الاميركيين في الولايات المتحدة . ناديه تشك, برضاه. سيحضر إليك حقائبك " .
وخرجت, فبدت الحجرة غارقة في الهدوء من دون حضورها الحي المشع.
تهالكت ميراندا على السرير مرهقة ورمت بحذائها. احست بقدميها أكبر حجما مما هما في الحقيقة. نظرت إلى نفسها في المرآة وتعجبت كم هي باردة وجامدة. لباسها الأزرق البحري لم يزل كما كان, وشعرها ناعم. وحدها دلائل الحر دمغت خديها المحتقنين, وبدت عيناها أكثر اتساعا. خلعت جاربيها. كانت بشرة ساقيها بيضاء. وتذكرت خوانيتا, وكانت سعيدة أن هذه فتية ولطيفة. لطفها محا إلى حد ما الخيبة التي شعرت بها حين عرفت أن مرافقها من المطار كان روجر غالنت.
وتساءلت عما دفعها إلى أن تفصح عن خطط الترانسمارين لشراء ****ات غالنت وتنتقد بلا تحفظ شخصا لم تكن تعرفه, هذا الشخص الذي رافقها وكان موضوع حديثها بالذات؟ كان عليها أن تتذكر أن السكرتيرة يجب ألا تثرثر للجميع عن أعمال رئيسها. لكن غالنت كان لطيفا إلى درجة كان من الصعب عليها عدم التحدث إليه.
( هذا ليس عذرا, يا ميراندا) هكذا تخيلت ميراندا العمة كلارا تحذرها من التحدث إلى الغرباء. لكنها عصت هذه النصيحة وانخدعت.
راجعت القضية بدقة ورأت أن روجر ربما كان غاضبا لأن السيد انغرام خدعه كذلك, وهي لا توافق على حيل رئيسها في اقناع مؤلف موسيقي بالالتحاق بنزهة الاستجمام البحرية للبحث في مستقبل ****ات غالنت. قبل برهة وجيزة كانت تدافع عن السيد انغرام قائلة أنه لا يلجأ إلى أساليب غير أخلاقية. كم كانت غبية بالنسبة إلى روجر الذي عرف تماما مدى احتيال السيد انغرام.
سمعت طرقا على الباب فانتصبت بسرعة على قدميها. فتحت الباب, فإذا بشاب من عمرها كبير وقوي يرتدي زيا رياضيا قصيرا, شعره طويل أسود, داكن, عيناه على شيء من الزرقة الناعسة. حقيبتان عند قدميه. تنهد ومد يده الكبيرة.
" أنا تشك غالنت. طلبت مني خوانيتا احضار حقيبتيك. سعيد للتعرف إليك " .
سلمت عليه ميراندا وابتسمت.
" شكرا. هل لك أن تضعهما هناك؟ ".
وضعهما بسهولة قرب الخزانة وعاد لينظر إليها ثانية.
" آمل أن تتعشي معنا الليلة. يسعدني أنك لست متوسطة العمر أو متزوجة كالأخريات هنا. بدأت أشعر أنني أخطأت في القدوم إلى هنا, لكن حضورك وروجر جعل الوضع أكثر حيوية. دوغ ينعش الجو دائما حتى ولو على حساب والدي. إنه رائع, ولكن خبيث. أتسبحين؟ ".
" قليلا ".
" عظيم. ربما نسبح أو نغطس . هناك الكثير من التجهيزات على اليخت وقارب شراعي صغير . آمل في أن أراك ثانية " .
تمتم ذلك وهو يخرج.
فتحت ميراندا احدى حقيبتيها وأخذت مناشفها وقميص النوم. كانت ترغب في الاستحمام والنوم بين أغطية خفيفة في غرفة مكيفة الهواء.
نامت عميقا, ورأت حلما خلاصته أنها كانت تسبح في مياه خضراء دافئة تدغدغ بشرتها كما يفعل الحرير. وبعد هنيهة أدركت أنها كانت تحت الماء تهبط وتعلو كسمكة. كانت رغبتها كبيرة في الخروج من مسالك المرجان الضيقة إلى سطح الماء لكن شيئا ما كان يمسك بقدمها, وكلما صارعت, كلما عقلت به أكثر . تطلعت إلى الوراء فرأت عشبة بحرية بنية غامقة. وحين حدقت فيها صارت العشبة شعرة, كان أحدهم يسبح إلى جانبها واضعا قناعا بحيث أنها لم تتمكن من رؤية عينيه أو وجهه. وارتفع صوت:
" أنت ممسوكة الآن, لا مهرب. قبضت على أوهام غالنت, يا ميراندا " .
كان صوت يردد اسمها مرة بعد أخرى. فتحت عينيها فإذا بمن ينحني فوقها. شعر رمادي أجعد, حلق الماس في الاذنين وعنق مستدير ممتلئ, ملامح ذات ابتسامة متألقة. إنها زلدا انغرام.
" حان الوقت يا ميراندا. سنتعشى معا على الشاطئ, و دوغ يرغب في لقائك قبل الذهاب " .
جلست ميراندا وإحدى قدميها ملتفة بغطاء, وهذا ما جعلها تحس في الحلم بالقيد حول رسغها. تطلعت بصعوبة في الضوء الصادر عن لمبة موضوعة على الخزانة الصغيرة. ومن ثم إلى النوافذ الضيقة ذات الستائر البيضاء والزرقاء. لا شك أن الظلام مخيم في الخارج. و أدركت أنها كانت تحلم.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس