عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-12, 06:02 PM   #509

حنان

كاتبة وقاصة بقسم قصص من وحي الاعضاء ولؤلؤة فعالية اقتباسات مضيئة

alkap ~
 
الصورة الرمزية حنان

? العضوٌ??? » 135644
?  التسِجيلٌ » Jul 2010
? مشَارَ?اتْي » 7,122
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » حنان has a reputation beyond reputeحنان has a reputation beyond reputeحنان has a reputation beyond reputeحنان has a reputation beyond reputeحنان has a reputation beyond reputeحنان has a reputation beyond reputeحنان has a reputation beyond reputeحنان has a reputation beyond reputeحنان has a reputation beyond reputeحنان has a reputation beyond reputeحنان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
?? ??? ~
المقياس الذي نقيس به ثقافة شخصٍ ما، هو مبلغ ما يتحمّل هذا الشخص من آراء غيره المخالفة لرأيه.. د.على الوردي
افتراضي

الفصل العاشر


جلس ناصر على كرسي مكتبه في الشركة وصورة تلك المرأة لا تفارقه نظراتها الغريبة رغم التحدي السافر فيها تذكره بأحد ما .. فيها شبه من شخص ما .. لم تخفض عينيها بل استمرت بحدجه وهي ترفع أحد حاجبيها بسخرية واضحة .. لقد اشتهى كفه أن يذيقها صفعته فيعلم خدها المسعر الأدب ..
- سيدي .
رفع بصره ليجد استبرق تقف أمامه .. لم يشعر بدخولها إلى المكتب
- ماذا تفعلين هنا ؟
- لقد قال منذر بأن حضرتك ستعود إلى المكتب .. فظننت بأنك قد تحتاجني
نهاره هذا كليلة أمس مشحون بأحداث كثيرة لم ترفق بأعصابه .. حسناً ليكون صريحاً مع نفسه .. سديم هي من سببت له هذا الضيق المرفق بأعصاب مشدودة .. أزاحت تلك الفتاة كل تعقل لديه فتصرف برعونة معها .. حمد الله للمرة الألف بأنه توقف عند حد معين لم يتجاوزه ..
- سيدي؟
أفاق من شروده على صوتها المتسائل، كانت استبرق ما زالت واقفة أمامه لكنها بدت مرتبكة جداً ومحمرة الخدين .. قطب حاجبيه وقد انتبه أخيراً بأنه كان ينظر إليها دون أن يراها .. ألم يجبها ؟ لا يعلم ! تكلم بنفاذ صبر
- ماذا استبرق؟
زاد ارتباكها أكثر فقالت مترددة:
- لقد سألتك ..
رفع يده مقاطعاً جملتها .. حسناً يبدو بأنه لم يفعل .. لم يجب على سؤالها
- كلا .. كلا لست بحاجتك .. اذهبي إلى بيتك ومره أخرى لا تبقي بعد ساعات العمل
- لكن .. سيدي
نهض من مكان جلوسه متجهاً إلى النافذة خلفه وقف بقربها رفع يده مبعداً الستائر الداكنة عنها وهو يقول بدون اكتراث
- اذهبي استبرق .. لقد أوشكت الشمس على المغيب .. عودي إلى بيتك قبل حلول الظلام .. شكراً لكِ
خرجت كما دخلت دون أن يشعر بها ..
وقف ناصر ينظر كعادته إلى الشارع المزدحم من مرتفعه يدقق النظر من خلف ستار دخان سيجارته بالتفاصيل اليومية التي تمر أمام بصره دون أن يمل تكرارها .. يتتبع عفويتها العفوية التي لم يشعرها حقاً حتى التقى سديم .. من مكانه بدا كأنه يترصد الأفكار يترصد الزمان .. بدقائقه وثوانيه .. يستَنْكِه اللحظات يستشعر أحداثها بعد أن مضىت به سنوات لم يشعر خلالها بأهمية لحظة .. بهذا الحال أصبح منذ أن رآها وتكلم معها وتلمس شيء من قربها .. أصبح للزمان .. البارد الرمادي .. حدود ملونة مشرقة بحبات الأحاسيس المتوجة بعاطفة حره نقية متوهجة تحيره تربكه وتشده إلى أحضانها بقوة لتسقط دفاعات هواجسه .. وتضمحل بداخله طبيعته القلقة .. كان يراقب ينظر يتفحص بفكر شارد!! .. الناس يتحركون بسرعة مدهشة لا أحد يلتفت لأحد الكل مشغول بحاله رغم اختلاطهم ببعضهم لكنه يشعر بعزلة كل واحد منهم عن الآخر .. الرجل العجوز الذي كان يسير الهوينا مستنداً على عكازه يقف فجأة ليبعد بعكازه المثقلة بحمل جسده النحيف شيئاً ما من على الأرض كي لا تلتقطه تلك الطفلة التي غفلت عنها والدتها المشغولة بصديقة ربما لم ترها منذ زمن بعيد وتضعه بفمها فتجهش ببكاء لفت أنظار الوالدة لتترك صديقتها وتسحب طفلتها إلى حيث العجوز فتمد يدها لتكون له عكازاً آخر يستند عليه لينزل الرصيف دون أن يؤذي نفسه .. ممارسات تلقائية يقوم بها الناس تجاه بعضهم البعض تعكس صورة لاندماج حقيقي لم تشوهه المسميات الملونة .. ممارسات تهمش صومعة الهموم التي يعيش بداخلها كل فرد بمعزل عن الآخر .. ليظهر النسيج الأنيق لمجتمع راقي الفكر والتعبير ..
تـ .. ك .. تـ .. ك .. تك .. تك .. حبات مطر بهدوء ألحت عليه كي يترك البشر لحالهم .. وينتبه لها ويحس بهائها .. رمى السيجارة بإهمال ليس جزءاً من طبيعته .. فتح النافذة الكبيرة .. اقترب بجسده من حافتها رفع رأسه مستنشقاً رائحة المطر بلذة غير معهودة .. أغمض عينيه .. شعر بقبلات المطر تنتشر دون حياء على بشرته .. ابتسم بفرح طفولي .. لركز صهوة الخيّال كفارس يبحث عن مدينة للأحلام كي يغزوها، بتعطش رجل ملَّ حياته الباهتة الخالية من حلم أو حتى كابوس .. رفع وجهه أكثر إلى السماء .. والابتسامة تزداد اتساعاً .. كان ببساطة يمثل مشهداً غير مألوف لرجلٍ سكنته الأحلام .. المشروعة !!
***
دقائق مرت .. الرنين على الجانب الآخر مستمر
- ألو
أغلقت السماعة بسرعة عندما سمعت صوت السيدة ذاته يرد على الهاتف للمرة العاشرة .. تباً لك عمران .. اين أختفيت هكذا .. عاد مازن إلى البيت منذ ما يقارب الساعتين .. عاد لوحده لم يرافقة عمران كالعادة .. ترى هل ذهب إلى الجامعة اليوم .. هل يأكل ؟ ينام ؟ يتكلم ؟ يضحك !! هل يمارس طقوس يومه كأن شيئاً لم يكن ! .. بدون أن يفكر بها ! .. كيف لها أن تعلم ؟ كيف ؟؟ فركت قبضتيها معاً بيأس يخالطه الغضب .. ودموع إحباط هطلت على خديها يعلمانها بنياشين الندم ..
- بيداء
نداء لوالدتها أخرجها من دوامة أفكارها مرغمة، صرخت وهي ترفع كفيها إلى وجهها تجفف دموعها بسرعة
- نعم
- تعالي بسرعة كي تساعديني في إعداد العشاء
أجابت على والدتها بينما سارعت يدها إلى الهاتف مرة أخرى كي تجرب حظها عل وعسى يرد هو عليها
- حاضر .. ثوان و أكون معك
***
- هل عاد ناصر؟
بصوت خافت ردت ناهدة
- كلا يا حاج ..
أخذت السترة من على كتفيه .. معها رباط العنق الذي ناولها إياه .. كان الذبول يرتسم على وجهها الرقيق التقاسيم .. لم تحاول أن تحدثه بشأن عمران .. لم تحاول أن تستميله كي يرضى ليرخي الحبل كلما أراد أن يشده كعادتها ..
- وعمران؟ كيف حاله اليوم؟
- الباب مقفل يا حاج .. كيف لي أن أراه
ابتسامة هادئة حلت على شفتيه كضيف خفيف:
- لديك نسخة من المفاتيح ناهدة .. ألم تحاولي أن تفتحي الباب كي تطمئني على المدلل
أغلقت باب الدولاب واستدارت إليه
- أوشكت أن أفعل .. لكني تراجعت .. هزت رأسها بيأس
أومأ برأسه راضياً .. ناهدة رغم تعلقها الشديد بولدها عمران وتفضيلها إياه على ناصر لكنها يوماً لم تتصرف من دون علمه حتى تكتمها على بعض تصرفاته كانت تعطيه إشارات وتلميحات لفعلتها .. للأسف ناهدة لا أستطيع لومك مع أني أكثر من راغب برمي ثقل انحراف عمران على عاتقك ..
- فلتذهب أم خلدون له بالطعام ..
- لكن .. لمَ ليس أنا ؟
- أريده أن يشعر بأنه قد نبذ من قبلنا .. كيف يتكون له مثل هذا الإحساس إن ذهبت أنتِ إليه!
أومأت بالموافقة .. سيكون له ما يريد لن تعارض ولن تجادل، قساوته وشدته جعلت من ناصر رجلاً تتباهي بكونها والدته ولينها وعطفها جعلت من عمران شاباً مستهتراً أناني المشاعر .. أرخت بصرها إلى الأرض مقره بإذعان .. أثبتت الأيام بأن تربيتك هي الأصح يا حاج.
***
رمى المسبحة من يده .. لا شيء يفيد لا شيء يفيد .. نهض مجفلاً .. ضحك .. ضحك جميل .. بدا كأنه يناديه .. تعال
لا أريد .. لا أريد .. تباً .. ارتجف جسده .. وضع يديه على رأسه يضغطة بقوة .. يريد أن يكتم للأصوات أنفاسها ..
- ماما .. هل أقطف تلك الوردة الحمراء
- دعيها علياء ..
ركض مسرعاً نحو النافذة يغلقها وهو يصرخ بصمت .. اسكتي .. اسكتي .. كانت أمامه .. تفقز بمرح الأطفال .. تشبثت يداه بدفتي النافذة المشرعة .. غاب كل شيء عن الرؤيا وبقي الجسد الطفل يتموج أمامه تحدد تحركاته نظراته الحمراء .. لوى رقبته بعجز .. علت الأصوات تسارعت الأنفاس .. لتكتم المقاومة .. الهشة الأصل المزيفة الحقيقة!
***
ركن ناصر سيارته خارجاً .. فتح الباب الخارجي للبيت دخل بخطوات ثقيلة متعبة؛ كان نهاره مرهقاً جداً .. صداع لازمه منذ ساعة الغروب ازدادت حدته مع مرور الوقت
- ناصر
التفت .. كان والده الجالس برفقة والدته في الحديقة هو من ناداه .. وضع حقيبة الأوراق على الأرض قرب الباب الداخلي .. كان يحس بضعف شديد .. سار إلى حيث والديه
- مرحباً
انحنى مقبلا رأس والدته .. وقد لاحظ رغم تعبه الإهارق الذي اعتلى ملامحها والذي أعاد لذاكرته التي سهت قليلاً موضوع أخيه عمران .. جر كرسياً ليجلس بالقرب منهما وقد بادر بالسؤال
- أليس الجو بارداً بالحديقة ؟
- أردت ووالدتك أن ننعم بالهواء الطيب .. تأخرت؟
أرجع ناصر ظهره إلى الكرسي يستند عليه وهو يمد ساقيه الطويلتيْن إلى الأمام بإنهاك واضح
- لقد أخبرني منذر بأن شحنة المكائن للمعمل الجديد قد وصلت .. فعدت للشركة كي أنهي بعض المتعلقات قبل أن أسافر
استوت ناهدة بجلستها واستدارت باتجاه ولدها لتقول بتوجس
- تسافر إلى أين
أجاب ناصر والدته وهو يفرك رقبته المتشنجه
- إلى البصرة أمي
- متى؟
ألقى ناصر نظرة مستفهمة إلى والده وهو يستغرب الاهتمام الغير معهود من والدته و الذي هز كتفيه مشاركاً ولده التعجب
- غداً .. أو بعد غد لـ ..
نهوض والدته المفاجىء مع الغضب الذي نطقت به ملامحها ألزمه الصمت لينهض بدوره
- تسافر غداً أو بعد غد !! هل أنت جاد ؟
- ناهدة .. تكلم الحاج بصوت هادىء .. يجب عليه الذهاب من سيتابع العمل غير ناصر
- لكن ..
كان يستمع إلى الحوار الدائر بين والديه بتركيز ضعيف .. كم يود لو يتركانه يرتاح قليلاً .. كم يود أن يتمدد على سريره .. متعب هو متعبٌ جداً .. مد يده يفرك جبينه بقوة والألم برأسه تضاعف أكثر .. بصوت منهك:
- أمي ما الذي يهمك من سفري ؟ لم تهتمي يوماً .. لم الآن؟
تطاير الشرر من عينيها أغلفت بإرادتها العتب المبطن الذي لاح بكلمات ولدها الكبير وقد تركز كل تفكيرها بالصغير كما كانت دوماً
- ألا تعرف لماذا .. أنت تتصرف وكأن البيت لا توجد فيه مشكلة تستوجب أن نبحث لها عن حل ما .. عمران أخاك هل نسيت ما يعاني منه
- أمي ..
- ناهدة .. ماذا تريدين منه أن يفعل .. أنتِ تتكلمين وكأن عمران يعاني من مرضٍ آخر غير انحلاله
- حسناً .. أنا أعرف بأنه قد أخطأ .. انتيهنا من أنه مخطئ .. الآن علينا أن نبحث عن حل لوضع عمران .. سجنه بغرفته ليس حلاً .. هو أخاه من واجبه أن يقدم له العون
- يبدو بأنك نسيت ..
لم يعد ناصر قادراً على الوقوف أكثر .. سجال والديه الذي لم يره يوماً بدأ يشتد .. تحرك مبتعداً مفسحاً لهما المجال كي يتباريا في تركيب أحدهما خطأ الآخر .. عمران فجر بطيشه اللامحدود نقاط خلاف كثيرة بين والديه .. نقاط خلاف خنقت لأعوام لتجد أخيراً بكلمات اللوم التي يتقاذفانها خير متنفسٍ لها.
وصل إلى الردهة التي وجد فيها أم خلدون تقف بقرب الهاتف والتي ما إن رأته حتى أطلقت ابتسامة سخية عطوفة تخصه بها دون غيره من أفراد العائلة التي عملت هي بخدمتهم لسنوات طويلة منذ كان ناصر طفلاً
- مرحباً بني
ابتسم بوهن
- مرحباً يا خالة
منذ كان صغيراً وهو يناديها بالخالة رغم اعتراض والدته وغضبها من هذه التسمية المقارنة .. تحركت نحوه لتقف قربه مدت يدها تخلع عنه سترته وهي تقول بحنان
- تبدو متعباً .. اذهب فوراً لتأخذ حماماً ساخناً .. يتبعه عشاء أحضره إلى غرفتك
ضحك بصوت خافت متعب
- دوماً نصائحك تغري بتنفذيها
- أوف
قالتها أم خلدون لدى سماعها الهاتف وقد عاود الرنين .. اتجهت نحو الهاتف وهي مسترسلة في تذمرها
- الهاتف لم يهدأ من الرنين منذ ساعات .. ناس فارغة
- ومن المتصل؟
- لا أحد يرد!
وصلت إلى السماعة تريد رفعها لتجد كف ناصر تستقر عليه قبل كفها .. رفعت نظرها إليه وقد استغربت تصرفه
- اتركي الهاتف .. سأرد أنا ..
تنحنح محرجاً ليكمل وقد أربكه الظن بأن سديم هي من تتصل فأراد أن يبعد أم خلدون عن
الردهة
- هل يمكن أن تعدي لي فنجان قهوة يا خالة ؟
- ليس ومعدتك فارغة! .. سأعد لك العشاء أولاً
رنين الهاتف مستمر يريد أن يبعدها بأدب عن المكان
- إذاً افعلي .. شكراً لك
سارت بخطوات سريعة نشيطة رغم سنوات عمرها التي شارفت على الستين .. رفع سماعة الهاتف أخيراً وهو يفكر بسبب اتصالها .. هل تريد إلغاء موعدها معه .. أغضبه الخاطر فصدر صوتاً يحمل تأنيباً واضحاً
- ألو .. من معي ؟
حبست بيداء أنفاسها .. أخيراً رد عليها صوتاً غير الصوت التي أرغمت أعصابها على سماعه طوال اليوم وهي غارقة في خضم محاولاتها الحثيثه للظفر بعمران .. صوت رجولي حاد النبرات .. لا يشبه صوت عمران .. فلتطلبه وليحدث ما يحدث
- ألو .. مرحباً
جائه صوت أنثوي عميق مرتبك النبرات .. قطب جبينه .. ليس صوتها
- نعم .. من معي؟
- أنا .. تنفست بعمق .. أريد عمران .. هل هو موجود؟
زم شفتيه بغضب وقد عقد حاجيبه حتى اتصلا ببعضهما .. يا للجرئة .. لا بد بأنها تلك الفتاة بيداء
- ماذا تريدين منه ؟ إياكِ أن تتصلي بالبيت مرة أخرى ..
- لكن .. بصوت تخنقه العبرات أكملت .. لكن .. أرجوك فقط دعني أكلمه أخبره فقط بأن بـ
- بيداء .. ألستِ بيداء؟
وضعت يدها على قلبها المرتعب .. والأفكار والهواجس تتلاعب بمشاعرها
- أنت تعلم!!!
- نعم أعلم .. اعقلي يافتاة .. ماذا تكونين سوى نزوة لشاب طائش .. لا تطمحي بالأكثر .. انسي عمران نهائياً واحذفيه نهائياً من حساباتك .. انسيه
أغلقت السماعة بقوة .. أرجعت رأسها إلى الوراء وهي تنظر إلى التي في يدها بذهول وهي لا تكاد تصدق ما سمعت .. أحذفه من حساباتي .. أنساه .. كيف .. كيف .. ارتخت ساقيها لا تستطيع حملها أكثر لتسقط راكعة أرضاً وهي تجهش ببكاء مرير .. وقد أحاطتها الوحدة بين أركانها الضيقة تعتصر كل أمل لديها بالنجاة.
***
تسللت إلى خارج البيت .. لقد هاتفها منذ ساعتين .. أخبرها بأنه سينتظرها في نهاية الشارع .. الظلام يسود المكان فقط اختراقات باهتة لأضواء متناثرة خففت بضعف لا يذكر بعضاً من سلطانه الذي عمقه السكون ..
- تعالي حبيبتي .. أنا بانتظارك
- لكن الوقت متأخر!
- أرجوكِ حبيبتي .. أنا بحاجة إليك .. لم تخذليني يوماً .. لا تخذليني الآن .. أرجوكِ حبيبتي
سارعت بالمسير، صوت لكلاب تعوي جائها من بعيد .. أحاطت كتفيها بذراعيها وقد اعترتها ارتجافة لم تسببها النسمات الشتوية القارصة البرودة ولا الظلام المهيمن ولا حتى عواء الكلاب .. ارتجاف رفض قلبها أن يثقل على ضميرها تفسيره .. فقاومته بتمردها وحثت خطواتها المتشجعه بعشق جارف تكنه للرجل الذي لمحت طيفه الطويل في السيارة المضاءة بخفوت ..
فتحت باب السيارة وقد استقبلها سائقها بابتسامة متوترة .. جلست في مكانها بالقرب منه أغلقت الباب .. وحرك هو السيارة دون أن يتكلم أي منهما ..


كمل الفصل العاشر .. ان شاء الله يعجبكم


اعتذر فعلااا عن قصره ذنب الكهرباء مو ذنبي


حنان غير متواجد حالياً  
التوقيع








حب حب

رد مع اقتباس