عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-12, 10:00 PM   #30

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

لم يكن كلامه مجرد طلب ، بل كان امرا بكل ما للكلمة من معنى فلم يكن بد من الإذعان ، فاخبرته بيغي عن إسمي الممرضتين اللتين سمعتهما تتناقشان الموضوع.
" شكرا ، وأؤكد لكنّ أنه لم يجر حتى الساعة أي حديث حول هذا الموضوع ، لكن ما دام في الجو شائعات فمن الأفضل إطلاع الإدارة على الوضع الحقيقي ، سأدعو لإجتماع بعد نصف ساعة في قاعة اللقاءات ".
ونهض عن كرسيه آمرا جميع الحاضرين بالسكوت ، ثم أعلن عن عقد الإجتماع ، طالبا من الحاضرين إعلام الغائبين ، وإستدار ناحية الفتيات مبتسما وإنصرف.
راقبته بيغي مغادرا القاعة وقالت بإعجاب :
" هذا الرجل لا يضيع وقته ابدا ".
واضافت كليو :
إضافة ال كونه لطيفا جدا ، هل هومتزوج ؟".
" كان متزوجا ، فقد توفيت زوجته ".
تبدلت كليو وليندا نظرات الدهشة ، وإلتفتتا الى بيغي قائلتين :
" كيف تحصلين على كل هذه المعلومات ؟".
ضحكت بيغي موضحة :
" كل ما أفعله هو إبقاء اذني وعيني مفتحتين ، للحقيقة أظن ان الممرضة انغريد أخبرتني ذلك ".
ردّدت كليو الإسم وعلامات التأثر بادية على وجهها :
" أنغريد ؟ هذه الممرضة تعتبر من الأوائل اللواتي عملن هنا ، وهي المسؤولة الآن عن قسم التمريض وتحظى بإحترام الجميع وتقديرهم ، لقد كانت تعمل مع الدكتور دانيال أليس كذلك ؟".
وجاهدت ليندا كي تتذكر ثم قالت :
" أجل ، عملت في عيادته لسنوات خلت عندما كان حديث العهد هنا ، وأذكر مرة قال لي فيها أنه يخاف منها".
علت ضحكاتهن في ارجاء القاعة ، ولم تكن ليندا تبالغ ، فالموظفون جميعا يعرفون الممرضة جونز صاحبة الوجه العابس أبدا ، والشعر الفضي اللون ، والأنف المسنن ، ولكن بالرغم من تصرفاتها المرعبة والفظة مع الكبار ، فقد عرفت بطول البال واللطف اللامتناهي مع الأطفال ، والممرضات انفسهن لا ينادينها بإسمها الأول إلا بغيابها ، ومع ذلك كله كانت تربطها بالمدير علاقة ودية للغاية .
لدى إنعقاد الإجتماع في الوقت المحدد ، إكتشف المجتمعون صحة رواية بيغي ولوجزئيا ، وأخبرهم دانيال أن نجلس الإدارة يلاقي مصاعب من الناحية المالية .
وان رئيس مجلس الإدارة ، الدكتور سيمونز يشارك في هذه الساعة في مؤتمر عالمي ، معقود في اوستراليا ويحضره ممثلون عم مختلف المؤسسات الخيرية العالمية ، ومعظمهم يعاني المشاكل نفسها ، ورجاؤهم واحد هو إيجاد حل قريب لها ، لكن حتى الآن لم يسفر هذا الإجتماع إلا عن مجرد افكار ، قد يطبق بعضها لمساعدة مدرسة هيلين ديوك ، وذكّرهم دانيال بان أمنية هيلين ديوك ، وهي على فراش الموت ، كانت أن تشرع أبواب المدرسة للجميع ، ولسنوات خلت ، حدد مجلس الإدارة طريقة دفع الأقساط ، فكان أولياء التلاميذ يدفعون قدر إستطاعتهم لقاء تعليم اولادهم والإهتمام بهم ، ويأمل مجلس الإدارة خيرا من الحكومة التي ساعدت ، لكن بقدر ضئيل ، وجاء العون الأكبر من مجموعة شيكات تاسست حسب وصية هيلين ديوك ، وأديرت هذه المجموعة وإستثمرت من قبل مجلس الإدارة لكن بصعوبة كانت تزداد عاما بعد عام .
وتحولت جهود المؤسسة الى إبقائها مفتوحة والحفاظ على طبيعة عملها ، وصارحهم دانيال في النهاية بأن قضية إقفال المدرسة أمر سينظر فيه مجلس الإدارة في إجتماعه المقبل بعد شهرين ، وتمنى عليهم ان يتحلوا بالصبر ويتحسسوا مع القيمين عل المؤسس ، ووعدهم بانه في حال إتخاذ قرار بإقفال المدرسة فلن يكون الأمر إعتباطا بل كل واحد منهم سيتلقى إشعارا مسبقا بذلك .
تنهدت كليو بعدما أنهى دانيال حديثه ، وقالت :
" على الأقل بتنا نعرف اسوا الإحتمالات ".
وأضافت بيغي :
" الأسوا هو البحث عن عمل آخر في مدة شهرين كما علينا إيجاد مدرسة أخرى لأولادنا ".
وزفرت كليو زفرة طويلة وردّت بتحسر :
" يا له من عار ! كيف يقفل مكان كهذا والناس بأمس الحاجة اليه ؟".
فإستدركت ليندا قائلة:
" لم تقفل المدرسة بعد ،ربما عاد الدكتور سيمونز بحل ما ، علينا ان ندعمه بثقتنا ، لإيجاد وسيلة ما للخروج بالمؤسسة من هذه المحنة ".
قاطعتها بيغي معلقة بتهكم :
" أنت متفائلة كعادتك ".
واكملت ليندا كلامها :
" لا جدوى من النظر الى الأمور بمنظار اسود ، أليس كذلك ؟ والآن لنتفاءل قليلا ونستعيد بعضا من روحنا المرحة ".
وافقت بيغي بحماس وقالت :
" في غرفتي زجاجة من شراب الورد ، ادخرتها لمناسبة خاصة ، فلنذهب ثلاثتنا الى غرفتي ونفتحها إحتفالا بولادة التفاؤل فينا من جديد ".
إستعادت المدرسة هدوءها الطبيعي ودبّ الحماس في قاعات الدرس من جديد ، بالرغم من مسحة القلق الطفيفة الظاهرة على وجوه الموظفين .
وشارف فصل الصيف على الإنتهاء ، فذبلت أوراق الأشجار المنتشرة على طول الساحل ، وتساقطت براعم الأزهار وتطايرت مع ريح ايلول ( سبتمبر ) الناعم ، وشاركت الحدائق المحيطة بالمدرسة بوداع الصيف ، ففقد الورد ألوانه الزاهية والمتنوعة ، والنباتات لم تعد وافرة الأوراق ، وإكتست الأرض برداء من الأوراق اليابسة.
وفي أحد الأيام ، شوهدت سيارة الدكتور سيمونز متوقفة مام مكتب دانيال لساعات عديدة ، فتناقل الموظفون الخبر بإهتمام بالغ وخية زائدة فالأمر يبدو خطيرا.
لم يطل تساؤل الموظفين ، فقد إتضح ، كما سبق ورجحت ليندا ، ان الدكتور سيمونز قد تعرف لدى إنعقاد المؤتمر في أوستراليا الى خبير بريطاني مختص بالشؤون المالية وبإدارة المؤسسات ، وهو عضو في شركة تهتم بالمعاقين ، فإذا كان هناك من بإمكانه إنقاذ مؤسسة هيلين ديوك من عجزها ، فسيكون هو بالتأكيد ، على الأقل كانت هذه وجهة نظر الدكتور سيمونز الذي دعا الخبير الإنكليزي ليحل ضيفا عليه في منزله الصيفي على شاطىء كورومانديل.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس