عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-12, 01:16 AM   #7

مونـــــي
 
الصورة الرمزية مونـــــي

? العضوٌ??? » 173623
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 68
?  نُقآطِيْ » مونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond repute
افتراضي





6- كذابة !

استيقظت دانييل وحدها , وأخذت تتمطى وهي تفكر في دفن رأسها في الوسادة لساعة أخرى , ثم ما لبثت أن غيرت رأيها .
كانت الشمس مشرقه والنهار كله أمامها , فنوت أن تكرس جزءاً منه لإتمام سجلات متجر لافام أولاً .
مضى دهر منذ قامت بتسوق جاد , وسيرها في منهاج زوجها الأجتماعي جعلها بحاده إلى حذاء رسمي وثوب جديد.
دخلت الحمام وأغتسلت وأرتدت بنطلون جينز وقميصاً قطنياً ونظمت غرفتها ثم نزلت إلى المطبخ .
جلست تأكل فاكهه وحبوباً , دون أن تعلم أين ريف . في المكتب؟ في الصاله الرياضيه ؟
سكبت لنفسها فنجان حليب آخر , وتصفحت صحف الأحد , ثم حملت حقيبة اوراقها وجلست على مائدة الطعام غير الرسميه في غرفة المائدة ثم بدأت العمل .
وهناك وجدها ريف بعد ذالك بساعة وهو يدخل المطبخ بعد جولة في قاعة الرياضه .
- صباح الخير .
رفعت رأسها , شاعره بقلبها يخفق عالياً وهي تراه في ملابس الرياضة :" مرحباً "
سار إلى الثلاجه وأخرج زجاجة ماء مثلج شرب نصفها قبل ان يتحول إليها :"سأرتب أمر تحويل أحد غرف الطابق الأعلى لتكون مكتباً لك "
- هذا ليس ضرورياً ,فأنا احب حرية الحركة بحيث أقوم بالعمل في أي مكان . وضبط الحسابات لا يأخذ من وقتي سوى عدة ساعات أسبوعياً .
هكذا كان الحال على الأقل .
ألقى إليها نظره ثاقبة :" أسهل عليك أن يكون لك مكتب خاص "
إنّ عليها أن تكون شاكره , فلماذا هذا الأستياء ؟
أنهى ريف زجاجة الماء ثم خرج من الغرفه .
بعد ذالك بساعة جمعت دانييل أوراقها في الحقيبه وأخذتها إلى غرفتها . .نظرت إلى ساعتها , ثم أخذت حقيبتها ومفاتيح السيارة وذهبت تبحث عن ريف لتخبره أنها خارجه .
لكنها لم تجد له أثراً , فكتبت ورقه وضعتها له على مائدة المطبخ ثم أتجهت إلى الكاراج .
أول مكان ذهبت إليه هو ضاحية "برايتون" حيث أوقفت سيارتها في الموقف , ودخلت مقهى تناولت فيه قهوة "كابوتشينو" وبعد ذالك طافت في المتاجر .
كانت على وشك دخول متجر عندما رن تلفونها الخلوي . فرفعته إلى أذنها .
- أين أنت ؟
كان هذا صوت ريف , فعدت ثلاثاً قبل أن تجيب :" في برايتون أمام متجر للألبسه "
- جملتك التي تقولين فيها في الورقه إنك (غير متأكدة متى ستعودين ) هل تعنين بعد الظهر أم في المساء ؟
- وهل هذا مهم ؟
- أجيبي على سيؤالي يادانييل .
- لم أعلم أنني بحاجه إلى أذن منك للخروج من المنزل .
- لاتختبري صبري , همم . .
وكان صوته خطراً . فقالت بعذوبه مصطنعه :" أتراني أفعل ذالك ؟"
- هل ستواجهينني بهذه الشجاعه لو كنت الآن أمامك ؟
- تأكد من هذا .
أطلق ضحكه خافته خشنه أرسلت قشعريره في جسدها :" هل نبدأ مره أخرى ؟"
لم تتظاهر بأنها لاتفهمه :" المساء . لكنني سأذهب إلى أمي "
- الساعه السادسة يادانييل , سنأخذ أمك إلى العشاء .
أنهى المكالمه فأتصلت بأمها ونقلت إليها الدعوه .
- كلام فارغ ياعزيزتي , سأكون مرتاحة أكثر لو تعشينا هنا .
لم تكن دانييل واثقه من حسن رأي أمها بالنسبة إلى ( الأرتياح ) لأن ماما العزيزه ستطلق العنان لقلبها المحب , دون شك , لتدرس سراً حالة زواج أبنتها .
- سأطهي طعاماً أستثنائياً.
هذه كانت العادة مادام بإمكان آريين الإستضافة , فقالت دانييل مستسلمة :" أتريدين أن احضر معي شيئاً ؟"
- أحضري خبزاً طازجاً وبعض الخس .
- سأحضر باكراً وأساعدك في التحضير .
- لا سأكون مسروره إذا جئت بصفتك ضيفه .
أنهت دانييل المكالمه , ثم كرست الساعات التاليه لشراء ثوب وحذاء .
كانت الساعة بعد الرابعة عندما ذهبت إلى منزل أمها , تحمل أزهاراً وخبزاً وخساً .
داعبت خياشيمها رائحه شهيه في المطبخ , ثم حيّت أمها , وعندما أخذت تحرك محتويات القدور على الموقد لمحت اللمعان في عيني أمها .
قالت لها بحنان وهي تقدم إليها الأزهار , ثم أخذت فوطه مطبخ تلفها إزاراً حول وسطها :" هذا لك , والآن ماذا عليّ ان أفعل؟ "
أخذتا تعملان معاً سعيدتين لمدة ساعة , وبعد أن تأكدتا أن كل شيء على مايرام , وأن المائدة جاهزه بأدواتها , قالت آريين :"حان وقت أخذ استراحه "
رن التلفون الداخلي , ففتحت آريين الباب الخارجي ليدخل ريف إلى المبنى , وبعد دقائق رن جرس باب الشقة ففتحت له الأم الباب بينما كانت دانييل تضيف كؤوس الماء إلى المائدة .
سمعت صوته العميق ذو اللكنه الأمريكيه الخفيفة وأحست بالسرور في تحية آريين له .
دخلت دانييل إلى غرفة الجلوس باسمة, وبدا التحفظ على ملامحها عندما تقدم إلى جانبها وأمسك بوجهها بين راحتية .
-ماذا تفعل ؟
- أقبل زوجتي .
أرادت أن تصفعه , لكنه أدرك ذالك , تباً له! فقد كان الهزل بادياً في هاتين العينين السوداوين وهو يقبلها برقه وهي لفته أثارت أضطرابها وجلبت الأحمرار إلى وجنتيها .
كانت لفتة مقصوده يريد بها أن يغذي تصورات أمها , فقد كان هذا هدفه بالضبط .
قالت آريين : " فكرت في ان نأكل هنا ، وستكونان اول ضيوفي " .
والقت على ابنتها نظرة متألقه ، ثم قالت لريف :" ماذا تريد ان تشرب ياريف ؟ مارأيك بالكولا ؟ "
كانت الوجبه ناجحه . فمهارة أمها في الطهي ملحوظه . امضوا معاً عدة ساعات ساره مريحه ، واخذت دانييل تنظر إلى تزايد الألفه بين ريف وامها ، بشئ من الحذر.
اراد جزء منها ان يحذر امها من هذا الرجل القادر على تحويل الظروف بحسب مشيئته ، واراد جزء آخر ان يعلم امها بأن الموده التي يظهرها لها ريف ماهي تمثيل ومن المضحك أن تظن غير هذا .
إظهار الإهتمام بالصور الفيتوغرافيه المؤطره الموضوعة على مختلف قطع الأثاث في غرفة الجلوس , جعل آريين تبحث في أحد الأدراج عن مزيد من ألبومات الأسره أما دانييل فوجدت في أعداد القهوه ذريعة للغياب .
عملت بتمهل مضيفه طبق بسكويت مالح وجبن إلى أن أنتهت القهوه ولم تعد لها حجة في التأخر فعادت إلى غرفة الجلوس .
لم يتحقق أملها بأن تجد ألبوم الصور موضوعاً جانباً , وتألمت وأمها تستعيد بحنين ذكريات الإجازات التي أمضوها في المنتجعات الأجنبيه وصور مختلف المناسبات الخاصه التي التقطت لهم في مختلف المراحل أثناء حياتها .
كانت هذه معلومات شخصيه جداً وهذا ماجعلها تشعر بالضعف .
وعندما أعلن ريف أن عليهما أن يذهبا , قالت آريين بحماسه :" يجب أن تكرر هذا مره أخرى "
قال موافقاً :" بالتأكيد , وبصفتك ضيفتنا , ستخبرك دانييل بالتفاصيل "
بقيت صامتة وهما ينزلان إلى موقف السيارات , وأنتظر ريثما أستقلت سيارتها وانطلقت بها , فتبعها بسيارته .
وصلا إلى بيتهما تفرق بينهما ثوان قليلة , وجمعت دانييل أكياس مشترياتها , ثم دخلت البيت متجهه رأساً إلى الطابق الأعلى .
- أمك امرأه ساحرة .
- نعم , هي كذالك .
تبعها إلى غرفه النوم وأخذ يفك ربطة عنقة :" سأحرص أن تتضمن بعض دعواتنا آريين "
وضعت الأكياس ثم خلعت حذائها :" أنا أعلم أن هذا سيعجبها "
خلعت ساعة معصمها والسلسلة الرقيقة الذهبية من عنقها , ثم دخلت الحمام .
دوش بطيء ثم السرير , غداً هو يوم آخر , وهناك بضاعة المفروض وصولها . بعدما أستحمت خرجت إلى الغرفه ثم دخل هو أيضاً ليستحم .
أنفتح الباب وعاد ريف إلى الغرفه , ثم أستلقى قربها على السرير .
بعد قليل أمسك بكتفيها بعيداً عنه , ليقول :" هناك صوره في الألبم تظهر علامة ولادة حلوة للغاية "
وأخذ يمرّ بأصبعها على كتفها :" إنها في هذا المكان . آه , نعم , ها هي ذي , كيف لم ألحضها من قبل ؟"
أفلتت دانييل من قبضته , لكنه عاد فأمسك بها وأدارها لتواجهه .
ودون أن تفكر ضربته براحتها على كتفه , ثم بقبضتها على صدره :" إياك "
جمدت عيناه وتبدد المرح منه وكأنه لم يكن :" أنت تدوسين أرضاً خطره "
رفعت إليه عينين عنيفتين :" كيف سيكون شعورك لو فحصت مافيك من عيوب ؟"
- كنت سأفرح .
- آه! صدقتك .
- أتريدين أن تجعلي من هذا قضية ؟
- نعم , تباً .
- ولماذا وليس لديك أمل في النجاح ؟
- هذا لايمنعني من أن أحاول .
ما الذي حدث لها إن الجدل معه هو الجنون .
- ماالذي ترجين من وراء ذالك ؟
انتزعت نفسها منه بعنف :" إذا لم يكن لديك مانع , أفضل ألا تستعملني لحاجاتك الليلة "
عاد يجذبها إليه وأمسك برأسها يميله إليه فأضطرها بذالك إلى مواجهة نظراته :" وإذا كان لدي مانع ؟"
- يمكنك أن تذهب إلى جهنم .
ساوره إغراء بأن يخضعها إلى إرادته في هذه اللحضه لكي يريها الفرق بين الأخذ والأستمتاع , وكاد يفعل , لكنه خفض رأسه وعانقها بطريقة هي قصاص لها أكثر منها رغبه في إرضاءها . كان يريد أستجابتها الخاضعة , وعمل على ذالك حتى شعر بأستسلامها .
لم تنتبه إلى مرور الوقت , وبدا كأن دهراً مر قبل أن تريح رأسها على صدره .
وبينما كانت تستسلم للنوم , شعرت بشكل غامض أنه أمسك بيدها ورفعها إلى شفتيه .
أنشغلت دانييل في الأيام القلائل التاليه . فقد غيرت شكل واجهة المتجر ما أكسبها الثناء عدة مرات .
ازدهر العمل رغم أن يوم الأربعاء أثبت كثرة المشاكل فيه .
لم يحضر ناقل البضائع في جولته الصباحيه كما وعد كما أن العميل جاء إلى المتجر قبل الغداء متوقعاً أن يأخ طلباته الخاصة , وعندما رأى أن ذالك غير موجود غضب كثيراً , ولم يفلح الإعتذار كثيراً في تهدئته , ولكنها وعدت أن تكون الطلبات موجوده عند العصر , ولكن هذا لم يحدث وهذا ماجعل العميل يتهم متجر لافام بالإهمال وعدم المسؤليه وهذا بسحب تعامله معهم إلى مكان آخر .
اتصلت دانييل تلفونياً بالمموّن , فأخبرها أنهم تلقوا إلغاء لذالك الطلب بالذات وأن هذا هو السبفي عدم إرساله .
بعد نقاش سريع مع آريين تبين أن أي منهما لم تلغي الطلب وأن الموضفة لين مستثناه من هذا لأنها لم تعمل سوى يوم الخميس والجمعة والسبت , وقد جاء الأمر بالإلغاء يوم الأثنين بالفاكس , واليوم هو الأربعاء .
- أية فكره ؟
نظرت دانييل إلى أمها مفكره :" قد أكون مخطئه "
- تخريب؟
- أكره أن أظن هذا . علينا من الآن وصاعداً أن نثبت كل طلب بالبريد الإليكتروني مع كلمة سر نتفق عليها نحن الثلاثه , أنا وأنت والمموّن .
وأمسكت التليفون ورتّبت هذه الإتفاقية .
ومع ذالك , أزعجها هذا الأمر , لأن تجديد موقع المتجر أثبت نجاحاً باهراً . فقد كان يستورد مجموعة كبيره من البضائع الهامة , وكان التشجيع جيداً .
فإن كان هناك تخريب , فمن يكون الفاعل إذن ؟
كريستينا؟ هل بلغ بها الحقد هذا الحد ؟ ولم تحب دانييل هذه الأفكار . إذا كانت كريستينا مسؤوله عن هذا العمل فإن عليها أن تحصل على برهان لايمكن دحضه قبل أن تتخذ أي عمل تجاه ذالك , فالشكوك والإفتراضات غير كافية .
شغل هذا بالها وهي في الطريق إلى البيت , فأضاف ذالك حدة إلى تصرفاتها , وشعرت بأنها بحاجه إلى نشاط جسدي بالغ للتخلص من طاقتها العصبية المفرطه هذه .
فكرت في الذهاب إلى الصالة الرياضية , ثم السباحة في البحيره عدة أشواط , ولم تضيع وقتاً قبل أن ترتدي البكيني وفوقه شورت وقميصاً قطنياً مقفلاً , ثم تهبط السلم .
كانت قاعة الرياضة فسيحة تحتوي على مختلف الأجهزه الرياضية . وكانت هناك خزانة في الجدار تحتوي على مختلف أنواع الأسلحة العسكرية . . بينها واحدة على الأقل غير قانوني , إلا إكان لديه رخصه .
- هل أعجبتك مجموعتي ؟
إنه يمشي كالنمر . . فأستدارت ببطء تواجهه وكان في ملابس رياضيه :" هل أنت من محبي الفنون العسكريه ؟"
تقدم إليها برشاقة لايمتلكها معظم الرجال :" هل يدهشك هذا ؟"
-لا .
ما يدهشها فيه كان قليلاً جداً. كانت فيه مزيّه لم تستطع تحديدها بدقه . . هي انسجام بين العقل والروح .
نظر إلى ملابسها :" أتريدين أن تتمرني ؟"
قالت بإيجاز :" أريد أن ألكم شيئاً ما"
لاحظ توتر صوتها فأستغرب الأمر:" هل تحبين أن تخبريني بالسبب ؟"
- ليس تماماً.
كبح شعور التسلية وهو يسأل :" أي زوج من قفازات الملاكمه تريدين ؟"
- أنا جادة .
- هذا سيء .
وتملكه إغراء في أن يحوّل الغضب في صوتها إلى مشاعر محمومة , ليستمتع بذالك .
لكنه بدلاً من ذالك بقدم إلى الخزانه في الجدار وأضر قفازي ملاكمة وعاد بهما إليها :" أعطيني يديك "
ألبسها إياهما , ثم سار إلى الكيس والمحشو الذي ستتدرب عليه وسألها :" هل سبق أن أستعملت واحدة مماثلة ؟"
قالت وهي تتبعه :" لا , لكنه مناسب "
- تضربيه بدلاً ممّن ؟
بقيت صامتة عدة ثوان :" أنا لست واثقه بعد "
- باشري إذن .
وفعلت إلى أن أوقفها بعد سلسله من اللكمات , وعندما خلعه من يديها سارت نحو دواسه الركض الدائري ووضعت الأبره على سرعه متوسطه ثم أخذت تتمرن عليها حتى شعرت بالإكتفاء .
كان ريف على مرمى البصر منها , ولم تستطع إلا أن تعجب بسلسة تدريباته العسكرية , إنه منضبط تماماً أثناء التدريب , مهلك أثناء القتال .
أستهلكت طاقتها فتركت الألعاب الرياضيه وتوجهت نحو البحيره داخل الجدران .وفي ثوان قليلة أصبحت في المايو البكيني , فغاصت في المياة البلوريه .
أخطت دانييل عدة أشواط التي سبحتها قبل أن يبرز بجانب رأسها رأس أسود . فقد جعل ريف سرعتة تعادل سرعتها .
ومضت فتره قبل أن تدعوه للتوقف , ثم أتجهت إلى نهايه البحيرة .
- هل أكتفيت من السباحه ؟
- نعم .
- وشعرت بتحسن ؟
- نوعاً ما .
-فلنخرج من هنا إذن . فنأخذ الدوش ثم نذهب لنأكل .
خرجت من البحيرة وتناولت منشفتها :"أنا سأطهي الطعام "
- يمكننا أن نتعشى في الخارج .
- يمكنني أن أطهي بفتيك رائعاً مع السلطه.
وأخذت تعصر شعرها :" لقد وضعت إيلينا خبزاً تركياً رائعاً في الثلاجه , ثق بي "
أكلا على الشرفة حيث كان المشهد هادئاً وساكناً , يطل على مناظر المروج بأسيجتها المنتظمه الأنيقة , ومختلف الأجمات المزهره ومجموعات الأشجار القصيره .
خطر ببال دانييل فجأه كيف سيكون الأمر عند وجود أطفال . .
سيكون هناك أراجيح , وخشبة للتزحلق , وأنواع من الألعاب لخارج البيت . كلب محبوب يجلب الحب والضحك .قطه داخل البيت تنام متكوره على أفضل المقاعد . وغرفة الأطفال مع سرير للطفل , وسرير عادي . ورفوف الكتب والألعاب . حصان خشبي هزّاز وكرسي هزّاز يمكنها أن تجلس علية مع طفل بين ذراعيها .
طفل . . سبب هذا الزواج .
أيمكن أن تكون حملت الآن ؟ هذا ممكن ولكن بناء على حساباتها , هذا لم يحدث على الأغلب .
متى سيحدث هذا ؟ وصعدت إلى حلقها ضكه خافته ثم ماتت.
- تقول آريين أن أزدهار العمل مازال في أرتفاع .
- نعم.
- هل لديك أي أعتراض على رأيها ؟
كان سريعاً , أسرع مما ينبغي كما لاحضت وهي تتنبه إلى نظراته الذكيه .هل نسيت أمها غموض إلغاء الطلب والغضب الناتج عن ذالك من العميل الساخط , وهل ينبغي لها ذالك ؟
كان جزء منها يريد منها أن تتعامل مع هذه المسأله بمفردها , من المؤكد أن هذا غير صعب , حتى ولو أزالت كريستينا آثارها .
- لا.
قالت هذا وكان نجاح المتجر بالغ الأهمية , سواء لها أم لآريين فالقضيه قضية كرامه .
- ولكن . .
- لماذا تتصور أنني أخبأ شيئأ؟
لم ترد أن تبدو بهذه السخريه , لكن كريستينا وإمكانياتها المثيره للمتاعب كانت تشعرها بالمراره والألم .
مال ريف إلى الخلف في كرسيه وأخذ يتأمل ملامحها , ثمة شيء يزعجها , وهو ينوي أن يعرف ماهو.
- سنذهب مساء السبت إلى معرض للصور الفيتوغرافية في "غاليري سيمبسن"
- هل تساير المواعيد الإجتماعية للأسبوع القادم ؟
- نعم .
- ياللمتعة !
- لاتسخري .
- ربما كل مافي الأمر انني لاأحب أستعراض نفسي .
-مع الوقت سيصبح زواجنا خبراً قديماً .
هذا صحيح , ولكن ليس مع شبح كريستينا الذي يلوح دوما في الخلفيات .
- والأحد نحن مدعوان عند العصر مع أصدقاء لعدة ساعات . "فوليبول" على الشاطئ يتبعه شواء .
- ماذا لو كان لدي خطه تخصني ؟
- يمكننا الوصول إلى تسوية .
- ماذا عن حضور فيلم في السينما .
- سنكون على ساحل الذهب في الأسبوع القادم .
- عفواً , ستكون ؟
قال بصبر :"لديّ عمل هناك "
- لايمكنني أن أترك المتجر .
- بل يمكنك ذالك :"ستشغل لين مكانك الخميس والجمعه ."
تمنت لو تضربة :"كنت أفضل لو تحدثت عن هذا معي أولاً "
كانت الشمس تدنو للمغيب , متعت المشاهد . فأضاء جهاز أستشعار متحكم عن بعد , منيراً الأرض بوهج ناعم .
نهضت واقفه دون كلمه أخرى , ثم أخذت تجمع ادوات الطعام والأطباق الصينيه لتأخذها إلى المطبخ حيث أعادت تنظيمه خلال دقائق ثم أسرعت صاعدة إلى غرفتها تتناول حقيبة يدها ومفاتيح السيارة .
شعرت بحاجه قصوى للإنفراد بنفسها ولو لساعة واحدة .
- هل أنت خارجه ؟
التفتت دانييل فوجدت ريف واقفاً على عتبة غرفة النوم :"نعم "
سأحضر سترتي .
لمعت عيناها غضباً :" سأذهب وحدي "
قال بصوت حريري خالص :" سأذهب معك وإلا لن تذهبي أبداً "
أزداد غضبها :" لاأريد أن أكون بقربك حالياً "
- كلام فارغ .
- تباً لذالك لايمكنك أن . .
- بل يمكنني .
- لماذا تضخم الأمر ؟
سأته هذا ساخطه . وهي تراه يدخل الغرفه قائلاً :" لأن ليس لدي نساء يخرجن ليلاً وحدهن "
- أنا لست أمرأتك .
بدت على فمه أبتسامه باهته :" بل أنت كذالك "
- ليس بأي مفهوم .
كانت من الغضب والضيق بحيث كادت تبصق , وهذا ما أشعره بالتسلية . أحضر ستره علقها على كتفه :" فلنذهب "
- لقد غيرت رأيي .
- يمكننا أن ننام باكراً .
كان قصده واضحاً . فقبضت يديها بغضب :" الجنس . . هل هذا كل ماتفكر فيه؟"
- معك ليس صعباً .
أندفعت دون وعي , ترفع يدها لتصفه ولكنه أمسك يدها قبل أن تصل إلى وجهه .
وببطء , ألقى بسترته على الكرسي , ثم جذبها إليه وأنحنى يقبلها قبله تأديبيه وصلت إلى اعماق روحها .
أخذت تقاومه في البدايه , تضربه بقبضتيها على ضلوعه وظهره وكل مكان أمكنها الوصول إليه , ولكن دون فائدة إذ كان يشدد أحتضانه لها .
بقت تقاومه بقوه مالبثت أن اخذت تضعف عندما تقبل عقلها ماسبق أن تقبله جسدها .
الرغبه في التجاوب معه . قهرتها , ومعرفتها هذه جعلتها تتأوه بيأس وهي تحاول أن تنتزع نفسها من قتضته.
تمكنت من ذالك فقط بعد أن أطلقها . تراجعت خطوه وهي تحاول السيطره على أنفاسها المتسارعة .
- هل نذهب أم نبقى ؟
بدا غاضباً وهذا مازاد من غضبها , فنظرت إليه هائجه :" أنا خارجه وحدي "
- لقد سبق أن حدث هذا المشهد بيننا , ولا أظنك تريدين القيام به مره أخرى .
-أنت لست سجًاني !
وأنطلقت بسرعة تهبط السلم , وكانت سيارته في الكاراج فأستعملت جهاز التحكم عن بعد لرفع بابة الأتوماتيكي, ثم أندفعت إلى مقعد القيادة من السيارة وأدارت المحرك . .
وفي تلك اللحضة انفتح الباب بجانبها ودخل ريف يجلس عليه .
كان ريف يشك في أن في ذهنها أي مكان تريد الذهاب إليه , لكنه لم ينطق بكلمه وهي تخرج بالسياره من البوابه وتتجه إلى قلب المدينه , توجهت إلى ضفاف النهر . فقد كان هناك مقاهي كثيره وحانات عدة لتختار منها , وهذا سيسعدها لأنها ستكون خارج جدران البيوت وبعيدة عن مراقبة الناس .
وربما إذا تجاهلت ريف يمكنها أن تدعي أنه غير موجود .
لكنها سرعان ما أدركت خطأ حساباتها عندما أختارت مقهى وأختارت مائده خارجيه جلست عليها ثم طلبت قهوه , وإذا بريف يشير للنادل طالباً قهوه ساده له ثم جلس أمامها يتأملها .
- هل سنجلس صامتين أم نتحدث ؟
قابلت نظرته بهوء :" يمكنك أختيار الموضوع "
- ما الذي يزعجك ؟
- أنت تزعجني . فأنت تضع خططاً دون استشارتي ثم تنتظر مني الموافقه .
- موافقتك هي جزء من الإتفاقية التي بيننا .
أظلمت عيناها :" طبعاً , وعلينا ألا ننسى الإتفاقيه .
لم تتغير ملامحه وهو يقول برقه وبطء :" حذار , يا عزيزتي "
أحضر النادل قهوتهما , فأخذ ريف رشفه متلذذاً .
- لا أريد أن أترك المسؤليه كلها على أمي في المتجر .
كانت أمها أكثر من قادره على ذالك , وفي الأحوال العاديه لم تكن لتتردد في الغياب عدة أيام . لولا شعورها بأن كريستينا تهدف إلى القيام بعمل مؤذي , لما فكرت بالأمر البته , والحقيقة أنها كلما فكرت في ذالك, كلما أزداد أقتناعها بأن تلك الشقراء وراء ماحدث اليوم في المتجر .
وكان أهتمامها منصباً على ماتخطط له كريستينا غير هذا .
- يومان ليس الحياة بطولها .
ولأن كلامه صحيح لم يخفف من قلقها :" أنت لن تذعن أليس كذالك ؟"
- لا.
تظرت إليه , فرأت العناد في عينيه . إنه رجل لايعاديه شخص عاقل .
ودون كلمه أخرى , أنهت قهوتها , ثم نهضت وأخرجت من حقيبتها ورقه ماليه ماجعل ريف يضع يده على يديها :" أنت تبالغين في الإستقلال بنفسك "
وأستدعى النادلة وناولها ورقه ماليه من محفظته ثم تبع دانييل إلى الخارج .
لم يكن يبدو في بنطلونه الأسود وقميصه غير المقفل مديراً لشركه ضخمه . . ومع ذالك كان فيه شيء يجذب الأنظار .
كان هواء الليل منعشاً , والنسيم يعبث بشعرها المنسدل تاركاً خصلاتها تحتك بوجنتيها , فوضعتها خلف أذنيها .
أخترق الجو صفير إعجاب , لكنها لم تلتفت نحو ذالك المعجب ولم تر النظره الثلجيه التي ألقاها ريف في أتجاه الرجل .
وسرعان ما استدارا وعادا أدراجهما , وسمعت دانييل وهي تمر بالموائد , ضحكات وثرثرة الزبائن وهم يستمتعون بوجباتهم .
وصلا إلى السياره فناولته المفاتيح ثم صعدت إلى المقعد الجانبي . ولم تكن رحله العوده طويله , وفي البيت صعدت إلى الطابق الأعلى غير مهتمه بما إذا كان يتبعها أم لا .
بعد ذالك بدقائق , خلعت ثيابها وأستلقت على السرير وأطفأت النور . ولم يأتها النوم بسهوله , فتقيت مستيقضه فتره بدت لها دهراً قبل أن يدخل ريف الغرفه بهدؤء .
شعرت بقلبها يخفق بسرعة وتملكها الشوق إليه . . رباه , لماذا يتصرف قلبها بشكل مغاير لما يريده عقلها ؟
إنها لاتريده . . ( كذابه ) . فهي تريد أن تتلاشى في حبه , وأن تشعر مره بتلك الأحاسيس الساحره .
وصدمتها هذه الفكره لحضه .
كيف أمكنها أن تفكر في إشراك عواطفها ؟ أتراها . . مجنونه ؟
إنها تكره ريف فالديز لهذا المشروع الذي أبتكره .
ولكن الكراهية لم تكن تشكّل جزءاً مما تشعر به عندما يمد يديه إليها . لم يكن للكره أو عدم الأكتراث مكاناً في مشاعرها عندما تبدأ مشاعرها بالغناء . . .


-------------------------------------------------
مونــــــــــــــــmoniــــ ــــــــــــي



مونـــــي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس