عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-12, 01:23 AM   #10

مونـــــي
 
الصورة الرمزية مونـــــي

? العضوٌ??? » 173623
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 68
?  نُقآطِيْ » مونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond repute
افتراضي


9- رحلة الأحلام

تناولا الفطور على الفيراندا فكان ذالك طريقة مريحة لبدء النهار . . رشفت دانييل قهوتها وهي تسرح بنظراتها بين الحدائق . إن كدح أنطونيو في المروج والنباتات تظهر عناية وأناقة فائقين , وتأثير ذالك كان مذهلاً , وكانت ساعات عمل الزوجين تتطابق مع ساعات عملهما , وهذا يعني أنهما يدخلان البيت بعد خروجها , وتعود هي إلية بعد خروجهما .
كانت "توراك" ضاحية راقية بيوتها هي مزيج بهيج من القديم والحديث , وبعضها تحيط به الأراضي الفسيحة .
ولم يكن بيت ريف بالمستثنى , فاجدران العالية تجعله يبدو منفرداً منعزلاً رغم قرب الضاحية من المدن .
قال لها وهو ينهي قهوته :" لدي أسبوع من الإجتماعات في باريس ولندن , وسنذهب غداً"
إشراكها معه ملأها مراره :" المفروض أن نتحدث مع أمي ولين لكي تستعدا إلى العمل مكاني , فاقضية كلها هي (أنجاز عمل) "
أمال رأسه وهو يجيب :" هل كنت تفضلين أن نضيع الوقت بالمناقشه ؟"
- ألا تمنحني حق الرفض ؟
قال بشيء من الهزل :" أتريدين أن ترفضي ؟"
فتحت فمها , ثم عادت فأقفلته , باريس , إنها تريد هذه الفرصه السانحه لزياره دور الملابس الداخلية :
وبدت على شفتيها إبتسامه بهيجه :" ومن يعترض على رحلة إلى باريس ؟"
حتى في الجو القارس البروده في الشتاء , تحتفظ باريس بسحرها .
تجاهلت دانييل الجو الضبابي الرطب وهي تنقل معطفها وتلف وشاحها الصوفي حول عنقها .
لقد مضت خمس سنوات على آخر زياره لها إلى باريس , وهناك أماكن تريد أن تعرفها . . . معارض فنون , ضفاف السين , المقهى المفضل لديها الذي مازال في خيالها منذ إقامتها المؤقته تلك في هذه المدينه الرائعه .
قد تكون السماء غائمه , لكن مزاجها متألق كقوس قزح .
إنها تحب جوها الخاص وتاريخها العريق . . .
لن يهمها أن يكون ريف مرتبطاً بإجتماعات عمله طوال النهار . فهناك متحف اللوفر ونوتردام , ولن تكتمل الزياره إلى باريس دون رؤية المدينة من أعلى برج إيفل . . .
تنهدت وأسرعت الخطى , تريد أن تستغل كل لحضه من الأيام التي ستمضيها هنا .
عمّ قلبها البهجه لأنها تستطيع التسوق , ومع أنها كادت تجن عندما أعطاها ريف بطاقة حساب بأسمها , فقد قاومت إغراء التسوق .
كانت الساعة قد تجاوزت السادسه عندما دخلت فندقها الفخم في جادة "الشانزليزيه" وأستقلت المصعد إلى جناحهما .
وجدت ريف هناك وقد خلع سترته وفك رباط عنقة . .
ألقى نظره واحدة على وجنتيها المتوهجتين وعينيها المتألقتين , ثم تقدم نحوها يعانقها عناقاً طويــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــلاً . .
- هل أمضيت يوماً حسناً ؟
- كان رائعاً , وأنت ؟
ومنحته أبتسامه أحتوت قلبه .
- الفرنسيون يحبون المساومة .
- وكذالك الإلحاح .
- يمكنك أن تقولي ذلك .
- وأنت لاتذعن .
وكان هذا تقريراً أكثر منه سؤالاً .
- لا.
إذا عُقدت الصفقه فهي على شروطه هو .
وضعت دانييل أكياس التسوق على كرسي , ثم أخذت تفك أزرار معطفها .
دس ريف يديه داخل المعطف الدافئ , وجذبها إليه ثم أخذ يحك أنفه تحت أذنها :" تعالي وشاركيني الدوش "
كان يريدها , ويريد حلاوتها , وأكثر من كل شيء آخر كان يريد أن يلاشي نفسه فيها . أن يحتضنها وينسى مؤقتاً إحباط هذا النهار .
ثم عاد فصمم على أن يرتديا ثيابهما المناسبه ويذهبا للعشاء في مكان ما , فيأكلان الطعام ثم يعودان إلى الفندق .
- أنا لست واثقه من أن هذه فكره جيدة .
حك بشفتية خدها:" لا؟"
- لا . .أريد أن أخرج من هذا الجناح .
- وهل هذه مشكله ؟
- هذه باريس .
قالت ببساطه وكأنما قالت كل شيء . وأخذ هو يضحك بصوت خافت لحضة قبل أن يعانقها . .
بادلته عناقة . . ثم لم تعد تستطيع منع نفسها من التجاوب معه . .
- حذار , ياحبيبه .
ثم عاد إليها بشغف وقوه كادت تكتسحه هو قبلها هي .
بعد ذالك بنصف ساعة خرجا يتمشيان في الشارع في الجو البارد المعش . كان بإمكانهما . أو ربما كان عليهما أن يدخلا أحد مطاعم الفندق بدلاً من أن يغامرا بالخروج .
وعلى كل حال المطاعم الفاخره كانت على إمتداد الشوارع . ولم يكونا بحاجه إلى السير بعيداً قبل أن يدخلا إلى مطعم فاخر حيث طلب ريف , بفرنسة لاعيب فيها . من رئيس الندل أن يجد لهما مائده .
كان الطعام فاخراً , ومدحت دانييل ذالك وهي ترفض الحلوى وتطلب القهوه .
بدا ريف وكأنه هره شبعانه . . أو فهد مرقط ناعم الشعر , كما شبهته , واعيه إلى القوه الكامنه تحت البذله الإيطالية التفصيل , والقميص الأبيض المنشى .
مجرد تفكيرها في مايمكنه أن يفعل بها , جعل قلبها يخفق خفقات غريبة .
وكان هو يعلم . يمكنها معرفة هذا من لمعان عينيه والتواء فمه .
- دانييل ؟ دانييل آلبوا ؟
كان الصوت مألوف والرجل أيضاً .
- جان كلود ؟
شاب صوتها عدم تصديق , ثم ضحكت من حلقها رافعه وجهها لتتلقى قبله تحية على كل خد , وكانت عيناها تلمعان :" لاأصدق هذا "
- أنا الذي لاأصدق أنك عدت إلى باريس , ياعزيزتي .
ونقل نظراته بينها وبين ريف ثم سألها :" ألن تعرفينا ببعضنا البعض ؟"
- طبعاً , جان كلود سبيبر . ريف فالديز .
قال ريف ببطء مؤكداً أمتلاكه لها :" زوجها "
أحست دانييل بتحذير خفيف في لهجته , فعجبت لذالك .
- جان كلود هو صديق قديم . أجلس معنا , ارجوك . كنا على وشك أن نطلب القهوه .
تعود صداقتهما إلى سنوات خمس على الأقل . وكان هو شهماً تماماً معها .
- هل أنت واثقة ياعزيزتي من أنني لن أتطفل عليكما ؟
ونظر إلى الرجل الذي يضع خاتماً في إصبعها , وتسائل عما إذا كان من الحكمه أن يزعجه .
أشار ريف إلى الكرسي الخالي :" تفضل "
- والأن أخبرني ياريف كيف أستطعت أن تحصل على هذه المخلوقة الحلوه ؟
- بتقديمي لها عرضاً لم تستطع أن ترفضه .
- فهمت .
- أرجو أن تكون فهمت حقاً ياصديقي .
قال ريف هذا بلهجه مطاطه وهو يرفع يده إلى النادل بأن يحضر قهوه .
- مر وقت طويل منذ أن رأيتك آخر مره .
قال جان كلود هذا وهو يهز كتفيه ويتابع :" ومع ذالك لم تكن المدة طويله , ولكنك أروع جمالاً الأن ."
ومنحها إبتسامه دافئة .
قالت بأبتسامه خبيثة :" وأنت أكثر تزلفاً "
- آه , أنت تعرفينني جيداً.
قالت تخاطب ريف اللذي كان ينظر إليهما :" جان كلود كان طالب فنون في السور بون . وقد تعارفنا عندما كنت أجول في متحف اللوفر . كان مصمماً على أن يشعل النار في العالم بفنه "
سألة ريف بتكاسل زائف :" وهل فعلت ؟"
-ليس في العالم . وإنما في قسم صغير منه فقط .
سألته دانييل مداعبة :" صغير إلى أي حد ياجان كلود ؟ فأنت كنت متواضعاً دوماً إلى حد لا يصدق "
-أعمالي معلقه في بعض معارض الفنون .
جاء النادل بالقهوه , فأضافت دانييل إلى قهوتها قشدة وسكراً . بينما تناولها الرجلان ساده .
- إلى متى أنت باقية هنا؟
- عدة أيام فقط .
قال ريف له هذا فرأى الخيبة على وجهه .
- أخبرني عنك , هل تزوجت ؟
- لمدة قصيرة . زواجنا لم ينجح . وأنا الآن أدفن نفسي في عملي .
- أنا آسفة .
- نعم . أصدق أنك آسفة .
أنهى قهوته ثم وقف وأخرج من جيبه ورقة ماليه وضعها على المائده .
أزاحها ريف جانباً . رافضاً لها, لكن الرجل الفرنسي لم يأخذها :" عن أذنكما "
ولامس خدها بيده :" إلى اللقاء ياعزيزتي "
ثم حيا ريف وأنصرف .
أخذت تنظر إليه وهو يسير على الرصيف , ثم رفعت فنجانها ترشف منه :" لا .. لم يكن "
قالت هاذا بهدوء تجيب على نظرات ريف الهادئه , متحدية .
لم يتظاهر بأنه لم يفهم :" هل أحببته ؟"
أجابت بهدوء :" كان يساعدني عندما أحتاجه . لقد وقعت في حب رجل ظننته أحبني لنفسي ولكن ما أكتشفته أنه كان مهتماً بإيرث آل "آلبوا" . في ذالك الوقت تعرفت على جان كلود الذي لملم قطع المشاعر المحطمه وساعدني على تمالكها من جديد ؟"
كانت عيناها صافيتين , يشبه غمامة من ذكريات الألم , فأضاف ريف صامتاً بأنه وقع في غرامها .. وتسائل إذا كانت تعلم بذالك :" يبدو أنني أسأت الحكم عليه "
- ولن تسنح لك الفرصه لتعديل رأيك .
- ألم تبقي على أتصال به ؟
قالت ببساطة :" ما كان ذالك بمثابة إنصاف له "
أستدعى ريف النادل ودفع الحساب :" هل نذهب ؟"
تمشيا فتره , يتوقفان هنا وهناك , متفرجين على واجهات المحلات . كان الليل يفيض بالحياه والناس الجالسين في المقاهي حيث روائح الطعام والقهوة التي تعبق في الجوّ .
كان ثمة نوع من أنعدام الزمن , وذبذبات لم تعرفها في أية مدينه أخرى في العالم . ربما هي الآن تنظر إليها بمفهوم جديد تبدو مختلفة .
أو ربما هي التي تغيرت . فإدراكها أنا الكرامة والأستقامه هما أهم من الأملاك والأصدقاء الزائفين . قد غيّرها كثيراً .
كان الوقت متأخراً حين عادا إلى جناحهما في الفندق . سار ريف نحو منضدة الكتابه وفتح حقيبة أوراقه :" سأعمل لفتره "
- هذا حسن .
ستنام في السرير . راجيه أن تكون نائمة حين يأتي لينام . وهكذا كان . وبعد ذالك بساعة وقف ينظر إلى ملامحها بهدوء . واعياً إلى جمال روحها الداخلي . لقد جذبتة إليه بعنف , موقضة شيئاً في أعماقة .
مرت الأيام التالية بسرعه أكثر مما ينبغي , حيث لم يكن هناك ما يكفي من الوقت للقيام بكل شيء .
العودة إلى اكتشاف المدينة كان عملاً منعشاً ذالك أن دانييل جددت معرفتها بما هو مألوف لديها وأبتهجت بما هو جديد .
ما أروع أن تمضي هنا شهراً بدلاً من ثلاثة أيام ! وعلى كل حال , أستطاعت أن تعثر على متجرين راقيين للملابس الداخلية حيث أخذت فكرة عن طراز ملابس الفصل القادم الداخلية .
كان هناك الكثير مما عليها أن تراه وتقوم به , وهذا ما منعها من التسكع في المقاهي المنتشره في الشوارع . وكل مساء كانت تعود إلى الفندق فتستحم وتغير ملابسها وتتعشى , ثم تعود إلى اكتشاف المدينه في الليل مع ريف اللذي كان يرافقها ويرعاها .
وبسرعة أكثر مما تحب , عادا إلى لندن حيث أمضيا يومين وليلة قبل أن يعودا إلى وطنهما .
رن جرس التلفون , فتركت دانييل المانيكان في واجهة المتجر التي كانت تلبسها , وأتجهت إلى التلفون . فقد كانت أمها مشغولة في غرفة القياس مع زبونه .
- مساء الخير. متجر لافام , دانييل تتكلم .
- هل تلقيتم أي سراويل بديلة ؟
كان صوتاً نسائياً يسأل .
إنها زبونه من جهنم :" أستطعت أن أشتري نفس اللون والطراز والحجم أثناء وجودي في باريس . إنها هنا لأجلك , يمكنك أخذها متى شئت "
ساد صمت قصير أستوعبت فيه المرأه قولها :" سآتي غداً "
هذا عضيم , فقد بدا لدانييل أن المرأه مستعده لإثاره مشكله . فقد أعادت زوج سراويل أشترتها أثناء العرض . مصره أن شقاً صغيراً كان في الدانتيل حين أشترته , وهو شيء تعلم هي وأمها أنه غير صحيح , لأن كل قطعه تتعرض لفحص دقيق حين الأستلام . وهي لاتضاف إلى رفوف البضاعة قبل فحصها .
وهذا يعني أن الشق حدث بعد الشراء , وسواء أكان هذا عملاً متعمداً أم تعرض لحادث , فهذا قابل للأخذ والرد .
لقد دار بينهما حديث طويل وأتهام مغرض عن الأهمال في الصناعه وأتهام لافام بأنها يبيع بضاعه بماركة زائفة وبثمن مرتفع .
لقد أزعجها ذالك الأتهام , وجعلها تضاعف الإحتياط . لو كانت الزبونه كريستينا لكان الدافع واضحاً , ولكن الشكوى في الأيام العشره الماضيه جائت من أمرأتين مختلفتين .
وكان شيئاً يبعث على الإطمئنان عندما مرت عدت أيام دون تورط مع أي طلب خاص , أو إعادة قطعة يزعم أن فيها عيباً أو أي شكوى .
أزدهر المتجر , وخرج الكاتالوج إلى الضوء , وعلى المستوى الإجتماعي , كان الأسبوع هادئاً تماماً .
- هل لديك مانع في أن أدعو آريين إلى العشاء ؟
ألقت دانييل هذا السؤال أثناء تناولهما طعام الفطور صباح الجمعه , فنظر إليها متفحصاً .
- الليلة ؟
- فكرت في يوم الأحد , إلا إذا كان لديك خطة أخرى .
وقضمت لقمة من الخبز المحمص أتبعتها برشفة قهوه .
- لابأس بيوم الأحد .
- أنا سأطهي الطعام . أتشك في أن بإمكاني ذالك ؟
قالت جملتها الأخيره مغضنه أنفها عندما رأتة يرفع حاجبه .
- وهل عنيت أنا غير ذالك ؟
لأجل هذا فقط ستطهي شيئاً غريباً لايمكن تصديقة ! وأنهى قهوته ونهض واقفاً :" لاتنتظريني للعشاء "
-وأنا لن أكون في البيت , فهذه الليلة نتأخر في البيع .

قالت هاذا تذكره , ثم تبعته خارجة من الغرفه , حيث تناولت سترتها وحقيبتها , ثم سارت في أثره إلى الكاراج .
- هممممم . . . هناك رائحة شهية .
تمتم ريف بأستحسان وهو يدخل المطبخ عصر يوم الأحد . بدت غاية في الظرف في الشورت والقميص دون أكمام . وكانت قد جعلت شعرها على شكل ذيل حصان , وتركت وجهها بلا زينه وكان هناك على خدها رشة طحين .
تقدم إليها يجذبها إليه , وإذا به يتلقى لطمة على ساعدة , لكن ذالك لم يكن له أدنى تأثير وهو ينحني يقبلها , وتملكة الرضى وهو يرى نظرته الجامده لولا أنها تمالكن نفسها بشكل أسرع مما يحب .
- إذا كنت تريد البقاء في المطبخ فكن نافعاً . هل تريد أن تغسل هذه أم تجففها ؟
وأشارت إلى مجموعه من الأواني المتسخه .
وكان قد عمل ذات يوم في غسل الأواني في عدة مطاعم وذالك مقابل الطعام , فقال :" أذهبي وسوي من شأنك "
ولم تظيع وقتاً وعندما عادت بعد عشر دقائق , كان المطبخ قد عاد إلى مظهره النظيف المتألق .
وصلت آريين في الخامسة وسألت أبنتها إن كانت تريج أي مساعدة ولكن دانييل شكرتها .
كانت وجبه فاخره أستحقت الجهد تماماً , وتناولا فيما بعد القهوه على الفيراندا
كان الهواء نقياً , والسماء صاحيه قائمة مرصعه بالنجوم , وكرهت دانييل أن تعترف بأنها , منذ مده طويله لم تشعر بمثل هذا الأسترخاء .

مونـــــــــــــــــــــmo niـــــــــــــــــــي

-----------------------------------------------------------



مونـــــي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس