عرض مشاركة واحدة
قديم 31-12-11, 11:39 PM   #41

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


لا لم يستطع أن يخنقها ، فسرعان ما سحبها شخص من بين يديه ، وأطلق سراحها مما جعل غضب ريك يزداد إنفجارا صارخا :
" اللعنة ! ماذا تفعل ؟".
حملقت بها وجوه الفضوليين ، وهي تركض بسرعة ، تدفع أمامها البواب الكبيرة المؤدية الى ظهر السفينة ، علّها تستنشق الهواء النقي الذي يرطب وجهها المحموم .
لم يهتز حاجز السفينة ، على الرغم من انها شدّت عليه بأحكام ، وهي تتنفس الهواء الذي اخذت السفينة ترسله ، وهي تشق عباب الماء .
وما أن تلاشت سحابة الغضب التي طغت على أنتونيا ، حتى شعرت بيد شخص تلف خصرها بلطف ، رفعت رأسها ، لترى أمامها الشخص المخفي بدون راس .
" آه ...أهذا انت ؟".
نظر اليها الرجل المتنكر وهمس من أعماقه :
" هل تشعرين بتحسن الآن ؟".
" أجل أشكرك لأنك أنقذتني ".
طال الصمت بينهما أكثر مما توقعت ، لم تستطع ان تكتشف هويته وقد تميز بطول فارع ، لم تر مثله على ظهر السفينة من قبل ، فهو يفوق جي طولا ، وإن كان جي متميزا بطوله .
نطق أخيرا وكسر الجليد بينهما قائلا :
" ما الأمر ؟ ولم فعل ذلك ؟".
إرتجفت انتونيا من ذكرى الموقف ، لا سيما وأنها تعتبر ريك رجلا لطيفا ، لا نزعات عدوانية لديه ، فما الذي دفعه الى وضع أصبعه الرغامى وكاد بذلك أن يقتلها .
" لا شيء على الإطلاق ".
حاولت الا تخوض الموضوع معه حرصا على مصلحتها الشخصية .
فاجابها :
" لن يصرع الرجل فتاة لا تستحق ذلك ( جاءت همساته وكأن صبره قد نفذ ) ما الذي حدث بالضبط بينكما ؟".
تحرك الرجل المتنكر الذي لا راس له ، ووقف الى جانبها بالقرب من الحاجز ، فرأت أنتونيا ياقته البيضاء تتحرك بعصبية ، فردت :
" إنها غلطتي ، لقد اهنته بكلام لا يقبله الرجال ".
" وما الذي دفعك لذلك ؟ ماذا قال لك ؟".
تنهدت انتونيا بملل وقالت :
" لم أقل شيئا الليلة ، لكنه طلب الزواج مني ، فأخبرته أنني أحب رجلا آخر ".
سرّها الإعتراف بما يؤرقها الى هذا الشخص الغريب المتنكر ، الذي لا إسم له ، ولا رأس ، إذ لا تأتمن احدا على اسرارها عدا كارول .
همس بنبرته الغريبة :
" لكن هذا السبب غير كاف ليخنقك ( وبعد صمت قليل تابع كلامه ، وهل يعلم ذاك الرجل بحبك له ؟".
" طبعا ! لكن الرجل الذي احب إستغل حبي لتحقيق غاياته ، إنه رجل اعمال ، يسخّر مشاعره لخدمة أعماله ".
" هل هو متزوج ؟".
" أجل ".
توقفت أنتونيا عن الكلام إذ تذكرت ان هذا الرجل المتنكر ، هو إما أحد ركاب السفينة ، أو أحد أفراد طاقمها .
قطع الرجل حبل الصمت الذي نسجته انتونيا عندما توقفت عن الكلام وقال :
" لو كان الرجل الذي تحبين ، يريد الزواج منك فعلا ، فليخفف من إستغراقه في عمله ".
وضع الرجل يده ذات الكف الأبيض على ذراعها وهمس :
" هل نرقص معا ؟".
نظرت أنتونيا اليه تبحث عن رأسه المختفي في مكان ما من القميص الأبيض ، إنه لباس متقن الصنع خاص بالتنكر ، ولا بد أن هذا الشخص قد أحضره معه ، لمعرفته المسبقة بهذا الحفل التنكري.
" حسنا ! ".
قررت فجاة ان ترافقه ، وضحكت عندما وضع يده على ذراعها ، فشعرت برقة وصلابة عضلاته ، لا بد وأنها ستتعرف عليه عن طريق صوته لكنه كان أدهى منها فإكتفى بالهمس .
وبينما كانا في طريقهما الى حلبة الرقص ، ظنت أنه السيد برانش التكساسي ، الذي رفض إطاعة أوامرها أثناء درس الرياضة .
إن السيد برانش طويل ، ولكن هذا يفوقه طولا .
" اخشى ان يحسدني الحاضرون ( إنحنى هامسا في أذنها ) إنك تفوقين :كيوباترة جمالا ، أخبريني من اين اتيت بخصل الشعر الكثيرة هذه ؟".
" الم تسمع بالشعر المستعار ؟".
أجابت ساخرة ، وهي حرصة على لفائف شعرها المتدلية على جبينها ، ومؤخرة شعرها المعقود بشريط ، كان جي يحب شعرها الطويل الناعم كالحرير .
لم تر أثرا لريك في حلبة الرقص ، فتنفست براحة خشية من هجومه .
إنها لا تلوم ريك وحده ، فعليها يقع اللوم ايضا ، كانت تهمس لنفسها وهي في حلبة الرقص محمية بذراعي رفيقها المجهول ، لقد أصابته في الصميم لأنها طعنته في رجولته ، وسرعان ما قطع رفيقها تفكيرها قائلا :
" أنظري الى فتاتك التي تعهدتها ، لقد طلّقت الحياء ، ورمت به جانبا ، يبدو أنها تستمتع بأوقاتها في تلك الزاوية ".
نظرت أنتونيا بإتجاه ماريانا ، فهالها ما رات ، كانت ماريانا محاصرة بين الشاب الذي تنكّر بزي البحار الفرنسي وبين رفيقه ، يقهقهان عاليا ، وماريانا تدخن السيكارة التي وضعت في حامل طويل خاص للسكائر .
وبنظرة ثاقبة ، أدركت أنتونيا أن ماريانا قد أسرفت في تناول المرطبات .
" آه ( همست أنتونيا ) عليّ أن أنقذها من براثنهما ".
" إنتظري ( همس رفيقها وهو يمسك حزامها الذهبي بشدة أكبر ، أظن أن شخصا آخر سبقك الى إنقاذها ".
نظرت أنتونيا الى الزاوية حيث كانت تقف ماريانا ، وسرعان ما رأت ريك الغاضب الثائر ، ينقض على ماريانا والشابين ، سحب ماريانا من كوعها وشدّها حتى وقفت على قدميها ، دارت مناقشة حامية الوطيس بينهما ، ثم نظرت ماريانا الى ريك بخنوع ، ورمت الشابين بنظرة إعتذار ، وهي تتبع ريك بضعف الى حلبة الرقص .
" إنظري ماذا جلب لها تخطيطك وما هي نهايته؟".
رجعت أنتونيا الى الوراء وقالت وهي تحدق في القميص الأبيض :
" وكيف عرفت بذلك ؟ ( سالته والشك يراودها ) أعتقد انك السيد برانش التكساسي الذي يجلس الى مائدتنا في غرفة الطعام ، لقد تراهنت وزملائي على ذلك ".
" أعتقد أنك ربحت الرهان ".
" لقد عرفتك ( اضافت فرحة وركضت لتشيع الخبر بين أصدقائها ) إذن انت السيد برانش ".
اضافت انتونيا وهي مسرورة لإكتشافها الحقيقة .
" سيكون برانش تحت تصرفك يا عزيزتي ( قال بنفس متقطع عندما توقفت الموسيقى ) هل تريدين أن نأخذ شرابا ؟".
" حسنا ! ( هزت راسها مبتسمة ) ولكن عليّ ان أعود بسرعة ".
" أعلم ان لديك الكثير من الأعمال ولكنني أعتقد أن المسؤولين يستغلون جهودكم من الصباح وحتى الليل ( قال متذمرا وهو يقودها الى منضدة لشخصين ) ها أنت لم تنتهي بعد من العمل ، وستباشرين درس الرياضة في الصباح الباكر ".
" طبعا ( اجابته أنتونيا مؤكدة ذلك ) ان لدي وقتا حرا أثناء النهار ، كما انني أحب عملي".
" هذا جيد ".
اشار الى الخادم لهما شرابا ، وتوقف الخادم وهو ينظر الى القميص الأبيض بدهشة ، ولاحت الإبتسامة على وجهه وقال :
" لو أنك شاركت في الإحتفال ، لنلت الجائزة الأولى ".
" إنه شاب حكيم ".
نظرت أنتونيا اليه وقالت :
" يا ألهي ، كيف تستطيع أن ترى من خلال هذا القميص ؟".
" لا ارى بوضوح ( قال بجفاء ) اخبروني انني سأرى بوضوح ولكنني في الحقيقة ، اشعر وكانني انظر من تحت الماء".
" لا تهتم لذلك ، ستخلع هذا الرداء التنكري في الساعة الثانية عشرة ليلا حين يكشف الجميع عن اقنعتهم ، وتظهر الهوية الحقيقية للاشخاص ( نظرت الى ساعته الذهبية ، وقالت ) ستنتظر نصف ساعة أخرى ".
" لن أستطيع أن انتظر تلك المدة لأتمكن من إحتساء الشراب ".
قال مكشرا عندما وضع الخادم الكؤوس امامهما .
" هل احضر لك شيئا يا سيدي ، يمكنك بواسطته الشراب ".
" لا داعي لذلك "( اجاب التكساسي وهو يدفع ثمن العصير نقدا ) .
لم تعلم أنتونيا كيف حدث ذلك ، كانت الكؤوس أمامها متلئة وبلمح البصر أصبحت فارغة ، لقد رأته يخفض الكؤوس الى صدره ، وهو يحرك يده ذات الكف البيض ، إنه رجل حاذق .
ضحكت متسائلة :
" هل تشرب دائما بهذه السرعة ؟".
" في مناسبات كهذه فقط ".
" هل إشتركت في رحلات كثيرة ؟".
" هذه أول مرة ".
" هل أتيت وحدك ؟ اعني هل انت متزوج ؟".
" نعم ، إنني متزوج ولست بمتزوج ، دعينا نقول أن وضعي يشبه وضعك ".
نظرت اليه ،وقد إعتراها شك مفاجىء ، هل أخبرته أنها كانت متزوجة ، لا تتذكر ذلك ، يبدو أنه قد قرأ افكارها .
" اعني ان زوجتي ارادت أن أكون من نمط معين ، لكنني لم استطع أن اصبح كما تريد ".
" كان عليها أن تتعرف على إهتماماتك قبل الزواج ".
" هل فعلت أنت كذلك ؟".
إسدلت أنتونيا أجفانها ذات الأهداب الكثيفة عندما سمعت هذه الجملة ، وأمسكت بشدة على الكاس ، إذ حرّك سؤاله كوامن نفسها ، وهزّها بشكل لم تستطع معه الدفاع عن نفسها .
إن ما قالته للسيد برانش ، ينطبق تماما عليها ، فقد تزوجت جي وهي تعلم علم اليقين أي نوع من الرجال هو ، وما هي إهتماماته وبعدئذ حصل ما حصل.
لم يتحرك الرداء الأسود ، ولكنها شعرت بإهتزاز كتفيه من الصوت الذي اصدره المتخفي قائلا :
" أعتقد ان المرأة تحب ان تغير الرجل الذي تزوجته ".
هزت أنتونيا راسها وهي مرتبكة :
" ولكنني اعتقد ان على الرجل ان يتبدل بعد الزواج ، إن أحد اسباب الزواج الناجح هو أن يكونا معا....".
قاطعها قائلا :
" لا يا عزيزتي : على كل منهما ان يدور فلك الآخر أليس كذلك ؟".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس